عند الحديث عن الفوارق بين الحد الأدنى لأجر العامل المصرى ونظيره فى الدول الأخرى، لن نلجأ بالطبع لعقد مقارنة بين مصر وأى من دول الخليج، التى يقال عمن يقل دخله فيها عما يوازى ٥٠٠٠ ريال سعودى، أنه مسكين بحاجة للمساعدة.

 والسبب فى الامتناع عن تلك المقارنة ما قد يقال عن اختلاف الموارد بيننا وبينهم، خاصة فى الموارد البترولية، التى لديهم فيها الغلبة بالطبع، وتفوقنا عليهم بعدد السكان الذى تراه الحكومة عبئاً لا تستطيع تحمله، ويراه خبراء الاقتصاد قوة غير مستغلة. ولذا قررنا أن تكون المقارنة بيننا وبين دولة ظلت لسنوات طويلة تعانى مثلنا الفقر والأمية، ولكنها منيت بحكومة غير حكوماتنا فنجحت فى غضون سنوات فى عبور خط الفقر والجهل، ألا وهى ماليزيا.

علينا أن نعرف فى البداية أن معدلات الأجور الأساسية فى ماليزيا تختلف طبقًا للمكان والقطاع الذى يعمل به المواطن الماليزى، بين التنفيذيين وغير التنفيذيين، كما تختلف المزايا التى تقدمها كل مؤسسة للعاملين بها.

حيث ذكر المسح الخاص برواتب العمال فى ماليزيا للعام ٢٠٠٧، أى منذ ٣ سنوات، أن متوسط الراتب الشهرى الأساسى للتنفيذيين فى قطاع التصنيع يتراوح بين ٢٨٠٤ رينجيتات ماليزية، أى ما يعادل ٨٤٦ دولاراً أمريكياً، أى ما يوازى ٤٦٥٣ جنيهاً مصرياً ــ و١٠٥٤٨ رينجيتاً ماليزياً، أى ما يعادل ٣١٨٣ دولاراً أمريكياً، أى ما يساوى ١٧٥٠٦ جنيهات مصرية. بينما يحصل كبار المسؤولين على رواتب تبلغ ١٨٥٣٣ رينجيتاً ماليزياً، أى ما يعادل ٥٥٩٢ دولاراً أمريكياً، وهو ما يساوى ٣٠٧٥٦ جنيهاً مصرياً.

بينما تشير البيانات إلي أن متوسط الأجر الأساسى للعمال الفنيين فى ماليزيا من ٧٣٣ رينجيتاً ماليزياً، أى ما يعادل ٢٢١ دولاراً أمريكياً، ويوازى ١٢٠٥ جنيهات مصرية، وهو راتب يحصل عليه العمال المبتدئون غير المهرة. بينما يبلغ أجر العامل شبه المؤهل فى ماليزيا ١٠٩٧ رينجيتاً ماليزياً وهو ما يساوى ٣٣١ دولاراً أمريكياً، أى ما يساوى ١٨٢٠ جنيهاً مصرياً.

 أما العمالة المؤهلة فيبدأ أجرها الأساسى فى ماليزيا من ١٥٧٠ رينجيتاً ماليزياً وهو ما يعادل ٤٧٤ دولاراً أمريكياً، ويساوى ٢٦٠٧ جنيهات مصرية. هذا غير متوسط الزيادة السنوية فى الأجور والتى لا تقل عن ٦.٢٥%.

 وإضافة إلى الرواتب، توفر مؤسسات العمل فى ماليزيا عدداً آخر من المزايا للعاملين بها، لمساعدتهم على تجاوز الغلاء فى المتطلبات الأساسية. ومن بين تلك المزايا العلاج الطبى المجانى وتغطية التأمين على الحياة وعلى الحوادث الشخصية ومواصلات مجانية أو مدعمة وعلاوة سنوية ومزايا التقاعد ومساهمات محسنة لصندوق ادخار الموظفين. وبالطبع تختلف هذه المزايا من شركة لأخرى. يا ليتنا كنا ماليزيين.