حكم المسلم العاصي

شريف هادي Ýí 2007-12-22


مقدمة:
الموضوع ليس بجديد وقد قتل بحثا ردحا من الزمن ، ولا أبالغ إذا قلت أن الموضوع تم إثارته بعد وفاة الرسول (ص) فحكم أبو بكر بمحاربة مانعي الزكاة على أنهم مرتدين ، وليسوا مذنبين ، ثم ما حدث بين الحسن البصري إمام أهل السنة وتلميذه واصل بن عطاء إمام المعتزلة ، وقولهم بالمنزلة بين المنزلتين ، وبخلود العاصي في النار ، وقد اتخذوا من قوله تعالى " ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها وغضب الله عليه ولعنه واعد له عذابا عظيما" النساء 93 دليلا على خلود مرتكب الكبيرة &Ya في النار ، ولما علموا أنه قال لا إله إلا الله ، فتناقضوا مع أنفسهم وقالوا أنه ليس بمسلم وليس بكافر ولكنه في منزلة بين المنزلتين ، وقد أفاض القاضي عبد الجبار بن أحمد – احد كبار المعتزلة – في شرح وجهة نظرهم في كتابه الأصول الخمسة وأدلتها ، وقالت الخوارج يكفر المسلم بإرتكابه المعصية ، أما المرجئة فقالوا لا يضر مع الايمان معصية ولا ينفع مع الكفر طاعة .
ثم جاء كتاب استاذي الدكتور أحمد صبحي منصور (المسلم العاصي) ليؤكد على أن العاصي في نار جهنم خالدا فيها إذا لم تدركه رحمة ربه بالتوبة قبل الموت وأن الميزان العدل يوم القيامة يختلف عن ميزان الدنيا فمن ثقلت موازينه فهو في عيشة راضية ومن خفت موازينه فأمه هاوية وما أدراك ما هي نار حامية ولا منزلة وسطى بين الجنة والنار ، وقد جاء رأيه قائما على رفضه المرويات الكثيرة والاحاديث المنسوبة للرسول (ص) والتي تتكلم عن 99 سجلا مدى البصر من الذنوب ، وعن قتل 99 نفسا ثم تمام المائة بالراهب ، ولكن أصحاب ذلك ينعمون بالجنة ، فمن منطلق رفضه لكل هذه الاحاديث قال بأن المسلم العاصي في النار خالدا فيها ، وأن من يدخل النار ستغلق عليه في عمد ممدده ويبقى في العذاب خالدا فيه مهانا.
وفي هذه الدراسة سوف نناقش موضوع المسلم العاصي ومدى دقة هذا المصطلح (المسلم العاصي) ، وما معنى المعصية ، وهل يخلد المسلم العاصي في النار من عدمه
تعريف:
قبل أن نبدأ في شرح فهمنا لحكم المسلم العاصي ، يجب أن نتفق على تعريف لمعنى المعصية لغة وشرعا مأخوذ من القرآن ، ثم يمكننا تطبيق ما توصلنا لفهمه على الموضوع.
لغة:
فالمعصية مشتق من عصا والتي تعني العود (قال هي عصاي أتوكأ عليها وأهش بها على غنمي ولي فيها مآرب أخرى) ، ويقال فلان صلب العصا إذا كان شديد المراس أو شديد على من يقودهم ، ويقال فلان يعصي الريح إذا أستقبل مهبها ، كما يقال (عَصِيَ الرجلُ في القوم بسيفه وعَصاه فهو يَعْصَى فيهم إذا عاثَ فيهم عَيْثاً) ، ويقال في لسان العرب (عصاني فعصوته) أي خشاني بعصاه فغلبته ، والعِصيانُ: خِلافُ الطَّاعَة. عَصى العبدُ ربه إذا خالَف أَمْرَه، وعصى فلان أَميرَه يَعْصِيه عَصْياً وعِصْياناً ومَعْصِيَةً إذا لم يُطِعْهُ، فهو عاصٍ وعَصِيٌّ. قال سيبويه: لا يجيءُ هذا الضَّرْبُ على مَفْعِلٍ إِلاَّ وفيه الهاء لأَنه إن جاءَ على مَفْعِلٍ، بغير هاءٍ، اعْتلَّ فعدَلوا إِلى الأَخَفِّ. وعاصَاهُ أَيضاً: مثلُ عَصَاه. ويقال للجَماعةِ إذا خَرَجَتْ عن طاعةِ السلْطان: قد اسْتَعْصَتْ عليه.
شرعا:
لم يخرج معنى المعصية شرعا عن معناه اللغوي ، قال تعالى " واذ اخذنا ميثاقكم ورفعنا فوقكم الطور خذوا ما اتيناكم بقوة واسمعوا قالوا سمعنا وعصينا واشربوا في قلوبهم العجل بكفرهم قل بئسما يامركم به ايمانكم ان كنتم مؤمنين" (البقرة 93) ، ويتضح من النص القرآني أن معنى المعصية هو عكس معنى الطاعة إذ أنهم سمعوا ووعوا الأوامر وأعطوا رب العزة الميثاق ولكنهم عصوا وأرتدوا على آثارهم كفار بعد إيمانهم إذ أشربوا في قلوبهم العجل (بكفرهم) ، والمعصية شرعا إذا أطلقت مجردة فهي مرادف للكفر وعكس الإيمان قال تعالى" قل اني اخاف ان عصيت ربي عذاب يوم عظيم" (الانعام 15) ، فكان نتيجة المعصية عذاب يوم القيامة وهي بذاتها نتيجة الكفر قال تعالى" قال الله اني منزلها عليكم فمن يكفر بعد منكم فاني اعذبه عذابا لا اعذبه احدا من العالمين" المائدة115
الخلاصة:
المعصية لغة وشرعا خلاف الطاعة ومخالفة الأمر الصادر وعدم إتباعه ، فيكون العبد العاصي قد إشتد على الطاعة كما تشتد العصا (العود) على المعصي بها.
دقة مصطلح المسلم العاصي:
من رأي انه لا يتفق الإسلام والمعصية في شخص واحد لأن الأصل ألا يوجد قلبين في جوف رجل واحد ، قال تعالى" ما جعل الله لرجل من قلبين في جوفه ...الآية" الأحزاب4 ، والإيمان عكس المعصية ، ذلك أن الإيمان مرادف للتسليم والإذعان ، والمعصية مرادف للكفر والعصيان ، قال تعالى " واعلموا ان فيكم رسول الله لو يطيعكم في كثير من الامر لعنتم ولكن الله حبب اليكم الايمان وزينه في قلوبكم وكره اليكم الكفر والفسوق والعصيان اولئك هم الراشدون" الحجرات7
فقد جعل الله سبحانه وتعالى العصيان مرادف للكفر والفسوق بل وجعله أحط مستويات الكفر وأشدها ، وهو عكس الإيمان فالمعصية مكروهة في قلب كل مسلم والإيمان محبب لكل مسلم أطاع الرسول وأتبع الرسالة.
لذلك لا يوجد مسلم عاصي إذا ما أعتبرنا أن المعصية مرادف للكفر والكفر عكس التسليم والذي هو جوهر الإيمان والإسلام ، فكيف يمكن أن نطلق لفظ مسلم على من عصى بالكفر ، فكأنما نقول مؤمن وكافر في وقت واحد وهو المستحيل بعينه.
الدليل من كتاب الله
قال تعالى" من الذين هادوا يحرفون الكلم عن مواضعه ويقولون سمعنا وعصينا واسمع غير مسمع وراعنا ليا بالسنتهم وطعنا في الدين ولو انهم قالوا سمعنا واطعنا واسمع وانظرنا لكان خيرا لهم واقوم ولكن لعنهم الله بكفرهم فلا يؤمنون الا قليل"ا (النساء 46)
وقال تعالى"قل اني اخاف ان عصيت ربي عذاب يوم عظيم" (الانعام 15)
وقال تعالى"واذا تتلى عليهم اياتنا بينات قال الذين لا يرجون لقاءنا ائت بقران غير هذا او بدله قل ما يكون لي ان ابدله من تلقاء نفسي ان اتبع الا ما يوحى الي اني اخاف ان عصيت ربي عذاب يوم عظيم" (يونس 15)
وقال تعالى"وَجَاوَزْنَا بِبَنِي إِسْرَائِيلَ الْبَحْرَ فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ وَجُنُودُهُ بَغْيًا وَعَدْوًا حَتَّى إِذَا أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ قَالَ آمَنتُ أَنَّهُ لا إِلِهَ إِلاَّ الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَأَنَاْ مِنَ الْمُسْلِمِينَ (90) الان وقد عصيت قبل وكنت من المفسدين" (91) يونس
وقال تعالى"قال يا قوم ارايتم ان كنت على بينة من ربي واتاني منه رحمة فمن ينصرني من الله ان عصيته فما تزيدونني غير تخسير" (هود 63)
وقال تعالى"قال ستجدني ان شاء الله صابرا ولا اعصي لك امرا" (الكهف69)
وقال تعالى"وبرا بوالديه ولم يكن جبارا عصيا" (مريم 14)
وقال تعالى"يا ابت لا تعبد الشيطان ان الشيطان كان للرحمن عصيا"(مريم 44)
وقال تعالى"الا تتبعن افعصيت امري" (طه 93)
وقال تعالى"فاكلا منها فبدت لهما سواتهما وطفقا يخصفان عليهما من ورق الجنة وعصى ادم ربه فغوى" (طه121)
وقال تعالى"فعصى فرعون الرسول فاخذناه اخذا وبيلا" (المزمل16
الشاهد في كل هذه الآيات أن المعصية مرادف للكفر وضد الإيمان بل والإسلام في معناه العام وهو التوحيد فالشيطان كفر بمعصيته ، وجميع الأنبياء كانوا يخافون من المعصية بمعنى الكفر لأنها تؤدي لعذاب يوم عظيم ، وفرعون أيضا عصى الرسول فكان عصيانه كفر وهو ضد الإسلام فقد قال تعالى " وجاوزنا ببني اسرائيل البحر فاتبعهم فرعون وجنوده بغيا وعدوا حتى اذا ادركه الغرق قال امنت انه لا اله الا الذي امنت به بنو اسرائيل وانا من المسلمين" يونس90 أي انه عصى فكان من الكافرين فلما أدركه الغرق إدعى أنه من المسلمين ولكن الله لم يقبل منه وقيل له (الان وقد عصيت قبل وكنت من المفسدين) فالعصيان الذي كان فيه ضد الاسلام الذي إدعاه وقت الغرق.
المعصية والذنب
عرفنا المعصية من قبل ، أما الفرق بين المعصية والذنب أن المعصية من الذنوب ، فالذنب أعم وأشمل من المعصية
فمن أمثال الذنب الزنا ومحاولة الزنا ، قال تعالى" يوسف اعرض عن هذا واستغفري لذنبك انك كنت من الخاطئين" يوسف 29
ومن الذنب القتل ، قال تعالى في حق موسى عليه السلام " ولهم علي ذنب فاخاف ان يقتلون" الشعراء 14
ومن الذنب الكفر والظلم والمعصية وتكذيب الرسول ، قال تعالى في حق الأمم السابقة " فكلا اخذنا بذنبه فمنهم من ارسلنا عليه حاصبا ومنهم من اخذته الصيحة ومنهم من خسفنا به الارض ومنهم من اغرقنا وما كان الله ليظلمهم ولكن كانوا انفسهم يظلمون" العنكبوت 40
وكذلك قد يكون الذنب صغيرا وهو شيء من اللمم أو أقل عندما ينسب للرسول عليه السلام ، كقوله تعالى " فاصبر ان وعد الله حق واستغفر لذنبك وسبح بحمد ربك بالعشي والإبكار" غافر 55 ، وقوله تعالى " فاعلم انه لا اله إلا الله واستغفر لذنبك وللمؤمنين والمؤمنات والله يعلم متقلبكم ومثواكم " محمد 19 ، وقوله تعالى " ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر ويتم نعمته عليك ويهديك صراطا مستقيما" الفتح 2
وقد يكون الذنب كل ما يرتكبه الإنسان من آثام صغرت أو كبرت كقوله تعالى" غافر الذنب وقابل التوب شديد العقاب ذي الطول لا اله إلا هو إليه المصير" غافر 3
وقد يكون الذنب هو الكفر والمعصية تحديدا كقوله تعالى" فاعترفوا بذنبهم فسحقا لأصحاب السعير"الملك11
وتكذيب الرسول ذنب مع رد الأمر الذي هو عين المعصية كقوله تعالى" فكذبوه فعقروها فدمدم عليهم ربهم بذنبهم فسواها" الشمس14
والشاهد هنا أن الله سبحانه وتعالى قد نسب فعل الذنب للرسول ولكنه سبحانه لم ينسب فعل المعصية له ، بما يدل على أن الذنب أعم وأشمل من المعصية قد يجمع الفواحش وقد يجمع اللمم والإثم وقد يجمع الكفر والشرك والفسوق والمعصية ، فكلها ذنوب تختلف في درجاتها ولما لا يمكن أن يكفر الرسول الذي اختاره رب العزة لتبليغ رسالته ، فإن الله لم ينسب له فعل المعصية بل نفاه عن بعض الأنبياء والرسل كقوله تعالى في حق يحي بن زكريا " وبرا بوالديه ولم يكن جبارا عصيا" (مريم 14) ، أما الذنب على العموم فيمكن نسبته حتى للرسل كما أسلفنا ذكرا من كتاب الله
فيمكن إذا أن نقول المسلم المذنب ولا يمكن أن نقول المسلم العاصي
المعصية والإثم
أما الإثم فهو أيضا ضمن الذنوب بمعناها الشامل ، ولكن الفرق أن الإثم قد يكون الفعل في ظاهرة مباح وكن ارتبطت به نية سقيمة فاسدة فتحول الفعل من كونه مباحا إلي كونه إثما ، وأكبر مثال على ذك الربا ، فقد يتفق مرابي ومعسر على أن يقوم المعسر يع عقار له للمرابي مثلا بسعر مائه ويسترده منه بمائة وعشر والعشر هذه هي ربا ، ولكن تمت في صورة بيع فإن ذك إثم والشاهد على ذك قوله تعالى"ولا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل وتدلوا بها إلى الحكام لتأكلوا فريقا من أموال الناس بالإثم وانتم تعلمون" البقرة 188.
ودائما جاء السياق القرآني في الحديث عن الإثم ليبين لنا أن ظاهر الفعل قد يكون مقبولا ولكن ارتبط بنية فاسدة أفسدته ولنتدبر قوله تعالى"فمن بدله بعدما سمعه فإنما إثمه على الذين يبدلونه ان الله سميع عليم" البقرة 181 ، كما أكد القرآن أن الفعل لو كان في ظاهره متعديا ولكن ارتبط بنية صالحة ولم يقترن به التعمد فلا إثم ، ولنتدبر قوه تعالى "فمن خاف من موص جنفا أو إثما فأصلح بينهم فلا إثم عليه ان الله غفور رحيم" البقرة 182 ، وقوله تعالى" واذكروا الله في أيام معدودات فمن تعجل في يومين فلا إثم عليه ومن تأخر فلا إثم عليه لمن اتقى واتقوا الله واعلموا إنكم إليه تحشرون" البقرة 203
ويؤكد ذهابنا هذا قوله تعالى " فان عثر على أنهما استحقا إثما فاخران يقومان مقامهما من الذين استحق عليهم الأوليان فيقسمان بالله لشهادتنا أحق من شهادتهما وما اعتدينا إنا إذا لمن الظالمين" المائدة107 فالشاهد من هذه الآية الكريمة أن العثور يحتاج للبحث والنتيجة ترجيحية يغلب عليها الظن في قوله (استحقا إثما) لأن ظاهر الفعل مخالف لنية الفاعل فكان لزاما البحث في الشواهد والأدلة والبراهين ، ثم النص لم يأتي بقول (أنهما آثمين) ولكن جاء النص (استحقا إثما) ، وكذلك عندما نتدبر قوله تعالى" وذروا ظاهر الإثم وباطنه ان الذين يكسبون الإثم سيجزون بما كانوا يقترفون" الأنعام 120 ، فظاهر الإثم الذي يمكن العثور عليه بسهولة ويسر ومعرفة انصراف نية فاعلة لارتكابه أما باطنه فهو المخفي الذي لا يطلع عليه إلا الله ويحتاج للعثور عليه كثيرا من البحث والتحري

الخلاصة:
الذنب هو المظلة الشاملة التي تستغرق في طياتها كل الأفعال التي لا يرضى عنها رب العالمين ومنها الفواحش واللمم والكبائر والإثم والكفر والفسوق والعصيان ، وقد يقع من مسلم كما إنه يقع من مشرك وكافر ، والإثم يرتبط بعمل القلوب أكثر من ارتباطه بظاهر الأفعال ، أما المعصية فهي مرادف للكفر والفسوق ، ولا تجتمع في قلب مسلم مع الإيمان ولا يتصور حدوثها من مسلم إلا جهلا.
المغفرة:
قال تعالى" غافر الذنب وقابل التوب شديد العقاب ذي الطول لا اله إلا هو إليه المصير" غافر3 ، فهو سبحانه غافر الذنب لمن أخطأ ولم تدركه التوبة وقابل التوب لمن تاب من الذنب وكان صادقا في توبته وشديد العقاب على من عصى ، ذي الطول قادرا على عباده لن يهرب منه أحدا ولن يفلت كافر أو مشرك أو فاسق أو عاصي من الحساب
والله سبحانه وتعالى قد كتب على نفسه غفران الذنوب جميعا إلا الشرك به فهو سبحانه لا يغفر أن يشرك به ويغفر مادون ذك لمن يشاء مصداقا لقوله تعالى "ان الله لا يغفر ان يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ومن يشرك بالله فقد افترى إثما عظيما" (النساء48) ، وقد أفائت علينا هذه الآية بواحدة من الأسرار العظيمة لكتاب الله سبحانه وتعالى إذ اعتبر الشرك (إثم عظيم) لأن المشرك قد يظن أحيانا أنه بشركه يعظم الخالق ولكنه في الحقيقة عبد غيره وهلك ، قال تعالى" إلا لله الدين الخالص والذين اتخذوا من دونه أولياء ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى ان الله يحكم بينهم في ما هم فيه يختلفون ان الله لا يهدي من هو كاذب كفار" الزمر 3 ، وهنا رغم اختلاف فعل المشرك عن نيته إلا أن نيته الثانية فاسدة أيضا لأنه ظن أن الذين يعبدونهم من دون الله يملكون على الله التألي ويشفعون لمن عظمهم وعبدهم ، لذلك كان (إثم عظيم)
قال تعالى"أولئك الذين اشتروا الضلالة بالهدى والعذاب بالمغفرة فما أصبرهم على النار" البقرة 175 ، فالمغفرة هي فضل من الله سبحانه وتعالى وإن لم يقابله فعل من العبد فمازالت المغفرة قائمة يتمتع بها من أحب الهدي وأتبعه وكره الضلالة وأنصرف عنها ويحرم منها من أحب الضلال فيقع في العذاب ، أما قبول التوبة فهو فعل مقابل فعل أن يتوب الله على العبد فيرشده للتوبة فيتوب العبد فيقبل الله منه هذه التوبة.
والآيات كثيرة تدل على أن المغفرة وعد من الله يتكرم بها على من يشاء من عباده ليس لأنه تاب منها ولكن لأن مجموع أعماله صالحة فوعده الله سبحانه وتعالى بمغفرة السيئات والذنوب التي في أعماله كقوله تعالى" ولئن قتلتم في سبيل الله أو متم لمغفرة من الله ورحمة خير مما يجمعون" آل عمران157 ، وكذلك المائدة 9 ، والأنفال 4 ، هود 11.
وقوله تعالى" ... ان ربك لذو مغفرة للناس على ظلمهم وان ربك لشديد العقاب" الرعد6 ، فبرغم ظلم الناس إلا أن الله وحده هو الذي يقرر من يستحق المغفرة رغم ظلمه فيغفر له ، ومن لا يستحق فيساق للعقاب الشديد ، لا معقب عليه في ذلك فهو سبحانه وتعالى لا يسأل عما يفعل وهم يسألون.
معصية إبليس
قال تعالى"وَلَقَدْ خَلَقْنَاكُمْ ثُمَّ صَوَّرْنَاكُمْ ثُمَّ قُلْنَا لِلْمَلآئِكَةِ اسْجُدُواْ لآدَمَ فَسَجَدُواْ إِلاَّ إِبْلِيسَ لَمْ يَكُن مِّنَ السَّاجِدِينَ (11) قَالَ مَا مَنَعَكَ أَلاَّ تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ قَالَ أَنَاْ خَيْرٌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ (12)
وقال تعالى "وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِّن صَلْصَالٍ مِّنْ حَمَإٍ مَّسْنُونٍ (28) فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي فَقَعُواْ لَهُ سَاجِدِينَ (29) فَسَجَدَ الْمَلآئِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ (30)إِلاَّ إِبْلِيسَ أَبَى أَن يَكُونَ مَعَ السَّاجِدِينَ (31) قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا لَكَ أَلاَّ تَكُونَ مَعَ السَّاجِدِينَ (32) قَالَ لَمْ أَكُن لِّأَسْجُدَ لِبَشَرٍ خَلَقْتَهُ مِن صَلْصَالٍ مِّنْ حَمَإٍ مَّسْنُونٍ (33) قَالَ فَاخْرُجْ مِنْهَا فَإِنَّكَ رَجِيمٌ (34) وَإِنَّ عَلَيْكَ اللَّعْنَةَ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ (35) قَالَ رَبِّ فَأَنظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ (36) قَالَ فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنظَرِينَ (37) إِلَى يَومِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ (38) قَالَ رَبِّ بِمَآ أَغْوَيْتَنِي لأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي الأَرْضِ وَلأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ (39)[الحجر]
وقال تعالى"وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلآئِكَةِ اسْجُدُواْ لآدَمَ فَسَجَدُواْ إَلاَّ إِبْلِيسَ قَالَ أَأَسْجُدُ لِمَنْ خَلَقْتَ طِينًا (61) قَالَ أَرَأَيْتَكَ هَذَا الَّذِي كَرَّمْتَ عَلَيَّ لَئِنْ أَخَّرْتَنِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لأَحْتَنِكَنَّ ذُرِّيَّتَهُ إَلاَّ قَلِيلاً (62) قَالَ اذْهَبْ فَمَن تَبِعَكَ مِنْهُمْ فَإِنَّ جَهَنَّمَ جَزَآؤُكُمْ جَزَاء مَّوْفُورًا (63) وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ وَأَجْلِبْ عَلَيْهِم بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ وَشَارِكْهُمْ فِي الأَمْوَالِ وَالأَوْلادِ وَعِدْهُمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلاَّ غُرُورًا (64) إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ وَكَفَى بِرَبِّكَ وَكِيلاً (65)[الإسراء]
الشاهد في هذه الآيات الكريمة أن إبليس رد الأمر على رب العزة عصيانا بعدما تدبر الأمر مليا وأعمل القياس الفاسد بين مادة خلقه وهي النار ومادة خلق البشر وهي الطين ، سيقول قائل أن الله لم يذكر لفظ المعصية تصريحا في حالة إبليس ، فنقول له أن الله ذكر لفظ (أبى) والإباء هو أحط مراحل المعصية لاشتماله على العناد ، لذلك استحق لقب وعقوبة (رجيم) ومما يؤكد عناده أنه طلب من رب العزة أن يمهله ليوم البعث حتى يمارس وظيفة الإغواء للبشر.
وهو لا يعلم أنه بغباء لا يحسد عليه نفذ إرادة الله ومشيئته في الوظيفة التي خلق الله من أجلها البشر وهي وظيفة العبادة ، لأن الشيء لا يعرف ولا يبرز إلا بضده ، فالعبادة لا تعرف إلا بالغفلة ، فلو اقترنت الغفلة بوسواس يحض عليها كانت للعبادة قيمة أعلى ، ولو أحيطت الغفلة بالشهوات مع وجود الوسواس ، واحتاجت العبادة للتضحية بالوقت والمال وما يطلق عليه لفظ الملذات ، فإن قيمة العبادة هنا تصل للحد الذي يطلبه الله منا لأنها تمت بالاختيار في ظل ظروف وعوامل تساعد على غيرها ومن نفس قد ألهمها الله الفجور مساوي للتقوى.
وهذا النوع من العبادة لا تقدر عليه الملائكة لأنهم مسيرون غير مخيرين لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يأمرون ، والعبادة المقترنة بالإغواء والشهوات لا يقدر عليها إلا المكلف المخير ، وهي أسمى أنواع العبادة ومن استحقاقات رب العزة لذلك خلق الإنسان وجعله خليفة في الأرض ، وكذلك الجن من أجل تصريف هذه العبادة له ، وهو لا يريد منهم رزقا أو طعاما ، لذلك جعل الله جزاء العبادة الخالصة مع استحضار النية وترك الملذات ورد وسواس الشيطان والتي تأتي بعد الوقوع في الذنب وارتكاب السيئات أن يغفر هذه السيئات وليس فقط بل يبدلها حسنات ، قال تعالى " إلا من تاب وامن وعمل عملا صالحا فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات وكان الله غفورا رحيما" الفرقان70 ، وقال تعالى" وأقم الصلاة طرفي النهار وزلفا من الليل ان الحسنات يذهبن السيئات ذلك ذكرى للذاكرين" هود 114
سبب الإشكالية:
الحقيقة أن السبب الرئيسي في هذه الإشكالية والخلاف بين الفقهاء أن الجميع وقعوا في خطأ تفسير مفهوم المعصية ، فالطريقة الوحيدة لفهم النص القرآني فهما صحيحا هو معرفة معنى مفرداته وقت النزول والذي يأتي دائما متفقا مع السياق ، وكلمة المعصية في النص القرآني وفقا للسياق هي بديل للكفر والفسوق ، وقد ذكرت مفردة عصى ومشتقاتها في القرآن سبعة عشر مرة (17) وكانت تعني في كل مرة الكفر برد طاعة الرسول (فيما جاء به من رسالة) ، حتى في المرة الوحيدة في سورة الممتحنة في بيعة المؤمنات (للنبي) وقد جاء في القرآن بلفظ النبي ، فإن الله خصص عدم المعصية بشبه الجملة من الجار والمجرور (في معروف) فقد قال تعالى" يا أيها النبي إذا جاءك المؤمنات يبايعنك على ان لا يشركن بالله شيئا ولا يسرقن ولا يزنين ولا يقتلن أولادهن ولا يأتين ببهتان يفترينه بين أيديهن وأرجلهن ولا يعصينك في معروف فبايعهن واستغفر لهن الله ان الله غفور رحيم (الممتحنة 12) ، ومن عظمة النص القرآني أن جاء ت جملة الشرط بالأمر للنبي وليس للرسول لأن البيعة مرتبطة بزمان ومكان الحدث فيأخذها منهم النبي بصفته البشرية نبي ، وهنا دليل آخر على الديمقراطية والشورى ، ولكن عند ذكر لفظ (المعصية) بقوله "ولا يعصينك" فقد أردفها بقوله "في معروف" أي في الرسالة التي جاء بها بأوامرها ونواهيها ، أي لا يعصينه حال أداءه لوظيفة الرسول.
أما معنى المعصية عند فقهاء العصر العباسي فقد جاء مرادفا للذنب مهما صغر ، فلما سلم علماء المعتزلة بالمعنى المتداول لكلمة المعصية في العصر العباسي ، وحكموا بهذا المعنى على النص القرآني والذي توعد صاحب المعصية بالنار خالدا فيها وبالعذاب الأليم ، فقالوا أن المسلم العاصي في المنزلة بين المنزلتين وهو في النار خالدين فيها.
مع إنهم لو أخذوا معنى الكلمة وقت التنزيل وفسروا النصوص وفقا لسياقها ، لعرفوا أنه لا يمكن أن يكون هناك ما يسمى(المسلم العاصي) ولكن يوجد (المسلم المذنب)
هل يوجد خروج من النار بعد ورودها؟
1- قال تعالى" كل نفس ذائقة الموت وإنما توفون أجوركم يوم القيامة فمن زحزح عن النار وادخل الجنة فقد فاز وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور" آل عمران185 ، من قال بالخلود في النار فسر هذه الآية على أن الذي زحزح عن النار لم يدخلها أصلا ولكنه كان قاب قوسين أو أدنى منها وزحزحه الله برحمته عنها ، ولكن نرى أن النص يحتمل المعنيين المعنى الأول أنه لم يدخلها بل زحزح عنها وليس منها ، كما يحتمل أيضا أنه زحزح عنها بعدما كان فيها ويعضد ذهابنا هذا قوله تعالى " ولتجدنهم احرص الناس على حياة ومن الذين أشركوا يود احدهم لو يعمر ألف سنة وما هو بمزحزحه من العذاب ان يعمر والله بصير بما يعملون" البقرة 96 ، فجاء لفظ الزحزحة من العذاب للمشرك ، والزحزحة عن النار للفائز ، فقد يحمل على أنه لفوزه زحزح عنها بعدما كان فيها ، والله تعالى أعلم.
2- قال تعالى" فَوَرَبِّكَ لَنَحْشُرَنَّهُمْ وَالشَّيَاطِينَ ثُمَّ لَنُحْضِرَنَّهُمْ حَوْلَ جَهَنَّمَ جِثِيًّا (68) ثُمَّ لَنَنزِعَنَّ مِن كُلِّ شِيعَةٍ أَيُّهُمْ أَشَدُّ عَلَى الرَّحْمَنِ عِتِيًّا (69) ثُمَّ لَنَحْنُ أَعْلَمُ بِالَّذِينَ هُمْ أَوْلَى بِهَا صِلِيًّا (70) وَإِن مِّنكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا كَانَ عَلَى رَبِّكَ حَتْمًا مَّقْضِيًّا (71) ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوا وَّنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِيًّا (72) [مريم] ، وقد قالوا أن هذا النص لا يعني الدخول لأن الورود يأتي بمعنى الإشراف وقد قال سبحانه (حول جهنم) ولم يقل (في جهنم) والرد على أمرين أحدهما أن الورود يحمل على معنى الإشراف كما يحمل على معنى الانغماس في الشيء المورود عليه ، وثانيهما أن اللفظ القرآني جاء بنص (حول جهنم جثيا) ونص ( ونذر الظالمين فيها جثيا) و جثيا بما تحمله من إذلال نوع من العذاب ، فتكون النجاة بعد العذاب وإن تفاوتت درجته على كل نفس ، والله تعالى أعلم
وأخيرا لي كلمة ، أعلم أن أخي ومعلمي الدكتور أحمد له رأي آخر في هذا الموضوع وقبوله نسبة العصيان للمسلم ، على خلاف ذهابنا ، ونقدر له علمه الذي يمنحنا ، ومهما إختلفنا معه فلن يؤثر ذلك في مكانته العالية ، ولن يكون إفتأت منا – حاشا لله – على بحر علمه الزاخر الذي ما زلنا ننهل منه ، ولكنه هو التدبر والنظر وكل إنسان يؤخذ من كلامه ويرد إلا كتاب الله ، ندعوا الله أن يكون لنا نورا وهاديا حتى نلقى الله وهو لنا رحمة وآمنة من العذاب.
قال تعالى" قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله ان الله يغفر الذنوب جميعا انه هو الغفور الرحيم" الزمر 53
سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين
شريف هادي

