اسرائيل والخيارات الصعبة للتعامل مع قطاع غزة

اضيف الخبر في يوم الثلاثاء ٠٤ - مارس - ٢٠٠٨ ١٢:٠٠ صباحاً. نقلا عن: bbc


يمثل التوغل الاسرائيلي الاخير في قطاع غزة والذي اطلق عليه اسم "الشتاء الساخن" مرحلة مهمة من عملية تصعيد عسكري ضد القطاع.

وكان الهدف من العملية الاسرائيلية وقف اطلاق الصواريخ من من مخيم جباليا وبيت حنون على جنوب اسرائيل واضعاف الجناح العسكري لحركة حماس كتائب عز الدين القسام.



بينما كان هدف حماس مواجهة التوغل والاستمرار في اطلاق الصواريخ.

ويقر المسؤولون العسكريون الاسرائيليون ان هذا التوغل كان عبارة عن تجربة مصغرة لعملية توغل على نطاق اوسع يجري الاعداد له في الوقت الراهن.

وتلوح اسرائيل بعملية توغل على نطاق اوسع لارغام حركة حماس على التوقف عن اطلاق الصواريخ باتجاه اسرائيل.

ولا يبدو ان كل المسؤولين العسكريين الاسرائليين متحمسين لاعادة احتلال القطاع لان التوغل الاخير اظهر بشكل واضح مشاكل احتلال مساحات كبيرة من القطاع بسبب الكثافة البشرية للقطاع.

فقد اسفر التوغل عن وقوع عدد كبير من القتلى ورغم استمرار الجدل حول عدد المسلحين الفلسطينيين الذي سقطوا فيها لكن الواقع يشير الى ان عدد كبيرا من القتلى والجرحى هم من المدنيين.

ورغم ان جنديين اسرائيليين قتلا في العملية لكن ذلك يعني ان على اسرائيل ان تتوقع سقوط قتلى في صفوف جنودها في حال القيام بعمليات توغل اوسع.

ثمن النجاح العسكري
رغم النجاح العسكري للجيش الاسرائيلي في هذه العملية لكن الثمن الدبلوماسي كان مكلفا للغاية بالنسبة لاسرائيل حيث انهالت عليها الادانات والانتقادات من الاتحاد الاوروبي و الامم المتحدة اضافة الى تأجيج مشاعر الشارع العربي.

كما عاد مسلحوا حماس الى الظهور باعتبارهم رموز للمقاومة وهذا يمثل احراجا للدول والاطراف الموالية للغرب في المنطقة مما حدا بالرئيس الفلسطيني الى وقف المفاوضات مع الجانب الاسرائيلي.

ويقول القادة العسكريون الاسرائيليون ان مسلحي حماس قد اصبحوا اشبه بالجيوش العسكرية النظامية وانهم تكبدوا خسائر كبيرة في العملية الاخيرة.

لكن الحقيقة هي ان الصواريخ ما تزال تنطلق من قطاع غزة باتجاه اسرائيل ولا يراود العسكريين الاسرائليين اوهام عن توقف هذه الصواريخ.

وقالت صحيفة يديعوت احرونوت الاسرائيلية واصفة المأزق الذي تواجهه اسرائيل " لقد سقط قتلى في صفوف الجيش الاسرائيلي وعدد كبير في صفوف حماس لكن استمرت الصواريخ بالسقوط على عسقلان وسديروت حتى اثناء العملية العسكرية وهكذا سيكون الوضع حتى عند قيام اسرائيل بعملية عسكرية على نطاق اوسع مستقبلا".

وبعد انسحاب الجيش الاشرائيلي من شمال غزة عادت اسرائيل الى الوتيرة الاعتيادية لعملياتها العسكرية ضد القطاع بينما تستمر الصواريخ بالسقوط على جنوب اسرائيل.


اظهرت العملية العسكرية الاسرائيلية الاخيرة الخيارات الصعبة امام اسرائيل
احتمالات
يتوقف رد الفعل العسكري الاسرائيلي على استمرار انطلاق الصورايخ على اسرائيل.

فاذا زاد عددها او اسفرت عن سقوط اعداد اكبر من الاسرائيليين يرجح قيام اسرائيل بعملية مماثلة لعملية "الصيف الساخن".

واي عملية توغل اكبر من العملية السابقة تعني استدعاء الجنود الاحتياطيين الى الخدمة العسكرية.

ويبقى السؤال ما هي الخطوة التالية امام اسرائيل؟ هل تعيد احتلال القطاع الذي انسحبت منه عام 2005؟ وما هي خطة الانسحاب منه بعد الاحتلال؟ ولمن تسلم السلطة قبل الانسحاب؟.

وليس من المستغرب الان ان يؤيد قطاع من الراي العام الاسرائيلي التوصل الى صفقة مع حركة حماس التي تسيطر على القطاع والتي اشارت من جانبها الى استعدادها للتوصل الى تفاهم ما لتفادي عملية اسرائيلية على نطاق واسع.

لكن بعض مسؤولي الجيش الاسرائيلي يرون ان مثل هذا التفاهم سلاح ذو حدين لان حماس قد تستغل ذلك في تعزيز سيطرتها على القطاع وتعزير تسليحها العسكري ومن بينها صواريخ بعيدة المدى.

وقد شبه احد كبار المعلقين الاسرائيليين خيارات اسرائيل للتعامل مع الوضع في غزة بالاختيار بين الطاعون والكوليرا.

اجمالي القراءات 4159
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق