عناصر الإبتلاءات للبشر ف 1 / 2

آحمد صبحي منصور Ýí 2015-04-17


أولا : حتمية الابتلاءات للبشر :

1 ــ الله جل وعلا خلقنا ليختبرنا فى حياة يعقبها الموت . يمارس الفرد منا حريته ومشيئته فى الايمان أو كفر ، فى الطاعة أو المعصية ، ويتعرض لاختبار النعمة والنقمة والمنحة والمحنة ، وفى كل الأحوال يتعرض قلبه للإيمان أو الكفر زيادة أو نقصا .قد يتوب مبكرا ، وقد يتوب متأخرا ، وقد يتوب عند الاحتضار . وقد يتوب وينكث توبته ، وتنتهى حياته ويكتمل إختباره بالموت . وعند الموت يرى ملائكة الموت تبشره بالجنة إن نجح فى الإختبار أو تبكته وتبشره بالنار إن فشل فى الاختبار .    

وعن الاختبار العام لكل البشر يقول جل وعلا : (  الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ (2)  الملك ).

ثانيا : عناصر الابتلاء للبشر :

1 ـ إذن لدينا فى إختبار هذه الحياة الدنيا : الحرية المطلقة فى الايمان والكفر والطاعة والعصيان ، وما يتبع هذا من توبة أو إستمرار فى المعصية ، مع تعرضنا لمختلف المحن والنعم .

وهذه الحرية البشرية فى الايمان او الكفر تُعتبر فى حدّ ذاتها إختبارا . الله جل وعلا لا يتدخّل فى حرية الانسان ، خلقة بمشيئة حرة يختار الإيمان أو الكفر والطاعة أو المعصية ، ثم سيكون مسئولا عن إختياره ، ويكون مصيره يوم القيامة بين الخلود فى الجنة أو الخلود فى النار. هذا يوضح حجم المسئولية المُلقاة على عاتقة ، وحجم الاختبار الذى يدخله ، ولنتأمل قول رب العزة لنا : ( إِنْ تَكْفُرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنْكُمْ وَلا يَرْضَى لِعِبَادِهِ الْكُفْرَ وَإِنْ تَشْكُرُوا يَرْضَهُ لَكُمْ وَلا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ مَرْجِعُكُمْ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ (7) الزمر ). وقوله جل وعلا للعُصاة المُلحدين فى آياته : (  إِنَّ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي آيَاتِنَا لا يَخْفَوْنَ عَلَيْنَا أَفَمَنْ يُلْقَى فِي النَّارِ خَيْرٌ أَمْ مَنْ يَأْتِي آمِناً يَوْمَ الْقِيَامَةِ اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (40)) فصلت ).

2 ـ يزيد فى صعوبة الاختبار ما فى هذه الدنيا من زخارف وزينة تٌلهى الانسان عن الآخرة ، وتُغريه بالتصارع من أجل هذا الزُّخرف الفانى ، يقول جل وعلا عن زينة الدنيا ودورها فى الاختبار : (إِنَّا جَعَلْنَا مَا عَلَى الأَرْضِ زِينَةً لَهَا لِنَبْلُوَهُمْ أَيُّهُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً (7)  الكهف ).

ومنها الأموال والأولاد ، وهذا ما حذّر منه رب العزة فقال : ( وَاعْلَمُوا أَنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلادُكُمْ فِتْنَةٌ وَأَنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ (28) الانفال )، (إِنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلادُكُمْ فِتْنَةٌ وَاللَّهُ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ (15)  التغابن ).

2 / 1 : وذكر رب العزة قصة أصحاب الجنة وإبتلاءهم ببستان من الفواكه فبخلوا بالنعمة ، ففقدوها : ( إِنَّا بَلَوْنَاهُمْ كَمَا بَلَوْنَا أَصْحَابَ الْجَنَّةِ إِذْ أَقْسَمُوا لَيَصْرِمُنَّهَا مُصْبِحِينَ (17) وَلا يَسْتَثْنُونَ (18) فَطَافَ عَلَيْهَا طَائِفٌ مِنْ رَبِّكَ وَهُمْ نَائِمُونَ (19) فَأَصْبَحَتْ كَالصَّرِيمِ (20) فَتَنَادَوا مُصْبِحِينَ (21) أَنْ اغْدُوا عَلَى حَرْثِكُمْ إِنْ كُنتُمْ صَارِمِينَ (22) فَانطَلَقُوا وَهُمْ يَتَخَافَتُونَ (23) أَنْ لا يَدْخُلَنَّهَا الْيَوْمَ عَلَيْكُمْ مِسْكِينٌ (24) وَغَدَوْا عَلَى حَرْدٍ قَادِرِينَ (25) فَلَمَّا رَأَوْهَا قَالُوا إِنَّا لَضَالُّونَ (26) بَلْ نَحْنُ مَحْرُومُونَ (27) القلم)

2 / 2 : وذكر رب العزة قصة صاحب الجنتين الذى إغتر بهما فوصل الى الكفر وإنكار البعث ، وانتهت القصة بتدمير جنتيه (وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلاً رَجُلَيْنِ جَعَلْنَا لأَحَدِهِمَا جَنَّتَيْنِ مِنْ أَعْنَابٍ وَحَفَفْنَاهُمَا بِنَخْلٍ وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمَا زَرْعاً (32) كِلْتَا الْجَنَّتَيْنِ آتَتْ أُكُلَهَا وَلَمْ تَظْلِمْ مِنْهُ شَيْئاً وَفَجَّرْنَا خِلالَهُمَا نَهَراً (33) وَكَانَ لَهُ ثَمَرٌ فَقَالَ لِصَاحِبِهِ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَنَا أَكْثَرُ مِنْكَ مَالاً وَأَعَزُّ نَفَراً (34) وَدَخَلَ جَنَّتَهُ وَهُوَ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ قَالَ مَا أَظُنُّ أَنْ تَبِيدَ هَذِهِ أَبَداً (35) وَمَا أَظُنُّ السَّاعَةَ قَائِمَةً وَلَئِنْ رُدِدْتُ إِلَى رَبِّي لأَجِدَنَّ خَيْراً مِنْهَا مُنقَلَباً (36) قَالَ لَهُ صَاحِبُهُ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَكَفَرْتَ بِالَّذِي خَلَقَكَ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ سَوَّاكَ رَجُلاً (37) لَكِنَّا هُوَ اللَّهُ رَبِّي وَلا أُشْرِكُ بِرَبِّي أَحَداً (38) وَلَوْلا إِذْ دَخَلْتَ جَنَّتَكَ قُلْتَ مَا شَاءَ اللَّهُ لا قُوَّةَ إِلاَّ بِاللَّهِ إِنْ تُرَنِي أَنَا أَقَلَّ مِنْكَ مَالاً وَوَلَداً (39) فَعَسَى رَبِّي أَنْ يُؤْتِيَنِي خَيْراً مِنْ جَنَّتِكَ وَيُرْسِلَ عَلَيْهَا حُسْبَاناً مِنْ السَّمَاءِ فَتُصْبِحَ صَعِيداً زَلَقاً (40) أَوْ يُصْبِحَ مَاؤُهَا غَوْراً فَلَنْ تَسْتَطِيعَ لَهُ طَلَباً (41) وَأُحِيطَ بِثَمَرِهِ فَأَصْبَحَ يُقَلِّبُ كَفَّيْهِ عَلَى مَا أَنفَقَ فِيهَا وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا وَيَقُولُ يَا لَيْتَنِي لَمْ أُشْرِكْ بِرَبِّي أَحَداً (42) وَلَمْ تَكُنْ لَهُ فِئَةٌ يَنصُرُونَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَمَا كَانَ مُنتَصِراً (43) ) الكهف ).

وبعدها يُذكّر رب العزة بأن هذه الدنيا مثل الزرع الذى يزدهر ثم يندثر ، وأن المال والبنون هما مجرد زينة ، والزينة تفنى ، أما الذى يبقى فهو العمل الصالح : (وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاءٍ أَنزَلْنَاهُ مِنْ السَّمَاءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الأَرْضِ فَأَصْبَحَ هَشِيماً تَذْرُوهُ الرِّيَاحُ وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مُقْتَدِراً (45) الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَوَاباً وَخَيْرٌ أَمَلاً (46) الكهف )

3 ــ ثم هناك خداع الشيطان الذى يغرُّ الانسان ، وهذا الذى حذّر منه الرحمن جل وعلا فقال : (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَلا تَغُرَّنَّكُمْ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ (5) إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوّاً إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ (6) فاطر  )

4 ــ وتشريعات الرحمن إبتلاء أيضا ، ليس فقط فى حرية الانسان فى العمل بها أو إهمالها وإنكارها ، ولكن أيضا لأن الطاعة المطلوبة هنا مثل طاعة الملائكة حين أمرها الله جل وعلا بالسجود لآدم ، وكان أمرا غريبا ، فأطاعت الملائكة كلهم إلا إبليس الذى عصى واستكبر وجادل ، فإستحق اللعنة والطرد.

4 / 1 : الطاعة لأوامر الله جل وعلا تعنى التنفيذ الفورى بلا نقاش أو لجاج أو جدال . يمكن أن تجادل مخلوقا مثلك ، ولكن لا تسائل الله الخالق جل وعلا الذى (لا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ (23)  ) الأنبياء ) لماذا . لا تسأل لماذا فرض هذا ولماذا حرّم ذاك . لا تسأل الله جل وعلا لماذا أباح معظم الطعام وحرّم أشياء محددة : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَاشْكُرُوا لِلَّهِ إِنْ كُنتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ (172) إِنَّمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمْ الْمَيْتَةَ وَالدَّمَ وَلَحْمَ الْخِنزِيرِ وَمَا أُهِلَّ بِهِ لِغَيْرِ اللَّهِ فَمَنْ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلا عَادٍ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (173)  ) البقرة )، لا تسأله جل وعلا لماذا أمر بالأكل والشرب : ( يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ (31) الاعراف )، ثم أمر بالصيام : ( َيا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمْ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (183) البقرة ). الطاعة إختبار يفشل فيه أغلبية البشر. بعضهم يتجاهلها ، وبعضهم يعصى ولا يكتفى بالعصيان بل يجادل على طريقة أو سُنّة ابليس .

4 / 2 : ابراهيم عليه السلام تعرض لابتلاءات خاصة ونجح فيها بإمتياز ، أو بالتعبير القرآنى (وَإِبْرَاهِيمَ الَّذِي وَفَّى (37 ) النجم ). أمره رب العزة بأوامر فأطاع ونفّذ ولم يجادل ولم يسأل عن الحكمة فى الموضوع . ونتابع الموضوع قرآنيا . فى البداية بلغ ابراهيم عليه السلام الكهولة دون إنجاب ، فدعا ربه أن يهبه ابنا صالحا ، فجاءته البشرى بغلام حليم : ( رب هَبْ لِي مِنْ الصَّالِحِينَ (100) فَبَشَّرْنَاهُ بِغُلامٍ حَلِيمٍ (101) الصافات ) . ثم جاءه الأمر بتغريب إبنه الوحيد إسماعيل من الشام الى البيت الحرام ، فإمتثل وحمل إبنه وزوجته الى مكة ، وتركهما راجعا وهو يدعو ربه جل وعلا أن يتكفّل بهما : (رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنْ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُمْ مِنْ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ (37)  ابراهيم ) .

وكبر إسماعيل فى مكة ، وصار طفلا يسعى ، فجاء الابتلاء الصعب لابراهيم ، لم يكن أمرا صريحا ، بل جاءت الاشارة اليه فى منام أنه يذبح إبنه الوحيد وقتها ( إسماعيل )، والذى تركه يعيش بعيدا عنه فى مكة عند البيت الحرام . ومع أنها رؤية منامية ويمكن أن يعتبرها أضغاث أحلام إلا إنه عليه السلام قطع الطريق من الشام الى مكة لكى ينفّذ الأمر الالهى .يقول جل وعلا : (فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانظُرْ مَاذَا تَرَى قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنْ الصَّابِرِينَ (102) فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ (103) وَنَادَيْنَاهُ أَنْ يَا إِبْرَاهِيمُ (104) قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (105) الصافات ) . الله جل وعلا يصف هذا بالبلاء المبين :( إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْبَلاءُ الْمُبِينُ (106) الصافات ) . وكوفىء ابراهيم على النجاح فى هذا البلاء أو الابتلاء : ( وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ (107) وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ فِي الآخِرِينَ (108) سَلامٌ عَلَى إِبْرَاهِيمَ (109) كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (110) إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُؤْمِنِينَ (111) وَبَشَّرْنَاهُ بِإِسْحَقَ نَبِيّاً مِنْ الصَّالِحِينَ (112) الصافات ). أى كان ضمن المكافآت أن جاءت الملائكة متجسدة فى صورة بشر تبشره بغلام ( عليم ) هو إسحاق تلده زوجته العجوز العقيم : (قَالُوا لا تَوْجَلْ إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلامٍ عَلِيمٍ (53) الحجر) (  فَأَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً قَالُوا لا تَخَفْ وَبَشَّرُوهُ بِغُلامٍ عَلِيمٍ (28) الذاريات  ). أى رزقه الله جل وعلا باسماعيل ( الغلام الحليم ) ثم إسحاق ( الغلام العليم ).

وبسبب نجاحه فى التنفيذ الفورى لكلمات ـ أى أوامر ربه جل وعلا فقد جعله ربه جل وعلا للناس إماما :( وَإِذْ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَاماً قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ (124) البقرة ).

5 ـ إبليس رسب فى إختبار الابتلاء ، برفضه الأمر الالهى بالسجود لآدم . كان دافعه الاستكبار ، أى كما قال رب العزة (وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لآدَمَ فَسَجَدُوا إِلاَّ إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنْ الْكَافِرِينَ (34) البقرة  ). والمستكبرون من أتباعه يرفضون الحق إستكبارا ، يقول جل وعلا : ( وَكَذَلِكَ فَتَنَّا بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لِيَقُولُوا أَهَؤُلاءِ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنْ بَيْنِنَا أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَعْلَمَ بِالشَّاكِرِينَ (53) الانعام ). وكان الاستكبار هو دافع الملأ المتحكم  فى رفض الحق كما جاء فى قصص الأنبياء ، كانوا يستكثرون أن يكونوا أتباعا لبشر مثلهم ، وأن يتساووا بالمؤمنين المستضعفين .

أخيرا

1 ـ هو نفس الحال فى عصرنا ، فأئمة الضلال الذين يتحكمون بجهلهم فى الخطاب الدينى يستحيل على أحدهم أن يؤمن بالقرآن وكفى ، فلقد أمضى حياته يدعو للباطل ويرتزق منه فكيف يعترف بعدها أنه كان من قبل حمارا .!!

2 ــ إنه الحرص على المكانة والجاه والمناصب والثروة والسلطة . وأنظر الى ما يفعله شيوخ الأزهر وهم يُطاردون المفكرين المصلحين . لا يهمهم الاسلام أو الاصلاح أو الوطن أو البشر ، وحتى يهمهم النبى سواء فى حقيقته القرآنية أو فى الأساطير المتوارثة عنه ، لا يهمهم تقديسه أو إعتباره بشرا يأكل الطعام ويمشى فى الأسواق . يهمهم فقط الحفاظ على مكانتهم ، وألّا يُقال لهم : إذا كان هذا حقا فلماذا لم تقولوه من قبل .؟ وإذا كان باطلا فلماذا تسكتون عنه . ولذلك فهم لا يسكتون عنه .

3 ــ وبالمناسبة :

السبب المباشر فى محنتى عام 1985 ، شكاوى ضدى إنهالت من الشيخ محمد زكى ابراهيم رائد ما يسمى بالعضيرة المحمدية ، وصلت الى السفارات ووسائل الاعلام ومكتب رئيس ئيس الوزراء وقتها كمال حسن على ، وتهدد هذه الشكاوى بتسيير مظاهرات ضد جامعة الأزهر بسبب سكوته عن المدرس أحمد صبحى ومنصور وكتابه ( الأنبياء فى القرآن الكريم ) الذى ينفى فيه تفضيل النبى على من سبقه من الأنبياء وينكر عصمته وشفاعته .

إستدعى كمال حسن على رئيس الجامعة فى ذلك الوقت ( محمد السعدى فرهود ) ، وقال له عنى : ( إذا كان ما يقوله  حقا فلماذا لم تقولوه من قبل .؟ وإذا كان باطلا فلماذا تسكتون عنه .) . ولهذا بدأت محاكمتى فى يوم 5 / 5 / 1985 بقيادة عميد كلية أصول الدين فى أسيوط وقتها د , محمد سيد طنطاوى . وكان الهدف منها إرغامى على التراجع حفظا لماء وجوه شيوخ الجهل ولعدم إحراجهم ، وظل د سيد طنطاوى بأسلوبه العاطفى يحاول إقناعى بالتراجع حتى لقد كان يوشك على البكاء . فرفضت .

أقول هذا شهادة أتحمّل مسئوليتها أمام الواحد القهار جل وعلا يوم القيامة .

كان هذا إبتلاءا لى وإبتلاءا لهم . وأرجو أن أكون قد نجحت فى الابتلاء .   

اجمالي القراءات 8167

للمزيد يمكنك قراءة : اساسيات اهل القران
التعليقات (3)
1   تعليق بواسطة   سعيد علي     في   الجمعة ١٧ - أبريل - ٢٠١٥ ١٢:٠٠ صباحاً
[78029]

بحول الله جل وعلا ناجح و بإمتياز .


بحول الله جل و علا سيكون النجاح حليفك و بحوله عز وجلا تكون من الفائزين  ، هذه الحياة الدنيا ما هي إلا متاع !! و ليست أي متاع بل متاع الغرور !! لكن الرابح الكبير هو من زحزح عن النار و ادخل الجنة في ذلك يقول جل و علا : (كل نفس ذائقة الموت وانما توفون اجوركم يوم القيامة فمن زحزح عن النار وادخل الجنة فقد فاز وما الحياة الدنيا الا متاع الغرور ) .. اللهم اجعلنا من الفائزين .



 



ملاحظة بسيطة : ما المقصود في هذه الجملة : ( ثم جاءه الأمر بتغريب إبنه الوحيد إسماعيل عن البيت الحرام ) - عن البيت الحرام أم إلى البيت الحرام ؟



2   تعليق بواسطة   احمد احمد     في   الجمعة ١٧ - أبريل - ٢٠١٥ ١٢:٠٠ صباحاً
[78033]



الامر لنا بعبادة الله وحده وهو على كل شئ وكيل قال تعالى قال تعالى فاعبدوه وهو على كل شيء وكيل



3   تعليق بواسطة   آحمد صبحي منصور     في   السبت ١٨ - أبريل - ٢٠١٥ ١٢:٠٠ صباحاً
[78037]

شكرا ابنى الحبيب سعيد على ، وأقول


تم التصحيح ، وأرجو أن تتابعنى بتصحيح الأخطاء . 

وشكرا للأستاذ أحمد أحمد / على مروره بمقالاتى .

أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق
تاريخ الانضمام : 2006-07-05
مقالات منشورة : 4983
اجمالي القراءات : 53,432,660
تعليقات له : 5,327
تعليقات عليه : 14,628
بلد الميلاد : Egypt
بلد الاقامة : United State

مشروع نشر مؤلفات احمد صبحي منصور

محاضرات صوتية

قاعة البحث القراني

باب دراسات تاريخية

باب القاموس القرآنى

باب علوم القرآن

باب تصحيح كتب

باب مقالات بالفارسي