ذكريات جميلة لطفولة بريئة وقانعة مع سندوتش الفول والطعمية .
عثمان محمد علي
Ýí
2023-01-30
ذكريات جميلة لطفولة بريئة وقانعة مع سندوتش الفول والطعمية .
لا أدرى لماذا تذكرت هذه الأحداث ولا أدرى لماذا أكتبها اليوم .ربُما لجمال مذاقها حتى اليوم وروعة برائتها والرضى والقناعة التي كُنا عليها.
في أوائل السبعينات (قبل ما التحق ب)المرحلة الإعداية كان (العيش والطعمية ) في قريتنا يُعتبر (فاكهة ) وننتظر من الخميس للخميس أو من الجُمعة للجمعة لكى نأكله إما ضمن مشترواتنا من سوق الخميس بقرية مجاورة لقريتنا إسمها (تلراك ) أو من بياعين العيش والطعمية يوم الجمعة أمام الجامع الكبير بالقرية (أبو حريز- كفر صقر-شرقية ) .إلى أن جاء يوم تصويرى للصور التي سنُقدمها مع ملف الإلتحاق بالمعهد الإعدادى الأزهرى بأبو كبير –شرقية .فذهبت مع عمى –الدكتور – سيد رفعت منصور– يرحمه الله إلى مدينة كفر صقر ،واتصورت صور مية بإستوديو أبو عافية (بالماكينة التي كان المصورون يحملونهاعلى أكتافهم من بلد لبلد في الأفلام المصرية القديمة ) .وبعدها إشترى لى عمى سندوتشين خليط فول وطعمية على بعض منفوخين من كتر الفول والطعمية والسلطة من مطعم (سمير ) وكان هو أشهر مطعم بكفر صقر وقتها . كان طعم هذه السندوتشات في فمى أجمل من طعم (الوز والبط والفراخ البلدى) التي كُنا نأكلها في بيتنا وقتها وما زال هذا الطعم في ذاكرتى وكأنه بالأمس .
--
المرة الثانية مع الطعمية .
كانت دراستنا في الإعدادى والثانوى بمعهد أبو كبير الأزهرى . وكانت والدتى يرحمها الله تحتاج إلى شهادة قيد بأنى في التعليم ليستمر صرف معاش والدى يرحمه الله .وفى يوم في الفسحة لقيت والدتى يرحمها الله واقفة على بوابة المعهد من الخارج ومُشترية لى (5 سندوتشات فينو بالطعمية )من الناس اللى بتبيع للتلاميذ وقت الفسحة من خارج بوابة المعهد ..ودى كانت ثقافة بعيدة عننا وقتها لأننا كُنا نفطر كُلنا أولاد العائلة في السكن الصبح ونتغذى ونتعشى مع بعض (على فكرة كُنا 11 واحد من العائلة ساكنين فترة الدراسة مع بعض في بيت واحد أو شقة واحدة كان أكبرنا الدكتور سيد رفعت منصور –يرحمه الله – وأصغرنا هو أنا –وكُلهم اصبحوا ما بين أساتذة جامعة وأطباء وصيادلة ومُهندسين ) . فأخذت السندوتشات وطلعت على الفصل ندهت على أولاد عمى وعماتى اللى معى في الفصل (عبدالكريم أبو سعيد – وعبدالرزاق عبدالوهاب –وحسن عبدالكريم شاهين ) وأكلنا مع بعض . وكانت لحظات مُمتعة المُتعة فيها ليس السندوتشات في حد ذاتها فهى ليست جديدة علينا ولكن حتى الآن لا أعرف. رُبما هو الإحساس بإهتمام والدتى بأن تشترى لى ولأولاد عمى وعماتى اللى معى في الفصل وليس لى لوحدى.لا أدرى .
وبالمناسبة كُنت أجلس في الفصل أنا وعبدالرزاق عبدالوهاب وعبدالكريم أبو سعيد على تختة واحدة .وكان عبدالرزاق شاطر في مادة الرياضة لأنه درس الصف السادس الإبتدائى بينما نحن لم ندرسة وإلتحقنا بأولى إعدادى من إمتحان من رابعة لأولى إعدادى مُباشرة .فكان نصف مادة الرياضيات بمثابة مُراجعة لحساب الصف السادس فكان بالنسبة له تكرار لما يعرفه من قبل . فكان يشترط على (عبدالكريم أبو سعيد ) انه يشترى له سندوتش في الفسحة علشان يشرح له مسائل الواجب ويحلها معاه ههههههه كان فظيع (حبيبى يا رزوقه ) .
==
وأذكر أجمل كوباية شربات شربتها في حياتى حتى الآن .كانت في بيت الأستاذ (لطفى واكد يرحمه الله).. الأستاذ لطفى واكد – كأن أحد رجال الضباط الأحرار(الصف الثانى ) وكان من أعضاء سكرتارية عبدالناصر (لكنه كان شريفا وعفيفا ونظيف اليد ومن عائلة ميسورة من قرية مجاورة لقريتنا إسمها سنجها ) وعمل بالسياسة من خلال حزب التجمع الديمقراطى مع الأستاذ (خالد محى الدين) وكان نائبا لرئيس الحزب وجريدة (الأهالى ) وكان يرحمه الله سياسيا ومُخلصا لمصر بصدق وشرف وعاش ومات وهو من الطبقة المتوسطة .فكان يدخل انتخابات مجلس الشعب ويسقط بأوامر من (مبارك-عليه لعنة الله ) وفى عام (90 ) رفع مُبارك يده عن أعضاء الحزب الوطنى في مدينة كفر صقر وأعطى أوامره بأن تكون انتخابات شبه نزيهة في بعض دوائر المعارضة ، فنجح الأستاذ (لطفى واكد ) وقتها في مجلس الشعب . فكونا وفد من قريتنا (أبو حريز – كفر صقر ) وذهبنا لتهنئته في بيته ،وكان معى في سيارتى المتواضعة جدا جدا عمى (الحاج عبدالعزيز) وإبنه أخى وحبيبى وصديقى (عزت عبدالعزيز) يرحمهما الله برحمته الواسعة ،وشربت وقتها كوباية شربات هي أحلى كوباية شربات شربتها في حياتى ومازال طعمها على لسانى حتى اليوم ،مع أنى شربت قبلها وبعدها مئات وربما ألاف من (اكواب )كوبايات الشربات في مناسبات عديدة أو في بيتى فأنا من هواة شرب شربات الورد حتى اليوم وأبحث عنه في المحلات العربية في كندا وأشتريه لو وجدته فيها .
ذكريات طفولة جميلة وأجمل ما فيها هي البراءة والرضا والقناعة والدفىء العائلى على مستوى العائلة الصغيرة والعائلة الكبيرة (آل على ) وحُب عائلات أهل البلد جميعا بعضهم لبعض.
فهل يتمتع أطفال قريتنا العامرة(أبو حريز ) بهذا الحُب وهذا الرضا وهذه القناعة اليوم ؟؟؟
أتمنى هذا .
اجمالي القراءات
2207