واشنطن بوست: الحكومة تتحرك بقوة لتكسيح الإخوان وتصفية المعارضة
أكدت صحيفة الواشنطن بوست أن الحكومة المصرية تستخدم اليوم الاعتقالات والتغييرات القانونية لتحييد الحركة السياسية الرئيسية الباقية علي قيد الحياة في البلاد وهي حركة الإخوان المسلمين، وذلك بعد حبس أو إجبار نشطاء المعارضة العلمانية في مصر علي الاختفاء.
وأضافت الصحيفة في تقرير كتبته الين نيكماير الاثنين تحت عنوان القاهرة تتجه بقوة نحو شل حركة الإخوان إن قيادة الإخوان المسلمين والجماعات الحقوقية تكافح الحكومة التي تحاول تصفية المعارضين في مجالات السياسة والمجتمع المدني ووسائل الإعلام قبل نهاية 26 سنة من حكم الرئيس حسني مبارك الذي يبلغ من العمر 79 سنة، مشيرة إلي أن المصريين يتوقعون أن يتم انتقال السلطة في أجواء متوترة وأن جمال مبارك نجل الرئيس سيكون علي رأس المنافسين.
ونقلت الصحيفة عن مهدي عاكف المرشد الأعلي للإخوان المسلمين المحظورة منذ عقود والتي لا تسمح لها الحكومة بالعمل إلا في حدود ضيقة قوله: إن الطغيان وصل إلي حدود غير مسبوقة من أي نظام سابق، إنه طغيان مجنون.
وأشارت الصحيفة إلي أن المسؤولين في مصر يقولون إن جماعة الإخوان المسلمين عالية التنظيم والتي نبذت العنف مازالت أخطر قوة في البلاد، وقال محمد عبدالفتاح عمر الرئيس السابق لجهاز أمن الدولة إن الإخوان المسلمين يمثلون إطارا للعنف في المستقبل.
وأكدت أن الشرطة داهمت في أغسطس وسبتمبر الماضيين منازل واجتماعات قادة الإخوان، ووضعت وراء القضبان خمسة من 12 مسؤلا في مجلس الإرشاد، أفرج عن اثنان منهم لأسباب صحية كما اتهمت النيابة اثنين من نواب الإخوان في البرلمان، وسجنت 14 من أواسط وكبار قيادات الحركة وسجنت أكثر من ألف من أعضائها خلال العام الماضي.
وقالت إن مهندسي مفاجأة نجاح الإخوان في انتخابات عام 2005 التي صدمت الحزب الوطني الديمقراطي الحاكم، يوجدون الآن في السجن، ومن بينهم عصام العريان، رئيس القسم السياسي في الجماعة، وأحد أكثر أعضائها اعتدالا وجرأة، ونقلت عن العريان قوله قبل اعتقاله ببضعة أسابيع إن ما نريده هو أن نبذل كل جهدنا من أجل تغيير هذا النظام سلميا، بطريقة قانونية ودستورية، قد نستوعب ضربة من الحكومة، لكننا سنعود بعدها أقوي.
واتهمت السلطات المصرية خيرت الشاطر و39 آخرين من جماعة الإخوان بغسيل الأموال وتمويل جماعة محظورة، وأحالتهم إلي المحاكم العسكريةحسبما ذكرت جريدة المصري اليوم.
وقالت الصحيفة إن الجماعة تأسست في عام 1928 وهو العام الذي ولد فيه مبارك وعاكف، وحظرت الحكومة عملها في عام 1954 ومنذ السبعينيات سعت جماعة الإخوان المسلمين إلي تصنيف نفسها باعتبارها القوة المعتدلة في الحياة السياسية في مصر، وأكد قادتها ضرورة أن تكون مصر دولة مدنية وليست دينية.
وقال محمد حبيب القيادي في الجماعة إنه بتقديم تصور سلمي للإسلام السياسي حمينا مصر من موجات عنف كان من الممكن أن تجتذب آلاف الشباب.
وقالت الصحيفة علي الرغم من الحظر فإن الإخوان يقدمون الكثير من الخدمات مثل العيادات ومعسكرات الشباب أحرزت من خلالها شعبية في أوساط الفقراء وقدمت من خلالها نموذجاً مدنيا للحركات الإسلامية المسلحة كحزب الله وحماس، وتحصل الجماعة علي دعم الطبقات الوسطي من خلال وجودها القوي في النقابات المهنية والتقنية.
وأضافت أن نواب الإخوان منقسمون بشأن كيفية الرد علي القمع، ونقلت عن حبيب قوله نحن لا نريد أن نكون مستفزين كما تريد الحكومة، ولكن بعض أعضاء الجماعة من الشباب غاضبون من صمت الإخوان تجاه قمع الحكومة.
وقال فواز جريجز خبير في الشرق الأوسط في كلية سارة لورنس في نيويورك إن تحركات الحكومة المصرية تهدف أساسا إلي ترسيخ الحملة ضد الإخوان والتأكد أنه لن يسمح لأي من أعضائها التنافس مع الحزب الحاكم أو تهديد الخليفة الجديد لمبارك. وقالت الصحيفة إن عمر مبارك يجعل المسألة ملحة، مشيرة إلي شائعة مرض الرئيس التي ترددت مؤخراً والتي اضطر بسببها مبارك إلي الخروج في جولات مصورة.
وأشارت الصحيفة إلي أن انتصار حماس في الانتخابات الفلسطينية أدي إلي تغير أفكار الإدارة الأمريكية عن الديمقراطية في الشرق الأوسط لتتحول الأولويات الأمريكية في الشرق الأوسط مرة أخري، من تعزيز الديمقراطية إلي الحفاظ علي الحلفاء.
اجمالي القراءات
5840
بالمناسبة، قرأت خبرا أمس عن السيد عدلي أبادير يطالب الحكومة المصرية بالتأسي بحكومة عبد الناصر وسجن أي عضو إخواني، أي أنه يريد أن يملأ المعتقلات المصرية بالآلاف، بل وقد يكون بالملايين. ونعم الإنسانية!!!
كيف يطالب يحقوق الإنسان من يدعو إلى سجن إنسان آخر!
إنهم لا يكسبون إلا تعاطف الشعب مع الإخوان.