الكرامة الإنسانية :
الكرامة الإنسانية في الدولة المدنية-2-

محمد عبدالرحمن محمد Ýí 2010-12-25


الكرامة الإنسانية في الدولة المدنية. في الجزء السابق تحدثنا عن الكرامة الإنسانية كما جاءت في القرآن الكريم وبينا مظاهرها وشروطها والآيات الكريمة التي تعرضت لها .

وفي هذا الجزء الثاني من مقال الكرامة الانسانية (الآدمية) بين القرآن الكريم والدولة المدنية نعرض للتوصيف العلمي لفلاسفة الغرب في العصر الحديث والمعاصر ، أمثال جون لوك وهوبز وبيكون والكسندر كوجيف &g;جيف وهيجيل الخ .. و غيرهم وخلاصة أرائهم أنهم عرفوا الدولة المدنية بأنها :

الدولة المدنية : هى ليست دولة بوليسية وليست دولة كهنوتية فلا يحكمها البوليس ولا الجيش ولا كهنوت الدين .. دولة يحكمها المجتمع المدني بمؤسساته

ويعيش فيها المجتمع الليبرالي في ظل الديمقراطية وهو ثمرة لـ (عقد اجتماعي) بين أفراد لهم حقوق طبيعية معينة .. أهمها الحق في الحياة والحفاظ على الذات أو حق السعي من أجل السعادة.

المجتمع الليبرالي :

هو ثمرة اتفاق بين المواطنين قائم على التبادل والمساواة ويقتضي اعتراف كل مواطن بالآخر.!

الليبرالية عند هوبز ولوك هى : انتهاج سيبل الصالح الشخصي الرشيد.

الليبرالية عند هيجيل هى : السعي وراء الاعتراف الرشيد أي الاعتراف على أساس عام.!

في الدولة المدنية العامة والدولة الليبرالية المتجانسة : يعترف الجميع بكرامة كل إمرئ باعتباره إنسانا حراً ومستقلاً ذاتياً !!

فالعيش في دولة ديمقراطية ليبرالية لا ينتج فقط حرية كسب المال وإشباع جوانب المتع في النفوس بل الأهم من ذلك ما تنتجه وتوفره الديمقراطية الحقيقة من الاعتراف بكرامتنا .. فالحياة في ظل الديمقراطية الليبرالية هى الطريق الى الوفرة الوفرة المادية الكبيرة ..! غير أنها تَهدينا أيضا الى السبيل المؤدية الى هدف غير مادي بالمرة .. وهو الاعتراف بحريتنا .!

الاعتراف العام :بين أفراد الدولة المدنية الليبرالية المتجانسة يعالج ذلك النقص الخطير في الاعتراف القائم في :مجتمعات الرق (الاستعباد) بأشكالها المختلفة

فالمَلَكِيّة أو الارستقراطية : لايعترف فيها الا بشخص واحد (الملك) أو (الديكتاتور) أوأشخاص قليلين ( الطبقة الحاكمة أو الصفوة) ...!

ولا يمكن أن يتفق الاعتراف والمنطق إلا إذا كان هذا الاعتراف قائما على أساس العموم والمساواة . وقد وفرت الدولة المدنية الليبرالية هذا ووفقَتْ بين أخلاقيات السيد وأخلاقيات العبد والحل الناجح للتناقض الداخلي في العلاقة بين السيد والعبد.

في الدولة الديمقراطية المتجانسة :أُلغيّ التمييز بين السادة والعبيد وأضحى عبيد الماضي هم سادة الحاضر الجدد ليسوا سادة لعبيد آخرين ! بل سادة أنفسهم!

 

الدولة الوطنية : هى الدولة التي تُقصر المواطنة فيها على أفراد جماعة وطنية أو عرقية أوجنسبة معينة.! فهى دولة توفر اعترافا لا عقلانياَ

الاعتراف العقلاني : الاعتراف العام بجميع أفراد المجتمع.

فالوطني مشغول بصفة أساسية لا بالكسب المادي وإنما بالاعتراف والكرامة . وتعتبر الوطنية الى حد ما تحوير (ميجالوثيميا) العصور السالفة الى صورة أكثر حداثة وديمقراطية..!

وبدلا من أفراد يسعون وراء المجد الشخصي لدينا أمم بأسْرهِا تطالب بالاعتراف بقوميتها!

الرغبة في الاعتراف على أساس من الوطنية أو العرق ليست رغبة عقلانية .. ويؤدي الصراع بين الجماعات القومية من أجل الاعتراف بالكرامة الوطنية على نطاق دولي الى نفس المأزق الذي يؤدي اليه المعركة من أجل المنزلة بين السادة والعبيد .. فتصبح أُمّة سيداَ وأُمة أخرى أودولة أخرى عبداً!!

 

أما الدولة الليبرالية : فدولة عقلانية لأنها تحقق مصالحة بين المطالبات المتنافسة بالاعتراف وذلك على الأساس الوحيد المقبول من الجميع وهو ( هوية الفرد باعتباره كائناَ بشرياَ ) ومن الواجب أن تكون الدولية الليبرالية المدنية عامة أي توفر الاعتراف لجميع المواطنين لأنهم بشر لا باعتبارهم أعضاء في جماعة وطنية أو عرقية أو جنسية معينة .. كما ينبغي أن تكون متجانسة فتخلق مجتمعا لاطبقات فيه يقوم على أساس إلغاء الفوارق بين السادة والعبيد .. ويزداد وضوح عقلانية الدولة المدنية العامة المتجانسة متى أدركنا انها تقوم على أساس من المبادئ الصريحة المعلنة (الشفافية).

 

كتلك التي تبَنّاها المؤتمر الدستوري الذي أدى الى قيام الجمهورية الأمريكية ، ذلك أن سلطة الدولة لا تنشأ عن تقاليد قديمة أو من أعماق العقيدة الدينية أو الكهنوتية ..

وإنما نتيجة مناقشة عامة يتفق مواطنو الدولة خلالها على الشروط الواضحة التي سيعيشون معا بمقتضاها.

هذه الدولة المدنية الليبرالية اذن تمثل صورة من الوعي العقلاني بالذات حيث أدرك بنو آدم ( الآدميون) في المجتمع لأول مرة طبيعتهم الحقة وهى كونهم مخلوقين مكرمين وكان بوسعهم تكييف الجماعة السياسية لتتفق مع هذه الطبيعة الخلْقية الالهية لهم.

وهذا يتفق تماما مع قوله تعالى (ولقد كرمنا بني أدم) وقوله تعالى ( يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم) !!

فالتعارف : هو اعتراف عام وتام بالآخر وبحقوقه وبكيانه وبهويته الفردية الذاتية

والكرامة : بألفاظ القرآن الكريم هى التقوى تقوى الله بأن نعبده ولا نشرك به شيئا وبأن نسالم الآخر ونحفظ حياته وحقوقه ونتعاون على البر وإعمار الأرض مع جميع الآدميين. فمفردات الدولة المدنية الليبرالية وأسسها ذٌكرت بالقرآن منذ ألف وأربعمائة وخمسون عاما

ولا يصح أن نعلن بسوء فهم أو بسوء نية أن الدين الإسلامي ضد الدولة المدنية سواء كانت ليبرالية ديموقراطية متجانسة..

وهناك سؤال يطرح نفسه : كيف يمكننا القول بأن الديمقراطية الليبرالية الحديثة تعترف بكافة الآدميين بصفة عامة؟

الجواب : هى تعترف بكافة الآدميين بمنحهم حقوقهم وحمايتها فعلى سيبل المثال أي طفل يولد على أرض الولايات المتحدة أو فرنسا أو اي من الدول الليبرالية الأخرى يولد وله حقوق معينة في المواطنة .. وليس من حق أحد أن يلحق الأذى بحياة الطفل سواء كان غنيا أم فقيرا أسود أو ابيض . وإلا قدم للمحاكمة بنظام العدالة الجنائي ، وسيكون للطفل بمقتضى الوقت حق الملكية الذي تحترمه الدولة وسائر المواطنين وسيكون له حق الخيارات الثيموسية ( أي اعتناق الآراء الخاصة بالقيمة والقدْر ) بشأن أي موضوع يخطر في ذهنه، وحق نشر وبث هذه الآراء على أوسع نطاق ويمكن أن تتخذ هذه الآراء الثيموسية صورة المعتقد الديني الذي بوسعه أن يمارسه بحرية كاملة وهذا يتفق مع القرآن الكريم في قوله تعالى ( وقل الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر) وقوله تعالى ( لاإكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي) .

