ختان الإناث فى بريطانيا جريمة كاملة وتعتيم مجتمعى

اضيف الخبر في يوم الإثنين ٢٢ - يوليو - ٢٠١٣ ١٢:٠٠ صباحاً. نقلا عن: العرب


غير بعيد عن مراكز عالمية تعنى بحقوق الإنسان..  وبعد مرور عقود طويلة على تحرير المرأة نظرياً، مازالت أكثر من 140 مليون سيدة على مستوى العالم تعاني من آثار عملية الختان.. وما زالت مفرمة التقاليد تودي بحياة 10 % من مجموع الفتيات والسيدات اللواتي يفقدن حياتهن مباشرة بعد العملية بسبب النزيف الحاد بينما تموت 25 % منهن في المدى البعيد.

بحسب منظمة الصحة العالمية، يعرف ختان الإناث بأنه تشويه للأعضاء التناسلية الخارجية للأنثى باتباع إجراءات تلحق بها إصابات متعددة دون دواع طبية. عملية الختان بجميع أشكالها لا تنطوي على أي فوائد صحية، بل تتسبب في مشاكل صحية عديدة حيث أن إزالة جزء أوإتلاف أنسجة الأنثى التناسلية يتعارض مع الوظائف الطبيعية لهذه الأعضاء.

في أفريقيا وحدها، يعتقد بأن 3 ملايين فتاة عرضة للخضوع القسري لعملية الختان حيث يفسر الأمر على أنه إجراء روتيني ضمن سلسلة رهيبة من التقاليد والمعتقدات التي ما زالت تروج لمظاهر التخلف، إلا أن ما يدعو إلى الدهشة أن بعض الدول المتقدمة صارت تعاني بشكل أو بآخر من تسلط مثل هذه الأوبئة الاجتماعية الخطيرة التي تروج لها الأقليات، حيث تمارس طقوسها الظالمة بكل حرية فلا تجد رادعاً  قانونياً.  وتعد بريطانيا واحدة من المناطق المصابة بهذا الوباء الاجتماعي الخطير، الذي يهم جاليات محددة تعيش في المملكة المتحدة وخاصة ذات الأصول الأفريقية أو الآسيوية وتتفوق منطقة الشرق الأوسط في هذا الجانب حيث تعد من أكثر المناطق التي تروج للظاهرة في نطاق الجالية الآسيوية…

وعلى الرغم  من أن الإحصاءات غير دقيقة في هذا النطاق إلا أن التقديرات تشير إلى أن قرابة 24 ألف فتاة معرضة لهذا الخطر سنوياً، فيما تعاني 66 ألف فتاة وسيدة في بريطانيا من آثار هذه العملية وتعيش مع كل المعاناة التي أحدثتها عملية التشويه، وفي النطاق ذاته، تشير إحصاءات أخرى إلى أن الرقم قد يصل إلى 74 ألف أنثى يعانين سلفاً من تشويه أعضائهن التناسلية بسبب خضوعهن لعملية الختان سواء أكان في بلدانهم الأصلية أم في بريطانيا وربما تتجاوز الحقائق هذه الأرقام لتعذر دقتها بسبب طبيعة ممارسة هذه الجريمة التي تتصف بالكتمان من الناحية الاجتماعية.

يؤكد الدكتور كمال شحاتة اسكندر استشاري أمراض نسائية وتوليد، هذه الحقيقة مشيرا إلى أن الإحصاءات المتاحة لا تمثل سوى بيانات محدودة فيما يتعلق بانتشار الظاهرة في بريطانيا، بسبب صعوبة حصر الحالات وطبيعة التعتيم الاجتماعي الذي يرافق هذه العملية.

في بريطانيا وحدها مع ما تضمه من أقليات دينية وعرقية متنوعة، تشير تقديرات أخرى إلى أن هنالك فقط 3 إلى 4 آلاف حالة جديدة يتم اكتشافها سنوياً، لكن لم يتضح بعد أي الطرق الإحصائية اتبعت للحصول على هذه النتائج. من جهة أخرى تشير بعض التقديرات إلى أن العدد أكبر بكثير حيث يسجل حوالي 279 ألفا و500 سيدة ضحايا لحدوث عملية الختان سلفاً.

كما أشارت دراسة أجرتها مؤسسة “فوروورد” حول معدل انتشار الظاهرة في كل من إنكلترا وويلز إلى أن هنالك 66 ألف إصابة إلى حدود عام 2001 . بعض نتائج الأبحاث التي استخلصت من أقسام متخصصة في مستشفيات الولادة في العاصمة البريطانية، أشارت إلى أن ثلث عدد القابلات قد تعاملن في إطار متابعتهن للسيدات الحوامل مع عدد كبير خضعن سلفاً لعملية الختان.  من جانب آخر، أظهر استطلاع للرأي شاركت فيه 1700 قابلة أن أكثر من 22 % من مؤسسات دائرة الخدمات الصحية البريطانية تفتقد إلى برامج توجيهية ملائمة لتأهيل الكوادر الطبية الخاصة بأقسام الولادة، للتتعامل مع السيدات اللواتي خضعن لعملية الختان وما يتبعها من صعوبات في الولادة وحدوث وفيات بين المواليد وغيرها من الآثار الصحية الخطيرة..

في هذا النطاق، أشرف الدكتور اسكندر على تنظيم حلقة دراسية خاصة للتعريف بظاهرة ختان الإناث في العالم بشكل عام وفي بريطانيا بشكل خاص، و شاركت فيها كوادر متخصصة وممثلة لمستشفيات مناطق شمالي غرب لندن، وقد خرجت ببعض النتائج والتوصيات، بغرض دعم النساء اللواتي خضعن لعمليات ختان الإناث أو المعرضات لهذا الخطر.

التوصيات التي خرج بها المؤتمر تشير إلى ضرورة تقديم مساعدة فورية للمصابات مع مراعاة خصوصية هذه الحالات والحاجة إلى التعامل الدقيق والحذر مع السيدات اللواتي يعانين من آثارهذه العملية، وما يتعلق منها بمضاعفات عملية الولادة والمشكلات الجنسية التي ترافق العلاقة الزوجية، كما يوصى باعتماد البرامج الدقيقة في رصد عدد حالات الختان وأنواعها وتوثيقها بالرسومات البيانية..

كما أوصى بأهمية تزويد القابلات والكوادر الطبية المتخصصة بالمعلومات والبرامج التدريبية للتعامل مع هذه الحالات والأهم من ذلك وضع التشريعات الرادعة، على الرغم  من أن القانون البريطاني يتعامل فعلياً مع هذه الجريمة، حيث يمثل ختان الإناث – وحتى الإجراءات التي تحدث خارج حدود المملكة- جريمة يعاقب عليها القانون وقد تشمل عقوبتها غرامات مالية كبيرة وأحكام بالسجن قد تصل إلى 14 عاماً.

أما الأضرار النفسية التي تسببها عمليات الختان، فتؤكد على أن الفتيات والسيدات اللواتي خضعن لهذه التجربة المؤلمة يحملن مشاعر تجمع بين الغضب والندم، كما يقعن تحت طائلة شعور مرير بالظلم  كونهن تعرضن للغدر من قبل أقرب الناس؛ الأهل الذين تسببوا في هذا الظلم وساعدوا على تحقيقه.  ومع فضاعة الآلام التي تصاحب العملية الجراحية التي تتم دون تخدير وبأيدي سيدات من دون خلفية طبية تذكر، فإن إجبار الصغيرات على الخضوع لهذه الطقوس الهمجية تتم من خلال تقييدهن ما يضاعف الآلام الجسدية والنفسية.

تتضمن المضاعفات المباشرة لعملية الختان سلسلة من الآلام المبرحة التي تبدأ بالصدمة النفسية وتنتهي بحدوث نزيف قد يؤدي في بعض الحالات إلى الوفاة، الأضرار الأخرى تتضمن حدوث عدوى الإنتان البكتيرية إضافة إلى حالات احتباس البول وظهور تقرحات مفتوحة في المنطقة التناسلية فيما تصل الإصابات إلى النسيج التناسلي المجاور.

أما النتائج بعيدة المدى فتتمثل في التهابات المسالك البولية المزمنة، والعقم، وتعقيدات ومضاعفات أثناء الولادة مع تزايد نسبة حدوث وفيات المواليد الجدد، ومن المؤكد فإن الختان يستدعي ضرورة إجراء عملية تصحيحية في المستقبل حين تقبل الفتاة على الزواج.

وكلما بلغت عملية الختان درجة من الشدة فإن آثارها السلبية تزداد أيضاً، خاصة فيما يتعلق بتداعيات عملية الولادة وما يسبقها من إصابة السيدة بمخاوف مبالغ فيها.

اجمالي القراءات 3350
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق