خلّف لك طول العمر..

الثلاثاء ٠٣ - يناير - ٢٠١٢ ١٢:٠٠ صباحاً


نص السؤال:
هل ينفع الدعاء بطول العمر مع تحديده مسبقا من الله ؟ مع الشكر
آحمد صبحي منصور :

أهلا وسهلا 

قلت فى سلسلة مقالات ( كتب كتاب ) فى مقال ( قضايا متعلقة ) فى موضوع الدعاء : (  والله جل وعلا وعد باستجابة الدعاء،ولكنه هو الذى يحدد نوعية الاستجابة بما يحقق الأنفع للداعى. ولأن الدعاء فريضة مأمور بها المؤمن فهو الذى يثاب عليها بمجرد تأديتها ، وتتم كتابتها فى صحيفة أعماله هو بغض النظر عن مدى ونوعية الاستجابة للدعاء . ). وأضيف إن الذى يحدد موت أى إنسان هو الله ، ضمن تحكمه جل وعلا فى الحتميات ، وموعد ومكان الموت إحدى الحتميات

ولا أعتقد أن الدعاء بطول العمر قد يغير حتمية موعد الموت بمعنى أن يكون مقدرا لك أن تعيش ستين عاما فيدعو أحدهم لك أو تدعو لنفسك بطول العمر فيتم تطويل عمرك بعدها بضع سنين أو بضع ثوانى . وهذا يجعلنا نتوقف مع مصطلح (أم الكتاب ).

مصطلح (ام الكتاب) خارج القرآن الكريم وفيما يخصّ رب العزة جاء مرتين ، احدهما يخص أم الكتاب للكتب السماوية (  حم وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ وَإِنَّهُ فِي أُمِّ الْكِتَابِ لَدَيْنَا لَعَلِيٌّ حَكِيمٌ  ) ( الزخرف 1 ـ )، والآخر (أم الكتاب ) الذى يخص الحتميات ، ومنها الموت والميلاد وتصرفه جل وعلا فى الكون والخلق ، يقول جل وعلا :  (  يَمْحُو اللَّهُ مَا يَشَاء وَيُثْبِتُ وَعِندَهُ أُمُّ الْكِتَابِ وَإِن مَّا نُرِيَنَّكَ بَعْضَ الَّذِي نَعِدُهُمْ أَوْ نَتَوَفَّيَنَّكَ فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلاغُ وَعَلَيْنَا الْحِسَابُ أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا نَأْتِي الأَرْضَ نَنقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا وَاللَّهُ يَحْكُمُ لاَ مُعَقِّبَ لِحُكْمِهِ وَهُوَ سَرِيعُ الْحِسَابِ  ) ( الرعد  39 : 41 ). فالله جل وعلا هو المتصرف فى الحتميات ، يمحو منها ما يشاء ، ويثبت منها ما يشاء ، وتلك هى إرادته ومشيئته . وكل ذلك غيب عنا لا نعلم عنه شيئا. وهذا المحو الاثبات فيما يخص الحتميات تم أو يتم فى زمن أو بلا زمن عند الله جل وعلا ، ولكن تتنزل أقداره سنويا للبشر فى ليلة القدر ليتم تطبيقها فى العام التالى حسب التوقيت المقدر لها سلفا بالنسبة لنا والذى لا رجعة فيه . فالمحو و الاثبات هو عند رب العزة ، أما التطبيق الذى لا رجعة فيه فهو عندنا بعد ليلة القدر ، وطبقا لذلك فإذا جاء نفس أجلها فلا تأخير ولا فرار من الموت ،لأن ( الأجل ) أى الموعد قد حل ، بعد قرار الهى سابق . فالله جل وعلا حين يحكم لا معقب لحكمه ولا راد لحكمه ولا رجوع عن حكمه .



مقالات متعلقة بالفتوى :
اجمالي القراءات 17392
التعليقات (2)
1   تعليق بواسطة   لطفية سعيد     في   الثلاثاء ١٠ - يناير - ٢٠١٢ ١٢:٠٠ صباحاً
[63790]

سؤال للدكتور منصور : ماذا عن الدعاء بالحفظ

لا أعتقد أن الدعاء بطول العمر قد يغير حتمية موعد الموت ، ولكن ماذا عن الدعاء بالحفظ  ؟ هل يعني الحفظ البقاء ؟  أم البعد عما يغضب الله ؟ أو الحفظ المادي من التعرض لمكروه وذلك يتحدد  في رأيي فيما يلي من آيات:


1 - { وَلَمَّا فَتَحُواْ مَتَاعَهُمْ وَجَدُواْ بِضَاعَتَهُمْ رُدَّتْ إِلَيْهِمْ قَالُواْ يَا أَبَانَا مَا نَبْغِي هَـذِهِ بِضَاعَتُنَا رُدَّتْ إِلَيْنَا وَنَمِيرُ أَهْلَنَا وَنَحْفَظُ أَخَانَا وَنَزْدَادُ كَيْلَ بَعِيرٍ ذَلِكَ كَيْلٌ يَسِيرٌ } يوسف65

2 - { لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِّن بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللّهِ إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَإِذَا أَرَادَ اللّهُ بِقَوْمٍ سُوءاً فَلاَ مَرَدَّ لَهُ وَمَا لَهُم مِّن دُونِهِ مِن وَالٍ } الرعد11

3 - { وَحَفِظْنَاهَا مِن كُلِّ شَيْطَانٍ رَّجِيمٍ "  الحجر 17

 


2   تعليق بواسطة   آحمد صبحي منصور     في   الثلاثاء ١٠ - يناير - ٢٠١٢ ١٢:٠٠ صباحاً
[63793]

مفهوم الحفظ متنوع فى القرآن الكريم

حين تدعو الأم لابنها أن ( يحفظه ) من ( العين ) وم ( الحكم الظالم ) ومن ( شر الطريق ) ومن ( الفيل أبو زلومة ) فالحفظ هنا يعنى الحماية . وهذا معنى ( وَحَفِظْنَاهَا مِن كُلِّ شَيْطَانٍ رَّجِيمٍ " الحجر 17 ). و ( وَنَحْفَظُ أَخَانَا  ) . أما قوله جل وعلا ( لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِّن بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللّهِ   ) فهنا حفظ بمعنى كتابة وتسجيل العمل أو الطاقة التى تخرج من الانسان فى سعيه ، يتم تسجيلها فى أرشيف هو كتاب العمل ، على نحو ما سبق بيانه فى سلسلة ( كتب / كتاب )


والأم حين تدعو لابنها أن يحفظه ويحميه ، أى ان يحفظه من الحتميات الخاصة بالموت وبالمصائب ، وحين تدعو له بالرزق فالرزق أيضا من الحتميات .والاجابة سبقت فى هذه الفتوى .


 


أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق
تاريخ الانضمام : 2006-07-05
مقالات منشورة : 4984
اجمالي القراءات : 53,471,792
تعليقات له : 5,329
تعليقات عليه : 14,630
بلد الميلاد : Egypt
بلد الاقامة : United State

مشروع نشر مؤلفات احمد صبحي منصور

محاضرات صوتية

قاعة البحث القراني

باب دراسات تاريخية

باب القاموس القرآنى

باب علوم القرآن

باب تصحيح كتب

باب مقالات بالفارسي


بيتنا ومسجدنا : هل يوجد قرآني ون عندنا في الأرد ن وخصوص ا ...

ليسوا مسلمين : المسل مين فيهم فوارق طبقية هائلة ، مع إلغاء...

تجادلك فى زوجها: هو ليس سؤال محدد ولكني بحاجة لو تكرم الدكت ور ...

لهما حق عندك: تزوج ت من سيدة مطلقة اخبرت ني انها لا تنجب...

رئيس يهودى مسيحى: هل يجوز لمسيح ى أو يهودى أن يكون رئيسا...

قرآنيون فى استراليا: نحن قرآني ون فى استرا ليا ، ونريد تأسيس مركز...

القيم العليا و الدين: هلى يمكن للانس ان ان يصل الى حقيقه العدل او...

هذا كلام مرفوض : اصبح النص القرآ ني عند عامة الناس في وقتنا...

ابراهيم والحج: في قوله تعالى . وَأَذ ِّن فِي النَّ اسِ ...

هل المتعطرة زانية ؟: المرأ ة أذا خرجت متعطر ة هل تكون زانية ؟ هذا...

إثم الحاكم : لو اصدر الحاك م قانون يخالف القرآ ن الكري م ...

المجرم الأكبر: انا عشت اربع سنين فى سجن وكامو ا يعذبو نا كل...

صومه صحيح : السلا م عليكم دكتور ما حكم من أكل ناسيا أو...

محاكمة ابراهيم: قرات مقالك عن ابراه يم عليه السلا م ولكن...

الأشد ضلالا : الله تعالى امرنا بالعد ل ولا شك لدي في عدلة ،...

more