وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَلِقَوْمِكَ وَسَوْفَ تُسْأَلُونَ:
هل أنت مع الله بكرة وأصيلا

محمد صادق Ýí 2011-09-05


هل أنت مع الله بكرة وأصيلا

أيها الأخوة والأخوات،

هذه المقالة تختلف عن مقالاتى السابقة، تختلف لأنها كانت خطبة الجمعة التى القيتها فى العاشر من أغسطس، وتختلف فى طريقة العرض وأيضا فى الصياغة اللغوية.

وَلَا أَدْنَىٰ مِنْ ذَٰلِكَ وَلَا أَكْثَرَ إِلَّا هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا.... "58:7

الله سبحانه معك 24 ساعة فى اليوم بمعنى فى كل ثانية هو معك، فى كل شهيق وزفير هو معك، فى عملك فى منزلك أثناء النوم وفى اليقظة فهو معك   فالآن.. كم من الوقت خصصته لله سبحانه؟

هل أنت من الذاكرين كثيرا؟

وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَلِقَوْمِكَ وَسَوْفَ تُسْأَلُونَ

حاسب نفسك قبل أن يسألك المَلك....إليكم بعض الأسئلة التى تساعد على معرفة مدى إتصالك بالله السميع العليم، وهذا على سبيل المثال ليس الحصر. فإقرأ وجاوب لنفسك ولا أحد يهمه الأمر إلا نفسك التى بين جنبيك وكن صادقا مع نفسك ومع الله سبحانه وتعالى.

1- كم مرة حمدت الله سبحانه فى السراء والضراء، فى السر والعلانية، فى الصحة والمرض، فى الغنى والفقر؟

" قالوا الحمد لله الذي اذهب عنا الحزن ان ربنا لغفور شكور" 35:34

2- كم مرة شكرت الله سبحانه، مكنك فى الأرض وأسبغ عليك نعمه وسخر لك سبل المعيشة فقال سبحانه:

" وَلَقَدْ مَكَّنَّاكُمْ فِي الْأَرْضِ وَجَعَلْنَا لَكُمْ فِيهَا مَعَايِشَ قَلِيلًا مَا تَشْكُرُونَ " 7:10

3- هل حمدت الله سبحانه حين إستيقظت من النوم على أن الله أعطاك فرصة يوم آخر فى حياتك الدنيا، أم إتخذت هذا قضية مسلمة؟

يقول سبحانه: " اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا  فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَىٰ عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الْأُخْرَىٰ إِلَىٰ أَجَلٍ مُسَمًّى  إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ " 39:42

ويقول أيضا:"....... وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ " 31:34

4- كم مرة إرتكبت ذنب أو سيئة أو خطيئة، ألهمتك نفسك أنك مذنب، فهل ركعت لله العلى القدير وطلبت التوبة والإستغفار؟

" وَاسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ إِنَّ رَبِّي رَحِيمٌ وَدُودٌ " 11:90

" وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَىٰ مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ (3:135

5- كم مرة جاء بخاطرك أن الله يسمع ويرى، أم شغلتك الدنيا وزينتها؟

 " وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَلَلدَّارُ الْآخِرَةُ خَيْرٌ لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ أَفَلَا تَعْقِلُونَ " 9:32

6- كم من الوقت قضيته فى تدبر آيات الله فى القرآن الكريم؟  ويقول سبحانه:

 " كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ 39:29

وكم من الوقت أمضيته فى البحث عن منزل أو سيارة للشراء وللحصول على أحسن إتفاق لهذه السلعة  ، فتقضى أياما وأسابيع تبحث عن أحسن سعر وأفضل شروط، ولكن مع كتاب الله سبحانه، هذه نقرة وهذه نقرة....

7- هل حمدت الله سبحانه حمدا يليق بجلاله حين سهل لك الطريق لإتباع القرآن وكفى بعد أن كنت سنى أو شيعى أو قضيانى أو مالكى ، أحمدى، حنبلى، شافعى  أو درزى أو.....الخ؟

" ........وَلَا تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ * مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ " 30:31,32

 " اتَّبِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ وَلَا تَتَّبِعُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ " 7:3

8- هل حمدت الله سبحانه أن أعطاك عقلا وقلبا وعينين ولسان وشفتين، وهناك من يمشى على قدم واحد، أو شخص ضرير يطلب منك المساعدة فى الطريق، أو صادفت سائل أو محروم لا يملك قوت يومه... هل حمدته على هذه النعم التى ليس لك دخل فيها إنما هى هبة ونعمة من الله سبحانه وتعالى؟

" وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا إِنَّ اللَّهَ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ " 16:18

9- كم مرة أشركت الله سبحانه معك فى أى قرار إتخذته أو أى مشكلة صادفتك فى الحياة، وعجبا أيها الإنسان تقضى أيام وأسابيع تخطط لمشروع أو فكرة معينة وتبذل كل ما تستطيع لتحقيق الهدف ولكن فى النهاية الفشل، هل وقفت برهة وفكرت وتعقلت لماذا الفشل؟  لم تشرك الله معك، فأنت تخطط وتدبر والله السميع العليم هو المُدبر وهو المُعين ولا تنسى : "  إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ "  1:5

فلولا معونة الله جل جلاله ما إستطعنا أن نعبده.......

10- ماذا تفعل إن وجدت من حولك يخوضون فى آيات الله، ما هو رد فعلك؟

" وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّىٰ يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ وَإِمَّا يُنْسِيَنَّكَ الشَّيْطَانُ فَلَا تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَىٰ مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ " 6:68

11- ماذا تشعر وانت تقرا آيات الله الكريمات فى القرآن الكريم، هلى يقشعر بدنك، هلى تخر ساجدا للخالق الذى كتب على نفسه الرحمة؟

" اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا مَثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَىٰ ذِكْرِ اللَّهِ  ذَٰلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ"  39:23

12- هل أنت من الذين تنطبق عليهم وصف الله العليم فى هذا النص القرآنى من سورة الإسراء:

" قُلْ آمِنُوا بِهِ أَوْ لَا تُؤْمِنُوا إِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ مِنْ قَبْلِهِ إِذَا يُتْلَىٰ عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ سُجَّدًا * وَيَقُولُونَ سُبْحَانَ رَبِّنَا إِنْ كَانَ وَعْدُ رَبِّنَا لَمَفْعُولًا *  وَيَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعًا " 17:107,108,109

13- يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ " 3:102  

هل وقفت برهة مع " وأنتم مسلمون " ماذا تعنى هذه العبارة القرآنية وما مدلولاتها ومتطلباتها؟ هل هى صلاة وصوم وزكاة وحج وإنتهى الأمر وبذلك فأنت من المسلمين؟

" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ *  وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِنْ قَبْلُ ..... " 22:77,78

14- كم مرة مررت بهذه الآية الكريمة ووقفت برهة لتتدبر معنى كلمة قرين، ولماذا سبحانه قيض قرين وما هى مهمة هذا القرين؟    " وَمَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمَٰنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ " 43:36

أكتفى بهذا القدر وكما قلت سابقا إنها نقطة فى بحر من الأسئلة التى لا نهاية لها....

يقول الله سبحانه فى سورة المجادلة (آية:7):

" أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ ۖ مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَىٰ ثَلَاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ وَلَا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سَادِسُهُمْ وَلَا أَدْنَىٰ مِنْ ذَٰلِكَ وَلَا أَكْثَرَ إِلَّا هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا ......" 58:7

هذه آية عامة مطلقة ، وهناك آيات خاصة فى مواقف معينة يركز فيها سبحانه على وجوده الدائم فى كل الحالات:

فى حالة خوف موسى وهارون:

 قَالَ لَا تَخَافَا ۖ إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَىٰ "  20:46

مع المكذبين بالقرآن:

قُلْ تَرَبَّصُوا فَإِنِّي مَعَكُمْ مِنَ الْمُتَرَبِّصِينَ " الطور 52:31

مع الملائكة لنصرة المؤمنين:

إِذْ يُوحِي رَبُّكَ إِلَى الْمَلَائِكَةِ أَنِّي مَعَكُمْ فَثَبِّتُوا الَّذِينَ آمَنُوا ۚ سَأُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ فَاضْرِبُوا فَوْقَ الْأَعْنَاقِ وَاضْرِبُوا مِنْهُمْ كُلَّ بَنَانٍ " 8:12

وَلَا أَدْنَىٰ مِنْ ذَٰلِكَ وَلَا أَكْثَرَ إِلَّا هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُو"

هذا المقطع من الآية الكريمة يقرر حقيقة إلهية بأنه سبحانه معنا أين ما كُنا، فكيف نكون مع الله سبحانه حتى نفوز برضاه. القرآن الكريم" ما فرطنا فى الكتاب من شيئ " ، يعطينا الحل لمن يتعظ ويرجو لقاء ربه بقلب سليم.

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْراً كَثِيراً (41) وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلاً " 33:41

كل أنواع العبادات لها حد وينتهى وقتها، فالصلاة مثلا تنتهى بعد إتمام عدد ركعات الفرض، الصيام ينتهى بإنتهاء شهر رمضان المبارك، الحج ينتهى بعد أداء مناسك الحج والعودة إلى الوطن، والزكاة تنتهى بصرف قيمتها المقررة وتنتظر إلى المدة التالية لتقوم بدفع الزكاة مرة ثانية. أما ذكر الله فلا حدود ينتهى عندها ولو تدبرنا فى القرآن الكريم ونظرنا إلى كلمات ترددت فى كتاب الله سبحانه مرات كثيرة فعلى سبيل المثال:

سبح ومشتقاتها ما يقرب من 104 مرة، وكلمة حمد ومشتقاتها وردت 75 مرة، وكلمة شكر ومشتقاتها وردت 57 مرة، وكلمة ذكر ومشتقاتها وردت 312 مرة. وإذا تدبرنا أكثر لوجدنا أن الأوقات التى ذكرها الله سبحانه لذكره وشكره وحمده وتسبيحه : دلوك الشمس، غسق الليل، اوقات الفجر، بكرة وأصيلا، الغداة والعشى، قبل الغروب، ليلا طويلا، تضرعا وخيفة، سرا وجهرا، الغدو والآصال ....الخ فهى تشمل معظم الأربعة وعشرون ساعة عدا أوقات النوم. فما قيمة ذكر الله سبحانه، فلنقرأ:

" اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَىٰ عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ " 29:45

ولذكر الله أكبر، أكبر من ماذا؟ أكبر من تلاوة الكتاب وأكبر من الصلاة، هذا فى نظر الله سبحانه.

ولنقرا أيضا الآية الكريمة التى تقرر أن رضوان الله اكبر:

" وَعَدَ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ وَرِضْوَانٌ مِنَ اللَّهِ أَكْبَرُ ذَٰلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ " 9:72

هنا الآية تقرر أن رضوان الله أكبر من دخول الجنة، فهنا يمكن أن نتعرف على معادلة بسيطة، ذكر الله يقود إلى رضوانه سبحانه وتعالى وبذلك يتحقق الفوز العظيم.

