سؤالان

الأربعاء ٢٧ - سبتمبر - ٢٠٢٣ ١٢:٠٠ صباحاً


نص السؤال:
السؤال الأول : مرحبا دكتور صبحي منصور أنت تقول أن قصص القرآن ليست مصدرا للتشريع لكن سجود يعقوب وبنيه وزوجته ليوسف فيه كلام كثير وجدل، ولكن المهم أننا ننظر إليه من كل جانب، المهم هل كان هذا السجود شركا أم لا؟ و اذا لم يكن شركاً، ولا يمكن أن يقال إن سجود الإنسان محرم على الإنسان لأنه شرك . ولم أجد آية في القرآن حتى الآن تنص على أن سجود الإنسان للإنسان إذا لم يكن بغرض العبادة وإنما كان للاحترام فقط . السؤال الثانى لا أدري هل سافرت السيدة زينب إلى مصر أم لا؟ وإن كانوا قد سافروا إلى مصر فليس غريباً، فمصر والإمبراطورية الفارسية والإمبراطورية الصينية والهند كانت من الحضارات الإنسانية العظيمة. تقول الأناجيل أن يسوع المسيح نشأ في مصر، والصحيح أن هذا غير موجود في القرآن، لكن لم يذكر في القرآن أن يسوع المسيح لم يسافر إلى مصر. وفي رأيي عندما يكون هناك شيء واضح في التوراة والإنجيل ولم يرد في القرآن صراحة والمعنى المذكور في التوراة والإنجيل ليس دعوة إلى العنف وليس عبادة غير الله وهذا ليس غير معقول وفي مثل هذه الحالة فالأجدر بالمسلم من القرآن أن يعطي احتمال صحة ما ورد في التوراة والإنجيل. على سبيل المثال، مصر وفلسطين جنبًا إلى جنب، ورحلة المسيح إلى مصر ليست غير معقولة في رأيي . وبطبيعة الحال، لكل شخص الحق في أن يكون له رأيه الخاص أما عن السيدة زينب فيقول إنها لم تذهب إلى مصر والقبر المصري ليس حقيقيا أنت تعرف عن هذا أكثر مني وقد قمت بالكثير من الأبحاث ولكن من المنطقي بالنسبة لي أن يكون قبرها في مصر وليس في سوريا، لأنه إذا عاد إلى مركز الخلافة الأموية، حيث قُتل أخوه والوالي المعين للخلافة الأموية، فهذا ليس هو الحال. ومن المعقول حقا في رأيي. وبالطبع يعتقد الكثيرون أن قبرها موجود في مقبرة البقيع بمدينة يثرب أنت أيضًا مؤرخ متميز ولا تعتبر القبر في مصر للسيدة زينب . حسنًا، بحثك مثير للاهتمام بالتأكيد وسأقرأه إذا وجدته
آحمد صبحي منصور :

إجابة السؤال الأول :

1 ـ التحية بلا تقديس لا بأس بها . هناك تحية بالانحناء جزئيا ( ركوع ) وبأن يخرّ ساجدا دون تقديس ، مجرد إحترام حسب العادة أو البرتوكول ، وهذا ما فعله يعقوب وزوجه وبنوه أمام يوسف عزيز مصر وقتها .

2 ـ التقديس لبشر هو الكفر لأن التقديس يجب أن يكون خالصا لله جل وعلا وحده . هناك مساحة للتقديس فى قلب كل انسان . إذا كان مؤمنا بالله جل وعلا مخلصا له الدين والدعاء والعبادة فالتقديس فى قلبه للخالق جل وعلا بدرجو 100 % . إذا كان هناك 1 % فقط تقديس لبشر أو حجر فهو كفر وشرك . المحمديون تتكاثر آلهتهم تزاحم رب العزة فى التقديس الواجب له جل وعلا وحده . هناك آلاف من الألهة وعشرات الألوف من القبور المقدسة يركعون لها ويسجدون ويتوسلون ويستغيثون ويتعبدون . أحدهم عندما يصلى يسهو ويفكر فى كل شىء عدا صلاته ، أما عندما يقف ضارعا أمام القبر المقدس فلا يسهو ولا يشغله شىء عن التقديس للإله المزعوم . هذا التقديس شىء قلبى ، حتى لولم يتم التعبير عنه بالركوع والسجود .

 

 إجابة السؤال الثانى

1 ـ فى رسالتى للدكتوراة عام 1977 فصل عن ( الأضرحة المزورة  فى مصر المملوكية ) ( الأضرحة هى القبور المقدسة ) . وقمت بحصر لها ، وتقسيمها ، فمنها أضرحة لا وجود لأصحابها أصلا فى التاريخ مثل سارية الجبل الذى نادى عليه عمر بن الخطاب بزعمهم ، ومنها أضرحة متعددة لنفس الشخص ، واضرحة لحيوانات مثل جمل السيدة عائشة ، وأضرحة لشخصيات مصنوعة فى الكرامات مثل العروس التى ماتت من الحياء ليلة الزفاف . ولم يوجد وقتها أى ضريح للسيدة زينب بنت على أخت الحسين ، مع إنه كان مشهورا ضريح السيدة نفيسة من أحفاد العلويين ولها نسب ، وورد ذكر قدومها لمصر فى المصادر التاريخية ، ولا يزال مسجدها مزارا حتى الآن .

