التونسيون من أفضل نظرائهم العرب على صعيد التعليم والثقافة، ولدى البلد طبقة متوسطة قوية، وأسهم هذا، بالإضافة إلى فترة انتقالية أكثر سلاسة فى أعقاب الإطاحة بزين العابدين بن على، مقارنة بما حدث فى مصر وليبيا على سبيل المثال، فى ترشيح التونسيين ليكونوا أصحاب أول ثورة ناجحة بعد الربيع العربى، بحسب مجلة «التايم» الأمريكية.
غير أن ثمة ما يثير مخاوف التونسيين، فالنظام السابق كان حريصا على أن لا يكون هناك أى نوع من الحوار بين الإسلاميين والقوى السياسية الأخرى، خصوصا الليبراليين، وهو ما يهدد بصدام بين القوتين إن آجلا أم عاجلا.
وبعد 9 أشهر على الإطاحة ببن على، يبدو الإسلاميون الأكثر حظوظا لنيل نصيب الأسد من المقاعد فى المجلس التأسيسى. وحزب النهضة، وهو الحزب الإسلامى الأشهر، ينظر إليه على أنه معتدل الفكر، بل حتى ليبرالى وفق المعايير الإقليمية للإسلام السياسى، على حد تعبير المجلة الأمريكية، التى تلفت إلى أن عديدا من أتباعه الجدد من الشباب.
غير أنه بالنسبة إلى التونسيين الذين يتمسكون بحقوقهم فى قراءة الأدب الأوروبى، والاختلاط مع الجنس الآخر، يعد صعود أى نوع من القوى الإسلامية مثار قلق.
ليس هذا كل شىء، فقد حذر رئيس حزب النهضة من تزوير الانتخابات على يد أتباع النظام السابق، وهناك مخاوف من اندلاع أعمال عنف إذا كانت النتائج غير مرضية لبعض الأحزاب. وحتى لو سارت الانتخابات بسلاسة، فسيكون من الصعوبة بمكان كتابة الدستور فى غضون عام، نظرا للطيف المختلف من الأحزاب والمستقلين.