قلنا أن معظم العبادات لها نهاية وقتية ، وكذلك كلُّ جارحةٍ من جوارح الإنسان لها عبادة "، فعبادة العين أن تَغُضَ بصركَ، الأذن لها عبادة "وَإِذَا سَمِعُوا اللَّغْوَ أَعْرَضُوا عَنْهُ" ، اليد لها عبادة "  وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا "، أما عبادة القلب فهي الذِكر، ففي كل جارحةٍ من جوارح الإنسان عبادة مؤقتة والذِكر عبودية القلب واللسان وهي غير مؤقتة، عبادة القلب الذِكر لذلك ربنا عزّ وجل قال:

الَّذِينَ آَمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ" 13:28

إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي" 20:14

أحياناً الإنسان يشعر أنَّ هناكَ حِجاباً بينه وبينَ الله، يشعر أنَّ أبواب السماء مُغلّقةٌ في وجهه، يفتح القرآن ويقرأ لا يشعر بشيء أبداً، يجلس ليذكر لا يشعر بشيء، يقوم ليصلي لا يشعر بشيء ... معنى ذلك أنَّ البابَ مُغلق، لماذا أُغلقَ البابُ في وجهه،  لِعلةٍ في عمله . فالمؤمن متبصّر، هؤلاء الذين يصلّون ويقرؤون القرآن ولا يعرفون ما إذا كانَ قلبهم متصلاً أو مقطوعاً هؤلاءِ على هامشِ الحياة.

الذي لا يملك الحس المرهف أن يشعر يقول لكَ اليوم أنكرت قلبي، اليوم شعرتُ أن صلاتي لا طعمَ لها اليوم قرأتُ القرآن فلم أشعر بحلاوة تلاوته، هذا الذي أحسَّ على قلبه وشعرَ بقربه هذا إنسان حيّ، أمّا الذي غفلَ عن الله عزّ وجل فاستوت غفلته مع صحوته .. يعني هو لم يصحو حتى يشعر أنه غَفل .. غفلَ مستمراً .. لذلك حينما يسأل هل أنتَ متصل يقول لكَ نعم، هو ما ذاقَ الاتصال حتى يشعر بالهجران.

إذاً : مقياس القرب : حلاوة الذِكرِ، حلاوة الصلاة، وحلاوة تلاوة القرآن . هذا مقياس فإذا كان الباب مغلقاً معناها في حِجاب، معناها الله عزّ وجل أغلقَ في وجهكَ الباب، لأنه ليسَ راضٍ عن عملك . ابحث في الخلل، ابحث في الزلل، ابحث في الانحراف، في التقصير.

الذِكر ورد فيه آيات كثيرة جداً ، إن ذِكرَ الله عزّ وجل وردَ في القرآن الكريم على عدة وجوه:

1- أنَّ الله أمر بالذِكرِ مطلقاً وأمرَ به مُقيّداً،

الذكر المطلق " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا " 33:41

هذا أمر مطلق والمُطلق على إطلاقه، يعني إذا قراتَ القرآن ذكرتَ الله، وإذا أمرتَ بالمعروف ذكرتَ الله، وإذا قلتَ الله الله ذكرتَ الله، وإذا حَمدته ذكرته، وإذا سبّحته ذكرته، وإذا وحدته ذكرته وإذا كبّرته ذكرته، وإذا دعوته ذكرته. "

الذكر المقيد .. قال تعالى:

" وَاذْكُرْ رَبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعاً وَخِيفَةً وَدُونَ الْجَهْرِ مِنَ الْقَوْلِ بِالْغُدُوِّ وَالْآَصَالِ وَلَا تَكُنْ مِنَ الْغَافِلِينَ " 7:205

2- نهى عن ضده وهو الغفلةُ والنسيان قال تعالى:

ولا تكن من الغافلين " غَفَلَ  عن ماذا ..؟.. غَفَلَ عن ذِكر الله فكانت النتيجة فى قول الله سبحانه:

" فَذَرْهُمْ يَخُوضُوا وَيَلْعَبُوا حَتَّى يُلَاقُوا يَوْمَهُمُ الَّذِي يُوعَدُونَ " 43:83

لذلك، العمل لو درَّ عليكَ ألوف الألوف واستهلكَ وقتكَ كله فأنتَ في خسارةٍ كبيرة، إذا استهلكَ عملكَ كلَّ وقتك فأنتَ في خسارةٍ كبيرة لأنه جعلكَ من الغافلين.

" وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنْسَاهُمْ أَنْفُسَهُمْ أُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ " 59:19

أمركَ بالذِكرِ مطلقاً أمركَ به مقيّداً، تضرعاً وخيفة، سِراً وجهراً، بقلبكَ وبلسانك، ونهاكَ عن ضده ..

" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ " 63:9

الله سبحانه وتعالى علّقَ الفلاحَ بذكر الله، الفلاح .. يعني ..تقول عن إنسان نجحَ في حياته يعني أتقن عملاً معيناً ودرَّ عليه هذا العمل رزقاً وفيراً تزوج وسكنَ بيتاً مريحاً وله مركبة وله مكانة اجتماعية واعتنى بصحته .. يقول الناس فلان ناجح في الحياة.

" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُوا وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيراً لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ " 8:45

3- الله عزّ وجل أثنى على أهل الذِكرِ وبيّنَ أنه أعدَ لهم الجنة والمغفرة

" وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيراً وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً " 33:35

4- أخبرَ الله عزّ وجل أن أكبر شيء هو ذِكر الله ولذلك قال سبحانه فى سورة الأنفال 8:

 إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَىٰ رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ "

فى الصيام

الناس في رمضان في أيام العيد يُكبّرون الله عزّ وجل، لماذا شُرعَ التكبير بعدَ الصيام، هكذا قالَ الله عزّ وجل : "ولتكملوا العِدّة ولِتكبروا الله على ماهداكم ولعلكم تشكرون " 2:185

وختمَ به الحج

" فَإِذَا قَضَيْتُمْ مَنَاسِكَكُمْ فَاذْكُرُوا اللَّهَ كَذِكْرِكُمْ آَبَاءَكُمْ أَوْ أَشَدَّ ذِكْراً فَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ رَبَّنَا آَتِنَا فِي الدُّنْيَا وَمَا لَهُ فِي الْآَخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ " 2:200

وختمَ به الصلاة

فَإِذَا قَضَيْتُمُ الصَّلَاةَ فَاذْكُرُوا اللَّهَ قِيَاماً وَقُعُوداً وَعَلَى جُنُوبِكُمْ فَإِذَا اطْمَأْنَنْتُمْ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَاباً مَوْقُوتاً " 4:103

وختمَ به الجمعة

"  فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانْتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيراً لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ " 62:10

كلُ عملٍ ابتغيتَ به وجهَ اللهِ وذكرتَ الله فيه فأنتَ من الذاكرين .

يقول سبحانه فى سورة الأحزاب:

إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا (33:35)

المغفرة والأجر العظيم لمن تتوفر فيه الصفات الآتية:

المسلمين، المؤمنين، القانتين، الصادقين، الصابرين، الخاشعين، المتصدقين، الصائمين، الحافظين لفروجهم، والذاكرين كثيرا. 10 صفات.... فكم من هذه الصفات تنطبق عليك؟

هذه الاية إختبار لكل من يدعى انه مسلم ويتبع القرآن.....فحاسب نفسك قبل أن يحاسبك الملك..... !

أختم هذه المقالة بالآية الكريمة موعظة وتذكرة:

" فَاسْتَمْسِكْ بِالَّذِي أُوحِيَ إِلَيْكَ إِنَّكَ عَلَىٰ صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ * وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَلِقَوْمِكَ وَسَوْفَ تُسْأَلُونَ " 43:43,44

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين...

اجمالي القراءات 19020

للمزيد يمكنك قراءة : اساسيات اهل القران
التعليقات (11)
1   تعليق بواسطة   فتحي مرزوق     في   الثلاثاء ٠٦ - سبتمبر - ٢٠١١ ١٢:٠٠ صباحاً
[59976]

فتح الله عليك من فضله أخي الكريم

السلام عليكم ورحمة الله أخي الكريم محمد صادق فتح الله عليك من فضله وقواك على الجهاد في سبيله بالكلمة الطيبة التي تنفع المؤمنين .