2 ـ فى كتاب  ( البحث فى مصادر التاريخ الدينى ) الذى كان مقررا على الطلبة فى قسم التاريخ عام 1984 كتبت فصلا عن استخلاص التاريخ من كتابات الرحالة ومشاهداتهم فى مصر وتطوافهم بالأضرحة . ونشرت بعضه فى موقعنا وتوقفت بسبب الانشغال . وقد زار الرحالة ابن جبير مصر وشهد الاحتفال والتقديس بقبر الحسين فى القاهرة ، بعد قليل من تأسيسه فى اواخر الدولة الفاطمية وعرضت لتحليل كتاباته فى كتاب ( البحث فى مصادر التاريخ الدينى ) المُشار اليه .  

3 ـ وفى كتاب عن شخصية مصر بعد الفتح ( الاسلامى ) ــ الذى كان أيضا مقررا على طلبة جامعة الأزهر عام 1984 ـ  فصل عن مصر الفاطمية واضطرارها وقت ضعفها وخمود دعوتها الى الزعم بالعثور على رأس الحسين واستقدامه الى القاهرة بعد أكثر من قرنين من مصرع الحسين ، وآمن المصريون بقبر الحسين وقدسوه ، وتخلوا عن الخلافة الفاطمية . كتاب شخصية مصر هذا منشور فى سجل كتبنا فى موقع أهل القرآن .

4 ـ وفى كتاب ( شخصية مصر بعد الفتح .. ) فصل عن تمصير المسيحية وتمصير الاسلام ،   بإعادة صياغتها لتتفق مع الثوابت الدينية الفرعونية المصرية . وقلت فيه أنه كان من مظاهر هذا التمصير الزعم بقدوم السيدة مريم بابنها الى مصر ومرورها بأهم المدن المصرية ذات الشهرة الدينية وتأسيس كنائس باسمها لترتدى الثوابت الفرعونية ثوبا مسيحيا .

5 ـ بالمناسبة كوفئت على هذه الكتب بالاضطهاد فى جامعة الأزهر ، وتعاظم الاضطهاد فى العام التالى 1985 بسبب خمسة كتب أخرى ، مما سبّب تركى للجامعة بعد عامين ثم سجنى بعدها فى أول موجة لاعتقال القرآنيين فى أواخر عام 1987 .

6 ـ والحمد لله جل وعلا رب العالمين . 



مقالات متعلقة بالفتوى :
اجمالي القراءات 1214
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق
تاريخ الانضمام : 2006-07-05
مقالات منشورة : 4985
اجمالي القراءات : 53,504,362
تعليقات له : 5,329
تعليقات عليه : 14,629
بلد الميلاد : Egypt
بلد الاقامة : United State

مشروع نشر مؤلفات احمد صبحي منصور

محاضرات صوتية

قاعة البحث القراني

باب دراسات تاريخية

باب القاموس القرآنى

باب علوم القرآن

باب تصحيح كتب

باب مقالات بالفارسي


النهى للنبى : كم اقف متدبر ا أمام أسلوب ( النهي للنبي عليه...

سورة الكوثر: يقول الله ( فصل لربك وانحر ) هل المرا د بها...

سؤالان : سؤالا ن : السؤ ال الأول : هل هناك فرق بين (...

تفسير كامل: أريد أن اسألك م هل يوجد تفسير كامل للقرآ ن ...

قهر اليتيم : أرجو منك توضيح معنى واماا ليتيم فلا تقهر كيف...

الميراث: سؤالي حول توزيع المير اث بين الذكو ر ...

رؤية الله جل وعلا: هل سيرى اهل الجنة الله عز وجل رؤيا العين ؟ لأن...

إصلاح الروتين : أنا حاليا ً أعمل مراجع في أحد المؤس سات ...

كلها أحاديث بشرية: لدي سؤال يتعلق بما يوصف باحاد يث طابقت او...

شكرا جزيلا: ان موقعك م مليء بالمع لومات الناد رة التي...

الراقصة وحضرة الناظر: كنت ناظر مدرسة ثانوى وخرجت على المعا ش بمعاش...

عصر الحوار: شكرا جزيلا على اجتها داتك القيم ة، و عملك...

الأغانى وأشياء أخرى: عندي سؤالي ن الاول انى قرأت لحضرت ك كتاب حد...

قاعة البحث (1): السلا م عليكم استاذ نا أحمد صبحي أنا من...

رواية كاذبة : كلنا نعرف قصة المنا فق قزمان الذي قاتل مع...

more