البيت الأبيض: قطع المساعدات عن مصر ليس في مصلحة أمريكا

اضيف الخبر في يوم الأربعاء ١٠ - يوليو - ٢٠١٣ ١٢:٠٠ صباحاً. نقلا عن: الدستور الأصلى


البيت الأبيض: قطع المساعدات عن مصر ليس في مصلحة أمريكا

البيت الأبيض: قطع المساعدات عن مصر ليس في مصلحة أمريكا

الفريق أول عبدالفتاح السيسى، وزير الدفاع والإنتاج الحربى

البنتاجون: وزير الدفاع الأمريكى اتصل بالسيسى للمرة الرابعة.. وإحدى هذه المكالمات امتدت إلى ساعتين

استبعد البيت الأبيض أمر قطع المساعدات الأمريكية لمصر، وقال جاى كارنى المتحدث باسم البيت الأبيض، أول من أمس «الإثنين»، إن قطع المساعدات ليس من مصلحة أمريكا. وتصدر «اليوم الدامى» الصفحات الأولى للصحف الأمريكية الصادرة أمس، والتى عكست أجواء التوتر والترقب والاحتقان فى مصر. وواصل كبار مسؤولى الدفاع بالولايات المتحدة اتصالاتهم مع كبار قادة مصر العسكريين. وشهد الإثنين الماضى المكالمة الرابعة خلال أسبوع ما بين تشاك هيجل وزير الدفاع الأمريكى، ونظيره المصرى الفريق الأول عبد الفتاح السيسى. وحسب ما قاله جورج ليتل المتحدث باسم البنتاجون، فإن بعضًا من هذه المكالمات امتد نحو ساعتين. ووصف المكالمات بأنها «كانت مطولة وصريحة جدًّا». وتوجد تأكيدات عديدة صدرت عن مصادر مقربة من الإدارة بأنها «منخرطة تمامًا» و«هناك اتصالات مكثفة ومتواصلة» مع قيادات مصرية وعربية من أجل اجتياز المرحلة الحالية بسلام وتفادى تفجر الموقف، إلا أن البعض يتساءل أيضًا متى سيظهر الرئيس أوباما أمام الكاميرات ليقول كلمته عن مصر.. خصوصًا أنه اكتفى ببيان مكتوب عقب عزل مرسى.

وقد امتنعت الإدارة الأمريكية تمامًا عن وصف ما حدث فى مصر بأنه «انقلاب»، ورغم محاصرة جين ساكى المتحدثة باسم الخارجية، بوابل من أسئلة الصحفيين، فإنها تفادت الاتفاق أو الاختلاف حول التوصيف، خصوصًا أن له تداعيات قانونية أمريكية ومعها ستضطر الإدارة إلى قطع المساعدات عن مصر. واكتفت ساكى بالقول إن عملية التقييم قائمة ومستمرة من جانب مكتب الاستشارى القانونى للخارجية. ساكى ذكرت أيضًا أن هناك اتصالات تجرى مع قيادات إخوانية من أجل ضمان مشاركتهم فى العملية السياسية، إلا أنها لم تذكر مع مَن؟ وتفادت الحديث عن وضع الرئيس مرسى ومصيره.

أما جاى كارنى المتحدث باسم البيت الأبيض بجانب تأكيده أن قطع المساعدات ليس من مصلحة أمريكا، أعرب عن أمل الإدارة فى أن تكون هذه المساعدات وما لها من تأثير مالى للضغط من أجل إقامة حكومة ديمقراطية واحتواء العنف. ولعل ما لفت انتباه المتابعين لتصريحات كارنى وما تعكسه من مواقف الإدارة أن كارنى فى أحد ردوده، قال «إن عشرات الملايين من المصريين لديهم مظالم لدى حكومة مرسى غير الديمقراطية ولا يعتقدون أن ما حدث كان انقلابًا. وبالفعل كانوا يطالبون بحكومة جديدة». وبما أن ملف المساعدات الأمريكية مطروح للنقاش وأيضًا للمزايدات السياسية فقد اعترض رئيس مجلس النواب جون بينر «جمهورى من ولاية أوهايو» على الأصوات المطالبة بقطع المساعدات «أعتقد أن جيشهم (جيش مصر) نيابة عن المواطنين فعل ما يجب فعله فى ما يخص استبدال الرئيس المنتخب»، مضيفًا «أعتقد أننا سننتظر لمشاورات مع الإدارة حول ما سوف نتحرك إليه قدمًا».

