نهاد حداد Ýí 2014-07-26
صدقتي أستاذة نهاد فالبارحة وبالصدفة كنت أشاهد قناة صفا ! وهي تبث وبفخر ما أسمته غنائم الدولة الاسلامية !! وهي لا تعدوا أن تكون سرقة لآليات و معدات العراق !! فعلا ما أشبه الليلة بالبارحة !! وكم قاسى العراق والشام وإيران من الفتوحات ولا ننسى مصر برغم أنه ما على الرسول إلا البلاغ .
هناك مقولة فى علم إدارة الأعمال فحواها أن تعريف المشكلة هو نصف الحل ، فإذا فهمنا تفاصيل المشهد فمن المتوقع أن نصل إلى الحل.
الشعب الفلسطينى كأى كائن حى ، يلزم له حد أدنى من المعيشة ليستمر على قيد الحياة ، لكن إسرائيل تغلق الباب فى وجوههم ، بل وتدمر أى فرصة تنمية أو بارقة أمل قد تبدو فى الآفاق ، و دول الجوار تعامل هذا الشعب بحذر شديد ولا نستطيع إلقاء اللوم على حذرهم لأنه يتعلق بأمن شعوبهم ، و النتيجة الحتمية لحصار الدار و الجار ألا يكون أمام هذا الشعب من ملجأ أو اختيار سوي حماس.
و لأن حماس نموذج مصغر للإخوان فلا أشك لحظة أن لهم نفس الأسلوب فى السيطرة على مفاصل الشعب كما فعل الإخوان أبان فترة حكمهم فى مصر ، لكن العجيب أن يتم ذلك من خلال التمويل الخليجى و المساعدات الدولية من – نفس- الدول التى ترفض حماس و تتهمها بالإرهاب.
كيف يحدث ذلك؟
الإجابة نجدها فى طريقة عمل جماعة الإخوان فى مصر ، حيث يتم إنشاء شبكة ضخمة و ممتدة من الجمعيات الخيرية فى جميع أنحاء البلاد ، كل جمعية تغطى منطقة جغرافية بعينها ، و تقوم بتكوين فريق عمل من ذات المنطقة التى يقومون بدعمها ، فيصبح لدي الجمعية فريق عمل على دراية كاملة بتفاصيل سكان المنطقة و احتياجاتهم الضرورية ، بل و يمتد الأمر ليصل لاحتياجاتهم من العلاج و الحالات الخاصة إلى آخره، و بهذا يصبح لدى الإخوان معلومات مفصلة و دقيقة عن كل أسرة و عن احتياجاتهم ، ثم تبدأ الجمعيات بالتمويل من خلال المساعدات و التبرعات التى تحصل عليها ، و هنا علينا التفرقة بين المساعدات التى تسرى وفق القنوات الشرعية تحت إشراف حكومى و بين التمويل الأهلى الذى يسرى بين الأهالى دون علم الدولة ، و هذا هو الجزء الأكبر من التمويل حيث يحرص المتبرع على سرية الصدقة حتى لا تعلم شماله ما أنفقت يمينه و بالتالى ينشأ لدينا نظام تمويل سرى موازى يعتمد عليه أفراد المجتمع بل و يصبح -فى وقت الأزمات- هو أنبوب التنفس الذى تعيش عليه الأسرة.
يكفى أن نعلم أن مكاتب الإخوان فى مصر تعدت الــ 1700 مكتب، تقوم بتمويل و إدارة عدد ضخم جدا من الأنشطة و الجمعيات الخيرية التى يتم تجنيد الناس لصالح الجماعة من خلالها، فالقادرون يتم تجنيدهم من خلال الدروس و مجالس قراءة القرآن، ثم يتطور الأمر للمساهمة فى الأنشطة الخيرية و غسل أدمغتهم تدريجيا ليصبح أحدهم عجينة لينة يتم تشكيلها بموجب فهم معوج للدين قوامه الأحاديث المنسوبة لرسول الله ، أما غير القادرين –وهم الأغلبية- فيتم تطويعهم كأداة ضغط يستخدمون وقت الحاجة ، فكانوا يدعون للخروج فى مظاهرات أو يطلب منهم الاعتصام فى مكان ما فلا يترددون لحظة فى التنفيذ ، و قد رأينا فى المظاهرات كشوفا تعد بأسماء الحاضرين و الغائبين حتى يتأكد كل مسئول فى الجماعة من حضور عدد الأفراد المنوط به من خلال آلية التمويل و إلا تنقلب الآية و يتوقف التمويل و يصبح رب الأسرة فى حيص بيص فى ظل ضعف فرص العمل.
