سوريا:
بين المؤامرة الخارجية والمؤامرة الداخلية في سوريا

زهير قوطرش Ýí 2011-08-13


 

 

بين  المؤامرة الخارجية, والمؤامرة الداخلية في سوريا.

 

منذ أن اندلعت انتفاضة الكرامة ,والتي تحولت إلى ثورة الكرامة  تحت شعارات اجتماعية وسياسية ,طالبت بالعدالة والحرية والديمقراطية .

تصدى لها النظام الشمولي بواسطة قواه الأمنية وجيشه العقائدي ,وبدل الاستجابة لمطالب الشباب المحقة والشرعية ,استخدم كل ما لديه من فنون القمع والاستبداد  من أجل إسكات صوت الشباب الثائر الذي أصر على التغير مهما كانت التضحيات....سلمية المظاهرات ,التي لم يتعود عليها نظام تم تأهيله على القمع والوحشية ,جعلته يفقد صوابه ,وبدا ذلك واضحاً في خطابات الرئيس وتصريحات المسؤولين ,التي جاءت تخاطب مجتمعاً وكأنه لا ينتمي إلى النسيج السوري , لقد حاول الرئيس منذ خطبته الأولى التلميح إلى موضوع تكرر في كل الثورات العربية ألا وهو المؤامرة.

وطبعاً سيطرت هذه المقولة  القديمة الجديدة على كل وسائل الإعلام الرسمية ,وصارت تبرر القتل والاعتقال ,قتل الشرفاء  من أبناء الوطن ومن قوات الأمن والجيش الذين رفضوا الانصياع لأوامر القتلة   معللين  ذلك بأنه من فعل المؤامرة الخارجية.

التآمر الخارجي على سوريا ليس جديداً ,وقد تعود الشعب السوري بأن قدره  منذ الاستقلال وحتى يومه هذا هو التآمر المستمر على سيادة ووحدة الشعب السوري ,وذلك لاعتبارات إقليمية ودولية  من جهة, ولخصوصية الشعب في سوريا الذي حمل ومازال يحمل الهم الوطني  لكل الوطن العربي من جهة أخرى .

والمؤامرة الخارجية ليست ضد النظام كما يدَّعي النظام نفسه ,إنها ضد سوريا  بكل مكوناتها .

 وكون النظام في الحقيقة هو المتآمر  ,وهو المحتل الداخلي, الذي تأهلت قواه الأمنية على قمع الشعب ,وعلى سرقة قوت يومه ,وحماية الفساد في كل مؤسساته,و على حرمان المواطن من أبسط مبادئ الحرية ,هذه هي المؤامرة  الكبرى  التي مورست على الشعب السوري.

ببساطة هذه هي المؤامرة الداخلية .

ليست المؤامرة  الخارجية  هي التي أخرجت الناس إلى الشارع كما يدّعي النظام.وليس الشباب السوري هو من يغرر بهم بفعل المؤامرة الخارجية ليخرجوا وهم  يعّلمون بأن مصيرهم إما الموت ,أو الاعتقال,

أوالتهجير. خرجوا  يتظاهرون  نتيجة المؤامرة الداخلية والاحتلال الداخلي مصممين وواثقين من النصر الأكيد على أن من تآمر عليهم هم من أبناء جلدتهم ,الذين مارسوا  عليهم بواسطة الأجهزة الأمنية القمعية المتعددة  أبشع أنواع القهر والتعالي والتجبر.

لو كانت هناك مؤامرة خارجية فهذه مسؤولية النظام  بالدرجة الأولى للتصدي لها بحكمة دون قتل الأبرياء(الفين من الشهداء الشباب إلى جانب عدد من الشهداء من قوى الأمن والجيش الذين قتلتهم أيادي  القمع الأمنية)  ,وهذه هي مسؤوليته طالما هو على رأس الحكم, وهذا هو واجبه لأن قواه الأمنية المتعددة  تعيش من الضرائب التي يدفعها المواطن ذو الدخل المحدود  .

إن تعاطي النظام مع الثورة السلمية   بالقمع والقتل هو الذي سينجح المؤامرة  الخارجية إن وجدت ,وهي موجودة على الدوام ....

إن المؤامرة الخارجية  ستنجح,لأن المتآمرين من الخارج أعطوا الكرت الأخضر للسلطة الأمنية , بقولهم أضربي ونحن ننتظر من رأس الهرم الإصلاح ,( لكن ليكن على أقل من مهله, ولا مانع من قتل المتظاهرين يومياً على أن لا يتجاوز  العدد المقبول , حتى لا يثور الرأي العام العربي والعالمي النائم أصلاً). أنهم يريدون من النظام إصلاح مع طغيان ,هم يعملون على تحقيق مصالحهم والنظام  الأمني الغبي يسهل لهم ويمهد الطريق بتصديه لإرادة التغير المشروعة  ,وبالمزيد من التآمر الداخلي على الشعب.

وبعد ذلك , ومع كل أسف سينقض المتآمرون الفعليون من الخارج على سوريا الجريحة ,وعلى الشعب الجريح .وسيطلب النظام الأمني  الدعم  والعون من الشعب إن بقي حتى الوقت المعلوم ,لكن الشعب سيقول له ( اذهب في ستين داهية) عدونا أرحم منك.

ملاحظة هامة: لم أرى أبداً من خلال متابعتي لصور الشهداء الذين سقطوا من الشباب الثائر ,ولا شهيد سقط وبيده سلاح !!!!!!.فقط للتذكير

اجمالي القراءات 11940

للمزيد يمكنك قراءة : اساسيات اهل القران
التعليقات (3)
1   تعليق بواسطة   رضا عبد الرحمن على     في   السبت ١٣ - أغسطس - ٢٠١١ ١٢:٠٠ صباحاً
[59547]

الأستاذ الفاضل / زهير قوطرش الفساد منهج واحد والطغاةمنهجهم واحد

السلام عليكم أستاذنا الفاضل / زهير


كان الله في عون الأشقاء في سوريا وأدعوا الله جل وعلا أن يثبت أقدامهم وينصرهم على عدوهم الداخلي والخارجي معا


حقيقة إن بعض ما تقوله ينطبق تماما على المجتمع المصري وعلى النظام السابق في مصر وعلى الثورة المصرية


النظام السابق كان دائما ما يخيف الناس بنظرية المؤامرة وأن هناك قوى خارجية تريد إسقاط هذا البلد في فتن وفي حرب اهلية ، وانكشف كل شيء وتأكدنا أن هذه الأنظمة الفاسدة هي من صنعت هذه القصص الخرافية لتخيف الشعوب وتشعلها حبيسة خوفا على وحدة الوطن ، وبكل أسف ساهم في هذا الإعلام والتعليم والساسة ورجال الدين ، حتى بعد الثورة لا تزال هناك محاولات للتذكير بهذه الخرافات داخل المجتمع المصري وإن كانت حقيقة وليست خرافة في التآمر على الشعب السورى وثورته المجيدة الحرة التي تطالب بالحرية والكرامة


هناك مؤامرة على الثورات العربية جمعاء قد تكون واضحة وصريحة في سوريا ، وأقل وضوحا في اليمن ، وقد تعيش في الظلام ولم تخرج للنور بع في الثورة المصرية ، لكن هناك خطة سعودية وهابية لاستبدال الحكام الطغاة المستبدون بالحكم الديني الوهابي وتحويل المنطقة العربية كلها لإمارات تابعة للدولة السعودية


أتمنى ان تنجح الثورات العربية في كل مكان في إزاحة الطغاة والفاسدين والمستبدين سواء كانوا ساسيين أو رجال دين وهابيين 


وأدعو للشعب السورى الشقيق أن ينصره الله ويثبت خطاه ..


رضا عبد الرحمن على


2   تعليق بواسطة   ايناس عثمان     في   الأحد ١٤ - أغسطس - ٢٠١١ ١٢:٠٠ صباحاً
[59556]

لا اجد ما اقول

 نشاهد الضحايا من شباب سوريا الذي يقابل الرصاص بصدور مفتوحة بالعزة والكرامة ولا يحمل معه اي شيء يدافع به عن نفسه نرى ذلك واضحا لكن ما استغرب له أن هناك نسبة كبير من الدول : عربية كانت أو غربية آزرت الشباب السوري وشجبت  الهجوم التتاري الذي يقوم به المن السوري ، لكني لا أجد بين هذه الدول الشاجبة مصر لم تشجب ولم تستنكر ، ولم نرى  جامعة الدول العربية هي ولا رئيسها الهمام الذي قالوا عنه شعرا عند توليه ، وكأنه آخر الرجال المحترمين ، أين صوتك أيتها الأخت الكبرى مصر ، أين صوت الجامعة العربية ؟ سيسجل التاريخ في صفحاته المضيئة تكاسل وتخاذل كل من يسكت  ،والناس في انتظار لكلامه .


3   تعليق بواسطة   وداد وطني     في   الإثنين ١٥ - أغسطس - ٢٠١١ ١٢:٠٠ صباحاً
[59571]

الدكتاتور يحمل عوامل فنائه في ذاته!

عن الثورة السورية المباركة اقول: انّ الحقوق أو  الحرية لا تُمنح بل ينتزعها أصحابها من الظالمين انتزاعا كما يُقال. فهؤلاء الجبابرة والطغاة يتجاهلون حركة التأريخ ــ يا استاذ زهير ــ لتهدئة خواطرهم المرعوبة من رياح الحرية والتغيير، ولكني على ثقة عالية بانّ التغيير الذي طال انتظاره في دمشق الشام قادم لا محالة ((انهم يرونه بعيدا ونراه قريبا)).


هذه الأنظمة الوحشية الدكتاتورية في سورية الصامدة بشعبها الأُباة وشبابها البسلاء وأبطالها المغوار، ستُصدم من حيث تطمئن أنها قوية! لأن نظام البعث وطبيبه المريض الفخّار! يحمل عوامل فنائه معه وفي ذاته من دون ان يدري ــ كنظام البعث في العراق ــ وسقوطه وشيك وآت ليس ضرباً من الخيال.. تلك هي السنن الالهية الكونية...


أخي الفاضل الكريم زهير، (انّ الشعوب أبقى وأقوى من الطغاة متى صح منها العزم.. وانّ مثل "مبارك" في شعبه كمثل "زين العابدين" اذ قال له شعبه: أصلح! فأبى أن يكون من المصلحين.. ألا بُعداً لمبارك وبُعداً لزين العابدين... قاله الاعلامي المتألق في فضائية الجزيرة "فوزي بشرى" عن الثورة المصرية). ونتربّص على أحرّ من الجمر، أن يقول الشعب السوريّ الثائر كلمته الفاصلة الحاسمة بحق الجزار بشار.. وخاصة أحفاد الباسل المغوار (صلاح الدين الأيوبي) حيث ننتظر منهم الكثير الوفير ان صدقوا وأخلصوا..


فالشعب الكُرديّ، لهم تأريخ طويل الذيل وعميق السيل.. لا يعرفون الذل والخضوع والركوع والاستسلام الاّ المجد والكرامة والانتصار والاستبشار..


فهنيئا لكم طعم الحرية والاباء يا ابطال الثورة السورية..

سلامي ووئامي لكم أيها الصامدون الأحرار ـــ


اطمئنوا، فأنتم الأعلون..


اللهم اجعل شهر رمضان، شهر تحرير ونصر للشعب السوري الأبي.. واجعله شهر إرجاع الكرامة لكل الشعوب المقهورة التي تئن تحت وطأة الطغاة..

ـــــــــــــــــــــــــــــ


أخوك/ وداد وطني

15/8




أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق
تاريخ الانضمام : 2007-02-25
مقالات منشورة : 275
اجمالي القراءات : 5,718,051
تعليقات له : 1,199
تعليقات عليه : 1,466
بلد الميلاد : syria
بلد الاقامة : slovakia