وأخيرا فإن الطفل حين يبلغ سن الرشد سيكون من حقه المشاركة في نفس الحكومة التي أرست دعائم هذه الحقوق ، ويمكن أن تتخذ هذه المشاركة صورة التصويت في الانتخابات الدورية ( الشورى) أو الديموقراطية المباشرة ويفضل ذلك أو الديموقراطية النيابية ، أو صورة أكثر فعالية وهى المشاركة في العملية السياسية مباشرة كترشيح نفسه لمنصب معين أو الخدمة في بيروقراطية القطاع العام . فالحكم الذاتي الشعبي يلغي الفوارق بين الطبقات.!

ويعطي لكل فرد الحق في جانب على الأٌقل من دور السيد (الديكتاتور). أما السيادة فتأخذ الآن صورة إصدار القوانين على أساس ديموقراطي سليم .

ومع الأسف فنحن كدول مسلمة لم تعتنق الفكر القرآني وتعاليمه لإعلاء قيمة ومعنى الكرامة الآدمية بين شعوب هذه الدول ، وذلك بسبب تحالف السلاطين المستبدين مع رجال الدين ضد هذه الشعوب المقهورة ، ولم نعتنق الفكر الليبرالي الحر والسلوك الديمقراطي المتسق مع التعاليم القرآنية ، فلم نحظ بهذا ولا ذاك !!

فهل إلى خروج من  سبيل ؟ .

اجمالي القراءات 17538

للمزيد يمكنك قراءة : اساسيات اهل القران
التعليقات (16)
1   تعليق بواسطة   عثمان محمد علي     في   الأحد ٢٦ - ديسمبر - ٢٠١٠ ١٢:٠٠ صباحاً
[54252]

دولة الشفافية

مقالة قيمة وهامة لتوضيح جزءهام من الفكر العلملنى والليبرالى عن مفهوم الدولة والذى لا يتعارض ابدا مع أى دين سماوى كما يدعى البعض ... وأعجبنى هذا الجزء من المقالة الذى تقول فيه .


أما الدولة الليبرالية : فدولة عقلانية لأنها تحقق مصالحة بين المطالبات المتنافسة بالاعتراف وذلك على الأساس الوحيد المقبول من الجميع وهو ( هوية الفرد باعتباره كائناَ بشرياَ ) ومن الواجب أن تكون الدولية الليبرالية المدنية عامة أي توفر الاعتراف لجميع المواطنين لأنهم بشر لا باعتبارهم أعضاء في جماعة وطنية أو عرقية أو جنسية معينة .. كما ينبغي أن تكون متجانسة فتخلق مجتمعا لاطبقات فيه يقوم على أساس إلغاء الفوارق بين السادة والعبيد .. ويزداد وضوح عقلانية الدولة المدنية العامة المتجانسة متى أدركنا انها تقوم على أساس من المبادئ الصريحة المعلنة (الشفافية).


فشكرا لك استاذ محمود مرسى .


2   تعليق بواسطة   ميرفت عبدالله     في   الأحد ٢٦ - ديسمبر - ٢٠١٠ ١٢:٠٠ صباحاً
[54254]

لا تعارض بين تعاليم القرآن السمحة والدولة العصرية

الأستاذ المحترم / محمود مرسي السلام عليكم ورحمة الله ،


شكرا لك على هذه المقالة التي نتبين منه أنه لا تعارض بين الدولة العصرية المتمدنة وبين التعاليم السمحة الموجودة في القرآن الكريم والتي تحض وتؤكد على المساواة في الخطاب لجميع أبناء آدم لا فرق بين عرق وعرق ولا قومية وأخرى ولا بين ذكر وأنثى إلا بالتقوى والعمل الصالح والذي يكون الناتج النهائي منهما هو التكريم من الله تبارك وتعالى للإنسان


3   تعليق بواسطة   محمد عبدالرحمن محمد     في   الأحد ٢٦ - ديسمبر - ٢٠١٠ ١٢:٠٠ صباحاً
[54262]

دولة المعارف والمبادئ ..


