اضيف الخبر في يوم الأحد ١٧ - مارس - ٢٠١٣ ١٢:٠٠ صباحاً.
الوطن» تكشف: «سلخانة الداخلية» لم تستثنِ حتى «المعاقين
الشرطة تعتقل «معاقين» خلال اشتباكات كورنيش النيل.. وتعذبهما بـ«الصواعق الكهربائية والعصى الحديدية».. وضابط يقول لأم أحدهما: «بنعلمه الأدب.. عشان لما النيابة تديله براءة يحرم يتظاهر ضد مرسى»
منذ تظاهرات الذكرى الثانية لثورة يناير، تنوعت قوائم «تشريفة الداخلية» للمعتقلين المعذبين من المتظاهرين بين «أطفال قُصر ونساء وشيوخ»، إلا أن اشتباكات كورنيش النيل الأخيرة، شهدت انضمام «المعاقين ذهنياً وجسدياً» للقائمة، فمن بين قرابة 150 معتقلاً لاشتباكات محيط فندق سميراميس، «معاقان»، اعتقلا عشوائياً فى محيط السفارة الأمريكية، وتعرضا لتعذيب جسدى لمدة أسبوع كامل، قبل أن تتدارك النيابة خطأ «الداخلية» بإسقاط اتهامات «إتلاف منشآت عامة والتعدى على موظفين عموميين وإثارة الشغب» لـ«المعاقين المفرج عنهما حديثاً: أحمد فتحى ومحمد فتح الله».
فى طريقه بصحبة والدته لزيارة أقاربهما بميدان لاظوغلى، الطريق من شوارع وسط البلد كان مغلقاً بفضل الحواجز الخرسانية بمحيط وزارة الداخلية، اصطحبت الأم ابنها عبر محيط كورنيش النيل مساء الأحد 3 مارس الجارى للوصول للموقع المنشود، «فجأة الضرب اشتغل.. ولقيت ابنى بيتسحل قدام عينيا»، هكذا تتحدث والدة الشاب أحمد فتحى، من ذوى الاحتياجات الخاصة، صاحب الـ22 عاماً عن وقائع اعتقال الابن الأكبر للعائلة، مشيرة إلى أنها توجهت بعدها إلى قسم قصر النيل حسب ما نصحها المتظاهرون لإقناع الضباط بأن ابنها من ذوى الاحتياجات الخاصة ظناً منها أنها ستصطحبه عائدة للمنزل، لكن كانت المفاجأة أن الرد جاء من القوة الأمنية بالقسم «ابنك اسمه مش عندنا.. يمكن لسه مجاش أو راح قسم تانى»، الأم ظلت لـ48 ساعة متتالية تبحث عن الابن حتى وجدته بفضل مساعدة المحامين الحقوقيين فى سجن استئناف القاهرة على ذمة حبس 4 أيام بتهم «إتلاف منشآت عامة والتعدى على موظفين عموميين وإثارة الشغب»، لم تفلح محاولات الأم فى تقديم الشهادات الصحية التى تثبت الإعاقة الجسدية لأحمد، بسبب رفض النيابة النظر فى الشهادات لحين موعد جلسة تجديد الحبس التى كانت مقررة أمس السبت 16 مارس.
الأم تتذكر لحظة الزيارة الأولى للابن بسجن الاستئناف، قائلة: «وجدت ملابس أحمد مغطاة بالدماء فضلاً عن وجود كدمات بالرأس والبطن من آثار الاعتداء والسحل»، قبل أن تسأله صراحة: «ضربوك وعذبوك يا أحمد»، ليرد عليها راوياً تفاصيل التعذيب من إجباره على خلع ملابسه كاملةً، عدا الملابس الداخلية فى الساحة الرئيسية للسجن، فضلاً عن تعرضه للتعذيب عن طريق الصاعق الكهربائى والاستيلاء على متعلقاته الشخصية بدءاً من بطاقة الهوية مروراً بالأموال، بالإضافة للأوراق الصحية التى تثبت إعاقته، مشيرة إلى أن أفراد الشرطة داخل السجن، قالوا لها: «ابنك بس بيتعلم الأدب.. عشان لما النيابة تديله براءة، يحرم يتظاهر ضد مرسى»، قبل أن تستمر جولة «الكعب الدائر» بين نيابة عابدين لتقديم أوراق الإعاقة وزيارات سجن الاستئناف حتى اقتنعت النيابة مساء الأربعاء الماضى ببراءته وأسقطت الاتهامات عن «أحمد فتحى».
الابن الذى عاد لمنزله البسيط بحى إمبابة ببدلة السجن الزرقاء المدون عليها عبارة «نزيل» بعد تمزيق إدارة السجن لملابسه الجديدة التى أحضرتها والدته، تتملكه نوبات «غضب وتشنج» كلما يتذكر وقائع التعذيب، مكتفياً بعبارة: «ضربونى وعذبونى وحبسونى جوة المدرعة يوم بحاله.. وأنا مليش دعوة بالسياسة».
أما السيدة «نادية»، فظلت طيلة أسبوع كامل بدءاً من الأربعاء 6 مارس تبحث عن ابنها الوحيد «محمد فتح الله»، صاحب الـ22 عاماً الذى يعانى من إعاقة ذهنية وجسدية تصل لنسبة 70%، بعد أن خرج من المنزل بمنطقة عين الصيرة كعادته اليومية فى التنزه، فحالته الصحية والجسدية لم تمكنه من الالتحاق بأى أعمال بشكل منتظم منذ إنهاء دراسته بمدرسة التربية الفكرية، فتارة عامل بإحدى ورش الحدادة وتارة أخرى فى مدابغ الجلود، قبل أن تتلقى مساءً اتصالاً من هاتف ابنها ولكن الصوت كان مختلفاً عن المعتاد، فالرد كان من مجند أمن مركزى، قال لها: «ابنك اتمسك على الكورنيش واترحل على قسم قصر النيل.. الحقيه قبل ما يحصله حاجة».
الأم هرولت مسرعة إلى قسم قصر النيل لتجد الرد من القوة الأمنية: «الساعة 1 الصبح يا حاجة.. تعالى بكرة عشان عرض النيابة»، وتكرر الأمر لـ3 أيام كاملة فى رحلة مستمرة بين قسم قصر النيل للسؤال عن مصير ابنها المعتقل لتجد تارةً القسم مغلقاً بسبب إضراب الشرطة وتارة لعدم وجود أى معلومات عن ابنها، حتى أرشدها أحد الضباط للتوجه نحو مديرية أمن القاهرة لتلقى المصير نفسه «منعرفش حاجة عن ابنك.. روحى نيابة عابدين».
اللقاء الأول بـ«محمد ووالدته» فى نيابة عابدين، روى لها وقائع الاعتداء والتعذيب التى نقلتها عنه أمه قائلة: «بمجرد اعتقاله بشكل عشوائى على كورنيش النيل فى محيط السفارة الأمريكية.. تعرض للاعتداء من قبل مجندى الأمن المركزى حول محيط السفارة وحينما حاول إبراز البطاقة الصحية التى تشير لحالته، أخذوها منه وقطعوها، واستمروا فى الضرب بالعصى الحديدية على رأسه حتى تسببوا فى جرح غائر بالرأس، فضلاً عن كدمات أسفل العين اليسرى».
تروى الأم: «برغم تقديمى الأوراق والشهادات الصحية التى تثبت العجز شبه الكلى لمحمد، لكن النيابة رفضت الاعتراف بها بحجة أنه محبوس على ذمة القضية وموعد تجديد الحبس لم يحدد بعد»، مؤكدة أنها اتجهت للاستعانة بالمحامين الحقوقيين الذين وجدوا فى نيابة عابدين للترافع عن المعتقلين لنجدتها، حتى وصلت لوسائل الإعلام وعرضت أزمة ابنها، لتفاجأ مساء الأربعاء الماضى باتصال هاتفى من أحد الأشخاص، قال لها إن «محمد» بصحبته الآن فى منطقة مسجد السيدة نفيسة، لتكتشف أنهم أطلقوا سراحه من قسم الجمالية دون إثبات رسمى ودون إخطار النيابة بالأمر، موضحة أن الابن الآن يعانى من أزمة نفسية دفعتها للذهاب به إلى طبيب نفسى أخبرها بأنه يمر بحالة «شبه اكتئاب» بسبب التعذيب الذى تعرض له.
دعوة للتبرع
أنواع الصلاة : ما هو رأيك فى تأديت نا للصلا ة ؟ وفى رأيك ما...
سؤالان : السؤا ل الأول : من هم الولد ان المخل دون فى...
نحن والشيعة : ملا 40;ی ن من الش 40;عة قد سمّوا نهج...
أسئلة متعددة: عزيزي الدكت ور أحمد، السلا م عليكم و رحمة...
يعنينا جميعا: هل صحيح أن قول الله سبحان ه وتعال ى (...
more