اجمالي القراءات 31551

للمزيد يمكنك قراءة : اساسيات اهل القران
التعليقات (21)
1   تعليق بواسطة   خالد عزالدين     في   السبت ٢٢ - ديسمبر - ٢٠٠٧ ١٢:٠٠ صباحاً
[14719]

حساب الناس على رب العالمين وحده

أخي العزيز
شكرا على مقالك
1- حساب البشر في الآخرة ليس لي و لا لك.
قال تعالى : وما على الذين يتقون من حسابهم من شيء ولكن ذكرى لعلهم يتقون [ الأنعام 69 ]
2-حساب الناس في الآخرة ليس حتى على النبي محمد عليه السلام
قال تعالى : وإما نرينك بعض الذي نعدهم أو نتوفينك فإنما عليك البلاغ وعلينا الحساب [ الرعد 40 ]
3- حساب الناس في الآخرة على الله رب العالمين وحده لا شريك له
قال تعالى :إن حسابهم إلا على ربي لو تشعرون [ الشعراء 113 ]
قال تعالى : ثم إن علينا حسابهم [ الغاشية 26 ]
4- و هذا من رحمة الله عز و جل بنا
فمن أين لأي أحد محاسبة البلايين من البشر , و لكن الله يحاسبهم جميعا و بسرعة أيضا!
قال تعالى : أولئك لهم نصيب مما كسبوا والله سريع الحساب [ البقرة 202 ]
قال تعالى : والله يحكم لا معقب لحكمه وهو سريع الحساب [ الرعد 41 ]
قال تعالى :ليجزي الله كل نفس ما كسبت إن الله سريع الحساب [ إبراهيم 51 ]
قال تعالى : اليوم تجزى كل نفس بما كسبت لا ظلم اليوم إن الله سريع الحساب [ غافر 17 ]
5- و هذا من رحمة ربنا بي و بك و بالمؤمنين فمن أين لنا بالموازين القسط التي تزن مثاقيل الذر و ما أضغر من ذلك , و لكن الله سبحانه و تعالى يقيم هذه الموازين يوم القيامة لأعمال الناس

قال تعالى : ونضع الموازين القسط ليوم القيامة فلا تظلم نفس شيئا وإن كان مثقال حبة من خردل أتينا بها وكفى بنا حاسبين [ الأنبياء 47 ]
قال تعالى : والسماء رفعها ووضع الميزان [ الرحمن 7 ]
6- أمرنا كمسلمين بالإنشغال في حياتنا الأرضية القصيرة بالإيمان و العمل الصالح , وهذا ما أوصي به نفسي دائما. أما الحساب فله رب سمى نفسه الملك , العدل , الحكم سبحانه و تعالى.



2   تعليق بواسطة   محمود دويكات     في   السبت ٢٢ - ديسمبر - ٢٠٠٧ ١٢:٠٠ صباحاً
[14720]

الهدف

الحقيقة الاستاذ شريف هادي له اسلوب سلس و جاذب في عرض و ايصال الكثير من الافكار الجميلة .. فجزاك الله خيرا على ما تقوم به من تفكر و تدبر لآيات الله.

ولكن .. كنت دائما أتساءل عند طرح مواضيع مثل هذا الموضوع المطروح و الذي كتب فيه الكثيرون .. كنت دائما أتساءل: مالهدف أو ما الفائدة العملية من مثل هكذا مواضيع؟ فقد كنت أظن ان الاخوة هنا متفقون على أن الحكم بكفر و بالتالي عذاب جماعة معينة أو أشخاص معينين انما هو بيد الله فقط... و إن جميع الايات التي تشير الى العذاب هي فقط لتذكيرنا بضرورة الاستقامة في الحياة و بالانتباه و التيقظ فلا نقع في ما وقعت به تلك الاقوام الغابرة. .. ولست أظن أننا بقادرون على معرفة النوايا المحركة لافعال الناس و بالتالي لا سبيل لمعرفة أو الحكم بكفرهم أو خلافه على وجه الدقة.. بل سندلف الى الظن الذي لا يغني عن الحق شيئا...و الذي بسببه نحن على الاستعداد للتخلي عن تراث كامل من الترهات و الاباطيل... فالأولي ترك تلك الامور الى الله سبحانه.

أما بخصوص الاية (وَلاَ تَنكِحُواْ الْمُشْرِكَاتِ حَتَّى يُؤْمِنَّ وَلأَمَةٌ مُّؤْمِنَةٌ خَيْرٌ مِّن مُّشْرِكَةٍ وَلَوْ أَعْجَبَتْكُمْ )بقرة/221 فلا أظن أن الله أراد منها أن نقيم محاكم تفتيش لنسأل الناس عما في صدورهم .. و لكن الحقيقة أعتقد أن المسلم إذا أراد أن يتزوج فالافضل أن يسألها عن الموضوع ببساطة هل هي تشرك بالله أي هل تتخذ إلاها آخر مع الله في دينها و حياتها..لأن الكثير من الامم لا تؤمن بوحدانية الله أصلا كأهل اليابان مثلا و الكثير من أهل الهند و الصين على اختلاف أديانهم..حتى في امريكا و اوروبا حيث بدأت بعض الجماعات بقبول افكار وثنية الاصل.. فإن سألها مثلا و قالت نعم .. تؤمن .. فلا أعتقد أن على الرجل أن يلاحقها" ليتأكد" بنفسه من حسن نيتها... و الجميع يعلم أن الكثيرين ممن يعلنون أنه لا إله الا الله تراهم ينسبون له القصور أو بعض الصفات التي لا تليق ببشر فكيف برب العالمين..إلا أننا لا نحكم بكونهم أشركوا! أو على الاقل لا نحكم بأنهم سيعذبون الى أخره .. و لكن نعرف أنه على الاقل هنا شيء ما غلط عندهم و عليهم التفكر في مسارهم في الحياة الدنيا و عند الله مرجعهم و حسابهم.