الدكتور العزيز / عثمان محمد على .. أشكر لك مروك الطيب على الجزء الثاني من المقال ـ الكرامة الانسانية(الآدمية) في الدولة المدنية .. وكما تفضلت سيادتك وتكلمت عن دولة الشفافية ، وأنها إحدى ميزات الدولة المدنية  وخصائصها .. فكذلك من ميزات الدولة المدنية  أنها دولة المعارف والمبادئ ,
 حيث أن الشفافية تمُد الفرد التابع لهذه الدولة بمزيد من المعارف عن سياسات تلك الدولة بمنتهى الوضوح والصراحة والدقة عن توجه الدولة السياسي الخارجي والداخلي  وعن العلاقات بين رجال الحكم وهل يوجد تعاون او تنافر بيهم أم لا .!
 كذلك السياسة الاقتصادية للدولة وكذلك حجم الانفاق العسكري وميزانية الحرس الجمهوري وقصر الرئاسة تنشر في الصحف الرسمية والحزبية والمستقلة  ويكتب كل كاتب وكل صحفي وذي رأي معلقا وشارحا ومنتقدا لهذه الميزانية المعلنة رسميا في دول الشفافية . وبذلك تزداد  المعارف لدى المواطن ..
 ويزداد ارساء المبادئ العامة الاجتماعية والاخلاقية حيث أن كل سلوك وتصرف من  كل مسئول ومن كل فرد عادي مُعرّض للنقد والتقويم والاصلاح والا يجب يتخلى عن موقعه لمن هو أصلح .
شكرا لك مرة أخرى والى لقاء,

4   تعليق بواسطة   محمد عبدالرحمن محمد     في   الأحد ٢٦ - ديسمبر - ٢٠١٠ ١٢:٠٠ صباحاً
[54263]

لا تعارص أبدا أستاذة ميرفت ...


 السيدة الكريمة ميرفت عبدالله ... السلام عليكِ ورحمة الله تعالى  ، ممنون جدا لتصفُحِكِ للمقال ..  كما أضم رأيي الى رأيِكْ  في أنه لا يوجد تعارض أو تناقض مطلقا بين الدولة المدنية الليبرالية العصرية وتعاليم ونور القرآن العظيم ..
 إنما التناقض كل التناقض والتنافر  بين تعمد سوء فهم تعاليم القرآن (الاسلام) لغرض خبيث ..  وبين أهداف وقيم ومبادئ تلك الدولة العصرية ..
يمكن  أن يكون كل عامد لسوء الفهم مسلما سنيا  أو شيعيا أو صوفيا أو  قبطيا  عن جهل  بروح الاسلام العظيمة أو عن كره لنلك الروح والمبادئ أو تعصب أعمى نتيجة استعباد أو اضطهاد

5   تعليق بواسطة   رضا عبد الرحمن على     في   الأحد ٢٦ - ديسمبر - ٢٠١٠ ١٢:٠٠ صباحاً
[54268]

العدل الحرية المساواة كلها قيم قرآنية

شكرا أستاذ :: محمود على هذه المقالات التي تربط الفكر الإنساني الحر الذي يدعو لنشر العدل والحرية والمساواة بين الناس بأصل التشريعات وأصل القوانين التي وضعها ربنا جل وعلا وهو القرآن الكريم لأن القرآن الكريم ما فرط في شيء ووضع قوانين كل شيء يخص الحياة لكنا يبقى التطبيق العملي لتلك القوانين من بني البشر وعدم تجاهل هذه القوانين والتشريعات الإلهية التي مهما اجتهد أهل العلمانية او المدينة او الليبرالية لن يصلوا لرقي ما جاء فى القرآن الكريم لكنهم يحاولون الوصول بالإنسان لأرقي المستويات الإنسانية من الاكرامة والإنسانية وتمتعه بالعدل وكامل الحقوق ونشر المساواة بين جميع طبقات المجتمع الواحد وهذا روح وجوهر الإسلام الذي نزل به القرآن الكريم ولكن رغم أننا كمسلمين يجب ان نكون قدوة عامة لجميع بلدان العالم لأننا نقرأ القرآن وهو رسالتنا الخاتمة ، إلا اننا هجرنا ما فيها من تعاليم وتشريعات إنسانية إلهية لا مثيل لها ، ولنفس السبب أصبحنا في مؤخرة البلاد التي تحترم الإنسان والإنسانية ولا وجود لنا على مصاف الدول التى تهتم بحقوق الإنسان ...


6   تعليق بواسطة   عبدالمجيد سالم     في   الأحد ٢٦ - ديسمبر - ٢٠١٠ ١٢:٠٠ صباحاً
[54273]

المنطلق هو كرامة بني آدم ..

 الكرامة الآدمية الانسانية هي المنطلق الحقيقي لليبرالية .. فعندما يقتنع الفرد أنه مكرم مثل الجميع ولا فرق بينه وبين الجميع ، فإنه لابد أن يكون متساويا معهم ..


ومن هنا نفهم أن تحقيق المساواة بين الجميع على مستوى الحقوق والواجبات هو أمر نابع من الكرامة الإنسانية ..


إذن فالمستبد الديني أو المستبد السياسي أو المستبد العرقي أو المستبد بالمال ينشأوا جميعا  بسبب الحط من الكرامة وأمتهانها .. 


الكرامة الآدمية الأنسانية حق أعطاه الله لجميع عباده بصرف النظر عن لونه وعرقه ودينه وماله .. وما يعطيه الله لا ينزعه بشر متحكم .. فإن الحكم لله . وأمر بالمساواة ..


فكل منا يدافع عن كرامته ( حريته ) ( واجباته وحقوقه ) .. من ينزعها منه إنما نزع منه حق أصيل يولد به الفرد ..


شكرا للأستاذ محمود مرسى على هذه التذكرة وننتظر المزيد ..


7   تعليق بواسطة   سيد أبوالدهب     في   الأحد ٢٦ - ديسمبر - ٢٠١٠ ١٢:٠٠ صباحاً
[54278]

علماء الفطرة ..!!

 الاستاذ محمود مرسي  


أرى انك تعرضت لأسماء مثل  هوبز ولوك  وهيجل ونتشة وما قالوه من أفكار خاصة ما يتعلق بالحق في الحرية والمشاركة ،يتفق مع الفطرة السليمة .. 


اتمنى أن أرى مقال منفصل عن كل عالم من هؤلاء العلماء ونحاول أن نقرأ أفكاره من خلال منظور القرآن الكريم


مقال جميل بارك الله فيك ..


8   تعليق بواسطة   محمد سامي     في   الأحد ٢٦ - ديسمبر - ٢٠١٠ ١٢:٠٠ صباحاً
[54286]

مؤسسات المجتمع هم أفراد المجتمع ..

 مؤسسات المجتمع هم افراد المجتمع .. وأفراد المجتمع هم من يعيشون على أرضه .. ولأن الأرض خلقها الله لعبيده فإنهم شركاء فيها ..شركاء في أعمارها وشركاء في منع الأخطار عنها 


ولكن لكون هناك ملكية للفرد أعترف بها القرآن الكريم فهناك دول وحدود وملكيات خاصة .. ولكن تبقى المسئولية جماعية عن الأرض لكل من يعيشون عليها .. فالذين يعيشون على الأرض في مرحلة ما لابد لهم أن يديروها بالشكل العادل ..


والشكل العادل يقول أنه لا ينبغي وجود مجاعات طالما ان هناك مجتمعات تعيش في وفرة ..


ولا ينبغي وجود مذابح وقتل طالما أن هناك مجتمعات آمنة مطمئنة ..


ولا ينبغي وجود استعباد طالما أن هناك مجتمعات حرة ..


ولا ينبغي وجود ذوي الحاجة طالما وجد من عنده فوق الحاجة ..


كما أن القرآن الكريم كتاب للعالمين .. فدعوته هي أيضا للعالمين ..


ايها المسلمين أقرأوا القرآن على جميع خلق الله ..ففيه العدالة المطلقة وفيه الخير المطلق ..


9   تعليق بواسطة   محمد عبدالرحمن محمد     في   الأحد ٢٦ - ديسمبر - ٢٠١٠ ١٢:٠٠ صباحاً
[54288]

والحق والخير والجمال .. أستاذ رضا ..


الاستاذ المحترم / رضا عبدالرحمن نعم اخي الكريم  الحق والعدل والساواة كلها قيم قرآنية لكنها وردت في الرسالات السماوية السابقة  ووصل اليها علماء  الغرب وفلاسفته وإن كانت التعبير عن القيمة اوالمبدأ التنويري عند الغرب يخلتف عن لغة القرآن الكريم ومصطلحاته .. فيجب علينا نحن كتاب الموقع أن  نقارن بين الألفاظ المعبرة عن هذه القيم في الحضارة الغربية ونظيراتها في القرآن الكريم.
 وليس تقديم التكلم عن القيم الغربية الفلسفية   أو الخضارةالغربية فيه ما يعيبنا أو يقلل من قدر الحديث عن القرآن العظيم ولكنها أسبقية التعرف على هذه المبادئ فلقد بحث فلاسفة الغرب الأوائل هذه المسائل بأكثر من سبعة قرون ميلادية قبل بعثة الرسول ونزول القرآن عليه ..
 وتعلم أخي رضا أن أوروبا دانت بالمسيحية قبل ميلاد النبي محمد وقبل نزول القرآن.
 فنحن كأصحاب فكر قرآني تنويري لا نجد ضيرا أن نتحدث عن الهدي القرآني وما وصلت اليه عقول فلاسفة الغرب ونقاط التلاقي الكثيرة جدا التي تقرب من الحضارتين الغربية والعربية المسلمة .
والى لقاء آخر والسلام عليكم.

10   تعليق بواسطة   محمد عبدالرحمن محمد     في   الأحد ٢٦ - ديسمبر - ٢٠١٠ ١٢:٠٠ صباحاً
[54289]

ما يُقال لك إلا ما قد قيل للرسل من قبلك ..!!


  أخي العزيز / محمد الحداد   .. يقول  الله تعالى للرسول محمد ( ما يقال لك إلا ما قد قيل للرسل من قبلك) ويبين له أن كل الخير والمعرفة والحق والنور الذي جاء بالقرآن الكريم قد أنزله الله تعالى قبل ذلك على أمم أخرى سابقة لنزول القرآن الكريم وأنه لا جديد في هَدْي الله تعالى وتشريعه للبشر ..
فقط نزل القرآن على قلب النبي محمد ليذكر البشر بالحق والخير والجمال  ..! ومصطلحات القرآن الكريم ( الايمان والعمل الصالح والتعاون على البر والتقوى)  فقط ليذكر البشر ومنهم العرب بما كان من نور وخير وجمال التشريه والهدي الالهي للناس جميعا  للعمل به .!!
 لذلك أصحاب الفكر الديني السليم الواعي الذين يدركون معاني النصوص السماوية لن يكونوا أعداء أبدا للحضارة الغربية ولا لعلمائها أو فلاسفتها لأنهم جميعا يسعون الى غاية مُثلى عليا وهى  الحياة الآمنة والمثمرة والمُعمِّرة في هذه الأرض التي تضمنا جميعا أبناء آدم .
 لابد أن يكون هذا دستورنا وشعارنا سواء رفعناه وأعلناه من خلال رؤية دينية سليمة مستنيرة أو من خلال مفردات الحضارة العالمية السارية المفعول الآن الحضارة الغربية..
 مع الأخذ  بالاعتبار أن الساسة العرب وساسة الغرب لهم استراتيجيات مختلفة عن استراتيجيات العلماء والمصلحين .
 وفي الختام أتقدم لك بوافر الشكر والتقدير على ما تقوم به أنت من بعث وبث لروح الوعي والتنوير والسلام بعالمنا العربي والتي نتمنى أن تسود اوطاننا العربية والمسلمة 
والى لقاء ودمت بكل خير وعافية . 

