محمد الباز يكتب : فهمى هويدى يدخل أرض النفاق

اضيف الخبر في يوم الخميس ٢٠ - أكتوبر - ٢٠١١ ١٢:٠٠ صباحاً. نقلا عن: الفجر


محمد الباز يكتب : فهمى هويدى يدخل أرض النفاق

محمد الباز يكتب : فهمى هويدى يدخل أرض النفاق

محمد الباز

10/20/2011   10:50 AM


 

على هامش الدماء التى سالت.. والجثث التى تناثرت.. والأرواح التى خربت 

 

يحلو له أن يرتدى «مسوح الفارس» الذى لا يطرق باب السلطان أبدًا.. فهو ممنوع ومطارد - له كتاب اسمه المقالات الممنوعة - ومحارب فى عمله ورزقه وموقعه المهنى أينما حل أو رحل.
يحلو له أن يجلس على العرش مانحا من يعتبرهم رعايا فى بلاط صاحبة الجلالة نصائحه وتقييماته.. فكأنه وصى يمتلك الحقيقة المطلقة التى لابد أن يصغى لها الجميع.
من حق هويدى أن يحلو له ما يريد.. لكن من حقنا أن نتوقف أمام مقال كتبه فى جريدة الشروق السبت 15 أكتوبر 2011، ليس لعبقريته أو تفرده.. لكن لأنه بالنسبة لنا - نحن لا نتحدث بالمطلقات - مقال فاضح فى الطريق العام.. كان لابد أن نضبط هويدى متلبسًا به.
من بين أدبيات هويدى فى الكتابة أن ينسب كل كلمة إلى صاحبها.. ولأنه رجل تقطعت به المصادر.. فلم يعد له منها إلا القليل، فإنه يعتمد فى معظم ما يكتبه على ما تنشره الصحف.. لكنه عندما اقترب منا تعامل معنا بالتجهيل.. ولا أدرى هل تخلى الرجل عن أساسياته المهنية.. أم أنه يخشى الاقتراب من اسم «الفجر»؟!
كان هويدى يتحدث عن المؤتمر الذى عقده المجلس الأعلى للقوات المسلحة لتفنيد ما جرى أمام ماسبيرو مساء 9 أكتوبر، وهو ما اعتبره مؤتمرا لا مقنعا ولا ناجحًا، ورأى أن المعلومات التى نشرها عضوان من أعضاء المجلس شابها القصور، وهو ما أدى أولا إلى هز ثقة الكثيرين فى البيانات التى أدلى بها أعضاء المجلس.
ليس لى علاقة بأولا هذه.. فهى لا تخصنا.. أما ثانيا فهى بيت القصيد بيننا وبين الكاتب الكبير - 74 عاما - يقول: «الضرر الثانى ترتب على الأول، ويتمثل فى أن اهتزاز الثقة دفع البعض إلى اتهام المجلس العسكرى والتطاول عليه على نحو تجاوز حدود اللياقة فى بعض الأحيان، إذ ما تمنيت أن تتحدث بعض التعليقات عن «مذبحة الجيش» أو أن نقرأ عنوانا على ثمانية أعمدة فى إحدى الصحف الأسبوعية، يقول عن شخص إنه نجا من الموت برصاص مبارك، ومات برصاص طنطاوى، هكذا مرة واحدة، إلى غير ذلك من العبارات والأوصاف المسيئة التى تنم عن الافتقاد إلى المسئولية،حين ذهبت إلى حد تجريح الجيش وتشويه صور قيادته، بحيث ساوت بين قيادة الرئيس السابق التى أذلت الشعب وأهانته، وبين رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة الذى يعتز الشعب بانحيازه، وصحبه إلى جانب كرامة الشعب وكبريائه وعزته».
هنا تماما ما أقصده بأنه فعل فاضح فى الطريق العام، فالرجل الذى ظل طوال عمره يصدعنا بأنه يتعفف عن مغازلة السلطان.. لا يقف على بابه أبدًا، يدخل بقدميه إلى أرض نفاق السلطة القائمة.. وليته يفعل ذلك مغلقا عليه بابه، لكنه يفعله على طريقة مخبرى أمن الدولة، الذين كانوا يكتبون تقاريرهم إلى جهازهم دون وعى ولا فقه ولا معرفة.
ما كتبه هويدى ليس إلا تقريرا أمنيا يحرض بها علينا، مستعملا فى ذلك أحط الكلمات وأوقحها.. إنه ينظر إلى مينا دانيال الذى مات برصاصة حية أمام ماسبيرو على أنه شخص، لم تسمح له طائفيته المعروفة عنه أن يمنحه لقب شهيد، ولو من باب جبر خاطر من فقدوه.
مينا دانيال قتل بالفعل أمام ماسبيرو.. وهو الذى نجاه الله من القتل مرتين الأولى فى جمعة الغضب حيث أصيب برصاصتين من رصاص العادلي.. والثانية يوم موقعة الجمل حيث نجا من رصاصة أصيب بها من رجال مبارك.. واليوم عندما يقتل برصاصة.. ترى لمن ننسبها يا سيادة الكاتب الكبير - 74 عاما-؟
من يحكم الآن.. ومن يدير.. ومن هو المسئول ؟.. أليس المشير طنطاوي.. عندما كان يحترق قطار ويموت من فيه، كنا نعلق الأمر فى عنق مبارك، وعندما كانت تغرق عبارة ويموت من فيها، كنا نعلق أرواحهم فى رقبة مبارك، والآن من الطبيعى عندما تحدث مذبحة يموت فيها 27 مواطنا فإننا نعلق الأمر فى رقبة المشير طنطاوي.
لم نقل إن الرجل أصدر أمرًا.. لم نقل إنه قتل بيديه.. لكنها المسئولية السياسية التى يبدو أن هويدى يتغافل عنها.. بتفرغه لمحاولة أن يكسب رضا المجلس الأعلى للقوات المسلحة، خاصة أنه فى هذا المقال ومقالات سبقته ولحقته، حاول أن يقدم نفسه على أنه الناصح الأمين لرجال المشير.
فى مقال «ليتكلم المشير ويعتذر».. الأربعاء 12 أكتوبر، يدعو هويدى المشير:» أن يخرج عن صمته ويخاطب الرأى العام مباشرة فى أمرين مهمين للغاية، هما إعلان براءة المجلس والجيش من المذبحة التى وقعت يوم الأحد الماضى وقتل فيها 24 مواطنا مصريا، والاعتذار لأقباط مصر وشعبها باسم المجلس الأعلى للقوات المسلحة المسئول عن إدارة البلد عن الجريمة التى وقعت».
وهو هنا يدخل أرض النفاق على استحياء.. كان قد مر على معركة ماسبيرو ثلاثة أيام فقط، ولذلك فهو يصفها بأنها مذبحة، رغم أنه بعد ذلك استكثر أن يصفها أحد بذلك، وأطلق عليها جريمة دون أن يشعر بوخزة من تلك التى يشعر بها كثيرا هذه الأيام كلما تجرأ أحد على المجلس العسكري.
لكن هويدى يتخفف رويدًا رويدًا من استحيائه، فبعد أن يطالب المشير بالاعتذار عن المذبحة فإنه ينصب نفسه محاميًا عن المجلس العسكرى كله - هويدى خريج حقوق القاهرة 1960 - يقول: «معلوماتى إن أعضاء المجلس العسكرى فوجئوا بما حدث، وصدمتهم الأخبار التى حدثت عن أعداد القتلى والمصابين، وقد لا أبالغ إذا قلت إن حالة الارتباك والحيرة أصابتهم جراء المفاجأة، حتى أنهم قضوا تلك الليلة فى اتصالات ومشاورات استهدفت التثبت من المعلومات والشائعات التى راجت بخصوص وقائع الحدث وتفصيلاته».
يواصل الكاتب تخففه من استحيائه من وضع نفسه فى خدمة المجلس، فى مقاله «أسئلة الصدمة المعلقة».. الخميس 13 أكتوبر، يقول:» إننى أحد الذين ينزهون المجلس العسكرى عن أن يكون له يد فيما حدث أمام مبنى التليفزيون،ولا أشك فى أن خطأ ما أو مجموعة من أخطاء لا نعرفها هى التى أدت إلى وقوع الكارثة».. ولا أدرى من أين أتى هويدى بيقينه فى أننا نتهم المجلس العسكرى بأنه من فعلها.. إننا أشرنا إلى مسئوليته السياسية عما جري.. وأعتقد أن رجال المجلس يتفهمون ذلك جيدًا.
نعود مرة أخرى إلى المقال الفاضح فى الطريق العام.. لأنه يكشف هويدى عن وجهه تماما رافعا أستار الحياء، فهو- وكما يقول-: «أزعم أن المجلس العسكرى كان يمكن أن يتجنب اهتزاز الثقة أو جرأة البعض وتطاولهم، لو أن المؤتمر الصحفى ركز على ثلاث نقاط».
إنه هنا يقوم بعملية تسويق لنفسه.. يخاطب من بأيديهم الأمر، إننى فى الخدمة جاهز لتوصيل النصائح والاستشارات إلى المجالس.. لكنه فات عليه ألا يتعرض لأحد - وتحديدا نحن - وهو فى طريقه إلى بوابة أرض النفاق.
لقد مارس فهمى هويدى حالة من الوقيعة المكشوفة بيننا وبين المجلس الأعلى للقوات المسلحة.. وضعنا فى مقدمة الصف الذى يتجرأ.. متناسيا أننا لسنا من مدرسته فى النقد.. وهى مدرسة مدجنة.. تمسك بالعصا من المنتصف حتى لا تخسر شيئا.. ما لدينا نقوله.. لا نتحايل.. ولا نلف أو ندور.
كان يمكن لفهمى هويدى أن يقول ما يريده دون أن يغمز أو يلمز.. كان يمكن له أن يتحلى بالشجاعة الكاملة فيقول للغولة فى وجهها «عينك حمرا».. لكنه يفعل - وهو كذلك دائما - مثل الحاج الذى ذهب ليرمى الجمرات.. فألقى على الشيطان بخمس حصيات فقط.. ولما سألوه: لماذا فعلتها؟ قال: ومن يدرى فربما نحتاج إليه.
هويدى ليس حاجًا.. ولا المجلس العسكرى شيطانًا.. لكن هذه هى الحالة التى ضبطنا الكاتب الكبير - 74 عامًا - متلبسا بها وفيها.. وهو ما يجعلنى أشفق عليه.. فالرجل عاش حياته بالطول والعرض.. سافر كثيرا.. ربح كثيرًا.. قرأ كثيرًا.. تعاون مع أنظمة كثيرة ودعمها بأفكاره.. فما الذى يريده.. هل يطمع فى أن يمن عليه المجلس العسكرى بوظيفة مستشار لديه.. هل يمكن أن يضيف إليه مثل هذا شيئا يحتاجه وهو فى هذه المكانة الرفيعة والقيمة التى لا ينكرها أحد عليه.. أنا لا أعتقد.. لكن هويدى قد يعتقد.. هو حر
اجمالي القراءات 7070
التعليقات (1)
1   تعليق بواسطة   محمد سامي     في   الخميس ٢٠ - أكتوبر - ٢٠١١ ١٢:٠٠ صباحاً
[60967]

قلم محمد الباز يفضح هويدي ونفاقه

 بدون رحمة استطاع محمد الباز الصحفي الهمام الانقضاض على فهمي هويدي وعراه بالكامل أمام القراء ..
فهمي هويدي  موهبته الحقيقية في نفاق السلطة ومحاولة تحييدها عن طريق تقديم القرابين لها ..والقرابين هنا أن يحارب مع السلطة الحاكمه أحد اعدائها في سبيل الحصول على مكاسب لنفسه وللأخوان ..
شكرا للكاتب الكبير مقاما محمد الباز على هذا التشريح لجثة فهمي هويدي ..

أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق