قراءة فى كتاب آثار صفة الله في القلوب
قراءة فى كتاب آثار صفة الله في القلوب
المؤلف عَلي محمد محمد الصَّلاَّبي ويبدو أن الكتاب فصل منتزع من كتاب أكبر والكتاب قائم على مقولة خاطئة وهى:
لكل صفة من صفات الله أثر في قلب المؤمن فالمسلم عندما يعمل أى شىء لا يفكر فى اسم الله المنطبق على عمله وإنما هو يقصد الله الإله فلا يفصل الأمر فى نفسه ولا يفكر فيه من الأساس وقد استهل الصلابى الكتاب بالمقولة فقال :
"لكل صفة من صفات الله أثر في قلب المؤمن وقد يظن الذين يدعون العلم، وممن لاحظ لهم من علوم الشريعة، أن معرفه أسماء الله وصفاته لا تؤثر في الإيمان بالله من حيث الزيادة والنقصان ولا تؤثر في القلوب، ولذلك لا فائدة من معرفتها أو جهلها أو إثباتها أو إنكارها، وقد توسع في هذا الجانب الفلاسفة الذين وصفوا الله تعالى بصفات من عند أنفسهم، وأنكروا وجحدوا ما وصف الله به نفسه ووصفه به رسوله؛ فانحرفوا عن منهج الوسطية، ووقعوا في الإفراط والتفريط، وابتعدوا عن الصراط المستقيم ومنهج الاعتدال الذي يبينه القرآن.
ومما لا ريب فيه أنه ليست هناك صفة لله في القرآن أو في السنة إلا وقد ساقها الله تعالى لحكمة ومنفعة وغاية، ولولا ذلك لما ساقها، ولما ذكرها؛ لأن كلامه وكلام رسوله ينزه عن العبث واللغو والحشو، ومن ظن أن الله يحشو كلامه بما لا فائدة في ذكره، أو لا غاية من ورائه، أولا أهمية له فقد اتهم الله بالنقص واللغو."
وقبل الدخول فى قراءة الكتاب نقول أن تعبير صفات الله ليس مذكورا فى الوحى فهو اختراع بشرى محض وما يذكره الله هو شئونه أى أعماله كما قال :
"كل يوم هو فى شأن"
ويقصد الرجل ما يقصده علماء الكلام أو الفقهاء وقد قام بنا ظن أنه أثر كل صفة على حدة مع أن أى مسلم سوى المتفيقهين هو من يحاولون الكلام فى الموضوع وهو كلام لا يفكر فيه المسلم لأنه يتعامل مع الله غير المجزء كلاميا فكلمة الله وحدها كافية فى التعبير عن كل اسم أخر أو صفة أخرى تنزيها له وقد استهل الكلام بالكلام عن صفة العظمة واثرها فقال: :
"أثر صفة العظمة:
وهذه الصفة مشتقة من اسمه تعالى العظيم، والعظمة صفة من صفاته لا يقوم لها خلق، والمقصود أن عظمة الله سبحانه وتعالى لا يمكن أن يتصف بها أحد من خلقه، والله خلق بين الخلق عظمة يعظم بها بعضهم بعضا، فمن الناس من يعظم المال، ومنهم من يعظم الفضل، ومنهم من يعظم العلم، ومنهم من يعظم السلطان، ومنهم من يعظم الجاه، وكل واحد من الخلق إنما يعظم لمعنى دون معنى، والله -عز وجل- يعظم في الأحوال كلها، فينبغي لمن عرف حق عظمته سبحانه ألا يتكلم بكلمة يكرهها الله، ولا يرتكب معصية لا يرضاها الله ."
القول بأن العظمة لا يتصف بها أحد يناقض وصف الله للكثير من المخلوقات بالعظمة كما فى قوله تعالى:
"وإنك لعلى خلق عظيم"
وقال:
"ولهم عذاب عظيم"
ومع أنه نفاها عن الخلق فى أول الفقرة إلا أنه عاد وأثبتها للناس فقال فى وسط الفقرة "والله خلق بين الخلق عظمة يعظم بها بعضهم بعضا"وهو تناقض
ثم بين أثر العظمة وهو الخوف فقال:
"فإذا شعر العبد بعظمة الله خاف مولاه واتقاه ورغب في مرضاته سبحانه وتعالى، والحديث الدال على صفة العظمة قول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "يقول تبارك وتعالى: العظمة إزاري والكبرياء ردائي فمن نازعني واحدا منهما قذفته في النار" ."
وتحدث عن أثر صفة يد الله فقال:
"أثر صفة يد الله:
ومن الصفات التي جحدتها قلوب النفاة وأنكرها الزنادقة قديما، وصف الله نفسه سبحانه بأن له يدين، وهذا ما قد مدح الله به نفسه في آيات كثيرة من كتابه، وقد مدحه بها النبي (ص)في أحاديث كثيرة، وهي تدخل في صفات الله الذاتية, وقد بين سبحانه في الآيات والأحاديث عظمة كفاءة وسعة فضله، وأن يده الكريمة جل وعلا دائمة العطاء والإنفاق، وفي مجال قوته وجبروته وبطشه وكمال قدرته وبيان عظمته أن السموات والأرض يوم القيامة تكون بيمينه (وما قدروا الله حق قدره والأرض جميعا قبضته يوم القيامة والسموات مطويات بيمينه سبحانه وتعالى عما يشركون) ."
قطعا يد الله تعبير عن قدرة الله وليس على وجود يدين بالفعل وجسم كأيدى الخلق لقوله تعالى:
"ليس كمثله شىء"
ثم بين أثر اليد فقال:
"ولا شك أن آثار الإيمان بهذه الصفة في قلب المؤمن عظيمة، لأنها تورث القلب المهابة لله، والخوف منه وتعظيم أمره، وشأنه، وأنه الملك الذي قهر الملوك، وأنه لا مفر من قبضته، ولا ملجأ منه إلا إليه."
وهو نفس أثر العظمة وهو الخوف والمهابة ثم حدثنا عن أثر اسم الحميد فقال:
"أثر اسم الله الحميد
هذا الاسم يتضمن لصفة الحمد بكل أنواعه، فهي صفة ذاتية لله -عز وجل- لا تنفك عنه، وتظهر آثارها باستمرار في كل لحظة، ومعناها أنه سبحانه مستحق لكل أنواع الحمد؛ لأنه المحمود في ذاته وأسمائه وصفاته وأفعاله، وليس ذلك لأحد سواه سبحانه، كما يبدو لي أن العبد لابد أن يسلك في حياته سلوكا يحمد عليه؛ لأن أعماله جميعا يجب أن تكون خاصة للحميد، ولو أن كل فرد تحرى أن يكون عمله حميدا لصلح أمر الناس في الدنيا والآخرة، ولاختفت المنازعات فيما بينهم والخصومات و لعاشوا جميعا أخوة في الله متحابين ."
ثم حدثنا عن أثر اسم المهيمن فقال :
"أثر اسم الله المهيمن:
ومن آثار هيمنته سبحانه أنه يملك أن يتصرف في خلقه كيف يشاء؛ لأنهم ملكه، والمالك من حقه أن يتصرف في ملكه بكافه أنواع التصرف, من نماذج هذه التصرفات ما ذكره الله تنبيها وتذكيرا باستمرار وشمول هيمنته على خلقه سبحانه وتعالى .
قال تعالى ( قل من ينجيكم من ظلمات البر والبحر تدعونه تضرعا وخفية لئن أنجانا من هذه لتكونن من الشاكرين قل الله ينجيكم منها ومن كل كرب ثم أنتم تشركون قل هو القادر على أن يبعث عليكم عذابا من فوقكم أو من تحت أرجلكم أو يلبسكم شيعا ويذيق بعضكم بأس بعض انظر كيف نصرف الآيات لعلهم يفقهون) وإذا شعر القلب بهيمنة ربه عليه لجأ إليه وطلب العون منه لدفع ضر أو جلب نفع، والآيات في هذا الباب كثيرة، وكذلك أحاديث رسول الله (ص).
ثم حدثنا عن أثر صفة العلو فقال :
"أثر صفه العلو في قلب العبد:
إذا أيقن العبد أن الله تعالى فوق السماء، عال على عرشه بلا حصر، ولا كيفية، وأنه الآن في صفاته كما كان في قدمه، كان لقلبه في صلاته وتوجههه، ودعائه ومن لا يعرف ربه بأنه فوق السماء على عرشه، فإنه يبقى ضائعا لا يعرف وجهة معبوده، ولكن ربما عرفه بسمعه، وبصره، وقدمه وتلك بلا هذا معرفة ناقصة، بخلاف من عرف أن إلهه الذي يعبده فوق الأشياء، فإذا دخل الصلاة وكبر وتوجه قلبه إلى جهة العرش منزها له تعالى، مفردا له كما أفرد في قدمه وأزليته، ويعتقد أنه في علوه قريب من خلقه، وهو معهم بعلمه وسمعه وبصره وإحاطته وقدرته ومشيئته، ذاته فوق الأشياء، فوق العرش، ومتى شعر قلبه بذلك في الصلاة أشرق قلبه، واستنار، وأضاء بأنوار المعرفة والإيمان، وعكفت أشعة العظمة على قلبه وروحه، ونفسه، فانشرح لذلك صدره، وقوي إيمانه، ونزه ربه عن صفات خلقه، من الحصر والحلول، وذاق حينئذ شيئا من أذواق السابقين المقربين ."
قطعا الرجل لم ينتبه إلى أنه جعل الله مثل خلقه على العرش وهو ما ينافى كونه لا يشببههم فى شىء كما قال :
" ليس كمثله شىء"
والخطأ كون العرش فوق السماء بينما هو هو فى السماء لأن الملائكة التى تحمله فى السموات كما قال تعالى:
" وكم من ملك فى السموات"
وحمل الملائكة للعرش دليل على كونه داخل السماء
ثم حدثنا عن أثر صفة السمع فقال :
أثر صفه السمع:
قال تعالى: (قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها وتشتكي إلى الله والله يسمع تحاوركما إن الله سميع بصير) .
وعن عائشة قالت: (الحمد لله الذي وسع سمعه الأصوات، لقد جاءت المجادلة إلى النبي (ص)تكلمه وأنا في ناحية البيت، ما أسمع ما تقول، فأنزل الله -عز وجل- ( قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها .....) ."
وبعد هذا الحديث نجد الصلابى خرج عن موضوع الكتاب وهو الآثار المترتبة على الصفات إلى الحديث عن الصفات ودراستها فقال :
"أقول : لو أن دارس الأسماء والصفات ومدرسيها تأملوا ما دلت عليه هذه الصفات، وأشعر المرء نفسه أنه مراقب في جميع أحواله، وأن ما ينطق به لسانه يسمعه خالقه من فوق سبع سماوات في حينه، وأنه سيجازيه على ذلك لانعكس على سلوكه وأخلاقه وأعماله وسيرته في مجتمعه، و لظهرت الأخلاق الربانية وأصبح الشخص لله وليا، يمشى على وجه الأرض، ولشعرنا أن الأخلاق الرفيعة ثمرة من ثمرات التوحيد، وبقدر ما يملك العبد من الإيمان والتوحيد ينعكس ذلك ويظهر على أخلاقه."
والكلام عن كون الله فوق سبع سموات يجعل لله جهة بينما الله لا يشبه خلقه فى وجود جهة لهم كما قال تعالى:
"ليس كمثله شىء:
ولو فسرنا قوله تعالى" وكان الله بكل شىء محيطا"على ظاهره كما يفسره الصلابى وأمثاله لكان الله فى كل جهة وبذلك طبقا لهذه التفسيرات الظاهرية يتناقض القرآن ونصد الناس عن دين الله بهذه التفسيرات
وحدثنا عما سماه قواعد السلف مع أن الله لم يطالبنا ابتباع قواهدهم وإنما طالبنا باتباع وحيه هو كما قال :
"اتبعوا ما أنزل إليكم من ربكم"
وقال الرجل فى قواعد البشر:
"ولابد أن نراعي قواعد السلف عند تأملنا وتفكرنا في أسماء الله وصفاته التي تزيدنا إيمانا بالله العلي العظيم, ويعجبني في هذا المقام أن أكتب ما كان يقوله ويكرره شيخي الفاضل الحق عبد المحسن العباد في دروسه بالمدينة المنورة ( المذهب الحق وسط بين الطرفين في قضية الإثبات، فلا نفي ولا تأويل، وفيه التنزيه فلا تشبيه ولا تمثيل، وكل من المتشبهة والنفاة جمعوا بين إساءة وإحسان, فالمشبهة: أحسنوا إذ اثبتوا فلم ينفوا الصفات، وأساؤوا إذ شبهوا ومثلوا، وأهل السنة والجماعة جمعوا بين الحسنتين وسلموا من الإساءتين، فإحسان الذي عند الطرفين عندهم، وليس عندهم ما عند كل من الإساءة، وذلك أنهم أثبتوا ما أثبت في الكتاب والسنة من الصفات، ونزهوا الله عن مشابهة خلقه، كما قال تعالى: (ليس كمثله شيء وهو السميع البصير) ، فأول الآية تنزيه، وآخرها إثبات؛ فمثل هذا المذهب الحق بالنسبة إلى الطرفين المتقابلين كاللبن السائغ للشاربين الذي يخرج من بين فرث ودم ."
والكلام الذى يقوله الصلابى عن تلك القواعد يعارض ما يقول السلف من حرمة التشبيه والتمثيل من وجود الله فوق السماء وأن له يدان بالفعل ووجه ... ثم قال:
"ثانيا: تدبر القرآن عل وجه العموم, فإن المتدبر لا يزال يستفيد من علوم القرآن ومعارفه، ما يزداد به إيمانا, كما قال تعالى: (وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيمانا، وعلى ربهم يتوكلون) .
وكذلك: إذا نظرنا إلى انتظامه، وأحكامه، وأنه يصدق بعضه بعضا، ويوافق بعضه بعضا، ليس فيه تناقض ولا اختلاف:- تيقن أنه (لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد) ). وأنه لو كان من عند غير الله، لوجد فيه – من التناقض والاختلاف – أمورا كثيرة. قال تعالى: (أفلا يتدبرون القرآن ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا)....
ثالثا: معرفة أحاديث النبي (ص)وما تدعوا إليه من علوم الإيمان وأعماله – كلها من محصلات الإيمان ومقوماته فكلما ازداد العبد معرفة بكتاب الله وسنة رسوله، ازداد إيمانه ويقينه, وقد يصل في علمه وإيمانه إلى مرتبة اليقين, فقد وصف الله الراسخين في العلم الذين حصل لهم العلم التام القوي الذي يدفع الشبهات والريب، ويوجب اليقين التام، ولهذا كانوا سادة المؤمنين: الذين استشهد الله بهم، واحتج بهم على غيرهم من المرتابين .
والجاحدين، ....
رابعا: ومن طرق موجبات الإيمان وأسبابه – معرفة النبي (ص)ومعرفة ما هو عليه من الأخلاق العالية، والأوصاف الكاملة.
فإن من عرفه حق المعرفة لم يرتب في صدقه وصدق ما جاء به: من الكتاب والسنة، والدين الحق، كما قال تعالى: (أم لم يعرفوا رسولهم؟ فهم له منكرون) .
فمعرفته – صلى الله عليه وسلم – توجب للعبد المبادرة إلى الإيمان ممن لم يؤمن، وزيادة الإيمان ممن آمن به.
وقال تعالى: حاثا لهم على تدير أحوال الرسول الداعية للإيمان: (قل إنما أعظكم بواحدة أن تقوموا لله مثنى وفرادى ثم تتفكروا ما بصاحبكم من جنة إن هو إلا نذير لكم بين يدي عذاب شديد) .....
خامسا: ومن أسباب الإيمان و دواعيه التي بينها القرآن: التفكر في الكون، في خلق السموات والأرض وما فيهن: من المخلوقات المتنوعة، والنظر في نفس الإنسان، وما هو عليه من الصفات المتنوعة.
قال تعالى: (إن في خلق السموات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات لأولي الألباب) .
وقال تعالى : (وفي أنفسكم أفلا تبصرون) .
....
سادسا: ومن أسباب دواعي الإيمان التي بينها ( القرآن ) الإكثار من ذكر الله في كل وقت، و الإكثار من الدعاء الذي هو مخ العبادة....
سابعا: من الأسباب الجالبة للإيمان التي بينها القرآن السعي والاجتهاد في تحقيق مقام الإحسان في عبادة الله والإحسان إلى خلقه: قال تعالى: (ومن يسلم وجه إلى الله وهو محسن ...) قال تعالى : (... وقولوا للناس حسنا ...).... .
ثامنا: ومن الأمور التي تقوي الإيمان وتزيده ما ذكره الله تعالى في سورة المؤمنون من قوله: ( قد افلح المؤمنون) إلى قوله: (أولئك هم الوارثون) .
فهذه الصفات الثمان، كل واحدة منها تثمر الإيمان وتنميه، كما أنها من صفات الإيمان وداخلة في تفسيره كما تقدم.....
تاسعا: ومن دواعي زيادة الإيمان وأسبابه الدعوة إلى الله وإلى دينه، والتواصي بالحق والتواصي بالصبر، والدعوة إلى أصل الدين، والدعوة إلى التزام شرائعه بالأمر بالمعروف والنهى عن المنكر.
وبذلك يكمل العبد بنفسه، ويكمل غيره كما أقسم تعالى بالعصر: إن جنس الإنسان لفي خسر، إلا من اتصف بصفات أربع: الإيمان والعمل الصالح الذين لهم تكميل النفس والتواصي بالحق – الذي هو العلم النافع والعمل الصالح والدين الحق، وبالصبر على ذلك كله، يكمل غيره......
العاشر: ومن أهم مواد الإيمان ومقوياته : توطين النفس على مقاومته ما ينافي الإيمان: من شعب الكفر والنفاق ، والفسوق والعصيان.
فقد ذكر الله سبحانه وتعالى في كتابه الأسباب المقوية المنمية للإيمان وأوضحها رسول الله، كذلك بيان المولى -عز وجل- الموانع والعوائق وإرشاده إلى دفعها، وهي: الإقلاع عن المعاصي، والتوبة مما يقع منها، وحفظ الجوارح كلها عن المحرمات، ومقاومة فتن الشبهات القادحة في علوم الإيمان، المضعفة له، والشهوات المضعفة لإرادات الإيمان. فان الإرادات التي أصلها: الرغبة في الخير ومحبته والسعي فيه،- لا تتم إلا بترك إرادات ما ينافيها: من رغبة النفس في الشر، ومقاومة النفس الأمارة بالسوء.
فمتى حفظ العبد من الوقوع في فتن الشبهات، وفتن الشهوات- تم إيمانه، وقوى يقينه ....
لقد وقع الناس بين إفراط وتفريط وانكسار وغلو فأكرم الله البشرية بهذا الكتاب العزيز الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه، ولا من خلفه؛ ففي جانب الإيمان بالله تعالى جاء القرآن بالمنهج الوسط الذي تجسدت فيه ملامح الوسطية من حكمة واستقامة واعتدال وعدل وبينية."
ومن هنا نجد أن الرجل خرج عن الموضوع تماما إلى الحديث عن واجبات الناس نحو الإيمان واستغرق هذا أكثر من ثلثى الكتاب
اجمالي القراءات
2787