نعم أخي الكريم نحن في غفلة ونحتاج باستمرار للتذكرة فشكرا لك على هذه التذكرة .


فيجب علينا نحن أهل القرآن ان نحمد الله حمدا كثيرا يليق بجلاله حيث سهل لنا الطريق لإتباع القرآن وكفى بعد أن كنت - اتحدث عن نفسي - سنى مع عامة المسلمين ولا أشغل بالي بكل هذه القضايا فالحمد لله أن أنعم الله علىّ بهذه النعمة العظيمة وهى الاكتفاء بالقرآن الكريم وبآياته البينات مصدراّ للتشريع .


 


2   تعليق بواسطة   نورا الحسيني     في   الأربعاء ٠٧ - سبتمبر - ٢٠١١ ١٢:٠٠ صباحاً
[59986]

نريد المزيد من هذه الدروس المفيدة

الأستاذ الكريم / محمد صادق السلام عليكم ورحمة الله وكل عام وأنت بخير وبصحة ،


نريد المزيد من هذه الدروس المفيدة أستاذنا الكريم هذه الدروس التي تنبهنا إلى ضرورة الوقوف  مع أنفسنا وأن نحاسبها .


فقد وقفت طويلا مع هذه الجزئية أستاذي الكريم - هل حمدت الله سبحانه حين إستيقظت من النوم على أن الله أعطاك فرصة يوم آخر فى حياتك الدنيا، أم إتخذت هذا قضية مسلمة؟


نعم  أغلبنا يتخذها قضية مسلم بها ولكن كما قلت يجب علينا شكر الله تعالى على انه أعطانا فرصة يوم آخر لكي نكفر عن ذنوب اليوم السابق ونجاهد أنفسنا ونرضي خالقنا سبحانه وتعالى 


{وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِّلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمينَ مِن قَبْلُ وَفِي هَذَا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيداً عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَاعْتَصِمُوا بِاللَّهِ هُوَ مَوْلَاكُمْ فَنِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ }الحج78"


فهل المقصود أستاذنا الكريم  من قوله تعالى (وجاهدوا في الله حق جهاده )هو مجاهدة النفس بالبعد عن الكبائر ومحاولة تنقيتها وتطهيرها من الرذائل .


وأرى أن   الجهاد في زمننا هذا يشمل أيضا التمكس بكتاب الله تعالى والعمل بما جاء فيه وترك أحاديث وأقاويل البشر التي اخترعوها وجعلوها أديان أرضية ولم تأتي في كتاب الله القرآن الكريم .


3   تعليق بواسطة   لطفية سعيد     في   الأربعاء ٠٧ - سبتمبر - ٢٠١١ ١٢:٠٠ صباحاً
[59994]

{وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعاً قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّم

{وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعاً قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّماوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ }الزمر67


استاذ محمد نشكر لك هذا الحرص على اختبار انفسنا ، اختبارا حقيقيا لا مكان فيه للمجاملة ، فمقياس الذكر مقياس لا يكذب أبدا ، فبقدر ما يخرج هذا الذكر من القلب ويكون حقيقيا بقدر ما تفتح أمامك الأبواب وينشرح صدرك بعد الضيق وفي رأي ان هذه الصورة أشبه بما جاء في الآية القرآنية الآتية :  {هَاأَنتُمْ هَؤُلَاء تُدْعَوْنَ لِتُنفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَمِنكُم مَّن يَبْخَلُ وَمَن يَبْخَلْ فَإِنَّمَا يَبْخَلُ عَن نَّفْسِهِ وَاللَّهُ الْغَنِيُّ وَأَنتُمُ الْفُقَرَاء وَإِن تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْماً غَيْرَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ }محمد38


فمن يبخل فإنما يبخل على نفسه في الذكر وهو عام في كل الطاعات والأعمال: ومنها البخل الطبيعي الحسي لابد أن نتعود أن نقدر الله سبحانه حق قدره كما علمنا في القرآن .


4   تعليق بواسطة   محمد صادق     في   السبت ١٠ - سبتمبر - ٢٠١١ ١٢:٠٠ صباحاً
[60066]

الأستاذ فتحى مرزوق

أخى الحبيب الأستاذ فتحى مرزوق،


بارك الله فيك أخى الكريم وزادكم من علمه. اشكرك على مرورك الكريم، ولقد صدقت فى كل ما خطه قلمك. وليس أنت الوحيد الذى أمضى فترة من حياته متبعا منهج آخر غير منهج الله سبحانه، فحمدا لله السميع العليم الذى أخرجنا نحن وإياكم من غيابات الجب  من الأديان الأرضية إلى إتباع الدين السماوى السمح.


وكما تعلم سيادتكم، ان الله سبحانه يريد أن يخرجنا من الظلمات إلى النور بإذنه، فها هنا ظلمات بالجمع لكثرة ما يفتريه بنى آدم على الله سبحانه ولكن أراد أن يخرجك من هذه الظلمات إلى النور بالمفرد لأنه نور الله وهو النور الوحيد الذى جاء فى السياق بالمفرد.


ولنقرأ سويا هذه الاية الكريمة:


سَيَقُولُ الَّذِينَ أَشْرَكُوا لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا أَشْرَكْنَا وَلَا آبَاؤُنَا وَلَا حَرَّمْنَا مِنْ شَيْءٍ ۚ كَذَٰلِكَ كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ حَتَّىٰ ذَاقُوا بَأْسَنَا ۗ قُلْ هَلْ عِنْدَكُمْ مِنْ عِلْمٍ فَتُخْرِجُوهُ لَنَا ۖ إِنْ تَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ أَنْتُمْ إِلَّا تَخْرُصُونَ (6:148


أخى الحبيب لا تنسانى بالدعاء لعل وعسى يقبل منك ربى ويسامحنى على تقصيرى فى حق رب العباد.


كل التقدير والإحترام،


أخوكم محمد صادق


5   تعليق بواسطة   محمد صادق     في   السبت ١٠ - سبتمبر - ٢٠١١ ١٢:٠٠ صباحاً
[60067]

الأستاذة نورا الحسينى

الأخت الكريمة الأستاذة نورا الحسينى،


أشكرك على مداخلتك الكريمة وبارك الله فيك وزادكم من علمه.


أختنا الكريمة، معظم الناس يفنون حياتهم فى حسابات البنوك وكم من فوائد أجنيها لو أودعت أموالى فى هذا البنك أو ذاك أو إستعمال هذا المال فى تجارة حتى يزيد الربح ، وينتقل من بنك إلى آخر يبحث عن أكبر فائدة مالية والله سبحانه يقول:


" وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَلِقَوْمِكَ ۖ وَسَوْفَ تُسْأَلُونَ (43:44) ويقول سبحانه:


" وَمَا آتَيْتُمْ مِنْ رِبًا لِيَرْبُوَ فِي أَمْوَالِ النَّاسِ فَلَا يَرْبُو عِنْدَ اللَّهِ ۖ وَمَا آتَيْتُمْ مِنْ زَكَاةٍ تُرِيدُونَ وَجْهَ اللَّهِ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُضْعِفُونَ (30:39


هؤلاء لم يضعوا فى حساباتهم يوم الحساب وغرتهم الدنيا، فالعاقل والمؤمن بالله واليوم الآخر، لابد أن يحاسب نفسه قبل أن يحاسبه الملك وهو ما زال فى هذه الدنيا لعل الله سبحانه يجعل له مخرجا من هذا الشرك الخفى.