أتصور أن نفس هذه المنظومة –القذرة- تتم فى قطاع غزة مع الشعب المغلوب على أمره ، فتقوم حماس بالتحكم فى أقوات الناس من خلال آليات التمويل التى تصلهم بشكل منتظم من الجهات المساعدة ، مصادر هذه المساعدات عديدة ، منها إيران و العاملين الفلسطنيين المهاجرين فى شتى أنحاء المعمورة ، ناهيك عن المنظمات الدولية التى تمول من الدول الغربية الرافضة لحماس و طبعا دول الخليج. فمهما تم انتقاض حماس و سبهم و لعنهم ، ستستمر نفس المنظومة قائمة فى ظل تعنت اسرائيل مع العمالة الفلسطينية و إجبارهم على اللجوء لدعم حماس.
إذن مفتاح اللعبة يبدأ من اسرائيل ، هم من يؤذون أنفسهم بغلق الباب فى وجه الفلسطنيين ، و هم من سيعانون من منعهم الشعب الفلسطينى لحقه الطبيعى فى الحياة و التعليم و العلاج و نيل الحد الأدنى اللازم لأى كائن حى ، هم يظلمون و النتيجة الحتمية أن ينفجر بركان الظلم فى وجوههم.
طيب إيه الحل؟
الحل أن تفتح اسرائيل لهم سبل المعيشة ليستغنوا عن حماس ، فلا يعقل أن يعيش شعب بأكمله بموجب حصة السعرات الحرارية التى تحددها له اسرائيل ، و للعلم هى 2200 سعر حرارى لكل بالغ ، بل يتمادون فى ظلمهم بتدمير أى بنية تحتية أو زراعة قد تجلب أى خير للشعب الفلسطيني ، و بدلا من إنشاء منظومة تنمية يستفيدون منها و يفيدون ، يؤسسون لمنظومة دمار و حصار تجعل من حماس طريق النجاة الوحيد أمام الشعب الفلسطينى.
حماس صناعة اسرائيلية ، أو بمعنى أدق هم حفنة المرتزقة التى جندها الاسرائيليون لإرهاب الشعب الفلسطينى و قهره ، دورها هو تكتيف الضحية ليذبحها السكين الاسرائيلي بدم بارد ، و النتيجة الحتمية أن ينقلب السحر على الساحر و تصبح اسرائيل فى مرمى الصواريخ و الأهم أن تصبح فى مرمى الرعب بما قدمت أيديهم.
عفوا على الإطالة.
تحياتى...
فى خضم انشغالى بالتعليق سقط منى أن أثنى على مقالك الرائع ، لكن تعليق الدكتور أحمد ذكرنى بما نسيت ، فله الشكر على التذكرة و لك خالص الامتنان على كتاباتك المميزة و التى تضاف لكوكبة الكتاب الرائعين على الموقع .
كل عام و جميع أهل القرآن بخير و على كلمة الحق مجتمعين..
دعوة للتبرع
ثلاثة أسئلة: السؤ ال الأول : ما رأيك كباحث تاريخ ى فى...
السجن ليس الحل .!: .عندم كنت اعمل بالام ارات اخذت قروض وفيزا...
القبر المزور للنبى : ذكرت في احد الفتا وى بأن قبر الرسو ل ...
شكرا لكم : ---------- ---------- ---------- ---------- ---------- تعار ف ...
خير مما يجمعون: هذه قصتى . أنا كنت طالب فى الجام عة اسقط سنة...
more
قريبا سيأتي العيد و بأي حال عدت يا عيد !! عبارة دائما نكررها في كل عيد أسفا و ألما لما يحدث لعالمنا العربي !! و سنكررها في عيد الأضحى ( لا قدر الله ) !! شخصيا و قفت دقيقة صمت و دعوت لغزة وأطفالها و نسائها و شيوخها و أرجو ان تستح قنوات ( العار ) في كل التلفزيونات العربية أن تعلن الحداد و لا تزيد من معاناة أطفال غزة و أهلها !! إنا لله و إنا إليه راجعون .. كفى متاجرة بالدين كفى !!