أحمد الدليمي يكتب :عذرا يا جمعة الكرامة

اضيف الخبر في يوم الجمعة ٠٤ - مارس - ٢٠١١ ١٢:٠٠ صباحاً. نقلا عن: خاص أهل القرآن


عذرا يا جمعة الكرامة

احمد الدليمي

 

بعد أن انتهت التظاهرات في جمعة الغضب على ما آلت أليه زاد تصميمنا كما الآلاف من أبناء الرافدين على الاشتراك و بفعالية عالية في جمعة الكرامة ردا على الجرائم التي ارتكبتها الحكومة بحق الشعب المطالب بحقوقه التي كفلها لهم دستور بريمر  ، و أخذ كل فرد من شعب العراق في كل مدنه و قراه على امتداد أرضه الواحدة الواسعة يسأل و يحث بعضهم البعض على الاشتراك في تظاهرة يوم الكرامة لرد الكرامة لشعبنا على أثر ما تعرض له في ساحة التحرير خلال تظاهرة جمعة الغضب ، و كان التصميم أن تكون جمعة تتحقق فيها كل المطالب المشروعة مع ما تم إضافتها من مطالب بعد أن قامت القوات الأمنية بالاعتداء على المتظاهرين مما أدى إلى استشهاد عدد من المتظاهرين و جرح عدد كبير  آخر و كما حدث في البصرة و السليمانية و الكوت و الانبار و غيرها من مدن العراق .

        إلا أن الحكومة و ساستها و أحزابها الحاكمة أبت إلا أن تحاول إفشال هذه التظاهرة كما حاولت في جمعة الغضب و لكن هذه المرة أكثر بإجراءات شديدة صرامة و خاصة فرض منع التجوال في معظم المدن العراقية في محاولة لإرهاب الشعب العراقي و كم الأصوات التي انطلقت صادحة مدوية هزت عروش الجبابرة و أسيادهم ، نشرت عشرات الآلاف من إفراد القوات الأمنية من جيش و شرطة يستقلون مختلف العجلات المصفحة يمارسون أبشع أنواع الضغط النفسي و البدني على المواطن العراقي و حجز أحياء كاملة في بعض المناطق و منع الحركة فيها  كما حدث في بغداد الحبيبة  حيث عادت القوات الأمنية إلى غلق المعابر و الجسور و نشر السيطرات التي تدقق في هوية  الذين يصرون على الاشتراك في هذه التظاهرة كما أن العديد من إفراد الجيش و الشرطة حاولوا استفزازهم من خلال أسماعهم كلمات نابية و باستهزاء و منع عشرات الآلاف من المواطنين التوجه إلى ساحة التحرير بالوقت الذي نشرت بعض و سائل الإعلام تصريحات لمسؤولين حكوميين بأن الحكومة أجازت التظاهر في منطقة بالكرخ قرب حديقة الزوراء و الأخرى في الرصافة بساحة الفردوس و أغلقوا كل الطرق  التي تربط العاصمة بضواحيها و منعت حركة العجلات و الإفراد فيها ..  كما تم عزل شرق الرصافة من خلال غلق كل الطرق و المعابر و الجسور عبر قناة الجيش و منع المواطنين من التوجه إلى ساحة التحرير ..

لقد حاولت الحكومة بكل جهدها أن تمنع هذه التظاهرة و لكن تصميم أبناء شعبنا البار افشل مخططها و استطاع الآلاف من أبناء العاصمة الصامدة أن تصل إلى ساحة التحرير و تسمع صوتها للقابعين في المنطقة الغبراء و عبروا عن إرادتهم بأصوات مدوية و بشكل حضاري لا مثيل له و مع ذلك فأن  قوات الأمن الحكومية أبت إلا أن ترتكب جرائم أخرى بحق المتظاهرين و الاعتداء عليهم بشكل همجي و قد نال رجال الصحافة هذه المرة الجزء الأكبر من هذه الاعتداءات ..

        لم نستطع الحضور مع أشقائنا في ساحة التحرير بسبب الإجراءات الحكومية و مخططاتها  رغم محاولاتنا العديدة مما جعلنا أن نتسمر أمام أجهزة التلفاز التي نقلت وقائع مهمة من هذه التظاهرات التي عمت كل أرجاء الوطن العزيز..  لم نستطع الوفاء بعهدنا الذي قطعناه على أنفسنا بأن نشارك مع الجماهير الغاضبة في تظاهرة التحدي و استرداد الكرامة و نتمنى أن تقبل جمعة الكرامة و ساحة التحرير عذرنا و سنشارك في جمعة أخرى أنشاء الله أن كان في العمر بقية ، تصميمنا كبير للمشاركة في أية تظاهرة قادمة و سنحاول أن نخترق كل الجدران و الحواجز التي ستوضع بيننا و بين ساحة التحرير و رغما عن القسوة البالغة التي أظهرها أفراد القوى الأمنية تجاه أبناء شعبهم و هذا ما يجعلنا أننا نشك انتمائهم لهذا الشعب و ولائهم له مما يرغمنا على رفع شعارات جديدة في المرات القادمة بحل هذا الجيش الذي أسسه الاحتلال من أفراد العصابات و المليشيات التي ولائها لغير العراق و المطالبة  بإلغاء الدستور لأن الحكومة نفسها لم تحترمه  بإجراءاتها القمعية و منع التظاهر السلمي  كما جاءت نصوص عدة فيه تكفل للمواطن حق حرية التعبير و التظاهر و حرية الإعلام و غيرها الكثير و ستكون العزيمة على التحدي و التظاهر في ساحة التحرير و كل مدن العراق أقوى مما كانت في جمعة الغضب و جمعة التحدي في جولة أخرى لتحقيق مطالب الشعب المشروعة

اجمالي القراءات 2945
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق