وزير الداخلية والمجرم الملتزم

خالد منتصر Ýí 2012-07-08


خرج علينا وزير الداخلية بتصريحات عن قتلة طالب الهندسة السويسى مختلطة للأسف برأيه الشخصى، فسيادة الوزير لم يقل لنا الزمان والمكان ويخبرنا عن تفاصيل القبض عليهم، ولكنه أدلى بدلوه وهاجم الصحفيين الذين عملوا فيها مباحث وقال إن الجناة ليست لهم انتماءات حزبية أو دينية وإنهم فقط ملتزمون دينياً، وتساءلت يعنى إيه ملتزم دينياً؟ هل هى تعنى لابس جلابية ومربى دقن؟ هل هذه الشكليات صارت مرادف الالتزام الدينى؟ هل ما عدا هؤلاء ممن لا يربون لحاهم ويرتدون القميص والبنطلون غير ملتزمين؟ وهل صارت الحشرية والتدخل ودس الأنف فيما لايعنيك هى الترجمة الفورية لكلمة ملتزم التى لم نكن نسمع عنها فى أزمنة ما قبل الهجرة إلى النفط؟

نحن ياسيادة الوزير لا نناقش هل هؤلاء المجرمون الذين قتلوا هذا الشاب البرىء ينتمون إلى حزب النور أو الإخوان أو الجماعة الإسلامية، ولم نطلب إبراز كارنيه الحزب لكاميرات الإعلام من حضرتك، ولكننا نناقش المناخ العام الذى سمح لهؤلاء بذلك، مناخ الوصاية الذى زرعته ونشرته أفكار تلك الجماعات الدينية فى المجتمع، وتبنى فكرة أن من حقك التدخل فى حريتى الشخصية؛ لأنك أعلى منى قدراً وأكثر التزاماً، لايهم الانتماء الحزبى ولكن المهم الانتماء الروحى والاقتناع الفكرى والتنفس فى ظل هذا المناخ الخانق القاتل، من الذى خلق هذا المناخ؟ إنها تلك الجماعات التى تنفى عنها سيادتكم الجريمة، يا سيادة الوزير من ذبح نجيب محفوظ لم يكن ينتمى إلى جماعة أو حزب ولكنه كان ينفذ فتوى، الجماعة لم تحمل سكيناً وإنما نشرت فكرة ومنحت مبرراً لحامل السكين، قال الشيخ عمر عبدالرحمن لو كان نجيب محفوظ قد تأدب ما كان سلمان رشدى قد تجرأ، من قتل فرج فودة لم يقرأ حرفاً من كتبه ولكنه قتله بدم بارد نتيجة فتوى طائشة من هيئة دعوية تحمل اسم الإسلام للأسف، هم لا يحملون خنجراً أو كلاشينكوف وإنما يغسلون أدمغة من يحمل الخنجر والكلاشينكوف ليغتالك وهو سعيد ليكتمل إيمانه ويدخل الجنة.

عايزنا يا سيادة الوزير نقول الحمد لله إنهم مش منتمين لحزب دينى، يا سلام على تسطيح الأمور والنظرة الأمنية الضيقة، إذا كنت قد قبضت على ثلاثة من القتلة الملتزمين فإن المناخ المسموم الذى نعيشه سيفرز لك مئات الآلاف، وما دام بيانك يقول إن القتلة ضبطوه فى وضع مخل، فلتخبرنا يا سيادة الوزير: هل هو وضع مخل من وجهة نظرك أم من وجهة نظرهم؟ إن هؤلاء المجرمين القتلة الذين استسلمنا لآرائهم وصرنا نرددها دون وعى، بما أنهم هم الفرقة الناجية الملتزمة، فهم يفسرون الوضع المخل من وجهة نظرهم، فمن الممكن جداً أن يكون تشابك الأيدى عندهم وضعاً مخلاً، أو المصافحة وضعاً مخلاً، وممكن جداً مجرد الكلام يصبح وضعاً مخلاً عند أهل الالتزام وما علينا إلا أن نمشى حسب الكتالوج بتاعهم، ولو فرضنا أن وضعهم مخل قوى مثلهم مثل النائب السلفى ورفيقة كفاحه الماتريكسى على الطريق الزراعى، أليس من المفروض عليهم كملتزمين أن يكتملوا أربعة شهود ويشاهدوا الواقعة بالتفاصيل كغياب الميل فى المكحلة أو الرشاة فى البئر وإلا أقيم عليهم الحد كقاذفى محصنات؟!!، وهل يستطيع السادة الملتزمون الذين دافعوا عن زميلهم النائب الذى ضبط بطريقة قانونية عن طريق ضابط شرطة فى دورية وليس عن طريق بلطجية على موتوسيكل، هل يستطيعون أن يفسروا لنا لماذا دافعوا عنه وهو الذى صرخ فى الضابط: «إنت مش عارف بتكلم مين؟»، وعلى الرغم من تصوير الواقعة صوتاً وصورة، هل لأن المتهم على الطريق الزراعى بذقن وملتزم ندافع عنه، والذى على الكورنيش مع خطيبته الرسمية بدون ذقن أو باللغة السلفية الجديدة غير ملتزم نقتله؟ الإجابة عبثية مثل زماننا العبثى العابس.

اجمالي القراءات 8818

للمزيد يمكنك قراءة : اساسيات اهل القران
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق
تاريخ الانضمام : 2007-01-12
مقالات منشورة : 442
اجمالي القراءات : 3,429,093
تعليقات له : 0
تعليقات عليه : 400
بلد الميلاد : Egypt
بلد الاقامة : Egypt