بسم الله الرحمن الرحيم
قاعة البحث القرآنى
مقدمة
1 ـ بدلا من إضاعة وقت شباب أهل القرآن فى مهاترات عقيمة فإنه من الأفضل إستثماره فى قاعة البحث ليتخرجوا فيها فيما بعد باحثين متمكنين .
وقاعة البحث أهم أسس التدريب العملى البحثى فى مرحلة الدراسات العليا ، وفيها يقوم المشرف بتكليف الطلاب بأبحاث قصيرة يختارها لهم ، ويوجههم إلى خطة البحث وكيفيته ، ثم يقوم بتصحيح ومراجعة البحث الذى أتمه الطالب ، فإذا أجاد فيه إرتقى به إلى بحث أصعب وأعمق ، وهكذا حتى يتخرج باحثا متعمقا متمكنا من أدواته البحثية .
2 ـ التكليف هو الكلمة الذهبية فى قاعةالبحث ، فالباحث لا يختار ما يحلو له ليكتب فيه ، ولكن يتم تكليفه ببحث معين ، وعليه أن يقوم بالمهمة ليتعلم البحث كوظيفة ومهنة وليس للتسلية واللهو .
من هنا فليس فى طلب العلم ديمقراطية لأن الديمقراطية إحدى وسائل ادارة الصراع السياسى ، وهى أفضل الوسائل ولكن يظل مجال الديمقراطية هو السياسة وليس البحث العلمى . والسياسة تهدف لارضاء رغبات الناس و تحقيق توازن بين الواقع الكائن الممكن والمراد تحقيقه أو تغييره ، وهى فنون التسويات و المفاوضات خلال الصراع حول المنافع باساليب مختلفة منها النقاش والجدال و الانتخاب و المكائد و التحالفات و الدسائس و الحروب و الكذب والنفاق وخداع الجماهير أو استرضاؤها ، كل الوسائل متاحة ومبررة فى العمل السياسى الذى يريد خلق واقع جديد ، بغض النظر عن المعايير الخلقية .
أما البحث العلمى فشىء آخر لأنه(طلب ) للمعرفة ـ وهى دائما ذات وجه واحد مهما اختلفت أساليب التعبير عنه . والى هذه المعرفة يسعى الجميع ليكون(طالبا للعلم والمعرفة ) وفى سعيه هذا لا بد أن يستصحب مرشدا أو مشرفا صاحب خبرة فى مجاله البحثى . وعلاقة الاستاذ بالطالب لا شأن لها بالديمقراطية لأنهما معا يحكمهما الحق أو المعرفة ، ولهذه المعرفة مناهج لا بد من الالتزام بها .
ليس هنا اقلية وأكثرية واستطلاع رأى الجمهور الحبيب حول حقيقة تاريخية أو قرآنية أو طبيعية أو فلكية ، فليس الجمهور الحبيب أو الرأى العام صاحب اختصاص ،بل على العكس فالجمهور الحبيب (لأنه غير متخصص ) عليه الاستفادة من الانتاج الفكرى لأولى العلم والتخصص ، وطاعتهم فى إطار طاعة الله تعالى ورسوله لأنهم (أولو الأمر ) فى المصطلح القرآنى ، أى أصحاب الشأن والتخصص فى الأمر المطروح .
الخروج عن المنهج العلمى هو اتباع للهوى أو على الأقل هو خروج عن الموضوعية . ولا يمكن للباحث الجاد أن يكون تابعا لهواه . وإذا كان هذا معبرا عن البحوث العلمية الانسانية و الطبيعية فهو فريضة فى درس القرآن الكريم وتدبره .
وهذا بالضبط ما نتمنى تحقيقه فى موقع أهل القرآن ، ليس فقط فى تخريج جيل جديد من العلماء القرآنيين ولكن أيضا فى بحث ما اتخذه المسلمون مهجورا فى كتاب الله تعالى الذى لم نقرؤه بعد ، ولم نقدره حق قدره.
3 ـ هناك فجوة هائلة بين القرآن وتراث المسلمين وأديانهم الأرضية ، وهناك إشارات قرآنية تشكل إعجازا فى القصص والتاريخ والعلوم الطبيعية والأنسانية والإجتماعية ، وهناك ما يمكن تسميته بالعلوم القرآنية الحقيقية ، وهى غير علوم القرآن التى تطعن فى القرآن و المشار اليها فى مقالنا :
علوم القران التي تطعن في القران
ومنذ ثلاثين عاما بدأت أول قراءة موضوعية للقرآن الكريم تبدأ به وتنتهى إليه ، تحتكم فى كل مقولات البشر ، وخرجت من رحلة البحث هذه بأننا لازلنا فى المستوى السطحى لفهم القرآن الكريم الذى يحتاج أجيالا من العلماء القرآنيين الذين يعطون القرآن العظيم حياتهم .
المزيد
قاعة البحث القرآنى
مقدمة
1 ـ بدلا من إضاعة وقت شباب أهل القرآن فى مهاترات عقيمة فإنه من الأفضل إستثماره فى قاعة البحث ليتخرجوا فيها فيما بعد باحثين متمكنين .
وقاعة البحث أهم أسس التدريب العملى البحثى فى مرحلة الدراسات العليا ، وفيها يقوم المشرف بتكليف الطلاب بأبحاث قصيرة يختارها لهم ، ويوجههم إلى خطة البحث وكيفيته ، ثم يقوم بتصحيح ومراجعة البحث الذى أتمه الطالب ، فإذا أجاد فيه إرتقى به إلى بحث أصعب وأعمق ، وهكذا حتى يتخرج باحثا متعمقا متمكنا من أدواته البحثية .
2 ـ التكليف هو الكلمة الذهبية فى قاعةالبحث ، فالباحث لا يختار ما يحلو له ليكتب فيه ، ولكن يتم تكليفه ببحث معين ، وعليه أن يقوم بالمهمة ليتعلم البحث كوظيفة ومهنة وليس للتسلية واللهو .
من هنا فليس فى طلب العلم ديمقراطية لأن الديمقراطية إحدى وسائل ادارة الصراع السياسى ، وهى أفضل الوسائل ولكن يظل مجال الديمقراطية هو السياسة وليس البحث العلمى . والسياسة تهدف لارضاء رغبات الناس و تحقيق توازن بين الواقع الكائن الممكن والمراد تحقيقه أو تغييره ، وهى فنون التسويات و المفاوضات خلال الصراع حول المنافع باساليب مختلفة منها النقاش والجدال و الانتخاب و المكائد و التحالفات و الدسائس و الحروب و الكذب والنفاق وخداع الجماهير أو استرضاؤها ، كل الوسائل متاحة ومبررة فى العمل السياسى الذى يريد خلق واقع جديد ، بغض النظر عن المعايير الخلقية .
أما البحث العلمى فشىء آخر لأنه(طلب ) للمعرفة ـ وهى دائما ذات وجه واحد مهما اختلفت أساليب التعبير عنه . والى هذه المعرفة يسعى الجميع ليكون(طالبا للعلم والمعرفة ) وفى سعيه هذا لا بد أن يستصحب مرشدا أو مشرفا صاحب خبرة فى مجاله البحثى . وعلاقة الاستاذ بالطالب لا شأن لها بالديمقراطية لأنهما معا يحكمهما الحق أو المعرفة ، ولهذه المعرفة مناهج لا بد من الالتزام بها .
ليس هنا اقلية وأكثرية واستطلاع رأى الجمهور الحبيب حول حقيقة تاريخية أو قرآنية أو طبيعية أو فلكية ، فليس الجمهور الحبيب أو الرأى العام صاحب اختصاص ،بل على العكس فالجمهور الحبيب (لأنه غير متخصص ) عليه الاستفادة من الانتاج الفكرى لأولى العلم والتخصص ، وطاعتهم فى إطار طاعة الله تعالى ورسوله لأنهم (أولو الأمر ) فى المصطلح القرآنى ، أى أصحاب الشأن والتخصص فى الأمر المطروح .
الخروج عن المنهج العلمى هو اتباع للهوى أو على الأقل هو خروج عن الموضوعية . ولا يمكن للباحث الجاد أن يكون تابعا لهواه . وإذا كان هذا معبرا عن البحوث العلمية الانسانية و الطبيعية فهو فريضة فى درس القرآن الكريم وتدبره .
وهذا بالضبط ما نتمنى تحقيقه فى موقع أهل القرآن ، ليس فقط فى تخريج جيل جديد من العلماء القرآنيين ولكن أيضا فى بحث ما اتخذه المسلمون مهجورا فى كتاب الله تعالى الذى لم نقرؤه بعد ، ولم نقدره حق قدره.
3 ـ هناك فجوة هائلة بين القرآن وتراث المسلمين وأديانهم الأرضية ، وهناك إشارات قرآنية تشكل إعجازا فى القصص والتاريخ والعلوم الطبيعية والأنسانية والإجتماعية ، وهناك ما يمكن تسميته بالعلوم القرآنية الحقيقية ، وهى غير علوم القرآن التى تطعن فى القرآن و المشار اليها فى مقالنا :
علوم القران التي تطعن في القران
ومنذ ثلاثين عاما بدأت أول قراءة موضوعية للقرآن الكريم تبدأ به وتنتهى إليه ، تحتكم فى كل مقولات البشر ، وخرجت من رحلة البحث هذه بأننا لازلنا فى المستوى السطحى لفهم القرآن الكريم الذى يحتاج أجيالا من العلماء القرآنيين الذين يعطون القرآن العظيم حياتهم .
المزيد