ألقرآن و قطع اليد:
ألقرآن و قطع اليد

زيد علي المهدي Ýí 2011-06-16


ألقرآن و قطع اليد

بقلم: زيد علي المهدي

 

موضوع النقاش هو قطع يد السارق الوارد في الايه:

"وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُواْ أَيْدِيَهُمَا جَزَاء بِمَا كَسَبَا نَكَالاً مِّنَ اللّهِ وَاللّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (38)" ألمائده

كما يلاحظ من الايه اعلاه ان هناك عقوبة وُضِعَت للسارق والسارقه ولها علاقة بقطع اليد وحسب ما هو مفهوم فأن العقوبه هي فصل اليد بواسطة آلة حاده كالسيف او المنشار وما شابه.

 

لمحاولة فهم معنى العقوبه (فأقْطَعوا أيديهما) يجب ان نفرّق بين فعلين تشابه و أختلط علينا معناهما. لتوضيح معنى الفعلين يجب أن ننتبه للتالي (أرجو الانتباه على حركات الحروف في كل كلمة):

ماضي         مضارع       أمر            فاعل           صفه

قَطَعَ          يَقْطَعُ       اقْطَع         قاطِع         مَقْطوع

قَطَّعَ          يُقَطِّعُ         قَطِّع          مُقَطِّع        مُقَطَّع

 

(*1) نلاحظ ان الفعل الاول (قَطَعَ) ,بفتح الحروف الثلاثه, هو فعل مجرد والفعل الثاني (قَطَّعَ) ,بتشديد الطاء وفتح الحروف الثلاثه, هو كما متعارف في قواعد اللغه العربيه ما يسمى فعل مُزَيَّد (اي زاد عليه تضعيف حرفه بالشده).

هناك من قد يقول ان الفعل الثاني هو نفس الفعل الاول المجرد و أنه يدل على التكثير والمبالغه حسب ما هو متداول ومتعارف. ولو كنا نريد المحاججه اللغويه فقط نقول ان الفعل الثلاثي ألمزّيد عن الفعل الاصلي (سواء بالشدّه او بالالف) ليس بالضروره أن ينتج مبالغة نفس المعنى الاول ولكنه قد ينتج معنى جديد للفعل وان التكثير والمبالغه ليست الا احدى احتماليات نتائج التضعيف. وهذا ما يعرف بالزياده البنائيه وهي الزيادة التي تغير من بناء الكلمة الأصلي ، فينتج عن ذلك كلمة جديدة ، نتيجة لزياد حرف أو أكثر على الكلمة الأصل .

هذا ان كان الفعل الثاني (قَطَّعَ) اصلا هو مضعّف لنفس الفعل الاول (قَطَعَ). وهنا نقول رأينا بانهما في الاصل فعلين مختلفين لكلٍ منهما معناه المستقل وتصريفاته المختلفه بعضها عن بعض.

(*1) يمكن مراجعة الفعل المجرد و الفعل المزيد وحالاتهما على هذا الرابط:

http://www.drmosad.com/index123.htm

 

نبدأ بذكر وشرح اغلب الايات التي ورد فيها ذكر الفعل الاول (قَطَعَ) بفتح الاحرف الثلاثه أو مشتقاته ثم ننتقل لذكر وشرح اغلب الايات التي ورد فيها ذكر الفعل الثاني (قَطَّعَ) بتشديد حرف الطاء.

قَطْع ما أمر الله به أن يوصل:

لننظر الى ما تقوله سورة الرعد في الايات (20 و 21 و 22) و كذلك الايه بعدها (25). ألايات (20 و 21 و 22) تذكر صفات من لهم عقبى الدار ومنها انهم يَصِلون ما امر الله به ان يوصل:

"الَّذِينَ يُوفُونَ بِعَهْدِ اللّهِ وَلاَ يِنقُضُونَ الْمِيثَاقَ (20) وَالَّذِينَ يَصِلُونَ مَا أَمَرَ اللّهُ بِهِ أَن يُوصَلَ وَيَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ وَيَخَافُونَ سُوءَ الحِسَابِ (21)وَالَّذِينَ صَبَرُواْ ابْتِغَاء وَجْهِ رَبِّهِمْ وَأَقَامُواْ الصَّلاَةَ وَأَنفَقُواْ مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلاَنِيَةً وَيَدْرَؤُونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ أُوْلَئِكَ لَهُمْ عُقْبَى الدَّارِ (22)" ألرعد

 

أما ألآيه (25) وبعد الانتهاء من صفات من لهم عقبى الدار, يبدأ بصفات من لهم سوء الدار واحدى صفاتهم انهم يَقْطَعونما أمر الله به أن يوصل:

"وَالَّذِينَ يَنقُضُونَ عَهْدَ اللّهِ مِن بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَآ أَمَرَ اللّهُ بِهِ أَن يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الأَرْضِ أُوْلَئِكَ لَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ (25)" ألرعد

و ألان لنقارن بين الصفات المذكوره في الايات اعلاه مع جزمنا بأن السياق متصل ولم ينقطع بأي حال من الاحوال.

  • (الَّذِينَ يُوفُونَ بِعَهْدِ اللّهِ وَلاَ يِنقُضُونَ الْمِيثَاقَ) تخالفها صفة (الَّذِينَ يَنقُضُونَ عَهْدَ اللّهِ مِن بَعْدِ مِيثَاقِهِ)
  • (الَّذِينَ يَصِلُونَ مَا أَمَرَ اللّهُ بِهِ أَن يُوصَلَ) تخالفها صفة (يَقْطَعُونَ مَآ أَمَرَ اللّهُ بِهِ أَن يُوصَلَ)

 

و لننظر كذلك الى سورة البقره ألآية (27):

"الَّذِينَ يَنقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِن بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَن يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الأَرْضِ أُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ (27)" ألبقره

من ألآيات أعلاه نجد أن (يَقْطعون) بالفتحة والسكون وليس (يُقَطّعون) بالضمة والفتحه وتشديد الطاء...تعني يمنعون وَصْل ما أمر الله به أن يوصل عكس (يَصِلُونَ مَا أَمَرَ اللّهُ بِهِ أَن يُوصَلَ). أي أن (يَقْطعون) بالفتحة والسكون تعني يمنعون الوصل. لا يمكن ان تعني (يَقْطَعون) هنا (فَصْل ما امر الله به ان يوصل عن بعضه) ولكنها تعني (مَنْع وصل ما امر الله به ان يوصل).

نأخذ الفعل الماضي الاول (قَطَعَ) بفتح الحروف الثلاثه واشتقاقاته:

قَطَعَ ألوصل: أي مَنَعَ الوصل ان يوصل (عكس وَصَلَ) و ليس مزَق او فصل الوصل عن بعضه و لو كان قَطَّع الوصل لكان جعله قِطَع ممزقه متباعده عن بعضها

يَقْطَعُ ألوصل: أي يمنع الوصل أن يوصل (عكس يُوصَل) وليس يمزق او يفصل ما امر الله به ان يوصل

اقْطَع ألوصل: أي اِمنَع الوصل أن يوصل (عكس صِل) وليس مزق ما امر الله به ان يوصل

قَطْع ألوصل: أي مَنْعُ الوصل من الوصول (عكس وَصْل) وليس تمزيق ما امر الله به ان يوصل

اذاً وَصْل ما أمر الله به ان يوصل مَقْطوع وليس مُقَطَّع.

 

قَطْع ألامر:

"قَالَتْ يَا أَيُّهَا المَلَأُ أَفْتُونِي فِي أَمْرِي مَا كُنتُ قَاطِعَةً أَمْرًا حَتَّى تَشْهَدُونِ (32)" ألنمل

يقول القرآن عن ملكة سبأ "ما كنت قاطعة" وليس "مُقَطِّعة". هنا نلاحظ الفاعل هو "قاطع" وليس "مُقَطِّع".

ذكرت ملكة سبأ انها لن تَقْطَع امرا الا أن يشهد الملأ.

قَطْع ألامر هنا هو أصدار امر نهائي ممنوع تغيره (وليس مجرد اتخاذ أمر عادي يمكن العوده عنه) ولذلك ربطت قَطْع الامر بشهادة الملأ لان حالة الامر ستكون نهائيه ملزمة ممنوع تغييرها ولهذا استلزم التشاور قبل قَطْع الامر.

هنا قَطْع الامر ليس تمزيقه او فصله أو قصّه عن بعضه ولكن أصدار أمر نهائي ممنوع من التغيير.

 

قَطْع الدابر:

أستَخدم القران عبارة قطع الدابر اكثر من مره:

"وَلَقَدْ أَرْسَلنَآ إِلَى أُمَمٍ مِّن قَبْلِكَ فَأَخَذْنَاهُمْ بِالْبَأْسَاء وَالضَّرَّاء لَعَلَّهُمْ يَتَضَرَّعُونَ (42)...>الى قوله<... فَلَمَّا نَسُواْ مَا ذُكِّرُواْ بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إِذَا فَرِحُواْ بِمَا أُوتُواْ أَخَذْنَاهُم بَغْتَةً فَإِذَا هُم مُّبْلِسُونَ (44) فَقُطِعَ دَابِرُ الْقَوْمِ الَّذِينَ ظَلَمُواْ وَالْحَمْدُ لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (45)" ألانعام

"وَإِلَى عَادٍ أَخَاهُمْ هُوداً قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُواْ اللّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ أَفَلاَ تَتَّقُونَ (65)...الى قوله... فَأَنجَيْنَاهُ وَالَّذِينَ مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِّنَّا وَقَطَعْنَا دَابِرَ الَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا وَمَا كَانُواْ مُؤْمِنِينَ (72)" ألاعراف

قال (فقُطِعَ دابر) ولم يقل (فقُطِّعَ دابر).

قال (وقَطَعْنا دابر) ولم يقل (وقَطَّعنا دابر).

فما هو (قَطْع الدابر)؟ هل هو مطابق لمعنى المنع كمنع الوصل ومنع الامر؟ ولكن منع دابر الذين كذّبوا من ماذا؟

اعلاه ذكرنا ايتان لقطع الدابر استخدمت مع القرى والامم السابقه وهناك ايات استخدمت مع الكفار في زمن الرسول ولكن سأذكر ايات الامم السابقه اولا لابين معنى (قَطْع الدابر) ثم اذكر الاخريات.

المعلوم ان الله (أهلك) القرى ودمرها وانهاها كما ذكر القران في كثير من المواقع ومنها مثلا قوم عاد:

"فَكَذَّبُوهُ فَأَهْلَكْنَاهُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُم مُّؤْمِنِينَ (139)" ألشعراء

وكذلك يقول عذبهم عذابا اليما:

"فَلَمَّا رَأَوْهُ عَارِضًا مُّسْتَقْبِلَ أَوْدِيَتِهِمْ قَالُوا هَذَا عَارِضٌ مُّمْطِرُنَا بَلْ هُوَ مَا اسْتَعْجَلْتُم بِهِ رِيحٌ فِيهَا عَذَابٌ أَلِيمٌ (24)" ألاحقاف

وغيرها كثير...اذاً هناك (هلاك) وهناك (عذاب اليم) وهناك (قَطْع دابر) وكلها صفات لما حصل لقوم عاد.

الهلاك هو انتهائهم

العذاب الاليم هو تعذيبهم

قطع الدابر هو منعهم من العوده او الرجوع لأنهم اُهلكوا, بدليل:

"وَحَرَامٌ عَلَى قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا أَنَّهُمْ لَا يَرْجِعُونَ (95)" ألانبياء

"أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُم مِّنْ الْقُرُونِ أَنَّهُمْ إِلَيْهِمْ لاَ يَرْجِعُونَ (31)" يس

"وَكَمْ قَصَمْنَا مِن قَرْيَةٍ كَانَتْ ظَالِمَةً وَأَنشَأْنَا بَعْدَهَا قَوْمًا آخَرِينَ (11) فَلَمَّا أَحَسُّوا بَأْسَنَا إِذَا هُم مِّنْهَا يَرْكُضُونَ (12) لَا تَرْكُضُوا وَارْجِعُوا إِلَى مَا أُتْرِفْتُمْ فِيهِ وَمَسَاكِنِكُمْ لَعَلَّكُمْ تُسْأَلُونَ (13) قَالُوا يَا وَيْلَنَا إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ (14)" ألانبياء

ولكن مَنْعَهُم ان يرجعوا الى ماذا؟

"وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِن بَنِي آدَمَ مِن ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُواْ بَلَى شَهِدْنَا أَن تَقُولُواْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ (172) أَوْ تَقُولُواْ إِنَّمَا أَشْرَكَ آبَاؤُنَا مِن قَبْلُ وَكُنَّا ذُرِّيَّةً مِّن بَعْدِهِمْ أَفَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ الْمُبْطِلُونَ (173) وَكَذَلِكَ نُفَصِّلُ الآيَاتِ وَلَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ (174)" ألاعراف

"ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُم بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ (41)" ألروم

"حَتَّى إِذَا جَاء أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ (99) لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ كَلَّا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِن وَرَائِهِم بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ (100)" ألمؤمنون

"وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنَ الْعَذَابِ الْأَدْنَى دُونَ الْعَذَابِ الْأَكْبَرِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ (21)" ألسجده

الرجوع هنا هو الرجوع الى الايمان بعد معرفة الادله والايات البينات. ولكن الاقوام السابقه التي وقع عليهم الهلاك حُرِّم ومُنِعَ عليهم الرجوع بعد أن رأوا العذاب (فأنْقَطَعَ دابرهم اي منعوا من الرجوع) وكتبت عليهم التهلكه.

أما الكفار في زمن الرسول:

"لِيَقْطَعَ طَرَفًا مِّنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ أَوْ يَكْبِتَهُمْ فَيَنقَلِبُواْ خَآئِبِينَ (127)" آل عمران

قَطْع لطرف من الكفار اي منعه لجماعة معينه من الكفار من الرجوع بعد ان رأوا الادله أو العذاب كما بينّا اعلاه.

"وَإِذْ يَعِدُكُمُ اللّهُ إِحْدَى الطَّائِفَتِيْنِ أَنَّهَا لَكُمْ وَتَوَدُّونَ أَنَّ غَيْرَ ذَاتِ الشَّوْكَةِ تَكُونُ لَكُمْ وَيُرِيدُ اللّهُ أَن يُحِقَّ الحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ وَيَقْطَعَ دَابِرَ الْكَافِرِينَ (7)" ألانفال

يهلك الكافرين ويمنع عليهم الرجوع كما بينا اعلاه من معنى (قَطْع الدابر)

 

قَطْع ألسبيل:

"أَئِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ وَتَقْطَعُونَ السَّبِيلَ وَتَأْتُونَ فِي نَادِيكُمُ الْمُنكَرَ فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلَّا أَن قَالُوا ائْتِنَا بِعَذَابِ اللَّهِ إِن كُنتَ مِنَ الصَّادِقِينَ (29)" ألعنكبوت

(قَطْع السبيل) وليس (تقطيع السبيل), المقصود هنا هو منع اتخاذ السبيل (أي سبيلٍ كان) وليس تقطيعه الى قِطَع.

 

نعود الى الايه سبب البحث:

"وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُواْ أَيْدِيَهُمَا جَزَاء بِمَا كَسَبَا نَكَالاً مِّنَ اللّهِ وَاللّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (38) فَمَن تَابَ مِن بَعْدِ ظُلْمِهِ وَأَصْلَحَ فَإِنَّ اللّهَ يَتُوبُ عَلَيْهِ إِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ (39)" ألمائده

فما هي اذا عقوبة السارق والسارقه؟ ما هو (قَطْع اليد) في (فأقْطَعوا أيدِيهما)؟ الجواب بسيط...قَطْع اليد هو منعها او نهيها ان تمتد فتسرق من جديد. كيف يكون هذا؟ بالسجن و الحبس او النفي او العزل او ما شاكل وبهذا تمتنع اليد عن السرقه خاصة ان تكملة الايه تدل على التوبه والمغفره والرحمه.

فيصبح المعنى, السارق والسارقه فامنعوا ايديهما ان تمتد للسرقه من جديد.

أو بمعنى اشمل, السارق والسارقه فامنعوهما من السرقه.

يقول:

"فمن تاب من بعد ظلمه" والتوبه هنا هي التوبه عن فعل السرقه الى الله. يقول فمن تاب, اي ان هناك احتمال انه لن يتوب وسيستمر بالسرقه...ولكن كيف سيسرق من جديد ان كانت يداه مُقَطَّعتان؟

 

وكمثال لحادثة سرقه ذكرت في القران وصدر الحكم بها بوجود وحضور نبي الله:

"فَلَمَّا جَهَّزَهُم بِجَهَازِهِمْ جَعَلَ السِّقَايَةَ فِي رَحْلِ أَخِيهِ ثُمَّ أَذَّنَ مُؤَذِّنٌ أَيَّتُهَا الْعِيرُ إِنَّكُمْ لَسَارِقُونَ (70)" يوسف

ثم يقول:

"قَالُواْ فَمَا جَزَآؤُهُ إِن كُنتُمْ كَاذِبِينَ (74) قَالُواْ جَزَآؤُهُ مَن وُجِدَ فِي رَحْلِهِ فَهُوَ جَزَاؤُهُ كَذَلِكَ نَجْزِي الظَّالِمِينَ (75)" يوسف

هنا يتسائل اخوة يوسف عن ما هية عقوبة السارق بوجود وحضور نبي الله يوسف.

فاجابوهم و بوجود النبي يوسف (الذي يحكم بما امر الله) ان من وجد في رحله فهو (كشخص كامل) جزاؤه ولم يقولوا تُقْطّع يداه.

الجزاء كان هو حجر و حجز الشخص ومنعه من العوده مع اخوته ولو كان الجزاء هو تقطيع اليد لكانوا قَطّعوها وارسلوه معهم أو على الاقل لبقي الاخوه في انتظار تنفيذ الحكم ليأخذوا اخاهم ويعودوا خاصة لمعرفة حب ابيهم الشديد له. ولكن اختيار حجّة السرقه كان يكفي لابعادهم لان فيه سجن او حجر الشخص.

وبعد ذلك يذكر القرآن:

"قَالُواْ يَا أَيُّهَا الْعَزِيزُ إِنَّ لَهُ أَبًا شَيْخًا كَبِيرًا فَخُذْ أَحَدَنَا مَكَانَهُ إِنَّا نَرَاكَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ (78) قَالَ مَعَاذَ اللّهِ أَن نَّأْخُذَ إِلاَّ مَن وَجَدْنَا مَتَاعَنَا عِندَهُ إِنَّآ إِذًا لَّظَالِمُونَ (79)"يوسف

هنا تاكيد اكثر على ان العقوبه هي اخذ الشخص كاملا والتأكيد مرتين على الأخذ.

