فى اسرائيل : دعوات حقوقية لمحاكمة حقيقية لا صورية لمنفذي جريمة نعلين
تقدمت أربع منظمات حقوقية إسرائيلية اليوم بالتماس لمحكمة العدل العليا من أجل مقاضاة المسؤولين عن إطلاق النار على شاب فلسطيني مقيد ومعصوب العينين بشكل حقيقي لا صوري فيما كشف عن تفاقم ظاهرة استباحة المدنيين الفلسطينيين.
وطالب أشرف أبو رحمة الشاب المعتدى عليه ومنظمات "بتسيلم" واللجنة الجماهيرية لمكافحة التعذيب وجمعية حقوق المواطن بتعديل لائحة الاتهام ضد العميد عمري بوربرج.
وكان المدعي العسكري العام قد قرر مطلع الشهر تقديم لائحة اتهام مخففة ضد بوربرج والجندي الذي أطلق النار في نعلين على الشاب أشرف أبو رحمة وهو معصوب العينين ومكبل في السابع من يوليو/تموز الماضي.
تعذيب خطير
وكشف الالتماس أن الجيش ترك أبو رحمة تحت الشمس الحارقة مدة ساعتين قبل رميه بالرصاص المطاطي عن بعد متر، وأشار إلى أن الجيش أعلن تنحية العميد بوربرج ومحاكمته على سلوك غير لائق فقط بعد فضح الجريمة بالإعلام على يد شابة فلسطينية من نعلين.
ويطالب الملتمسون إلزام جيش الاحتلال بتوجيه لائحة اتهام حقيقية ضد الضابط والجندي المتورطين بجريمة "الاعتداء والتعذيب بشروط خطيرة" والتي يسجن من يدان بها سبع سنوات.
ويشير الملتمسون إلى أن عبثية قرار الجيش بمحاكمة الضابط بوربرج بـ"سلوك غير لائق" فقط تزداد خطورة إزاء الكشف عن عمليات تعذيب قام بها بحق فلسطينيين أحيانا بشكل مباشر وشخصي وأضاف الالتماس "لدينا انطباع أن الاعتداءات على المدنيين الفلسطينيين وإخضاعهم للتعذيب تحولت لظاهرة واسعة في منطقة نفوذه وبتشجيع منه".
متظاهرون ضد قرار إسرائيل تبرئة قاتل الصحفي شناعة (الجزيرة-ارشيف)
استباحة المدنيين
ووجه الملتمسون انتقادات حادة لجيش الاحتلال، وأكدوا أن الاكتفاء بتوجيه تهمة مخففة جدا للعميد المسؤول تستبطن رسالة خطيرة، مفادها تشجيع الاعتداء على الفلسطينيين والاستخفاف بدمائهم وأضافوا "يبدو أن هذا العمى قد تفشى لدى قيادة الجيش العسكرية والقضائية أيضا".
وكشفت منظمة "بتسيلم" في بيانها اليوم أنها توجهت للجيش منذ مطلع 2007 وحتى منتصف العام الجاري للتحقيق في 99 حادثة، قتل فيها 189 فلسطينيا موضحة أن أربعة ملفات تحقيق فقط تم فتحها.
وشددت على خطورة قرار الجيش بعدم مقاضاة الجنود المتورطين باغتيال المصور الصحفي فضل شناعة في قطاع غزة، ولفتت إلى أن إطلاق نار دبابة عليه يدلل على عدم اكتراث الجيش بحياة المدنيين ولاسيما في ظل استخدام أسلحة محرمة في المناطق المأهولة وفقا للمواثيق المحلية والدولية.
رأس الجبل الجليدي
وكشفت المنظمة أن ألفي مدني فلسطيني قد قتلوا منذ بدء الانتفاضة الثانية رغم عدم مشاركتهم في أي مجهود حربي وحتى الآن فتح 270 ملف تحقيق، ثلاثون فقط منها انتهت بتقديم لوائح الاتهام.
كما كشفت "بتسيلم" أن الاحتلال قتل منذ مطلع العام الجاري 169 مدنيا فلسطينيا عشرة منهم من الضفة الغربية والبقية من قطاع غزة لكن الجيش فتح ملف تحقيق في حادثة واحدة رغم مطالبته بالتحقيق بـ47 حادثة.
وفي تصريح للجزيرة نت أوضح رئيس "كتلة السلام" أوري أفنيري أن كل حادثة اعتداء على الفلسطينيين يتم الكشف عنها تخفي من خلفها مائة حادثة تبقى طي الكتمان، وأضاف "هذا الاعتداء هو ليس سوى رأس جبل الجليد".
وأكد رئيس "كتلة السلام" الإسرائيلية النائب اليساري سابقا أوري أفنيري أن إطلاق النار على الشاب الفلسطيني المقيد والمعصوب العينين يعكس منهجية الاعتداء على الفلسطينيين في الأراضي المحتلة ونفاق العالم الغربي.
وأطلق الاحتلال أمس جمال كنعان والد الصبية سلاك كنعان التي وثقت جريمة نعلين في كاميرتها الخاصة بعد نحو الشهر من اعتقاله انتقاما من مساهمة ابنته في فضح ممارسات الجيش.
اجمالي القراءات
1138