مصعب ذو الـ26عاما والمصاب بـ300طلقة للدستورالأصلي:لست نادما وكل ما أطلبه الدعاء

اضيف الخبر في يوم الأربعاء ٢٥ - مايو - ٢٠١١ ١٢:٠٠ صباحاً. نقلا عن: الدستور


مصعب الشاعر، شاب مصري ناقم علي الذل والاستبداد والديكتاتورية علي الرغم من تصنيف عائلته ضمن العائلات فوق المتوسطة فهو طبيب بشري وأخصائي قلب كان دائما يسعي للسفر إلى إلمانيا لاستكمال دراسة وإعداد الماجستير والدكتوراه إلا أن معارضة والده عضو مجلس الشعب السابق لنظام مبارك حالت بينه وبين تحقيق حلمه بالسفر.



مصعب ابن بورسعيد نزل مثل عشرات الالاف من الشباب للمشاركة يوم 28 يناير في مظاهرات جمعة الغضب فكان ضمن الالاف ممن ضمتهم الصورة التاريخية علي كوبري قصر النيل.

هناك عاش مصعب دهرا من الزمان فوق هذا الكوبري رغم أنهم 4 ساعات فقط من الواحدة ظهرا وحتي الرابعة عصرا يروي خلالها مهازل واساطير ربما لا يصدقها العقل أو من لم ينزل الشارع يوم جمعة الغضب

مصعب ذو الـ26 عاما أصيب باكثر من 100 طلقة وشظية بيده اليسري وكسر مضاعف مفتوح في عظمتي الساق

واكثر من  200طلقة والشظية بالظهر نتاج تفجر طلقات الخرطوش والرصاص المطاطي

مصعب أراد أن يكتب رسالة تعكس ما بداخل كل مصاب من مصابي الثورة والذين تجاوز عددهم الـ10 الالاف مصاب يحاول خلالها توصيف المشاعر خاصة وأنه كان ممن سافروا إلي الخارج بمساهمة من الدكتور المهندس ممدوح حمزة ولكن هناك عشرات المئات لا يجدون من يدفع لهم ثمن العلاج

وها نحن ننشر نص الرسالة التي خص مصعب الشاعر الدستور الأصلي بها.


"إلي أصحاب بواقي الضمائر إن كان لازال بواقي ،إلي من يتواجد علي تراب بلد تسمي مصر إلي الناس في مصر إلي سماء مصر وترابها إلي  كل من رأي وشاهد واستمع ،أنني أتألم ومعي آلاف من مصابي الثورة

أيها المتفرجون المماطلون في تحديد مصير البلاد أنني مازلت أتالم.

مازال ألم نفسي وجسدي يؤلمني وتعجز الكلمات أي كلمات عن وصفه ويعجز الجسد عن التحمل.

ايها المهملون لتواجدي لا تهملوني لولاي ولولامن مثلي لما كانت الثورة. 

انني أنا الجريح علي سرير مرضي أهمل لم أر أي كلمة ممن ضحيت من أجله، أنني متروك في جراحي أتألم ابكي كالطفل في ليلي ولا أجد إلا ربي ليسمعني.

أنني أنا الطبيب الذي كان يداوي أصبحت انا الذي اتداوي، أصبحت اسمع كلمات ودروس عن الصبر لا يحس بها من يقولها بعد أن كنت أقولها للمرضي.

أرقد في فراشي منذ أكثر من شهرين والله وحده يعلم إلي متي سأظل هكذا ولا حتي كلمة من أحد ،لا انتظرها ولكن جزء في نفسي يؤلمني.

كنت البطل أنا الذي ضحيت بمستقبلي أنا الذى وقفت بصدر عار بلا أي شي أمام ابن بلدي الظالم ،أنا الذي ايقظتكم من نومكم ومن موتكم ايها الموتي أنا الذي اعطيتكم الأمل بعد ربي .

أنا الذي دخلت قدمي رصاصات القذارة والخسة من أمن مركزى حسبته يحميني ويحمي زملائى فإذا به يحاول قتلي فيرديني عاجزا.

أنا الذي كسرت ساقه وخرجت عظام ساقي عن جسدي أمام عيني بعد رصاصات ابن بلدى  ،أنا الذي تهاوت الدنيا بي وسقطت مغشيا علي مثل كل زملائي ووجدت روحي تصعد لأعلى مثلهم وحسبتنى سأنال درجتهم من الشهاده ولكن الله أراد لي أن أكون مع زملائي الجرحي وأحسست بروحي تدخل جسدي.

نعم رأيت الموت وربي،وذلك علي يد رواد الفضاء وأعظم جهازه للأمن المركزي هؤلاء العلماء في فنون القتل والسفح والنهب وفقط علي الاعزل البرئ الطبيب الشاب المسالم،أنا الذى لم يكتفوا بذلك بل اطلقوا علي النار من مسافه مترين فقط للموت ولكن قل هل يصيبني الا ما كتب ربي لي؟

لقد اطلقوا النار من مترين علي انسان ملقي علي الارض وفي غيبوبه ولايتحرك بعد ان ضربوه بالرصاص في قدمه ،هل تطلق النيران علي الموتي ؟ هل أنت بشر أيها القاتل؟ هل أنت بشر ؟

لقد وضعت يدى علي راسي ودخلت في غيبوبه ولم أحس إلا في بعض ثواني وسياره القتلي لا الامن فهؤلاء قتله تمر بجوار اذني بملليمتر لقد ارادوا دهسي بسيارتهم بعد قتلي

هل أعطيت لهم اوامر بمثل هذا وهل عاد هتلر من جديد لكي يأمر بذلك ،لم أدر كم ظللت في غيبوبة ولم أدر ما حدث ،وبعد ساعات طوال ظللت خلالها في غيبوبة لم اسمع إلا واحد القتله يقول لقد مات اقتلوا غيره ،لقد قتلوني ولكن ربي كتب لي عمر جديد .،لقد حملني أناس لم اعرفهم ولم أرهم من قبل ولا بعد ذلك ،رأيت قدمي تخرج من جسمي، أمسكتها وقلت لهم أنا طبيب قلب وقدمي متهتك فلا تجعلوه ينفصل عن جسدي.

فبكوا وهم يحملوني ويجرون لا يعرفوا ماذا يفعلون فلقد منعوا الاسعاف عن الوجود فوق مكان المواجهات بين الاعزل المسالم وبين القاتل السفاح.

ودخلت في غيبوبتي ولا أعرف متي أفقت ، وبين الحين والأخر كنت استرد وعيي لنصف دقيقة لأسمع صراخ وعويل كالأطفال من الآلم ما هذا؟ لقد كنت في ميكروباص متهتك وانا الطبيب ابن الطبيب سليل عائله الاطباء!

وامسكت قدمي الخارجه عن جسمي بيدي ولم تغلق الباب واحد أبناء بلدي يسب ويلعن ابي وامي وينزل كل الجرحي من الميكروباص ويضربهم ويعلن انه ضابط أمن دولة. استنجدت بربي ثم بمن بجواري ان ينزل لان قدمي لا تدخل ورجوته انني اموت الان بالله عليك انقذني فضحي بنفسه ونزل ليلاقي اشد العذاب من ضابط امن الدوله وحاشيته المدججين بكل شيء وسمعت آهاته وآلامه وللعجب لقد كان يصرخ بحقيقته انه مجرد راكب للميكروباص ودفع أجرته.

وهل يسمع سفاحي أمن الدولة مع اخوانهم سفاحي الامن المركزي ،ونظروا لي وقال أحدهم اتركوه إنه ميت ميت وكسروا الميكروباص بعصيهم والسائق يصرخ ويستنجد ولا مجيب.
ايها الرب المتواجد السامع المجيب.. ودخلت في غيبوبتي لأجد نفسي مرمي علي أرض سيارة اسعاف مليئه بالجرحي وبالكاد لي مكان ولا استطيع التنفس فغيري يضع جهاز التنفس.

ودخلت في غيبوبتي لاجد نفسي بين ايدي زملائي،رأيت فتاة في اول العشرينات بلا بطن البطن كلها رصاص ورأيت شاب في العشرينات وعينه الاثنتان تنزفان دما.

لقد كانت رائحه الموت في كل مكان ،كان القتل في كل ركن وكان الأيمان والصبر والتحمل بكل قوة وعزيمة في كل قلب لقد نزع الله الخوف من قلبي وقلب زملائي.

اني ضحيت بمستقبلي وجسدي وحياتي من أجل بلدي ومن أجل اناس لا أعرفهم ولكني أحبهم واتمني لهم مستقبل حر ،لقد كنت من المفترض الان ان اكون في امريكا في واحد من اكبر مؤتمرات القلب في العالم.

انني الان لا استطيع تحريك يدي اليسري والكهرباء من أعصاب يدي مستمرة ولا تنقطع ولا تستطيع المسكنات ايقاف الالالم

ومنذ 28 يناير إلى الآن والآلم  في يدي لا يتوقف ليل نهار،وأصبت بجلطه في قدمي وما اصعب ان تكون طبيب قلب وتصاب بجلطة ورفضت دخول المستشفي فلم اعد اقوي علي الوجود فيها.

ومنذ شهر وانا طريح الفراش،والطلقات ما تزال في جسدي ولا أرجو من أحد شيئا،اني أريدكم أن تعلموا إني غير نادم ومازلت أحبكم وعاتب عليكم نسياني وكل ما أطلبه الدعاء لي وتذكري أنا وزملائي.    

وحسبي الله ونعم الوكيل

اجمالي القراءات 3574
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق




مقالات من الارشيف
more