لم تأتي كلمة (قَطْع) بفتح القاف وتسكين الطاء وفعلها الماضي (قَطَعَ) ومشتقاتها لتدل على اي فعل فيزيائي يعني التقطيع او الفصل ولكن كانت دائما ترد كصفة منع ونهي لما يأتي بعدها.

فالامر المقطوع ليس هو الامر المُقَطَّع

والوصل المقطوع ليس هو الوصل المُقَطَّع

والدابر المَقْطوع ليس هو الدابر المُقَّطَع

واليدان المَقْطوعتان ليستا هما اليدان المُقَطَّعتان.

 اما فعل (قَطَّعَ) ,بتشديد الطاء وفتح الحروف الثلاثه, و اشتقاقاته (تَقْطيع) و (مُقَطِّع) وغيرها فكلها تدل على عمل فيزيائي ينتج عنه تقطيع او تخديش او تمزيق أو فصل شئ عن شئ اخر كما هو متعارف وبدرجات مختلفه حسب من يقوم بالتقطيع و ما يتم تقطيعه و شدة التقطيع وسأورد الايات مع بعض الايضاحات:

"إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُواْ مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُواْ وَرَأَوُاْ الْعَذَابَ وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الأَسْبَابُ (166)" ألبقره

تمزقت وانفصلت بهم الاسباب بعضها عن بعض وليس مُنعت بهم الاسباب

"وَقَطَّعْنَاهُمُ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ أَسْبَاطًا أُمَمًا.....(160)" ألاعراف

أي فرقناهم او مزقناهم او فصلناهم الى اثنتي عشرة (قِطْعَة) وليس منعناهم

"وَقَطَّعْنَاهُمْ فِي الأَرْضِ أُمَمًا مِّنْهُمُ الصَّالِحُونَ وَمِنْهُمْ دُونَ ذَلِكَ وَبَلَوْنَاهُمْ بِالْحَسَنَاتِ وَالسَّيِّئَاتِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ (168)" ألاعراف

كذلك نفس المعنى اعلاه.

"فَلَمَّا سَمِعَتْ بِمَكْرِهِنَّ أَرْسَلَتْ إِلَيْهِنَّ وَأَعْتَدَتْ لَهُنَّ مُتَّكَأً وَآتَتْ كُلَّ وَاحِدَةٍ مِّنْهُنَّ سِكِّينًا وَقَالَتِ اخْرُجْ عَلَيْهِنَّ فَلَمَّا رَأَيْنَهُ أَكْبَرْنَهُ وَقَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ وَقُلْنَ حَاشَ لِلّهِ مَا هَذَا بَشَرًا إِنْ هَذَا إِلاَّ مَلَكٌ كَرِيمٌ (31)" يوسف

كما ذكرنا, ألتقطيع اذا كان بشري فهو بالتأكيد سيكون بدرجات مختلفه حسب المُقَطِّع وقوته وآلآلة المستخدمه والشئ الذي يتم تقطيعه. هنا في الآية اعلاه حصلت عملية التقطيع بوجود المُقَّطِع(النسوه) و وجود ألآلة (السكين) ومع ذلك لم يتم فصل اليد وبترها كاملة ولكن حصل تمزيقها او تخديشها بدليل انهن استمرّن بالكلام.

"وَتَقَطَّعُوا أَمْرَهُم بَيْنَهُمْ كُلٌّ إِلَيْنَا رَاجِعُونَ (93)" ألانبياء

وهنا مزقوا او فصلوا امرهم بينهم وتفرقوا فتقطع امرهم الى قِطَع.

"هَذَانِ خَصْمَانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ فَالَّذِينَ كَفَرُوا قُطِّعَتْ لَهُمْ ثِيَابٌ مِّن نَّارٍ يُصَبُّ مِن فَوْقِ رُؤُوسِهِمُ الْحَمِيمُ (19)" ألحج

قِطَع من ثياب وليس قَطْع كَقَطْع الوَصْل او الامر او الدابر

"وَفِي الأَرْضِ قِطَعٌ مُّتَجَاوِرَاتٌ...(4)" ألرعد

قِطَع مُقَطَّعة.

"...وَسُقُوا مَاء حَمِيمًا فَقَطَّعَ أَمْعَاءهُمْ (15)" محمد

اصبحت قِطَعاً

"فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِن تَوَلَّيْتُمْ أَن تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ (22)" محمد

ألارحام (تُقَطَّع) الى قِطَع متناثره متفرقه ولا (تُقْطَع) أي تُمنَع. لم يرد في القرآن (قَطْع الارحام) ولكن ورد (تقطيع الارحام) كما في الاية اعلاه.

ألآيات:

"لأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُم مِّنْ خِلاَفٍ ثُمَّ لأُصَلِّبَنَّكُمْ أَجْمَعِينَ (124)" ألاعراف

"قَالَ آمَنتُمْ لَهُ قَبْلَ أَنْ آذَنَ لَكُمْ إِنَّهُ لَكَبِيرُكُمُ الَّذِي عَلَّمَكُمُ السِّحْرَ فَلَسَوْفَ تَعْلَمُونَ لَأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُم مِّنْ خِلَافٍ وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ أَجْمَعِينَ (49)" ألشعراء

"إِنَّمَا جَزَاء الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَادًا أَن يُقَتَّلُواْ أَوْ يُصَلَّبُواْ أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم مِّنْ خِلافٍ أَوْ يُنفَوْاْ مِنَ الأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ (33)" ألمائده

"قَالَ آمَنتُمْ لَهُ قَبْلَ أَنْ آذَنَ لَكُمْ إِنَّهُ لَكَبِيرُكُمُ الَّذِي عَلَّمَكُمُ السِّحْرَ فَلَأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُم مِّنْ خِلَافٍ وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْلِ وَلَتَعْلَمُنَّ أَيُّنَا أَشَدُّ عَذَابًا وَأَبْقَى (71)" طه

كما اوردنا اعلاه, درجة التقطيع هنا تعتمد على البشر خاصة وانها هنا مرتبطه بعذاب كما تقول الايات وكذلك اضافة مصطلح (من خلاف) لذلك نترك لمخيلة القارئ الحكم عليها.

الخلاصه:

عندما نقول يداه مقطوعتان, اي يداه ممنوعتان فلا تصلان

وعندما نقول يداه مُقَّطَعتان, اي تم تقطيعها الى قطعتين او اكثر.

القَطْع يختلف عن التقطيع ويعني النهي او الانتهاء.

 

زيد علي المهدي

zaid.almahdi@yahoo.com

اجمالي القراءات 74458

للمزيد يمكنك قراءة : اساسيات اهل القران
التعليقات (9)
1   تعليق بواسطة   محمد أبو السعود     في   السبت ١٨ - يونيو - ٢٠١١ ١٢:٠٠ صباحاً
[58537]


شكرا أستاذ زيد على هذا البحث القيم.  إنني توصلت تقريبا لنفس المعنى من قراءة القرآن الكريم.  هناك إيضا شيئا ملفتا للنظر في الآية طالما ذكرته لمن يؤمن بيقطيع اليد وهو أن الآية الكريمة تقول "...فاقطعوا أيديهما..." ولا تقول يداهما.  بمعنى أنه لو كان المطلوب هو فصل اليد كما يدعون فإنهم مخالفوم لأمر الله سبحانه وتعالى حيث يجب عليهم فصل اليدين وليس يد واحدة.  ثم ماذا يحدث لو ثبتت براءة من حكم عليه بفصل يده؟


 


وشكرا. 


2   تعليق بواسطة   زيد علي المهدي     في   الأحد ١٩ - يونيو - ٢٠١١ ١٢:٠٠ صباحاً
[58551]

سؤال ممتاز!

الاستاذ العزيز محمد ابو ألسعود...تحيه طيبه..سعيد جدا بمرورك على المقاله.


سؤال جميل جدا...حقّا ما الحل اذا ثبتت براءة من تم قطع يده؟؟


3   تعليق بواسطة   مصطفى فهمى     في   الأحد ٠٣ - يوليو - ٢٠١١ ١٢:٠٠ صباحاً
[58774]

الأخ الكريم زيد على المهدى

فهم جميل للمعنى اللغوى و المقصد الإلهى، و العقوبة متروكة لما يتفق عليه أهل المكان و الزمان بما يرونه يحقق المراد الإلهى و يغل يد السارق (معتاد السرقة) عن الاستمرار فى السرقة


ولكم كل الود


4   تعليق بواسطة   زيد علي المهدي     في   السبت ٢٠ - أغسطس - ٢٠١١ ١٢:٠٠ صباحاً
[59647]

الى الاستاذ مصطفى فهمي

الاستاذ مصطفى فهمي...


تحية طيبة,


اقدم اعتذاري لاني لم انتبه مسبقا لورود تعليقك هنا.


شكرا جزيلا لمرورك ولتعليقك الكريم.


متمنيا لكم دوام الموفقيه.


تحياتي


5   تعليق بواسطة   عبدالعزيز غنيم     في   الإثنين ٠٦ - فبراير - ٢٠١٢ ١٢:٠٠ صباحاً
[64385]

وأظن أيضا

واظن ايضا

ان ورود التخيير في اية التقطيع

ان يقتلو أو يصلبوا او تقطع ايديهم وارجلهم من خلاف او ينفوا من الارض

فيها تخيير لنا باستخدام العقوبات التي تناسب زماننا ومكاننا

......

فما رأي الاستاذ




6   تعليق بواسطة   عبدالعزيز غنيم     في   الخميس ٢٩ - مارس - ٢٠١٢ ١٢:٠٠ صباحاً
[65460]

رباط الخيل

  العقوبات المذكوره في القرآن

والمسماه تاريخيا بالحدود

يقف بعضنا عندها قليلا فيقول

فلنأخذها بمعنى ايقاع عقوبه مستحقه

او بمعنى معنوي

مثلا يقول في القطع للسرقه... ايقاع عقوبه بما يناسب المجتمع و ظروفه

وهكذا

.....

و قد شغلني هذا كثيرا .. وخصوصا اني لم اعد ارى فيها حلولا واقعيه

او تتناسب مع حقوق الانسان

وما توصلت اليه الانسانيه في عصرنا

لكن اظن ان الحل في القرآن

وانا اتدبر قول الله تعالى

"واعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل"

فالسر في كلمة رباط الخيل

هل رباط الخيل هنا مقصود منه لفظه وذاته والاقتصار عليه دون غيره

ام انه يدخل في وسيلة حمل الجنود

ان قلنا انه مقصود منه الخيل بذاته هلكنا واسأنا الى الله بأنه لم يعلم ان في المستقبل

تبطل حرب الخيول

وان قلنا انه مقصود منه الناقلان كالمدرعات والدبابات وتمسكنا بالعقوبات و جمدنا عند حرفية الكلمات

كنا مزدوجي المعيار في البحث

.....

ومن اجرائنا ما سبق على القطع وغيره من الجدود نجد الامر لا يتعارض مع افهامنا

ولا ديننا

.......

ثم الى الذين يرون حرجا من ابطال الحدود من الذين يضعون هالة على احاديث السيره

نقول

عمر ابطل حدا قرآنيا .. وهو قطع اليد في عام الرماده

وقد يتحجج ابعض بأنه عام جوع ومعذره ...الخ

اقول فان التزمتم بمنهجكم لزمكم دليل لفعل عمر وانه كماتقولون لا اجتهاد مع نص

ولا نقف مع هذا المحتج كثيرا

فسرعان .. ان افترضنا حسن النيه في فعل عمر ... وانه لم يعف تجنبا لثورة جياع

فانا نقول انه اجرى الحكم بمعناه وجوهره

بمعنى

ان الذي سرق ليأكل .. كان قطع يده "هو توفير الطعام لنفسه او اهله"

فابعتبار انه اخذ صدقه قطعت يده "اي منعته عن السرقة "

وانه كان من المفروض على الدوله توفير ذلك الجزء من الصدقة

وتعويض الغارم "المسروق منه "

اذا

فالقطع هنا بمعنى المنع و ترك الاسلوب لتطور الحياه والظروف

كما كان الخيل وسيلة نقل جنود و ترك الاسلوب لتطور الحياة والظروف

..........

اجري ذلك على ما شئت من العقوبات القرآنيه .. او مايطلق عليه تاريخيا بالحدود

......

و بذلك اكون ازلت بعض الحرج عمن يرون عدم الحيده عن نص القرآن الا بدليل قرآني آخر

.......

والله من وراء القصد


 


7   تعليق بواسطة   golden tiger     في   الثلاثاء ١٥ - أبريل - ٢٠١٤ ١٢:٠٠ صباحاً
[74124]

قطع اليد


 وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا جَزَاءً بِمَا كَسَبَا نَكَالًا مِّنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ﴿المائدة: 38﴾



إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا أَن يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم مِّنْ خِلَافٍ أَوْ يُنفَوْا مِنَ الْأَرْضِ ذَٰلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ ﴿المائدة: 33﴾ 



أظن أن قطع اليد هو فصل اليد عن الجسم, الا اذا كان معنى "تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ" مختلف عن "فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا"  . أما بالنسبة للتوبة فهي محتملة قبل امساك السارق مثل : إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا مِن قَبْلِ أَن تَقْدِرُوا عَلَيْهِمْ ۖ فَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ﴿34﴾


8   تعليق بواسطة   جلال الدين     في   الثلاثاء ١٥ - أبريل - ٢٠١٤ ١٢:٠٠ صباحاً
[74125]

القطع و الضرب و اللبس و الملبوس


أخي الباحث جزاك الله خيرا لتدبرك في معني القطع الذي توصلت فيه إلي أنه "المنع" و ليس "البتر" 



حيث أن فصل اليد عن الجسد هو البتير و القطع هو المنع. 



و المعني هنا أن المسؤلين في مكان ما يجب عليهم أخذ التدابير اللازمه لعرقلة و منع ووقف  السرقه و أن تكون قراراتهم حازمه(قاطعة أمراً) و الأمر هنا تشير إلي القوانين و تنفيذها .



و أما عن معني الأمر( شرع القوانين) فيحكمها و يحددها المولي في الآيه التاليه:



خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ   الأعراف (199)  -



1- هنا نفهم أن أول المطلوب هو أن يعفوا المسروق عن السارق



2-وأمر بالمعروف: أي أن سن القوانين يحكمه العرف في مكان ما . فإذا كانت البلد مثلا هولندا فإن العرف هناك أن يعاقب السارق (أول مره) بغرامه ماليه مقدارها 100 يورو. أما في أمريكا مثلا فالعرف هناك السجن سنوات 



3-عندما تشرح لهم هذا التشريع سيكون هناك جهلاء(لم يرسل الله لهم رساله) فأعرض عن تعليقاتهم



 



الفرق هنا في اللبس في المعني مثله مثل الضرب....



 


9   تعليق بواسطة   golden tiger     في   الثلاثاء ١٥ - أبريل - ٢٠١٤ ١٢:٠٠ صباحاً
[74129]

هل أنا من الجاهلين


 وصف الله سبحانه نفسه بأنه شديد العقاب :



اعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ وَأَنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ﴿المائدة: 98﴾



أمر بجلد الزاني والزانية :



الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا مِائَةَ جَلْدَةٍ وَلَا تَأْخُذْكُم بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّهِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ ﴿النور: 2﴾


أمر بالقصاص :


يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِصَاصُ فِي الْقَتْلَى الْحُرُّ بِالْحُرِّ وَالْعَبْدُ بِالْعَبْدِ وَالْأُنثَىٰ بِالْأُنثَىٰ فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ فَاتِّبَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ وَأَدَاءٌ إِلَيْهِ بِإِحْسَانٍ ذَٰلِكَ تَخْفِيفٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَرَحْمَةٌ فَمَنِ اعْتَدَىٰ بَعْدَ ذَٰلِكَ فَلَهُ عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴿البقرة: 178﴾


وَكَتَبْنَا عَلَيْهِمْ فِيهَا أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ وَالْعَيْنَ بِالْعَيْنِ وَالْأَنفَ بِالْأَنفِ وَالْأُذُنَ بِالْأُذُنِ وَالسِّنَّ بِالسِّنِّ وَالْجُرُوحَ قِصَاصٌ فَمَن تَصَدَّقَ بِهِ فَهُوَ كَفَّارَةٌ لَّهُ وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ ﴿المائدة: 45﴾ 


أمر بالصلب والقتل والنفي:


 إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا أَن يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم مِّنْ خِلَافٍ أَوْ يُنفَوْا مِنَ الْأَرْضِ ذَٰلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ ﴿المائدة: 33﴾


فما هو الغريب في بتر اليد ؟


أيضا العقاب بما هو معروف جائز, كالسجن و الغرامات أو غيرها حسب البلد :


وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُم بِهِ وَلَئِن صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِّلصَّابِرِينَ ﴿النحل: 126﴾


 


فما سبق هي عقوبات في الدنيا, أما العقوبات في الاخرة فهي أشد :


الخلود في الجحيم:


إِنَّ الْمُجْرِمِينَ فِي عَذَابِ جَهَنَّمَ خَالِدُونَ ﴿الزخرف: 74﴾


أكل من شجر الزقوم :


 لَآكِلُونَ مِن شَجَرٍ مِّن زَقُّومٍ ﴿52﴾


شرب الحميم :


 فَشَارِبُونَ عَلَيْهِ مِنَ الْحَمِيمِ ﴿54﴾


الأغلال في الأعناق :


إِذِ الْأَغْلَالُ فِي أَعْنَاقِهِمْ وَالسَّلَاسِلُ يُسْحَبُونَ ﴿غافر: 71﴾


ولائحة التعذيب طويلة وشديدة يصعب تصورها. فهل أنا من الجاهلين أم أنت لاتعرف خالقك ؟


أنا لم أقل يجب بتر يد السارق,أنا أحاول فهم القران بدون تغيير لمعاني الايات, فأنا ليست لدي مشكلة حتى وان أمر سبحانه بقطع رأس السارق, أو عدم عقابه على الاطلاق, فالله سبحانه يعلم ما يقول.


أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق
تاريخ الانضمام : 2011-04-20
مقالات منشورة : 6
اجمالي القراءات : 318,027
تعليقات له : 14
تعليقات عليه : 37
بلد الميلاد : Iraq
بلد الاقامة : United States