ازمة المعارضة الايرانية
حقوقيون عرب يطالبون الأمم المتحدة بحماية المعارضة الإيرانية اللاجئة في العراق
طالب حقوقيون عرب الأمم المتحدة، أمس، بحماية عناصر منظمة مجاهدين خلق الإيرانية المعارضة، المقيمون بـ«مخيم ليبرتي» بالقرب من العاصمة العراقية بغداد. وقال الناشط العراقي محمد الموسوي، إن طهران تضيق على المعارضين الإيرانيين وتعرض حياتهم للخطر. ولجأ المعارضون للنظام الديني في طهران إلى العراق في عهد الرئيس الراحل صدام حسين، لكن صعود نظام صديق لإيران في بغداد حول وجود المعارضين الإيرانيين في العراق إلى جحيم، وفقا للموسوي الذي يشغل موقع نائب رئيس الشبكة الإقليمية للتنمية الديمقراطية وحقوق الإنسان.
وتتعامل إيران مع منظمة مجاهدين خلق باعتبارها منظمة إرهابية، وتحاول إجبار عناصرها على تسليم أنفسهم إلى طهران، لمحاكمتهم.
وتوجهت أحزاب وجمعيات ومؤسسات حقوقية عربية، بنداء للمفوضية السامية لشؤون اللاجئين، أمس، لإعادة نحو 3 آلاف من عناصر منظمة مجاهدين خلق في العراق إلى «مخيم أشرف» في محافظة ديالى قرب الحدود العراقية - الإيرانية، بعد نحو سنة من نقلهم إلى «مخيم ليبرتي» الذي يفتقر إلى أبسط شروط الحياة في شمال العاصمة العراقية. وشارك في التوقيع على النداء نحو 90 ألفا من مواطني البلدان العربية.
وقال الموسوي، وهو أحد الموقعين على النداء: «نناشد بان كي مون الأمين العام للأمم المتحدة، التدخل لحماية سكان (مخيم ليبرتي) والعمل على إعادتهم إلى (مخيم أشرف)». وأضاف لـ«الشرق الأوسط»: «إيران تضغط على العراق من أجل التضييق على سكان (ليبرتي)، وتعريض حياتهم للخطر».
ويقول الموقعون على البيان والنداء: «نظرا إلى أن (مخيم ليبرتي) يفتقر إلى الحماية والأمن، فإنه يجب إعادة السكان إلى (مخيم أشرف) فورا».
ووقع على البيان 18 حزبا وجمعية ومؤسسات مدنية واجتماعية وأخرى مدافعة عن حقوق الإنسان، بالإضافة إلى 88883 من المواطنين في 13 بلدا عربيا من كل من مصر وسوريا وليبيا والأردن والمغرب وفلسطين والكويت والقطر وتونس والإمارات ولبنان والجزائر واليمن، حسب بيان وزعته المنظمة وحصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه أمس.
وتعرض (مخيم ليبرتي) لهجوم صاروخي قبل نحو شهرين أدى إلى مقتل 8 وإصابة 100 آخرين على يد ميليشيات بالعراق، قال الموقعون على البيان إنها تابعة للنظام الإيراني. وقال الموسوي في اتصال مع «الشرق الأوسط»: «يتم منع دخول المستلزمات الضرورية مثل الخوذات والسترات الواقية إلى المقيمين بـ(ليبرتي) بهدف سقوط المزيد من الضحايا، بمعنى أن السلطات تتعمد نزع كل إمكانيات الأمن والأمان للإسهام مباشرة في إبادة (مجاهدين خلق) على أيدي العناصر الإيرانية التابعة لنظام طهران داخل العراق».
وتابع الموسوي قائلا: «(مخيم ليبرتي) يفتقر إلى التحصينات الأمنية، ومن فيه تعرضوا في السابق لهجوم بالصواريخ، والاستهداف من جانب ميليشيات تابعة للنظام الإيراني».
وعن سبب صدور البيان والنداء من الجمعيات والمؤسسات والشخصيات العربية المشار إليها في هذا التوقيت، قال الموسوي: «إن السبب يرجع إلى توقيت الاستجواب الذي جرى لوزير الخارجية الأميركي في الكونغرس، كون الأميركيين يشرفون على الوضع في العراق، خاصة أنهم يدركون أن الهجوم الأخير على مخيم ليبرتي تم بتدبير إيراني، ولديهم اعتقاد أنه سيكون هناك المزيد من الهجمات المحتملة على المخيم، ولهذا نحن نقول للجانب الأميركي إن هذه المخاوف حقيقية وإنه يجب التحرك لحماية أرواح من هم في المخيم».
وتابع الموسوي قائلا: «إن (مخيم ليبرتي) يوجد فيه في الوقت الحالي 3 آلاف شخص، بينما لا تزيد مساحته على 500 متر مربع»، مشيرا إلى أن «عناصر المخيم يقيمون داخل (كرافانات) ومن السهل استهدافهم، ولا يتلقون أي رعاية من أي نوع، ويتم التحرش بهم ويعيشون تحت تهديد مستمر».
وتابع قائلا إن المطالبة بإعادتهم إلى المخيم الذي كانوا يقيمون به في «أشرف»، يهدف إلى حمايتهم من القتل. وقال: «إن (مخيم أشرف) تبلغ مساحته نحو 36 كيلومترا مربعا ويوجد به نحو 100 فقط ممن يحرسون المخيم بعد أن تم تهجير من فيه إلى (ليبرتي)، ومنعهم من أخذ ممتلكاتهم». وقال: «نطالب بعودة السكان إلى (مخيم أشرف)، لأنه توجد فيه أبنية محصنة ومجهزة قاموا ببنائها في السابق».
اجمالي القراءات
8017