وبما أن كثر الكلام فى الأيام الأخيرة عن موقف واشنطن أو ترددها فى قول موقفها وهل هى «تخلّت عن الإخوان» أم ما زالت متمسكة بهم، أحد المراقبين لأهل واشنطن قال «ببساطة ألم تلاحظ أن الإدارة الأمريكية تفادت تمامًا استعمال كلمة (انقلاب) على الرغم من أن ما حدث ببساطة (أن رئيس خرج وجيش دخل). كما أن الإدارة فى بياناتها وتصريحاتها لم تبد أسفًا على ذهاب الرئيس مرسى أو تتساءل عن غيابه من الحكم، وفى الوقت نفسه لم تشر بأى كلمة تنديد أو حتى انتقاد إلى قدوم الجيش، كما هو المعتاد فى مواقف مشابهة!!».

فى ما يخص المساعدات بل المزيد منها «كما يتوقع البعض»، شدد آرون ديفيد ميللر نائب مدير مركز وودرو ولسن، على «أننا سنفعل أى شىء من أجل تفادى القطع.. فكل من مصالحنا وقيمنا وأيضًا الأمل فى الانتقال الديمقراطى تتطلب علاقة عمل وثيقة مع الجنرالات».

وفى مقال نشر فى «واشنطن بوست»، وصف جهاد الحداد المتحدث باسم الإخوان المسلمين، ما حدث «الإثنين» وما قبله بأنه «انقلاب دموى» ويأخذ مصر للوراء، إذ كتب «إن مصر تتوجه للوراء إلى عصور الظلام.. لعصر مبارك وأتباعه، وقوات الأمن والجيش والقضاء الفاسد. عصر آلة الإعلام التى تخدم كذراع الدعاية لدولة قمع. عصر العنف والموت والتعذيب والاعتقال والانتهاك اليومى للكرامة الإنسانية. هذا ليس فقط انقلابًا عسكريًّا بل انقلاب دموى».

وأشار الحداد فى مقاله إلى أن «الرئيس مرسى رفض بإقرار استخدام القوة ضد المتظاهرين. وامرأة دخلت فى موكبه لم تتعرض للأذى. وأكثر من 9 آلاف مظاهرة تم تنظيمها منذ شهر يوليو الماضى، حسب معلومات الحكومة، ومع هذا لم يكن هناك أى اعتقال أو أى رد عسكرى»، وذكر أيضًا فى انتقاد أمريكا والغرب «الحكومات الغربية التى تدّعى أنها تقف على الهامش تقوم بتيسير هذه الفوضى. لا تستطيع أن تسمى نفسك محايدًا، بينما تبرر وتموّل انقلابًا عسكريًّا ضد رئيس منتخب. وأن تقارير صحفية قد ذكرت بأن خمسة حوارات على مستوى رفيع جرت بين الحكومة المصرية وإدارة أوباما، ومنها مكالمة هاتفية مع الرئيس أوباما قبل الوصول إلى الانقلاب. ومحاولتان إضافيتان للتفاوض من جانب سفير أوروبى ووزير خارجية عربى».

وإزاء ما يجرى فى بر مصر تناولت صحيفة «نيويورك تايمز» فى افتتاحية لها أمس بعنوان «سفك الدماء فى مصر» ما حدث من مصادمات دموية ما بين أنصار مرسى والجيش المصرى. وذلك فى إطار ما تشهده مصر من اضطرابات ومواجهات وأيضًا مخاوف من الانزلاق إلى الفوضى.

وقالت الصحيفة إن «الدرس الذى نتعلمه من الربيع العربى أن الاستثمار فى الحكام المستبدين ليس وصفة لاستقرار طويل الأمد. إن واشنطن لا تستطيع التحكم فى مستقبل مصر، إلا أنها فى حاجة إلى أن تفعل ما هو أفضل لاستعمال نفوذها لدى الجيش والآخرين فى كتابة دستور يعكس المعايير الديمقراطية والتحرك نحو جولة أخرى من الانتخابات. وهذا النفوذ يتضمّن ليس فقط التهديد بقطع المساعدات، بل أيضًا وعدًا لقيادة جهد دولى من أجل إنقاذ اقتصاد مصر المنهار».

وتستكمل الصحيفة افتتاحيتها بالحديث عن الرئيس أوباما تحديدًا «من الصعب عدم الشعور ببعض التعاطف تجاه الرئيس أوباما. كان مضطرًّا للعمل مع السيد مرسى كقائد منتخب ديمقراطيًّا، ولكن فى هذه العملية تسبب هو (أوباما) فى نفور الكثير من المصريين المعتدلين والعلمانيين. كما أنه عمل وراء الكواليس ولو بغير نجاح لإيجاد حل توافقى قبل أن تتفجر الأزمة فى الشوارع. والآن لديه فرصة لمضاعفة جهوده والقيام بعمل أفضل فى الشرح للمصريين ما تقوم به الولايات المتحدة من أجل مصر ومعها.. ولماذا؟».

اجمالي القراءات 2111
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق