قطر تراجعت عن تهديداتها وليبيا تهدد بطرد العمالة المصرية.. القاهرة تنحني لعاصفة الغضب العربي وتسمح بإدخال المساعدات لقطاع غزة


كتب أحمد حسن بكر وعمر القليوبي (المصريون): : بتاريخ 29 - 12 - 2008
تراجعت السلطات القطرية أمس عن قرار بمنع دخول المصريين إلى قطر، بعد أن تلقت اعتذارات رسمية مصرية عن التأخير في السماح بإدخال مساعداتها الإنسانية التي أرسلتها على متن 3 طائرات إلى قطاع غزة، واحتجزتها في مطار العريش لمدة يومين.

أكد السفير المصري بالدوحة عبد العزيز داود، أن السلطات المصرية لم تقصد منع دخول المساعدات القطرية إلى قطاع غزة، وأن التأخير كان بسبب إجراءات تنظيمية.
وكانت قطر أبلغت شركة مصر للطيران، أنها لن تسمح بدخول أي مصري للدوحة باستثناء الحاصلين على إقامة سارية، وذلك احتجاجا على احتجاز السلطات المصرية في مطار العريش لحمولة 3 طائرات قطرية من المساعدات الإنسانية مخصصة بصفة عاجلة لسكان قطاع غزة.
وأقلعت رحلة مصر للطيران رقم 935 المتجهة إلى الدوحة صباح أمس وعلى متنها 142 راكبا من بينهم 132 راكبا مصريا من حاملي الإقامة والتأشيرات السياحية والزيارة.
وكانت "المصريون " كشفت عن نية العديد من أصحاب الأعمال بالدول الخليجية عدم تجديد عقود عمل المصريين بسبب الموقف الرسمي المصري الرافض لفتح معبر رفح وإدخال المساعدات الإنسانية، بالإضافة إلى ما كشف عنه مسئولون إسرائيليون من أن إسرائيل حصلت على موافقة ودعم من مصر ودول عربية أخرى لشن هجماتها المدمرة على الشعب الفلسطيني في غزة.
لكن قطر تراجعت عن موقفها بعد ساعات قليلة، إثر السماح بإدخال شحنات المساعدات القطرية والليبية إلى قطاع غزة في الرابعة من بعد ظهر أمس.
وأعلن المهندس أحمد عرابي مدير الهلال الأحمر بشمال سيناء صدور تعليمات بإدخال المعونات القطرية والتي تحتوي على مستلزمات طبية وسيارات إسعاف وكميات من المواد الغذائية مشددا على أن الساعات القادمة ستشهد انسياب عشرات الأطنان من مواد الإغاثة القادمة من المملكة العربية السعودية والجماهيرية الليبية.
وأصدرت الحكومة المصرية بيانا أمس أبدت فيه استعدادها إدخال أي مساعدات طبية أو غذائية من أي دولة إلى قطاع غزة فورا من خلال معبر رفح.
وجاء ذلك بعد التهديدات القطرية بعدم السماح بدخول المصريين إلى أراضيها، وأيضا بعد تهديد الرئيس الليبي معمر القذافي بطرد العمالة المصرية من ليبيا، ردا على رفض مصر السماح لطائرة مساعدات ليبية بالهبوط في مطار العريش أمس الأول.
وكان هانيبعل القذافي نجل الرئيس الليبي قد اتهم في تصريح فجر أمس، السلطات المصرية بمنع وصول الإغاثة العاجلة الليبية والقطرية، المتجهة إلى قطاع غزة قبل أن يسمح بدخول جزء من تلك المساعدات مساء أمس الاثنين.
وكشف عن منع السلطات المصرية هبوط طائرات إغاثة ليبية، تقل مساعدات طبية وإنسانية عاجلة إلى قطاع غزة، في مطار العريش، أو عبور الأراضي المصرية باتجاه معبر رفح رغم وجود نجل العقيد القذافي سيف الإسلام على متنها.
وأكد نجل القذافي أن طائرة إغاثة ليبية طلبت يوم السبت الماضي الهبوط في مطار العريش المصري، لكن السلطات رفضت السماح لها بالهبوط، واضطرت الطائرة الهبوط في أبو ظبي.
كما كشف النقاب، عن ما سماه "تنسيق مصري ـ إسرائيلي أدى إلى منع وصول باخرة "المروة" الليبية، التي كانت محملة بعدة أطنان من المساعدات الإنسانية من الوصول إلى غزة، قبل عدة أسابيع".
وقال نجل القذافي إنه يستنتج أن "مصر هي من يحاصر غزة"، وأبدى استهجانه الشديد لمنع من وصول المساعدات الإنسانية العاجلة للمواطنين الفلسطينيين في القطاع تحت العدوان والحصار.
وتعهد بإبحار سفينة "المروة" الليبية إلى قطاع غزة مهما كلّف ذلك، وتوقع أن تتعرض السفينة الليبية لاعتداء إسرائيلي في حالة تصميمها على الدخول لغزة، وقال إن ليبيا مصممة على إبحار السفينة إلى غزة بشكل عاجل ولو كان ذلك بمثابة "مهمة انتحارية"- على حد وصفه- بالنظر للمخاطر المتوقعة في طريقها.
وأبدى هانيبعل القذافي استهجانه كذلك السلطة الفلسطينية برئاسة محمود عباس، وقال "أليست حماس فلسطينيين؟ أليس الناس في غزة الذين هم مع حماس فلسطينيين؟"، كما أبدى استغرابه الشديد مستغربًا ما اعتبره تأييدًا من جانب قيادة السلطة للعدوان الجاري على القطاع.
ووصف نجل الرئيس الليبي وقوع هذا العدوان وما تشهده غزة بأنه "مسخرة"، بالنظر لما اعتبره سماحًا رسميًا من جانب السلطة ودول عربية بما يجري.