العراق يقدّم شكوى إلى مجلس الأمن ضد إسرائيل لاستخدام أجوائه في قصف إيران
أعلنت وزارة الخارجية العراقية، اليوم الجمعة، عن تقديم شكوى رسمية إلى مجلس الأمن ضد إسرائيل لاستخدام أجواء العراق في قصف إيران خلال الساعات الماضية. وفي إطار الإجراءات التي اتخذتها الحكومة العراقية بعد الهجوم الإسرائيلي على إيران، أعلنت وزارة النقل العراقية، فجر اليوم، إيقاف حركة الطيران بشكل كامل في جميع المطارات العراقية، وإغلاق الأجواء بشكل مؤقت، وعزت الإجراء إلى أنه "من أجل الحفاظ على سلامة الطيران المدني في الأجواء العراقية".
وخلال الساعات القليلة الماضية، دعا زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر الحكومة العراقية للعمل على معاقبة إسرائيل بالطرق المعمول بها دولياً بعد خرقها الأجواء العراقية، وقال في تدوينة له عبر منصة إكس، "ندين بشدة استعمال الأجواء العراقية من قبل إسرائيل في شنها العملية العسكرية ضد إيران، ونطالب الحكومة العراقية، إن وجدت، بالعمل على معاقبة الكيان (اسرائيل) بالطرق المعمول بها دولياً، والمهم جلّ المهم أن تكون أرض العراق بعيدة عن تلك الحرب، فإن العراق وشعبه ليس بحاجة إلى حروب جديدة".
وذكر بيان للخارجية العراقية أنه "قدّمت جمهورية العراق، يوم الجمعة الموافق 13 يونيو/ حزيران 2025، شكوى رسمية إلى مجلس الأمن الدولي، أعربت فيها عن إدانتها واستنكارها الشديدين لقيام الكيان الإسرائيلي بخرق الأجواء العراقية، واستخدامها في تنفيذ اعتداءات عسكرية في المنطقة". وأضاف البيان أن "الشكوى أكدت أن هذه الممارسات تمثل انتهاكاً صارخاً لسيادة العراق، وتجاوزاً لأحكام القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، لا سيما المبادئ المتعلقة باحترام سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلية".
وبينت الخارجية العراقية أنّ "العراق طالب مجلس الأمن بتحمل مسؤولياته القانونية والأخلاقية، واستخدام صلاحياته لردع الكيان الإسرائيلي ومنعه من تكرار مثل هذه الانتهاكات، وضمان احترام سيادة العراق وسلامة أراضيه، بما يسهم في الحفاظ على أمن المنطقة واستقرارها". وأفادت مصادر أمنية، في وقت سابق من اليوم الجمعة، بسقوط صاروخين إسرائيليين في أطراف محافظة ذي قار جنوبي العراق. وسقط أيضاً خزان وقود لصاروخ إسرائيلي في منطقة العبايجي ببغداد، بينما أكد مصدر في وزارة الداخلية العراقية لـ"العربي الجديد" أنّ سقوط هذه الأجسام لم يخلف خسائر بشرية كونها سقطت في مناطق غير مسكونة.من جهته، قال الباحث في الشأن السياسي والأمني حسين الأسعد، لـ"العربي الجديد"، إن "شكوى العراق ضد إسرائيل أمام مجلس الأمن ليست بالجديدة، فهو سبق أن قدّم شكاوى مماثلة خلال خرق إسرائيل الأجواء العراقية في الأشهر السابقة، لكن دون أي يتخذ مجلس الأمن أي إجراءات وخطوات ضد الكيان، فهناك تواطؤ واضح من قبل المجتمع الدولي مع ما تمارسه إسرائيل من عمليات عدوان على مختلف دول المنطقة".
وبيّن الأسعد أنّ "إجراء العراق هو خطوة دبلوماسية معتادة يجب القيام بها، لتثبيت موقفه في حفظ سيادته ورفض أن يكون جزءاً من أي حرب في المنطقة، فهو يخشى أن تكون سماء العراق مساحة اشتباك وتبادل القصف ما بين إيران وإسرائيل، فهذا يعرّض العراق لمخاطر أمنية كبيرة، خاصة وأن هناك صواريخ ربما لا تصل الى الأهداف وتسقط في العراق، وهذا أمر خطير ويهدد الأمن والاستقرار وسلامة المواطنين".
وسبق أن دانت الحكومة العراقية "الاعتداء العسكري الذي شنه الكيان الإسرائيلي على أراضي إيران"، ودعت مجلس الأمن الدولي إلى عقد اجتماع "فوري" لاتخاذ إجراءات تهدف لردع "هذا العدوان". وذكر المتحدث باسم الحكومة باسم العوادي، في بيان، أنّ "هذا الهجوم يُمثّل انتهاكاً صارخاً للمبادئ الأساسية للقانون الدولي، ولميثاق الأمم المتحدة، ويشكل تهديداً للأمن والسلام الدوليين، خصوصاً أنه وقع أثناء فترة التفاوض الأميركي الإيراني".
وشنّ الاحتلال الإسرائيلي هجوماً واسعاً على إيران، فجر اليوم الجمعة، استهدف مواقع نووية ومقار عسكرية، ما أسفر عن مقتل عدد من القادة الكبار في الحرس الثوري، بينهم القائد العام للحرس حسين سلامي، إضافة إلى علماء نوويين، فيما سُمع دوي انفجارات ضخمة في العاصمة طهران.
اجمالي القراءات
231