عن ختان الذكور المسلمين فى برلمان ايسلندة

مقدمة :

1 ـ جاءتنى رسالة تطلب أن أكتب للبرلمان الأيسلندى فى أن الاسلام ليس فيه تشريع بختان الذكور ، حيث أنها قضية مثارة هناك .

2 ـ قالت الرسالة : (يستعد البرلمان في أيسلندا للتصويت على مشروع قانون لحظر ختان الأطفال الذكور . نحتاج بشده في هذا الوقت الحرج لأصوات مسلمه مؤيده في مواجهة الأصوات المعارضه من الأقلية المسلمة التي تدعي إن منعهم من ختان أطفالهم الذكور إنما هو إعتداء على حقهم وعلى عقيدتهم. هل ممكن أن تكتب رسالة للبرلمان الأيسلاندي تشرح لهم لماذا يجب عليهم التصويت بالموافقه على حظر ختان الآطفال الذكور وتكشف الموقف الحقيقي للإسلام من ذلك العدوان على جسد الأولاد ؟   ) ووافقت .

3 ـ وجاءت رسالة أخرى تقول : ( شكرا جزيلا على قبول دعمنا . رجاء أن تولوا هذا الأمر عنايتكم العاجلة لأن أخر موعد لإستلام للرسائل كان يوم 28 مارس الماضي وبطلب منا نحن النشطاء فقد وافق البرلمان على مد المهلة لفترة أجازة الإسبوع ، لذا فالوقت المتبقي قليل جدا كما ترون . كلنا أمل إن رسالة قوية منكم وبإسلوبكم البليغ ستكون ذات أثر كبير. ولأن العالم قرية صغيرة فالطبيعي أن تتبع أيسلندا دول أخرى إلى أن تصل الحماية لتشمل كل أولاد العالم. برجاء أن تضمنوا في رسالتكم نبذة عنكم ليتعرف أعضاء البرلمان على المتحدث إليهم ...برجاء أن تكون الرسالة باللغة الإنجليزية وفي حالة تعذر ترجمتها فبإمكانكم أن ترسلوها لي بالعربية وسألجأ لصديق لترجمتها وأعود وارسلها لكم لترسلوها من حساب البريد الإلكتروني الخاص بكم وتفضلوا بقبول فائق الإحترام ) .

2 ـ وكتبت لهم الآتى عن حكم الختان فى الاسلام :

( مقدمة :

1 ـ دين الاسلام شىء والمسلمون شىء آخر . يكفى أن الله جل وعلا أرسل رسوله محمدا بالقرآن ليكون رحمة للعالمين ( الآية رقم ( 107 ) من السورة رقم 21 ) والمسلمون الآن قد جعلوا الاسلام إرهابا وقتلا عشوائيا للجميع . أدخل المسلمون تشريعات تظلم الاسلام ، ومنها الختان للذكور والإناث .

2 ـ نضع الأمر فى صيغة سؤال وجواب :

السؤال الأول : ـ هل خلق الله جل وعلا الانسان وفيه عيب خلقى يستلزم من البشر  التدخل الجراحى بإصلاح هذا العيب ، بقطع قلفة العضو الذكرى وإستئصال ( البظر) للأنثى ؟

الجواب : لا . فالله جل وعلا خلق الانسان (ذكرا وأنثى ) فى أحسن تقويم . قال جل وعلا : ( لَقَدْ خَلَقْنَا الإِنسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ )(الأية رقم (4) من سورة 95 ) وقال جل وعلا:( الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ ) الآية رقم (7) من سورة رقم 32 )، وقال جل وعلا : ( يَا أَيُّهَا الإِنسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ (6) الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ (7) فِي أَيِّ صُورَةٍ مَا شَاءَ رَكَّبَكَ ) الآية رقم (8) من سورة رقم 82 ) .

السؤال الثانى : هل يبيح الشرع الاسلامى الحقيقى إسالة دم إنسان ، خصوصا إذا كان طفلا صغيرا ؟

الجواب : هذه جريمة وعليها عقوبة شرعية . أى هى جريمة تستلزم القصاص بالمثل من الجانى . قال جل وعلا : (وَالْجُرُوحَ قِصَاصٌ )الآية (45) من السورة رقم (5 )

السؤال الثالث : هل يصح إبتداع تشريع لم يأت فى القرآن الكريم ؟ وهل يصح إصطناع أدلة له بالأفتراء والكذب ؟

الإجابة : هذا من أكبر المحرمات . قال جل وعلا (قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّي الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَاناً وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ) الآية رقم (33) من السورة رقم 7 ) . هنا حصر للمحرمات ، ومن ضمنها الوقوع فى الشرك والتقول على الله جل وعلا بما لم يقل . ومنه التقول بتشريعات ليست من الاسلام .

السؤال الرابع : من أين جاء التشريع بختان الذكور ؟

الجواب : ختان الذكور كان موجودا فى مصر القديمة ، وتأثرت به اليهودية فإعتبرته حكما الاهيا ، وذكروه فى العهد القديم فى سفر التكوين فى قصة ابراهيم عليه السلام . وهو موجود لدى المسيحيين العرب وبعض المسحيين فى آسيا وأفريقيا .

السؤال الخامس : كيف أدخله المسلمون فى تشريعاتهم ؟

الجواب : بعد الفتوحات العربية دخل أبناء الأمم المفتوحة بالاسلام بنفس ما إعتادوه من تراث وتشريعات ، وإخترعوا لها أحاديث نسبوها للنبى محمد عليه السلام بعد موته بقرون ، وبهذا أصبح الاسلام الحقيقى منبوذا منسيا .

السؤال السادس : وماذا قالوه عن ختان الذكور ؟

الجواب : زعموا حديثا مضحكا ، هو ان النبى ابراهيم عليه السلام إختتن وهو فى الثمانين من عمره ، وإنه إستخدم القدوم فى قطع قلفته . وهو حديث كاذب ، ولا يمكن لانسان أن يفعل هذا .

السؤال السابع : هل إختتن النبى محمد ؟

الجواب : لم يرد هذا فى القرآن الكريم . بل إنه حتى فى السيرة التى كتبوها عنه لم يذكروا هذا . أول سيرة مكتوبة عن النبى محمد كتبها ابن إسحاق بعد موت النبى بقرن ونصف قرن ، وليس فيها أنه أختتن . والسير التى تمت كتابتها عنه لاحقا لم تقل إنه إختتن .  

السؤال الثامن : هل لفظ الاختتان ورد فى القرآن الكريم ؟

الجواب :  لفظ ختان ليس فى القرآن الكريم. ورد لفظ (إختان ) بمعنى الخيانة ( آية  (187 ) فى سورة 2 ) و أية (107) من السورة رقم ( 4 )

السؤال التاسع : فماذا عن ختان الاناث ؟

 الجواب :  ليس فى الاسلام ختان للذكور ، فكيف يكون فيه ختان للإناث وهتك حرمتهن فى طفولتهن .!

السؤال العاشر : كيف جعلوه شريعة ؟

الاجابة : بالافتراء . نسبوا أحاديث للنبى محمد بعد موته بقرون تبيحه .

السؤال : الحادى عشر : وماذا كان غرضهم من ختان النساء ؟

الاجابة :  جاء فى نفس الأحاديث أن ختان المرأة ( أحظى عند الزوج ) . أى هو لمتعة الزوج وليس للزوجة . وشرح الفقيه السنى ابن تيمية ختان المرأة بأنه " وختانها أن نقطع اعلى الجلدة ، التي كعُرف الديك ". وقال ابن تيمية أن المقصود من ختان المرأة "تعديل شهوتها ، فإنها إذا كانت قلفاء (أي بدون ختان) كانت مغتلمة (أي هائجة جنسياً) وشديدة الشهوة .. ) وقال : ( ولهذا يوجد من الفواحش في نساء التتر ونساء الافرنج ما لا يوجد في نساء المسلمين ، وإذا حصلت المبالغة في الختان حصل المقصود في الاعتدال ) . أى إن الهدف في ختان المرأة هو مصادرة حقها في المتعة الجنسية ، حتى ينفرد الرجل دونها بالاغتلام او الهياج الجنسي..إذن عرفنا السبب الحقيقي في ان يتبنى الحنابلة الدعوة إلى وجوب الختان ، لأنهم دائما يضعون انوفهم في كل ما يُسعد المرأة ليحرموه ويصادروه  .

السؤال الأخير : هل هناك من علماء المسلمين المجتهدين من يرفض ختان الذكور والاناث ؟

الجواب : نعم . شيخ الأزهر الراحل الشيخ محمود شلتوت . سئل مراراً عن مشروعية ختان الأنثى وقد أجاب فى كتاب الفتاوى  بأن الختان شأن قديم قبل الإسلام ، ليس معروفا مصدره ، وقد اختلف الفقهاء في شانه لأنه لم يرد فيه نصٌّ صحيح . وقال بصراحة :  ( ليس في الختان خبر يرجع إليه ولا سنة تتبع . )  اى لا يعترف بأحاديث الختان عموما . ).

وجاء التعليق يقول :

(شكرا جزيلا . لو تكرمتم قبول إقتراح منا وهو : أن تنتهي الرسالة قبل بداية السؤال الحادي عشر. السؤال الحادي عشر يتكلم خالصا عن ختان الإناث والذي هو مُجّرم بالفعل في أوروبا ، ولو حذفنا ذلك الجزء تكون الرسالة أكثر إختصارا أمام أعضاء البرلمان ومركزة حول نقطة نقطة الموضوع وهو حظر ختان الذكور. السؤال الأخير فيه موافقة على الإستشهاد بكلام رجل دين وهذا يفتح مجال إن يستعمل البعض نفس السلاح فيحتج في المقابل بكلام رجل دين أخر يقول كلام مختلف . وكذلك فرجل الدين المستشهد به مصري ويتكلم عن "الختان" وفي العامية المصرية إذا ذكرت كلمة "ختان" إتجهت أذهان الناس تحديدا لقضية ختان الإناث وهذا يفتح المجال لأن يفسر البعض ما قالة ذلك الشيخ بإنه كان يتعرض لقضية ختان الإناث وإنه ما قصد ختان الذكور ).

أجبت بالموافقة .

وكتبت الرسالة للبرلمان الايسلندى وفى ختامها أرجوهم تحريم وتجريم ختان الذكور . وبعثت بها اليهم . وننتظر قرارهم بتجريم وتحريم ختان الذكور .