آحمد صبحي منصور Ýí 2023-09-22
تقاعسهم عن القتال الدفاعى
( الحرية : حرية الدين ، وحرية الرأى والتعبير )
كتاب ( ماهية الدولة الاسلامية )
الباب الأول : القيم الأساس للدولة الاسلامية
الفصل الثالث : ( الحرية : حرية الدين ، وحرية الرأى والتعبير )
تقاعسهم عن القتال الدفاعى
مقدمة
الدولة الاسلامية فى المدينة فى عهد النبى كانت لها وضع خاص ، لم تكن مثل مكة المحمية بالبيت الحرام ، ولم تكن مثل بقية المدن كالطائف ومدن أهل الكتاب المُحاطة بحصون وقلاع . ولم تكن مثل قبائل الأعراب الرُّحّل فى الصحراء . كانت المدينة مفتّحة الأبواب لمن يأتيها مهاجرا ، وفى نفس الوقت كانت هدفا ثابتا لأعدائها المتربصين بها . إستلزم هذا :
1 ـ أن يكون للنبى جهاز تجسس من المؤمنين القادمين اليه ، أن يرجعوا ليكونوا عيونا على أقوامهم ينبئون النبى بأى تحرك آت ضده .
2 ـ أنه يكون سكان المدينة جميعا على أهُبّة الاستعداد للخروج الفورى لملاقاة الغزو القادم قبل أن يقتحم المدينة ، وحتى لا تتكرر محنة الأحزاب . ولذا كان الأمر بالقتال يأت فيه تعبير ( الخروج ) و ( النُفرة ).
3 ـ أن يكون سُكّان المدينة يدا واحدة فى الدفاع عن دولتهم . والواقع المؤلم أن سكان المدينة لم يكونوا يدا واحدة . المنافقون كانوا يتقاعسون عن الدفاع . حريتهم الكاملة إستخدموها ضد الدولة التي يعيشون فيها .
ونعطى أمثلة :
أولا : معركة أحد
قال جل وعلا فى سورة آل عمران :
1 ـ ( وَلَقَدْ صَدَقَكُمْ اللَّهُ وَعْدَهُ إِذْ تَحُسُّونَهُمْ بِإِذْنِهِ حَتَّى إِذَا فَشِلْتُمْ حَتَّى إِذَا فَشِلْتُمْ وَتَنَازَعْتُمْ فِي الأَمْرِ وَعَصَيْتُمْ مِنْ بَعْدِ مَا أَرَاكُمْ مَا تُحِبُّونَ مِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الدُّنْيَا وَمِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الآخِرَةَ ثُمَّ صَرَفَكُمْ عَنْهُمْ لِيَبْتَلِيَكُمْ وَلَقَدْ عَفَا عَنْكُمْ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ (152) إِذْ تُصْعِدُونَ وَلا تَلْوُونَ عَلَى أَحَدٍ وَالرَّسُولُ يَدْعُوكُمْ فِي أُخْرَاكُمْ فَأَثَابَكُمْ غَمّاً بِغَمٍّ لِكَيْلا تَحْزَنُوا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلا مَا أَصَابَكُمْ وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ (153) ثُمَّ أَنْزَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ بَعْدِ الْغَمِّ أَمَنَةً نُعَاساً يَغْشَى طَائِفَةً مِنْكُمْ ) 154 ). هنا وصف للانتصار الأولى للمؤمنين ، ولكن حب الدنيا وغنائم الحرب قلبت ميزان ، فانهزموا ، وضاع صياح النبى لهم بالثبات والرجوع .
2 ـ ( وَطَائِفَةٌ قَدْ أَهَمَّتْهُمْ أَنْفُسُهُمْ يَظُنُّونَ بِاللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ ظَنَّ الْجَاهِلِيَّةِ يَقُولُونَ هَلْ لَنَا مِنْ الأَمْرِ مِنْ شَيْءٍ قُلْ إِنَّ الأَمْرَ كُلَّهُ لِلَّهِ يُخْفُونَ فِي أَنْفُسِهِمْ مَا لا يُبْدُونَ لَكَ يَقُولُونَ لَوْ كَانَ لَنَا مِنْ الأَمْرِ شَيْءٌ مَا قُتِلْنَا هَاهُنَا قُلْ لَوْ كُنْتُمْ فِي بُيُوتِكُمْ لَبَرَزَ الَّذِينَ كُتِبَ عَلَيْهِمْ الْقَتْلُ إِلَى مَضَاجِعِهِمْ ) (154) . هذا عن المنافقين الذين تقاعسوا عن الخروج لملاقاة العدو . وبعد الهزيمة وفى جلسة الشورى التى ناقشت الأمر رأوها فرصة اللوم ، وأن على النبى والمؤمنين تقع مسئولية القتلى فى المعركة ، وجاء الرد بأن موضوع الموت من الحتميات ، وكل إنسان محدد مكان وموعد موته.
3 ـ ( إِنَّ الَّذِينَ تَوَلَّوْا مِنْكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ إِنَّمَا اسْتَزَلَّهُمْ الشَّيْطَانُ بِبَعْضِ مَا كَسَبُوا وَلَقَدْ عَفَا اللَّهُ عَنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ حَلِيمٌ (155). هذا عن الذين فروا وقت المعركة .
4 ـ ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَكُونُوا كَالَّذِينَ كَفَرُوا وَقَالُوا لإِخْوَانِهِمْ إِذَا ضَرَبُوا فِي الأَرْضِ أَوْ كَانُوا غُزًّى لَوْ كَانُوا عِنْدَنَا مَا مَاتُوا وَمَا قُتِلُوا لِيَجْعَلَ اللَّهُ ذَلِكَ حَسْرَةً فِي قُلُوبِهِمْ وَاللَّهُ يُحْيِ وَيُمِيتُ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (156) وَلَئِنْ قُتِلْتُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَوْ مُتُّمْ لَمَغْفِرَةٌ مِنْ اللَّهِ وَرَحْمَةٌ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ (157) وَلَئِنْ مُتُّمْ أَوْ قُتِلْتُمْ لإٍلَى اللَّهِ تُحْشَرُونَ (158). هذا ردُّ على الدعاية السوداء للمنافقين بشأن الخسائر البشرية .
5 ـ ( فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنْ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ (159) . هذا تعليق على مجلس الشورى ، وتذكير للنبى محمد بأنه يستمد سلطته السياسية قائدا من إجتماعهم حوله ، ولذا جعله الله جل وعلا هيّنا ليّنا متواضعا معهم . ولو كان فظّا غليظا لاتركوه وانصرفوا عنه وضاعت دولته ، لذا أمره الله جل وعلا بالاستغفار لهم والعفو عنهم والتشاور معهم فى كل أمر لأنهم أصحاب الأمر . الأمّة هنا هى مصدر السلطات ، أما فى كوكب المحمديين فالتعذيب هو مصدر السلطات .!
6 ـ ( أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (165) وَمَا أَصَابَكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ فَبِإِذْنِ اللَّهِ وَلِيَعْلَمَ الْمُؤْمِنِينَ (166).
هذا خطاب للمؤمنين يجب أن يعلموه ، وهذه الهزيمة درس لهم ، فهم السبب ، وجاء بإذن الله مترتبا على عصيانهم . وهنا إشارة الى أن إنتصار المؤمنين قبلها فى معركة بدر تعدل مرتين إنتصر الكافرين فى ( أُحُد ).
7 ـ ( وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ نَافَقُوا وَقِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا قَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَوْ ادْفَعُوا قَالُوا لَوْ نَعْلَمُ قِتَالاً لاتَّبَعْنَاكُمْ هُمْ لِلْكُفْرِ يَوْمَئِذٍ أَقْرَبُ مِنْهُمْ لِلإِيمَانِ يَقُولُونَ بِأَفْواهِهِمْ مَا لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا يَكْتُمُونَ (167). قيل للمنافقين قاتلوا فى سبيل الله أو دافعوا عن وطنكم ، فردوا بأنهم لا يعرفون القتال . وهم حين قالوا هذا كانوأقرب الى الكفر منهم الى الإيمان . الذى قال هذا هو الأعلم بالسرائر وما كانوا يكتمون . والمعنى أن الايمان يزيد وينقص ، كأرض متحركة يسير عليها الانسان ، تعلو درجة الايمان أو درجة الكفر حسب ما يتخذه من مواقف ، خصوصا وقد الشّدة والمحنة مثل التضحية بالنفس .
8 ـ ( الَّذِينَ قَالُوا لإِخْوَانِهِمْ وَقَعَدُوا لَوْ أَطَاعُونَا مَا قُتِلُوا قُلْ فَادْرَءُوا عَنْ أَنْفُسِكُمْ الْمَوْتَ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (168) . هذا عن المنافقين الذين قعدوا عن النُّفرة والخروج للقتال ونصحوا غيرهم بعدم الخروج للقتال ثم توجهوا باللوم لمن قُتل منهم . يفتخرون بأنهم ظلوا أحياء ، والرد عليهم إنهم لا يستطيعون الفرار من الموت .
9 ـ وجاء الردُّ التالى عمّن قُتل فى سبيل الله جل وعلا : ( وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتاً بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ (169) فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمْ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلاَّ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ (170) يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِنْ اللَّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللَّهَ لا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ (171)) آل عمران ). سبق القول عمّن يُقتل فى سبيل الله جل وعلا : ( وَلا تَقُولُوا لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتٌ بَلْ أَحْيَاءٌ وَلَكِنْ لا تَشْعُرُونَ (154) البقرة ). هنا نهى عن القول بأنهم أموات بل أحياء فى البرزخ عند ربهم يُرزقون . جاء التأكيد على نفس المعنى ردا على المنافقين مع إضافات أخرى عن نعيمهم وإحساسهم بمن هم فى الدنيا.
10 ـ ( الَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِلَّهِ وَالرَّسُولِ مِنْ بَعْدِ مَا أَصَابَهُمْ الْقَرْحُ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا مِنْهُمْ وَاتَّقَوْا أَجْرٌ عَظِيمٌ (172) الَّذِينَ قَالَ لَهُمْ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ (173) فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنْ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللَّهِ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ (174) إِنَّمَا ذَلِكُمْ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ فَلا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِي إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (175). هنا حقيقة تاريخية : بعد النصر السريع للكافرين أسرعوا بالفرار حفاظا عليه ، وصمّم بعض شجعان المؤمنين الجرحى على مطاردتهم برغم تخويف البعض لهم . ورجعوا لم يمسسهم سوء وقد فازوا برضى الله جل وعلا . والدرس المستفاد : إنك إذا خفت ربك جل وعلا كنت فى أمن ، أما إذا لم تخفه فإن الشيطان يُخيفك من أى شىء .
ثانيا : غزوة الأحزاب :
قال جل وعلا فى سورة ( الأحزاب )
1 ـ ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَاءَتْكُمْ جُنُودٌ فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحاً وَجُنُوداً لَمْ تَرَوْهَا ) (9). هزمهم هو الله جل وعلا بالرعب الذى بثّته الملائكة فى قلوبهم وبالريح التى سلّطها عليهم .
2 ـ ( إِذْ جَاءُوكُمْ مِنْ فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ مِنْكُمْ ) ( 10 ) . تصوير للحصار .
3 ـ ( وَإِذْ زَاغَتْ الأَبْصَارُ وَبَلَغَتْ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَ (10)هُنَالِكَ ابْتُلِيَ الْمُؤْمِنُونَ وَزُلْزِلُوا زِلْزَالاً شَدِيداً (11) . تصوير لهلع المؤمنين فى الداخل .
4 ـ ( وَإِذْ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ إِلاَّ غُرُوراً (12) . سخرية المنافقين من الله جل وعلا ورسوله .
5 ( وَإِذْ قَالَتْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ يَا أَهْلَ يَثْرِبَ لا مُقَامَ لَكُمْ فَارْجِعُوا وَيَسْتَأْذِنُ فَرِيقٌ مِنْهُمْ النَّبِيَّ يَقُولُونَ إِنَّ بُيُوتَنَا عَوْرَةٌ وَمَا هِيَ بِعَوْرَةٍ إِنْ يُرِيدُونَ إِلاَّ فِرَاراً (13).التخلف عن الحراسة بأعذار كاذبة .
6 ـ ( وَلَوْ دُخِلَتْ عَلَيْهِمْ مِنْ أَقْطَارِهَا ثُمَّ سُئِلُوا الْفِتْنَةَ لآتَوْهَا وَمَا تَلَبَّثُوا بِهَا إِلاَّ يَسِيراً (14) . لو إقتحم الأحزاب المدينة لأسرعوا باعلان الكفر .
7 ـ ( وَلَقَدْ كَانُوا عَاهَدُوا اللَّهَ مِنْ قَبْلُ لا يُوَلُّونَ الأَدْبَارَ وَكَانَ عَهْدُ اللَّهِ مَسْئُولاً (15). حين وصلت أنباء تحرك الأحزاب عقد الجميع عهدا مع الله جل وعلا بالصمود . ونقض المنافقون هذا العهد ، وهم عنه مسئولون أمام رب العالمين .
8 ـ ( قُلْ لَنْ يَنْفَعَكُمْ الْفِرَارُ إِنْ فَرَرْتُمْ مِنْ الْمَوْتِ أَوْ الْقَتْلِ وَإِذاً لا تُمَتَّعُونَ إِلاَّ قَلِيلاً (16) قُلْ مَنْ ذَا الَّذِي يَعْصِمُكُمْ مِنْ اللَّهِ إِنْ أَرَادَ بِكُمْ سُوءاً أَوْ أَرَادَ بِكُمْ رَحْمَةً وَلا يَجِدُونَ لَهُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلِيّاً وَلا نَصِيراً (17). لا مهرب من الموت ولا مهرب من حتميات القضاء الالهى .
9 ـ ( قَدْ يَعْلَمُ اللَّهُ الْمُعَوِّقِينَ مِنْكُمْ وَالْقَائِلِينَ لإِخْوَانِهِمْ هَلُمَّ إِلَيْنَا وَلا يَأْتُونَ الْبَأْسَ إِلاَّ قَلِيلاً (18) . كانوا يعوقون المؤمنين عن القتال ولا يقاتلون .
10 ـ ( أَشِحَّةً عَلَيْكُمْ فَإِذَا جَاءَ الْخَوْفُ رَأَيْتَهُمْ يَنْظُرُونَ إِلَيْكَ تَدُورُ أَعْيُنُهُمْ كَالَّذِي يُغْشَى عَلَيْهِ مِنْ الْمَوْتِ فَإِذَا ذَهَبَ الْخَوْفُ سَلَقُوكُمْ بِأَلْسِنَةٍ حِدَادٍ أَشِحَّةً عَلَى الْخَيْرِ أُوْلَئِكَ لَمْ يُؤْمِنُوا فَأَحْبَطَ اللَّهُ أَعْمَالَهُمْ ) (19). كانوا عند الخوف على وشك الموت ، إذا ذهب الخوف إنطلقت ألسنتهم فى المؤمنين .
11 ـ ( يَحْسَبُونَ الأَحْزَابَ لَمْ يَذْهَبُوا وَإِنْ يَأْتِ الأَحْزَابُ يَوَدُّوا لَوْ أَنَّهُمْ بَادُونَ فِي الأَعْرَابِ يَسْأَلُونَ عَنْ أَنْبَائِكُمْ وَلَوْ كَانُوا فِيكُمْ مَا قَاتَلُوا إِلاَّ قَلِيلاً (20). لو إقتحم الأحزاب المدينة لتمنوا لو كانوا بدوا من الأعراب يحتمون بالصحراء .
12 ـ ( لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْمُرْجِفُونَ فِي الْمَدِينَةِ لَنُغْرِيَنَّكَ بِهِمْ ثُمَّ لا يُجَاوِرُونَكَ فِيهَا إِلاَّ قَلِيلاً (60) مَلْعُونِينَ أَيْنَمَا ثُقِفُوا أُخِذُوا وَقُتِّلُوا تَقْتِيلاً (61) . قاموا بنشر الإشاعات والأراجيف ، وفكّر بعضهم فى حمل السلاح فهددهم الله جل وعلا بأنهم إذا ( ثُقُفوا ) أى اصطدموا حربيا بالمؤمنين فلن تقوم لهم قائمة .
ثالثا : غزوة ذات العسرة :
قال جل وعلا فى سورة التوبة :
1 ـ ( لَوْ كَانَ عَرَضاً قَرِيباً وَسَفَراً قَاصِداً لاتَّبَعُوكَ وَلَكِنْ بَعُدَتْ عَلَيْهِمْ الشُّقَّةُ وَسَيَحْلِفُونَ بِاللَّهِ لَوْ اسْتَطَعْنَا لَخَرَجْنَا مَعَكُمْ يُهْلِكُونَ أَنفُسَهُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ (42) . لو كانت رحلة قصيرة مأمونة لخرجوا ، وأخبر الله جل وعلا مقدما بأنهم سيحلفون بالله كذبا أنهم لو إستطاعوا الخروج لخرجوا . وبهذا الحلف الكاذب يهلكون أنفسهم .
2 ـ ( عَفَا اللَّهُ عَنْكَ لِمَ أَذِنتَ لَهُمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَتَعْلَمَ الْكَاذِبِينَ (43) لا يَسْتَأْذِنُكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ أَنْ يُجَاهِدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالْمُتَّقِينَ (44) إِنَّمَا يَسْتَأْذِنُكَ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَارْتَابَتْ قُلُوبُهُمْ فَهُمْ فِي رَيْبِهِمْ يَتَرَدَّدُونَ (45) . هذا عن إستئذانهم الكاذب المُخادع بالتخلف عن الخروج .
3 ـ ( وَلَوْ أَرَادُوا الْخُرُوجَ لأَعَدُّوا لَهُ عُدَّةً وَلَكِنْ كَرِهَ اللَّهُ انْبِعَاثَهُمْ فَثَبَّطَهُمْ وَقِيلَ اقْعُدُوا مَعَ الْقَاعِدِينَ (46) . لو كانوا جادّين لاستعدوا .
4 ـ ( لَوْ خَرَجُوا فِيكُمْ مَا زَادُوكُمْ إِلاَّ خَبَالاً وَلأَوْضَعُوا خِلالَكُمْ يَبْغُونَكُمْ الْفِتْنَةَ وَفِيكُمْ سَمَّاعُونَ لَهُمْ ) (47). لو خرجوا لأشاعوا الفتنة بين المؤمنين.
5 ـ ( فَرِحَ الْمُخَلَّفُونَ بِمَقْعَدِهِمْ خِلافَ رَسُولِ اللَّهِ وَكَرِهُوا أَنْ يُجَاهِدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَقَالُوا لا تَنفِرُوا فِي الْحَرِّ قُلْ نَارُ جَهَنَّمَ أَشَدُّ حَرّاً لَوْ كَانُوا يَفْقَهُونَ (81) . فرحوا بتخلفهم ، وجاء الردُ عليهم بما ينتظرهم من نارجهنم .
6 ـ ( فَإِنْ رَجَعَكَ اللَّهُ إِلَى طَائِفَةٍ مِنْهُمْ فَاسْتَأْذَنُوكَ لِلْخُرُوجِ فَقُلْ لَنْ تَخْرُجُوا مَعِي أَبَداً وَلَنْ تُقَاتِلُوا مَعِي عَدُوّاً إِنَّكُمْ رَضِيتُمْ بِالْقُعُودِ أَوَّلَ مَرَّةٍ فَاقْعُدُوا مَعَ الْخَالِفِينَ (83) وَلا تُصَلِّ عَلَى أَحَدٍ مِنْهُمْ مَاتَ أَبَداً وَلا تَقُمْ عَلَى قَبْرِهِ إِنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَمَاتُوا وَهُمْ فَاسِقُونَ (84) .
العقوبة هى ما يحبون : حرمانهم من شرف الجهاد مستقبلا وعدم الصلاة عليهم فى قبورهم . ونعرف أنه ليس فى الدولة اسلامية تجنيد إجباري، بل هو تطوع بالنفس والمال فى سبيل الله جل وعلا .
المستبد فى كوكب المحمديين يفرض التجنيد ليحمى سلطانه .
تاريخ الانضمام | : | 2006-07-05 |
مقالات منشورة | : | 5117 |
اجمالي القراءات | : | 56,870,912 |
تعليقات له | : | 5,451 |
تعليقات عليه | : | 14,828 |
بلد الميلاد | : | Egypt |
بلد الاقامة | : | United State |
جريمة الإبادة الجماعية بين ( إسرائيل ) والعرب والمحمديين
القاموس القرآنى : ( البشر والانسان )
( من مات قامت قيامته ) تلك الأُكذوبة السلفية الكافرة بالقرآن الكريم
دعوة للتبرع
أوّاه : ما معنى وصف ( أوّاه ) لابرا هيم عليه السلا م ؟...
عاوز اجابه شافيه : أولا: - أنا لسه شايف موقعك م من حوالى اربعة...
أصفى: ما معنى أصفى فى الاية 40 من سورة الاسر اء ؟...
حمار الامام الكلينى: لمجرد التسل ية حتى الحمي ر عندها اسناد نعم...
هل المتعطرة زانية ؟: المرأ ة أذا خرجت متعطر ة هل تكون زانية ؟ هذا...
more
وجهة نظر
"... لَوْ كَانَ لَنَا مِنْ الأَمْرِ شَيْءٌ مَا قُتِلْنَا هَاهُنَا قُلْ لَوْ كُنْتُمْ فِي بُيُوتِكُمْ لَبَرَزَ الَّذِينَ كُتِبَ عَلَيْهِمْ الْقَتْلُ إِلَى مَضَاجِعِهِمْ ) (154) . هذا عن المنافقين الذين تقاعسوا عن الخروج لملاقاة العدو . وبعد الهزيمة وفى جلسة الشورى التى ناقشت الأمر رأوها فرصة اللوم ، وأن على النبى والمؤمنين تقع مسئولية القتلى فى المعركة ، وجاء الرد بأن موضوع الموت من الحتميات ، وكل إنسان محدد مكان وموعد موته."
القصد كما أفهمه من قول المنافقين "ما قتلنا هاهنا" هو "لو لم نكن هنا لما قُتل منا من قُتل".
في الرد جاءت عبارة "لبرز الذين كُتب عليهم القتل إلى مضاجعهم". الكلام هنا على ما أفهمه عن القتلة "أنهم برزوا" وليس على المقتولين. فعل "كُتب" فعل مبني للمجهول. من الفاعل؟ هل الله تعالى هو من كَتب على القتلة (أمر القتلة) أن يبرزوا إلى مضاجع الذين قُتلوا ليقتلوهم؟ إذا كان كذلك، فالقتلة قتلوا بأمر الله وليس بإرادتهم (يعني بيطلعوا براءة كمن قتل الغلام في الآية 74 من سورة الكهف). بصراحة لا أعتقد ذلك، وإنما المقصود من"كُتب عليهم القتل" تعني من "سُجِّلت عليهم جريمة القتل"، أي أنها ليست أوامر إلاهية.
إذا كان الأمر كذلك، فالمقصود هنا هو علم الله تعالى بالغيب، بأن من قُتلوا في المعركة كانوا سيُقتلون لو بقوا في بيوتهم – مع العلم أن هذا لم يحصل. الله يعلم متى وكيف سنموت ولكن ليس بقرار. طبعًا مع إعطاء الضوء الأخضر.
من الصعب على العقل الأنساني أن يتصور أحدًا يعلم المستقبل (الغيب)، بغير دلالة عليه، دون أن تكون له يد في صنعه. لهذا فعلم الله بالغيب هو مستحيل للبشر.