و الجميع يعلم أن العقوبات التي (طرحها) لنا القرءان من أجل الرقي بحياتنا .. هي ليست تنبني على الكفر أو الايمان أو غيره.. بل على مقدار الاذى الذي ممكن أن تسببه لنا و للاخرين.. كالزنا و السكر أو شرب الخمر (كقانون في الدولة)و القتل و السرقة و خلافه.و باقي أحكام القرءان بخصوص الزواج و الميراث و غيره لا تصبح مطبقة على الكل إلا إذا تبنتها دوله ما .. بحيث اصبحت قانونا يسري .. و هذا كله على أساس (إِن تَكْفُرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنكُمْ وَلَا يَرْضَى لِعِبَادِهِ الْكُفْرَ وَإِن تَشْكُرُوا يَرْضَهُ لَكُمْ وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى ثُمَّ إِلَى رَبِّكُم مَّرْجِعُكُمْ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ)زمر/7 وقوله (لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىَ لاَ انفِصَامَ لَهَا وَاللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ)البقرة/256

دمتم لنا منارا يا استاذي العزيز و دمتم في رعايته جل و علا

3   تعليق بواسطة   شريف هادي     في   السبت ٢٢ - ديسمبر - ٢٠٠٧ ١٢:٠٠ صباحاً
[14723]

نتفق ولم نختلف أصلا

أخي الأستاذ خالد عز الدين
بعد السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أشكركم على مروركم الكريم وعلى التعليق القيم ، ولكن أخي الكريم أرى أننا لم نختلف فأنا لم أختلف معك في أن الله وحده هو الذي يحاسب الناس وأن ذلك ليس لي أو لك أو لأي إنسان ، وأدعوك أن تعاود قراءة المقالة قد كتبت وبالحرف الواحد (وقوله تعالى" ... ان ربك لذو مغفرة للناس على ظلمهم وان ربك لشديد العقاب" الرعد6 ، فبرغم ظلم الناس إلا أن الله وحده هو الذي يقرر من يستحق المغفرة رغم ظلمه فيغفر له ، ومن لا يستحق فيساق للعقاب الشديد ، لا معقب عليه في ذلك فهو سبحانه وتعالى لا يسأل عما يفعل وهم يسألون.) فلا أرى أي اختلاف وهذا إيمان راسخ لكل مسلم شكرا لك مرة أخرى
أخوك /شريف هادي

4   تعليق بواسطة   شريف هادي     في   السبت ٢٢ - ديسمبر - ٢٠٠٧ ١٢:٠٠ صباحاً
[14724]

الهدف

أخي الأستاذ محمود دويكات
أشكرك على مرورك الكريم وتعليقك الجميل ومدحك الذي دائما يجعلني أقول (اللهم اجعلني عند حسن الظن فيما يعلمون واغفر لي فيما لا يعلمون)
أخي الكريم أنا لا ولم أحكم بكفر شخص ما أو جماعة معينة فهذا الحكم بيد الله سبحانه وتعالى فقط ، أما الهدف من مثل هكذا مقالة ، هو محاولة تدبر كتاب الله لتصحيح المفاهيم عن معنى مفردات الكلمات القرآنية لحل بعض الإشكالات التاريخية التي حدثت بين المسلمين بعضهم ، وكذلك دعوة المسلمين لعدم القنوط من رحمة الله مهما كانت الذنوب التي ارتكبها المسلم حتى لا ييأس من رحمة الله فيستمر في غية.
فالهدف إذا ليس كما فهمت أنت أننا نكفر جماعة معينة – حاشا لله – ولكن هو دعوة للناس لتدبر كتاب الله و الرجاء في عفوه سبحانه وتعالى
شكرا لك مرة أخرى
أخوك / شريف هادي

5   تعليق بواسطة   زهير قوطرش     في   الأحد ٢٣ - ديسمبر - ٢٠٠٧ ١٢:٠٠ صباحاً
[14733]

تعليق بسيط

أخي شريف. نحبك في الله. كونك دائما تعالج الامور الحساسة، وتستدل دائما بالقرآن كدليل على ما تذهب أليه من تحليل في مقالاتك..وهذه في الحقيقة هي المدرسة القرآنية التي نتعلم منها ،لأنهاهي مرجعية كل إنسان يريد سعادة الحياة الدنيا وكل مؤمن يريد سعادة الحياة الدنيا وسعادة دار الأخرة.
أنت تعلم أن الجدل الذي قام بين المعتزلة وغيرهم من الفرق الاسلامية فرضته عليهم الظروف السياسية،والنزعة البشرية في التسلط والحكم.لهذا بداوا يطوعون الايات القرآنية حسب مقتضيات النظام.كما يحدث اليوم مع المؤسسة الدينية في كل دولة اسلامية تقريبا.ولعلي اوافق الأخ محمود دويكات الذي نبه على قضية رائعة ،لكنه مر عليها مرور الكرام.ألا وهي أن الايمان والكفر والنفاق والمعصية والذنب والاثم .كلها قضايا شخصية.لايعلم حقيقتها إلا الله عز وجل...وكون هذه الامور في القلب... ولا تستخدم بشكل علني يضر بمصالح الناس ،وبالهدف الذي خلقنا من اجله. ثوابها وعقابها وقبول توبتها...هي في علم الله وحده.ومن هنا نستطيع أن نقول أن الشرك هو مسألة خطورتها تكمن في الضلال والتضليل العام...بحيث يختلط الوهم بالحقيقة ...كما نلاحظ الآن مليارات من البشر بما فيهم بعض المسلمين هم من المشركين والنتيجة هي تقديس وتاليه البشر والاشياء وكل ذلك يعود بالضرر على الانسان وعلى الهدف من خلقه بشكل عام..

6   تعليق بواسطة   زهير قوطرش     في   الأحد ٢٣ - ديسمبر - ٢٠٠٧ ١٢:٠٠ صباحاً
[14735]

تابع

وأحب في هذا المقام أن اسأل سؤالا بسيطا.واعذرني على بساطتي. هل يمكن أن يكون المسلم عاصيا ؟كيف يكون مسلما من يعص الله.اعتقد اذا عصى المسلم ،فأنه انتقل من مرتبة الاسلام الى مرتبة العصيان، أي انتفت عنه صفة الاسلام.وهنا نعالج حالة بعيدة عن العنوان في المقالة .(المسلم العاصي). لهذا كنت أحبذ لو كان عنوان المقالة الانسان العاصي. والله أعلم.

7   تعليق بواسطة   داليا سامي     في   الأحد ٢٣ - ديسمبر - ٢٠٠٧ ١٢:٠٠ صباحاً
[14742]

الاستاذ الفاضل شريف هادي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة .. استطعت الوصول من خلال قرائتي للمقال انك تريد توضيح الفرق بين المعصية والذنب وان المعصية تعني الكفر كما تفضلت بقولك ( أما المعصية فهي مرادف للكفر والفسوق ، ولا تجتمع في قلب مسلم مع الإيمان ولا يتصور حدوثها من مسلم إلا جهلا. ) انتهي
فاسمح لى ان توضح لنا مقصد الاية الكريمة من قولة تعالي"وعصى آدم ربه فغوى" .. لا اعتقد ان المعصية هنا تعني كفر آدم وفسوقة ولكنة مخالفة امر الله باغواء من ابليس ولم يكفر بالله عز وجل .. فقط ارجو الايضاح

وتقبل ارق التحيه والتقدير

8   تعليق بواسطة   شريف هادي     في   الأحد ٢٣ - ديسمبر - ٢٠٠٧ ١٢:٠٠ صباحاً
[14745]

لم يخرج كلامي عن كلامك

أخي الحبيب / زهير
أشكركم على قراءة المقالة وعلى التعليق
أخي الحبيب ، في الحقيقة عنوان المقالة لا يدل على ما توصلت له في هذه المقالة فقد قلت ما نصه (أما المعصية فهي مرادف للكفر والفسوق ، ولا تجتمع في قلب مسلم مع الإيمان ولا يتصور حدوثها من مسلم إلا جهلا) فدعك أخي من العنوان وراجع المقالة وستجدني توصلت لما توصلت أنت إليه ، وشكرا لك مرة أخرى
أخوك / شريف هادي

9   تعليق بواسطة   شريف هادي     في   الأحد ٢٣ - ديسمبر - ٢٠٠٧ ١٢:٠٠ صباحاً
[14746]