11   تعليق بواسطة   محمد عبدالرحمن محمد     في   الإثنين ٢٧ - ديسمبر - ٢٠١٠ ١٢:٠٠ صباحاً
[54316]

وكما يقولون حَجَر الأساس ..


  شكرا أستاذ عببدالمجيد سالم .. على مرورك  على هذا المقال وكما تفضلك وأضفت أن المنطلق ونقطة البدء في المجتمع الليبرالي  وهو حجر الأساس أيضا الكرامة الانسانية الآدمية معها وبها يتحول ذلك الآدمي الانسان الى مارد عملاق يحقق المستحيلات حتى أنه يصعد الى سطح القمر .. ويسبح بين المجرات بعقله وعينيه عن طريق العلم و الأجهزة التي اخترعها ..!
 وكل ذلك لأنه احس بكرامته وعاش بمنطق الكرامة  ومن منطلقها والتي تؤدي الى اساس من اسس الليبرالية ايضا  وهو الحرية ..!
 وكما  أشار القرآن العزيز فأن التعاون على البر والتقوى بين أفراد (الناس) الانسانية هو أمر تعبدي وضروري مُلِح لتحقيق شرط الايمان ..!
فمن البر والآدمية أن لا تزيد عن حاجاتاك النعم وتضن بها على الآخرين المحرومين من بني جلدتك ..سواء على مستوى الأفراد أو الأمم ..!
وأنا وانت نعلم جيدا من الذي يقدم البر ( المساعدات الانسانيت العاجلة للمنكوبين) وقت الأزمات هل هم من يقيمون الدولة الدينية السنية أو الشيعية أم معسكر الفكر الحرو الكفر كما يسميه اساطين الدين السني..!
لك كل تقدير ومحبة على كل ما كتبت  والسلام عليكم

12   تعليق بواسطة   محمد عبدالرحمن محمد     في   الإثنين ٢٧ - ديسمبر - ٢٠١٠ ١٢:٠٠ صباحاً
[54317]

إن شا الله يا أستاذ سيد أبو الدهب ..


  وبعد أن اشكر لك تصفحك لمقالتي أشكرك مرة أخرى على هذه الفكرة التي اقترحتها لكي نتكلم عن علماء الفطرة  وفلاسفة الفطرة ، من جميع بلاد الأرض ومن جميع عصور الأرض ,,
وهذا هو دور الموقع وكُتاب الموقع ان يبثوا المعارف بأنواعها المختلفة حتى يحدث المراد من  ذكر علماء البلاد من فرجيينيا  وطوكيوالى اسلام آباد ..!
 ولكن هذا يتطلب الجهد والوقت وليس منهما الكثير والله المستعان وشكرا لك ..  . .

13   تعليق بواسطة   محمد عبدالرحمن محمد     في   الإثنين ٢٧ - ديسمبر - ٢٠١٠ ١٢:٠٠ صباحاً
[54318]

والفردية المؤدية الى الجماعة المثالية . هى أساس أيضا ..


 أستاذنا العزيز / محمد سامي ... شكر وتقدير لشخصكم ولتعليقكم على المقال وكما تكرمت واضت أن الفرد هو أساس الجماعة والمجتمع والدولة  وهو المكون الرئيسي للأسرة العائلية والعالمية ..
 فهو محور ومناط التكاليف الشرعية  .. والدستورية والقانونية ....!!
 ولذك كان التركيز على هذا المحور أشد من طريق المحور .. !
  خطاب الفردية في القرآن العظيم لول قرأه  مفكرين وفلاسفة الحضارة العربية  لأعلنوا  تقديرهم البالغ لهذا النوع من الخطاب القرآني على الفور ..
وما أدراك فمن المؤكد ان الكثير منهم قرأ القرآن عن تراجم  ولكن من يقرأه منهم بلغته العربية يعلن التقدير والاجلال له كالمستشرقين الدارسين لتاريخ وأديان الشرق ..
يقول تعالى ,,( ولقد جئتمونا فرادى كما خلقناكم أول مرة ) الانعام 94
 ويقول تعالى ( وكلهم آتيه يوم القيامة فردا) مريم 95.  

14   تعليق بواسطة   آحمد صبحي منصور     في   الإثنين ٢٧ - ديسمبر - ٢٠١٠ ١٢:٠٠ صباحاً
[54352]

استاذ محمود مرسى ..شكرا وأملا فى الاستمرار فى هذا الطريق

واضح أنك  ثرى بالثقافة القرآنية والمعرفة بالاتجاهات الغربية الليبرالية والمدنية . ولأننا نطمع فى تجذير و تعميق التلاقى بين الليبرالية القرآنية والليبرالية الغربية فإننا نتمنى أن تواصل الكتابة فى هذا الاتجاه ، بذلك تقوم مع الاستاذ محمد الحداد بتعليمنا نواحى التلاقى بين هذه الليبرالية وتلك.


خالص الامتنان.


15   تعليق بواسطة   محمد عبدالرحمن محمد     في   الإثنين ٢٧ - ديسمبر - ٢٠١٠ ١٢:٠٠ صباحاً
[54364]

نتمنى من الله التوفيق ...


 أشكر الدكتور صبحي منصور على هذا التشيجع المتواصل وأشكر أستاذنا / محمد الحداد على الاتجاه الذي ينتهجه في كتاباته التنويرية .
 وأتمنى من الله تعالى التوفيق من أجل رفعة  أيات الذكر الحكيم وبيان ما فيها من هدى ونور  .. وتلاقي الهدي القرآني مع حضارة الفكر الغربي الليبرالي الانساني . .
 فهذا من صالح المسلمين لكي يلحقوا بركب الحضارة الانسانية فذلك لا يتعارض أبدا مع تعاليم الاسلام ولا مع القيم والمثل التي أمرت بها جميع رسالات السماء .
 وأن شاء الله تعالى أواصل هذا النهج حتى نوفي مصرنا حقها وعالمنا العربي والاسلامي حقه فهذا اقل ما يمكن أن يقدمه المثقف العربي لأهل وطنه  الكبير .

16   تعليق بواسطة   محمود حامد المري     في   الأحد ٠٩ - يناير - ٢٠١١ ١٢:٠٠ صباحاً
[54847]

سماحة القرأن

 سماحة القرأن والفهم العميق له ولإياته لا شك أخي محمود تغير الشخصية وتهذبها وتجعلها ترى العالم كله يعمل من أجل هدف واحد  ولغاية واحدة وفق ناموس البحث عن عبادة الله والمحاسب هو الله "  ويعلم أن العقائد القلبية لله والوطن للجميع  " فلا تزكوا أنفسكم هو أعلم بمن أتقي " والدولة المدنية في رأي تعني دولة القانون الذي يطبق على الجميع كل من هو مخاطبا بأحكامه دون أن تكون كما يقولون الشريعة الإسلامية المصدر الرئيسي أو رئيسي أو وحيد للتشريع فضمن القواعد التشريعية التي أمر رب العزة بها من خلق تستقى الأحكام القانونية التي يتواضع عليها المجتمع بأسره من خلال الهيئة التشريعية المنتخبة إنتخابا صحيحا من كل أطياف المجتمع الواعي وبعد ذلك يطبق القانون بصرف النظر عن الدين والملة والعقيدة عند ذلك  فقط سيشعر الجميع بالرضا " يأيها الناس كلوا مما في الأرض حلالا طيبا ولا تتبعوا خطوات الشيطان " لأنه سبحانه وتعالى هو القائل في محكم التنزيل "يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم"


أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق
تاريخ الانضمام : 2008-10-30
مقالات منشورة : 77
اجمالي القراءات : 1,416,718
تعليقات له : 1,952
تعليقات عليه : 498
بلد الميلاد : Egypt
بلد الاقامة : Egypt