مؤلف "الجماعة" وحيد حامد: المسلسل لم يصب في مصلحة الإخوان
نفى وحيد حامد، الكاتب والسيناريست المعروف ومؤلف مسلسل "الجماعة" "أن يكون المسلسل قد صب في مصلحة الإخوان المسلمين، وجاء بنتائج عكسية تتعلق بالترويج للجماعة داخل كل بيت مصري.
ونفى حامد ما تردد في الدوائر السياسية المصرية حول حذف مشهد اغتيال البنا، وقصر المسلسل على 28 حلقة بدلاً من 30 كما كان مقرراً، بسبب ضغوط أمنية رأت في هذا المشهد مكسباً للإخوان قد يزيد من تعاطف الرأي العام المصري مع الجماعة، وفق تقارير رفعتها الأجهزة الأمنية المصرية عن ردود فعل الشارع المصري حول المسلسل.
وقال حامد لـ"العربية.نت" متسائلاً "من قال إنه يوجد مشهد في حلقات المسلسل عن مقتل حسن البنا حتى أحذفه؟، فهذا كلام يردده الإخوان، والأمن لا يتدخل في أي من أعمالي".
يأتي ذلك فيما ارتفعت مبيعات كتب الإخوان، خصوصاً "مذكرات الإمام حسن البنا الدعوة والداعية "، وشهدت مكتبات الإخوان المسلمين إقبالاً كبيراً على كتب تاريخ الإخوان، وكذلك الأمر بالنسبة لمكتبتي الشروق ومدبولي، حيث حازتا النصيب الأكبر من طبع كتب الإخوان المسلمين في مصر.
|
|
الإخوان فى كل بيت
وكان الكاتب مجدي الجلاد، رئيس تحرير جريدة "المصري اليوم"، قد أكد في مقال له "أن وحيد حامد نجح في ألا يجعل جماعة الإخوان المسلمين محظورة، بل جعلها موجودة في كل بيت مصري".
وقال الكاتب د. وحيد عبدالمجيد في عموده في نفس الصحيفة "إن مسلسل الجماعة أثار ردود فعل قوية على منتديات الإنترنت، وشهدت شخصية حسن البنا تعاطفاً كبيراً مع مؤسس الإخوان المسلمين حسن البنا في كثير من الأوساط، وخاصة التعاطف والإعجاب بهذه الشخصية في أوساط الفتيات ممن لسن عضوات في تنظيم الإخوان المسلمين، ولا هن قريبات قادة أو أعضاء في جماعة الإخوان".
واستدرك الكاتب "لكن الكثير منهن أُعجبن في الواقع بوسامة الفنان إياد نصار، الذي يؤدي دور حسن البنا، وملابسه البيضاء الجميلة، وطريقته في الحديث. وربما يكون إعجاب بعضهن مرتبطاً بالشخصية القيادية القوية التي قدمها نصار أو حسن البنا، حيث لا فرق لدى كثير من المشاهدات، أما رسالة المسلسل، التي تحاول إبراز الجانب المظلم والعنيف في مواقف البنا وممارساته، فهي لا تصل إلا إلى القليل من متابعي الحلقات، لأنها أكثر تعقيداً من أن يدرك البسطاء والبسيطات مغزاها".
|
|
حقائق مجردة
ورداً على ما تردد بشأن حذف حلقتين من المسلسل، وخصوصاً مشهد اغتيال البنا لأسباب أمنية، وما يقال أيضاً عن عدوله عن كتابة الجزء الثاني، قال حامد في تصريحات لـ"العربية.نت": "أولاً أنا لا أكتب مسلسلاً للحكومة أو الأمن أو الإخوان، أنا كتبت مسلسلاً للحقيقة المجردة، أعرض فيه حقيقة جماعة الإخوان وملتزم بهذه الحقيقة، أما أن الحكومة أو الإخوان كل يخطف المسلسل لأهوائه فهذا ليس من شأني، وأنا لن أقف بالمرصاد لكل من يفسر المسلسل على مزاجه الخاص ووفق طريقته وأهوائه".
وتابع حامد "أما بالنسبة للجزء الثاني، فأنا بصدد كتابته ولا يستطيع الأمن أن يتدخل في ذلك، وليس هناك أي مشهد تم أو سيتم حذفه، فليس في العمل مشهد اغتيال البنا من الأساس حتى أحذفه".
وحول ما يقال إن المسلسل لقي تعاطفاً مع الإخوان، وجاء بنتائج عكسية في صالح الإخوان، يقول حامد "هذه فرية إخوانية يطلقها الإخوان أنفسهم، وكذلك التدخل الأمني في العمل، ففي بداية حلقاته الأولى قالوا إن الأمن هو الذي صنع هذا المسلسل، والآن يشيعون أن الأمن غير راضٍ عن المسلسل لدرجة أنه تقرر حذف مشهد اغتيال البنا حتى لا تتعاطف الجماهير مع الإخوان، وهذا يؤكد تناقضاً في الرؤية لمن يشيعون هذه الأخبار وهذه الافتراءات، ويؤكد أن الجماعة تحاول سحب المسلسل لصالحها".
وشدد على أن المسلسل لا يحمل سوى الحقيقة المجردة، "ولمن شاهد المسلسل بعناية سيلاحظ أنني لا أكتب مسلسلاً للحكومة، ولا للإخوان، ففي كثير من المشاهد المرتبطة بسياق الأحداث طرحت وجهة نظري في الحكومة وما يعانيه الشعب المصري".
وتحدى وحيد حامد في حديثه أن تثبت جماعة الإخوان المسلمين عكس ما قاله المسلسل عن تاريخ الجماعة، قائلاً "أتحدى أن يتهمني أحد بتزوير الحقائق في المسلسل، فكل ورقة كتبتها في العمل موثقة لدي حتى أكون صادقاً مع نفسي، ففي بعض الأحيان كان حسن البنا مفكراً إسلامياً لا غبار عليه، وفي أحيان أخرى كان وفق ما وصفته في بعض المشاهد التي يرى الإخوان أنني أظهرته فيها، يقوم بدور الانتهازي".
|
اجمالي القراءات
4139