معصية آدم

أختي الكريمة داليا
أشكرك على تعليقك ، وعلى النقطة التي أثرتها ، وحقا فأنا لم أوفيها حقها.
نعم لقد عصا آدم ربه بنص القرآن ، ولكن معصية آدم تختلف عن معصية إبليس ، كما تختلف عن معصية البشر بعد آدم ، ذلك أن معصية إبليس هي من باب رد الأمر على الله والاستكبار عن تنفيذ أمر الله ، أما معصية آدم فلم تكن من باب رد الأمر ولكن كانت من باب عدم القيام على أداء الأمر ، قال تعالى"ولقد عهدنا إلى ادم من قبل فنسي ولم نجد له عزما" طه 115 ، عندما أمر الله سبحانه وتعالى آدم بسكن الجنة وعدم الأكل من الشجرة ، لم يرفض آدم الأمر ولكنه قبله وقام عليه بعض الوقت وامتنع عن الأكل من الشجرة حتى أذله الشيطان ، فكان عصيان الشيطان برد الأمر ابتداء أما عصيان آدم بالنكوص عن التنفيذ بعد التسليم بالأمر ، لذلك قبل الله توبة آدم ، ولتعلمي أختي الكريمة لو لم يقبل الله توبة آدم لهلك كما هلك الشيطان ، وفي ذلك قال الله تعالى"فتلقى ادم من ربه كلمات فتاب عليه انه هو التواب الرحيم"البقرة 37 ، وقال تعالى"ثم اجتباه ربه فتاب عليه وهدى" طه 122 ، نعم الله سبحانه وتعالى علم آدم جميع الكلمات التي ينطق بها فقد علمه سبحانه الأسماء كلها والأسماء من الكلمات ، والعلم الذي تعلمه آدم من ربه هو علم استنباط الأسماء من طبيعة مسمياتها ، وكذلك كلمات التوبة جاءت من آدم ولكن علم استنباط الكلمات اللازمة للحادثة وهي (العصيان) علمه له رب العزة ، وهنا يشترك آدم مع باقي البشر في أن الله يقبل التوبة عن عباده ويعفو عن السيئات ، ولكن الذي تفرد به آدم عن باقي البشر أن معصيته لم تكن تكذيب لأنه أول البشر ولم يأتي الرسل بعد ليكذبهم فقد كان يتلقى مباشرة من رب العزة ، إذا فالمعصية في حق آدم لم تكن كفرا ابتداء لأن الكفر يستلزم تكذيب الرسول فيما أرسل به ، كما أن إبليس لم يكفر برب العزة سبحانه ولم يشرك به ولكنه جحد أمره فكان ذلك أشد من الكفر ، والدليل من القرآن أنه يعلم أن الله هو الخالق قال (خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ) ، كما أنه يعلم أن الله هو القادر قال (رَبِّ فَأَنظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ) ، ولكن جاء كفره برد الأمر فقد ظن سوء أن الله أخطأ – تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا – بأمره بالسجود لآدم
أما معصية باقي البشر فهي تنحصر في تكذيب الرسول فيكونون بذلك أجحد من إبليس الذي تيقن بوجود الخالق وبقدرته وأضعف من آدم الذي استخدم ما علمه ربه من كلمات ليتوب فتاب الله عليه.
أختي الغالية أدعوا الله أن أكون قد تمكنت من الرد ، واغفري لي جهلي
أخوكِ شريف هادي

10   تعليق بواسطة   المعتزلي للأبد     في   الأحد ٢٣ - ديسمبر - ٢٠٠٧ ١٢:٠٠ صباحاً
[14766]


ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوا وَّنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِيًّا (72) [مريم]

ان كان الزاني المصر على الزنا و هو يعلم و لم يتب و مات على توبته من الذين اتقوا فسينجو من النار مع هؤلاء الذين اتقوا فهل هو كذلك أم هو من الظالمين؟

11   تعليق بواسطة   إبراهيم إبراهيم     في   الأحد ٢٣ - ديسمبر - ٢٠٠٧ ١٢:٠٠ صباحاً
[14772]

هذا سبيلي


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الأستاذ شريف هادي
تحية طيبه وبعد
بداية أريد أن أشكرك على هذه المواضيع التي تطرحها والتي هي جد هامة وخاصة مقالتكم هذه ولكن :
موضوع مقالتكم كبير جدا ولا يمكن حصره وأحاطته بتلك السطور والدليل على ذلك ردك على الأخت داليا سامي واعترافك بأنك لم توفي تلك النقطة حقها
لذلك أرجوا منك إعادة كتابة هذه المقالة بتقليمها لعدة مقالات حتى يسهل علينا وعليك الحوار حول مواضيعها ولا يصيبنا وإياك التشتت فتضيع هذه الجهود دون الوصول لنتيجة وتغلق على هذه المواضيع الأبواب حتى يأتي آخرون - ولا ندري الوقت - ويفتحوها ثانية ولكي نستفيد جميعنا من جهدكم و إلا فلا يمكن الحوار بها وبالتالي نفقد إمكانية الوصول للحقيقة التي تريد إيصالها للآخرين
والحقيقة أنك من الأشخاص الذين أحب التحاور معهم لأخلاقك وأدبك في الحوار الذي لمسته منك قبلا فلا تبخل علينا
لقد قلت بأن العصيان والكفر والفسوق هي مترادفات لقوله تعالى
{وَاعْلَمُوا أَنَّ فِيكُمْ رَسُولَ اللَّهِ لَوْ يُطِيعُكُمْ فِي كَثِيرٍ مِّنَ الْأَمْرِ لَعَنِتُّمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْإِيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ أُوْلَئِكَ هُمُ الرَّاشِدُونَ }الحجرات7
قال الله تعالى :
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأَنصَابُ وَالأَزْلاَمُ رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ }المائدة90
فهل الخمر والميسر والأنصاب والأزلام هي مترادفات وما هو مفهوم الترادف عندكم ؟؟؟
قال الله تعالى
{وَمَا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ إِلاَّ لِتُبَيِّنَ لَهُمُ الَّذِي اخْتَلَفُواْ فِيهِ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ }النحل64
فنرجو منك التبيان
{لِيُنفِقْ ذُو سَعَةٍ مِّن سَعَتِهِ وَمَن قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ فَلْيُنفِقْ مِمَّا آتَاهُ اللَّهُ لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلَّا مَا آتَاهَا سَيَجْعَلُ اللَّهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْراً }الطلاق7

وشكرا لرحابة صدركم

12   تعليق بواسطة   شريف هادي     في   الإثنين ٢٤ - ديسمبر - ٢٠٠٧ ١٢:٠٠ صباحاً
[14785]

أخي ألمعتزلي للأبد

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أهلا بك أخي الكريم وأشكرك على إثارة هذا السؤال ، وأعلم إنك تعرف الإجابة وفقا لمذهب ألمعتزله هو ظالم ولذلك سيبقى فيها جثيا ، ولكن أخي كما قلنا من قبل آيات القرآن الكريم لا تقرأ كالجزر المنعزلة ونستدل ببعضها دون البعض الآخر ، و إلا سنصل إلي نتائج خاطئة ، ونعطي الفرصة للبعض ليقول أن القرآن (حمال أوجه) معاذ الله ، ولكن يجب أولا أن نحيط علما بكل الآيات القرآنية في موضوع ما ثم نقرأها مرتبة ووفقا للسياق وعندها سنصل بإذن الله لحكم الله في المسألة.
ودعنا نفصل سؤالك إلي عدة نقاط
1- لو كان مرتكب جريمة الزنا عالما بالنص القرآني بتحريم الزنا وأنه فاحشة وساء سبيلا ، ولكنه يظن والعياذ بالله أن نص التحريم خطأ وأن الرحمن – حاشا لله – أخطأ عندما قرر تحريم الزنا والنهي عنه ، فهو في هذه الحالة من الظالمين ويكون قد قلد إبليس في جريمته وهو من الذين سيذرهم الرحمن فيها جثيا ، لأنه رد الأمر على الله ، والله أعلم.
2- لو كان مرتكب هذه الجريمة يرتكبها عن ضعف وإتباع لنفسه الأمارة بالسوء ، وهو متيقن من نص النهي والتحريم ومؤمن به وهو في الأصل مسلم يؤمن بأن لا إله إلا الله ، فيكون قد قلد آدم في ضعفه وقد استظل بمظلة قوله تعالى"ان الله لا يغفر ان يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ومن يشرك بالله فقد افترى إثما عظيما" (النساء48) ، ولعله يستفيد من وعده سبحانه وتعالى الذي وعد وقال وهو خير من قال "... ان ربك لذو مغفرة للناس على ظلمهم وان ربك لشديد العقاب" الرعد6 ، وهذا النص بالذات يؤكد لك أن الظالمين المقصودين في الآية 72 بسورة مريم هم الكفار والمشركين لأن الله قد يغفر للناس بالرغم من ظلمهم ، أما الظالم الذي سيبقى في النار جثيا هو من قال فيه تعالى على لسان لقمان "وإذ قال لقمان لابنه وهو يعظه يا بني لا تشرك بالله ان الشرك لظلم عظيم" لقمان 13
3- وأخيرا فإن وعد الله لنا باقٍ في قوله سبحانه وتعالى" قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله ان الله يغفر الذنوب جميعا انه هو الغفور الرحيم" الزمر 53 ، وقد خصص سبحانه وتعالى الشرك من جنس الذنوب بأن الله لا يغفره ، والله سبحانه وتعالى صادق في قوله ووعده ألم تسمع قوله سبحانه وتعالى" والذين امنوا وعملوا الصالحات سندخلهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا وعد الله حقا ومن اصدق من الله قيلا" النساء122
شكرا لك أخي الكريم مرة أخرى ، اللهم أجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه ، والسلام عليكم
أخوك / شريف هادي

13   تعليق بواسطة   شريف هادي     في   الإثنين ٢٤ - ديسمبر - ٢٠٠٧ ١٢:٠٠ صباحاً
[14786]

أخي الأستاذ إبراهيم إبراهيم

بعد السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شكرا لك أخي الكريم على اهتمامك بما أكتب واستحسانك لما تقرأ مما أكتب ، وكما قلت وسأظل (اللهم أجعلني عند حسن ظنهم فيما يعلمون وأغفر لي ربي فيما لا يعلمون)
نعم أخي أتفق معك على أهمية الموضوع وحساسيته خاصة أنه كان ضمن الموضوعات التي تفرق حولها المسلمين وكانوا شيعا ، وما زال حتى الآن كل فريق بما لديهم فرحين ، كما أعترف أخي بأني لم أوفي الموضوع حقه وذلك لأسباب كثيرة أوجزها في أن الكتابة على النت وللقارئ الالكتروني (كما يحلو لي تسميته) تحتاج إلي الاختصار والإيجاز قدر المستطاع ولكن رغم الكثير من الاختصار جاءت المقالة وكأنها تلخيص لكتاب وليست مقالة مستقلة بزاتها ، وكذلك الموضوع يصعب تجزأته حتى لا يضيع غرضه الأساسي ، كما أن أي اختصار أكثر سيكون اختصارا مخلا بالموضوع ، ولذلك قررت أن أكتبه هكذا ، على أن تستوفي جميع النقط التي تحتاج لشرح بأسئلة السادة القراء الأعزاء ، كما كنت أحب أن يدلوا أخي ومعلمي الدكتور أحمد بدلوه في هذا الموضوع حتى تعم الفائدة بإذن الله تعالى.
أما عن سؤالك أخي الكريم ، عن التماثل بين قوله تعالى" ...وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ" الآية ، وقوله تعالى "...إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأَنصَابُ وَالأَزْلاَمُ رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ" الآية ، وسؤالكم هل الخمر والميسر والأنصاب والأزلام مترادفات ، كما أن الكفر والفسوق والعصيان مترادفات ، أقول لك أخي الكريم قطعا لا ، ففي الآية الأولى جاء (الكفر والفسوق والعصيان) مفعولا لفعل واحد وهو الكره ، فأصبحوا الثلاثة مجتمعين يدلون على حالة واحدة عكس الرشد ، ولنقول الظلم كما أن أي واحد منهم يكفي للدلالة على نفس الحالة ، فالكفر عكس الرشد والفسوق عكس الرشد والعصيان عكس الرشد لذلك أنهى رب العزة الآية بقوله تعالى "أُوْلَئِكَ هُمُ الرَّاشِدُونَ" مما يؤكد التماثل فيكونون الثلاثة درجات مختلفة لنتيجة واحدة وقد ترادفوا.
أما في قوله سبحانه وتعالى عن (الخمر والميسر والأنصاب والأزلام) فإن الآية يمكن أن تنقسم لعدة جمل خبرية من مبتدأ وخبر ، وليست جملة فعلية من فعل وفاعل ومفعول كما في الآية السابقة ، وعلى النحو التالي ( الخمر رجس) (الميسر رجس) (الأنصاب رجس) ( الأزلام رجس) ، فبرغم أن العطف يفيد الترادف على المعنى المصرح به وهو (الرجس) إلا أن الأسماء تدل على أفعال متباينة فيما بينها فالخمر يدل على شرب وسكر ونشوة ، والميسر يدل على قمار ومكسب وخسارة ، وهكذا ، فلا تترادف في أصل معانيها ولكنها تترادف في الإضافة على الخبر المصرح به وهو الرجس
والأمثلة كثيرة في القرآن الكريم بعضها يفيد الترادف على الفعل على نحو قوله تعالى "وأوفوا الكيل والميزان بالقسط" الأنعام152 فالكيل والميزان مرادفان لعملية واحدة وهي حساب الأوزان، وبعضها يفيد الترادف على الخبر رغم اختلاف المصدر (أصل معنى الكلمات) على نحو قوله تعالى "واعلموا إنما أموالكم وأولادكم فتنة وان الله عنده اجر عظيم"الأنفال 28 ، فهنا يمكن القول (أموالكم فتنة) كما يمكن القول (أولادكم فتنة) فبرغم ترادفهما على خبر واحد في الجملتين الخبريتين لكن يبقى معنى كل منهما مختلف عن الآخر
هذا والله تعالى أعلم
أخوك / شريف هادي

14   تعليق بواسطة   فوزى فراج     في   الثلاثاء ٢٥ - ديسمبر - ٢٠٠٧ ١٢:٠٠ صباحاً
[14804]

أخى الحبيب شريف هادى هداك الله وإيانا

معذرة على تأخرى فى التعليق على هذه المقالة الرائعة والتى من الواضح جدا انك قد بذلت فيها مجهودا كبيرا لكى تأتى كاملة ومعبرة عن وجهة نظرك التى أردت لها ان تصل الى كل من يقرأها.

فى الحقيقه, بعد كل التعليقات السابقة من الأفاضل , لا اجد لدى الكثير مما يمكن اضافته, ولكنى اود ان اتفق معك الى حد كبير فى الكثير مما قلته وما سقته من الآيات, غير انى اجد اننى ايضا اتفق مع بعض ما جاء من الأخوة فى تعليقاتهم . وبصرف النظر عن معنى العصيان وعن ما يمكن ان يختلف فى تفسيره, نجد انه رغم الآيات التى جئت بها لتدحض ان العصيان لا يمكن ان يعيش جنبا لجنب مع الإسلام, بمعنى ان لايجب ان يكون هناك مصطلحا يسمى المسلم العاصى, فنجد ان الله سبحانه وتعالى قد قال (قالت الاعراب امنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا اسلمنا ولما يدخل الايمان في قلوبكم وان تطيعوا الله ورسوله لا يلتكم من اعمالكم شيئا ان الله غفور رحيم ) اى ان من الممكن ان يطلق اسم مسلم على انسان لم يدخل الإيمان قلبه, بل ان الله قد وصف هؤلاء ( الأعراب) فى اماكن اخرى من القرآن بصفات كثيرة فى عدد اخر من الأيات ليس بينها ما يمكن ان يكون وصفا ايحابيا مثل (الاعراب اشد كفرا ونفاقا واجدر الا يعلموا حدود ما انزل الله على رسوله والله عليم حكيم ) . بإختصار, لم ينكر الله عليهم صفة الأسلام, ولم يسقطها عنهم , وبالتالى فمن الممكن ان يلتصق اسم المسلم بالعاصى فى نفس الوقت, وهناك من المسلمين من يعرف جيدا ان ما يفعله حرمه الله, ولكنه يفعله رغم ذلك, ولا يمكن هنا ان نعطية العذر فى اغراء الشيطان ...الخ, العصيان هو سماع الأمر وعدم تنفيذه, وهؤلاء المسلمين كما قال الله سبحانه وتعالى وكما ذكرت سيادتك انه طالما لم يشركوا بالله فإن باب التوبة مفتوح لهم ,وبالطبع الامر اولا وأخيرا مرجعه الى الله ولا يعرف اى منا شيئا عن من سوف يقبل الله توبته ومن لن يقبلها بالرغم من كل ما نتخيل اننا نعرفه, اذ ان ذلك امر اختص الله سبحانه وتعالى به نفسه, وكما ذكرت لك ان هناك الكثير من الغيبيات التى لا نعرفها وأنا شخصيا لا احس بأننى كفؤ للتعرض لها,ولذلك اؤمن تماما بأنها من اختصاصه عز وجل. كل ذلك لا يمنع انها من مقالاتك الممتازه.

15   تعليق بواسطة   شريف هادي     في   الثلاثاء ٢٥ - ديسمبر - ٢٠٠٧ ١٢:٠٠ صباحاً
[14817]

أخي الحبيب الكبير / فوزي(1)

أشكرك على المرور ، وعلى الاهتمام والتعليق والتشجيع ، وأحمد الله أن فكرتي جاءت حتى الآن صائبة في أن الموضوع من المفروض أن يحرك بعض المياه الراكدة .
أخي الحبيب أشكرك على ملاحظتك القيمة عن موضوع الأعراب.
أولا: يجب أن نتفق على تفسير لمعنى كلمة أعراب.
سار الجميع على أن الأعراب هم سكان الصحراء من حول المدينة ، وذلك لقوله تعالى"وممن حولكم من الأعراب منافقون ومن أهل المدينة مردوا على النفاق لا تعلمهم نحن نعلمهم سنعذبهم مرتين ثم يردون إلى عذاب عظيم" التوبة101 ، وقوله تعالى"ما كان لأهل المدينة ومن حولهم من الأعراب ان يتخلفوا عن رسول الله..." الآية التوبة 120 وقوله تعالى"يحسبون الأحزاب لم يذهبوا وان يأت الأحزاب يودوا لو أنهم بادون في الأعراب يسالون عن أنبائكم ولو كانوا فيكم ما قاتلوا إلا قليلا" الأحزاب20 ، وهذه الآية الأخيرة تتكلم عن مكان تواجد الأعراب حول المدينة وأنهم يودون لو أن الأحزاب لم يذهبوا أن يكونون بادون في الأعراب ، وظاهر هذه الآيات يؤكد على أن الأعراب هم سكان البوادي حول المدينة وفي الصحراء ، ولكنني أرى غير ذلك ففهم معنى كلمة أعراب بإضافتهم إلي مكان تواجدهم خطأ شائع ، لأنهم لم يعرفوا بمكان تواجدهم ولكن مكان تواجدهم هو الذي يعرف بهم ، وهذا هو النسق القرآني ، فعاد وثمود وفرعون وأصحاب الأيكة وقوم تبع فلم يعرف الله سبحانه وتعالى أي من هؤلاء بأرضه ولكن تعرف الأرض بهم فعندما يقول سبحانه مثلا(جابوا الصخر بالواد) فقد وصفت أرضهم بفعلهم وهكذا...
إذا فمن هم الأعراب؟ في رأي المتواضع أن الأعراب مشتق من أعرب وليس من عرب ، فكل من يستطيع أن يعرب عن نفسه بصعوبة لعدم قدرته على القراءة والكتابة فهو من الأعراب ، ولأن أهل الصحراء حول المدينة لم يكن منتشر بينهم التعليم (الكتابة) فإن فهمهم لكتاب الله سبحانه وتعالى فهم قاصر وليس كفهم غيرهم ممن تعلموا ولأن الإيمان لا يكون إلا بعلم ، فالعلم قرين الإيمان فلا يمكن أن يدعي جاهل أنه مؤمن وغاية ما يدعيه هو الإسلام لأن الإسلام يعني التسليم وهو قرين العقيدة ، فالعقيدة تحمل على التسليم ، ولذلك قال الله سبحانه وتعالى" قالت الأعراب آمنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا ولما يدخل الإيمان في قلوبكم وان تطيعوا الله ورسوله لا يلتكم من أعمالكم شيئا ان الله غفور رحيم" الحجرات 14 ، وإذا تدبرنا الآية الكريمة نرى أن الله قبل منهم الإسلام دون الإيمان لأنه فوق طاقتهم ولكن شرط أن يرتبط الإسلام بالطاعة وعندها فإن الله لن يلتهم من أعمالهم شيئا وسيعاملهم بالمغفرة والرحمة حتى دون أن يكونوا قد آمنوا ، وبرغم ارتباط إسلامهم بالطاعة فليس لهم أن يقولوا آمنا .

16   تعليق بواسطة   شريف هادي     في   الثلاثاء ٢٥ - ديسمبر - ٢٠٠٧ ١٢:٠٠ صباحاً
[14818]

أخي الحبيب الكبير / فوزي(2)

إذا فالأعراب هم الجهلاء وقد عرفت أرضهم بها لغلبتهم فيها وهم غير مشتقين من كلمة عرب ، ثم أن الله ذكر كلمة الأعراب في القرآن في عشرة مواضع ستة منها في سورة التوبة لوحدها اقترنت بالنفاق والكفر والكذب وعدم الإيمان والوعد والوعيد ، ولكنها أيضا جاءت مقترنة بالإيمان في آية واحدة في قوله تعالى" ومن الأعراب من يؤمن بالله واليوم الآخر ويتخذ ما ينفق قربات عند الله وصلوات الرسول ألا انها قربة لهم سيدخلهم الله في رحمته ان الله غفور رحيم" التوبة 99 ، لأنه لو أن الأصل فيهم هو الجهل والتربص بالمسلمين والنفاق والكثير من الصفات السيئة والتي تتفق وجهلهم إلا أن هذا لا يمنع أن منهم من فتح الله عليه بالتفكر والنظر فهداه إلي الإيمان ، ولأن الله سبحانه وتعالى هو العدل فإنه أثبت لمن آمن منهم فعلا وهم قليل إيمانهم وإن كان يكفيه منهم الإسلام مع الطاعة كما أسلفنا.
وأنا أتفق معك أخي الحبيب فوزي (جزئيا) أن العصيان هو سماع الأمر وعدم تنفيذه إذ يجب أن يقترن عدم التنفيذ بنية على ذلك وهو ما يعرف بالقصد (العام) لأن العصيان يحتاج إلي قصد خاص وهو الاستهانة بالأمر وتكذيبه ، وذلك ما يسمى بالعصيان الكلي وهو قرين الكفر والعياذ بالله والذي قال فيه الحق سبحانه وتعالى" قل إني أخاف ان عصيت ربي عذاب يوم عظيم" (الأنعام 15) ، وهنا للدلالة على المعصية الكلية ، أما المعصية الجزئية فهي تفيد قبول الأمر الكلي والتسليم به والإذعان له ، ثم المخالفة في تنفيذ الأوامر الجزئية وهو يدخل ضمن مسمى الذنوب والآثام وليس العصيان والذي يتفرد بالكفر على معناه الكلي دون تخصيص ، ولذلك تجد أن الله خصص المعصية ليخرجها عن معناها الكلي في موضعين في قوله تعالى"... ولا يعصينك في معروف فبايعهن واستغفر لهن الله ان الله غفور رحيم" وفي قوله تعالى "... وعصى ادم ربه فغوى" (طه121) وهنا قرن المعصية بالغواية وهي الضعف والنكوص عن التنفيذ لوجود عامل خارجي وهو وسواس الشيطان
أخي فوزي ،شكرا لك مرة أخرى وهذا ما كان من تدبري في كتاب الله ، فإن كان صوابا فمن الله وإن كان غير ذلك فمني ومن الشيطان ، أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ، ربنا افتح بيننا وبين قومنا بالحق وأنت خير الفاتحين
شريف هادي

17   تعليق بواسطة   ياسر الأباصيري     في   الأربعاء ٢٦ - ديسمبر - ٢٠٠٧ ١٢:٠٠ صباحاً
[14852]

ما شاء الله

الأستاذ شريف و جميع من شاركوه هذه المقاله الرائعه

جئت فقط متابعا حسناً قرأت كل حرف مكتوب و قرأت الأخذ و الرد و الإتفاق و الإختلاف ثم لم أجد جديداُ أقدمه هنا

إلا أنني شعرت بأنه من حقكم جميعا على أن أشكركم لهذا الجهد الرائع الذي أسأل الله تعالى أن يجعله في ميزان حسناتكم و غفران منه لذنوبكم التي لا يعلمها غيره سبحانه


فقط أقول (( لا حرمنا الله منكم جميعا و من أراد خيرا لأمتنا ))


خالص التقدير

18   تعليق بواسطة   شريف هادي     في   السبت ٢٩ - ديسمبر - ٢٠٠٧ ١٢:٠٠ صباحاً
[14939]

شكرا أخي ياسر

شكرا لك أخي الحبيب ياسر الأباصيري على مروركم وتشجيعكم لنا ولجميع الإخوة الأحباب ، أتابع مقالاتكم بإهتمام وأستمتع بها كثيرا
وإلي جميع الإخوة الذين شرفوني بالتعليق كان منكم بعض الأسئلة والتي بادرت بالرد عليعا ولم يصلني منكم أي تعليق على الرد ، فهل أفهم من ذلك أنكم أقتنعتم بردودي أم أفهم من ذلك أن ردودي كانت من السطحية بحيث أنكم تستخسرون عناء الرد عليها؟ أفيدونا رحمكم الله
أخوكم شريف هادي

19   تعليق بواسطة   شريف هادي     في   الجمعة ٠٤ - يناير - ٢٠٠٨ ١٢:٠٠ صباحاً
[15119]

طبعا أخي ... ويشرفني1

أخي ليث عوادبعد السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


أشكركم على المرور الكريم ويشرفني ويسعدني أن نكون أخوة متحابين في رحاب كتاب الله ، وأعلم أخي الحبيب أن كل كتاب وقراء ورواد أهل القرآن إخوة لي وأعتز بأخوتهم وانتماءنا جميعا لموقع أهل القرآن


20   تعليق بواسطة   شريف هادي     في   الجمعة ٠٤ - يناير - ٢٠٠٨ ١٢:٠٠ صباحاً
[15120]

طبعا أخي ... ويشرفني2


أما عن الآيات التي لم تستطيع كتابتها فهي كالتالي


قال تعالى"وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ قَدِ اسْتَكْثَرْتُمْ مِنَ الْإِنْسِ وَقَالَ أَوْلِيَاؤُهُمْ مِنَ الْإِنْسِ رَبَّنَا اسْتَمْتَعَ بَعْضُنَا بِبَعْضٍ وَبَلَغْنَا أَجَلَنَا الَّذِي أَجَّلْتَ لَنَا قَالَ النَّارُ مَثْوَاكُمْ خَالِدِينَ فِيهَا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ" الأنعام 128


 


وقال تعالى"وَإِنَّ كُلًّا لَمَّا لَيُوَفِّيَنَّهُمْ رَبُّكَ أَعْمَالَهُمْ إِنَّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ خَبِيرٌ" هود 111


وطبعا أخي المعنى واضح ويتفق مع ذهابنا


ولكم أخي خالص الشكر والتحية


أخوك / شريف هادي


 



 


21   تعليق بواسطة   محمود عودة     في   الجمعة ٠٤ - يناير - ٢٠٠٨ ١٢:٠٠ صباحاً
[15137]


تحية للغالي شريف هادي


كلامكم عزيزي موزون و ينم عن اطلاع واسع ..بارك الله


سؤالي اخي هل يمكننا فهم الايات التاليه ان لا خلود في النار لمن شاء الله ؟


قال تعالى : فَأَمَّا الَّذِينَ شَقُواْ فَفِي النَّارِ لَهُمْ فِيهَا زَفِيرٌ وَشَهِيقٌ{106} خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ إِلاَّ مَا شَاء رَبُّكَ إِنَّ رَبَّكَ فَعَّالٌ لِّمَا يُرِيدُ{107} وَأَمَّا الَّذِينَ سُعِدُواْ فَفِي الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ إِلاَّ مَا شَاء رَبُّكَ عَطَاء غَيْرَ مَجْذُوذٍ{108}هود

{وَيَوْمَ يِحْشُرُهُمْ جَمِيعاً يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ قَدِ اسْتَكْثَرْتُم مِّنَ الإِنسِ وَقَالَ أَوْلِيَآؤُهُم مِّنَ الإِنسِ رَبَّنَا اسْتَمْتَعَ بَعْضُنَا بِبَعْضٍ وَبَلَغْنَا أَجَلَنَا الَّذِيَ أَجَّلْتَ لَنَا قَالَ النَّارُ مَثْوَاكُمْ خَالِدِينَ فِيهَا إِلاَّ مَا شَاء اللّهُ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَليمٌ }الأنعام128

وَإِن مِّنكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا كَانَ عَلَى رَبِّكَ حَتْماً مَّقْضِيّاً{71} ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوا وَّنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِيّاً{72}


و لكم جزيل الشكر


أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق
تاريخ الانضمام : 2006-08-19
مقالات منشورة : 138
اجمالي القراءات : 3,622,305
تعليقات له : 1,012
تعليقات عليه : 2,341
بلد الميلاد : Egypt
بلد الاقامة : Taiwan

باب تجارب من واقع الحياة