فهل المقصود أستاذنا الكريم من قوله تعالى (وجاهدوا في الله حق جهاده )هو مجاهدة


لإن أردنا التدبر فى هذا المقطع ، يستلزم مقالة على الأقل ولكن كما قلت سيادتكم، مجاهدة النفس هو أكبر تحليل لهذا المقطع وهو من أصعب أنواع الجهاد، والذى يجب علينا أن نستمسك بالذى أوحى إلى رسولنا الكريم، فالله سبحانه قال عن النفس أنه الهمها فجورها وتقواها، فهى خليط بين الإثنين فهذا- والله أعلم-هو أصعب جهاد، وأن النفس هى التى ستحاسب... بارك الله فيك وهلم إلى الجهاد الحق جهاد النفس اللوامة والأمارة بالسوء ونطمع أن نقابل ربنا بنفس مطمئنة.


كل التقدير والإحترام،


أخوكم محمد صادق


6   تعليق بواسطة   محمد عبدالرحمن محمد     في   السبت ١٠ - سبتمبر - ٢٠١١ ١٢:٠٠ صباحاً
[60068]

الفريضة الغائبة

الشكر للأستاذ الفاضل محمد صادق على هذا التذكير بالقرآن العظيم فهو ذكرى لمن ألقى السمع وهو شهيد وبخصوص الذكر فهو محور أساسي من المحاور التي تناولها القرآن الكريم فالله تعالى يقول واذكر ربك كثير وسبح بحمده في العشي والإبكار .


الفريضة الغائبة عند السلفيون هى الجهاد بالسيف أما عند القرآنيون هى ذكر الله .


فالذكر فريضة غائبة أهملها المسلمون ، وجعلوه لفظا يتشدقون به دون أن يستحضروا عظمة المولى عز وجل ، فالله سبحانه وتعالى جعل الذكر في منزلة أعلى من الصلاة إذا استحضر الفرد جلال وجه الله الكريم وقدرته التي يحار الفهم فيها يقول تعالى إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ولذكر الله أكبر.


إن الصلاة خمس مرات في اليوم بمجموعها لا تستغرق أكثر من نصف ساعة في اليوم أما عن الذكر بمعناه الحقيقي والذي عرفه لنا القرآن الكريم فيشمل باقي اليوم ، هكذا علمنا القرآن العظيم ، وهكذا يعلمنا أن نذكر بالقرآن {نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَقُولُونَ وَمَا أَنتَ عَلَيْهِم بِجَبَّارٍ فَذَكِّرْ بِالْقُرْآنِ مَن يَخَافُ وَعِيدِ }ق 45. {فَذَكِّرْ إِن نَّفَعَتِ الذِّكْرَى }الأعلى 9 {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَى بِآيَاتِنَا أَنْ أَخْرِجْ قَوْمَكَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللّهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ }إبراهيم5 .


لابد أن يجعل المسلم ذكره لله أياما متواصلة كما أمرنا بذلك القرآن العظيم ، والأيام هى مجموع عمر الإنسان فلابد وأن يكون الذكر ممتد بامتداد العمر .


خالص الشكر للأستاذ الفاضل محمد صادق وننتظر منه المزيد مما فتح الله به عليه .


7   تعليق بواسطة   محمد صادق     في   السبت ١٠ - سبتمبر - ٢٠١١ ١٢:٠٠ صباحاً
[60070]

الأستاذة عائشة حسين

أختنا الكريمة الأستاذة عائشة حسين،


أشكرك على مرورك الكريم، وحقا أختنا الكريمة، ما قدروا الله حق قدره، ولو علموا أن الله يسمع ويرى ما وقعوا فى المحظور ولكن إتبعوا ما لا ينفعهم ولا يضرهم. إتبعوا ملذات الحياة الدنيا وغفلوا عن ذكر الله ، سبحان الله عما يشركون.


من انواع الذكر ما أخبرنا به الخبير سبحانه فى سورة آل عمران:


إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ (190) الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَىٰ جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَٰذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ (191)


كم من العباد يتدبر هذا المقطع القرآنى ويتأمل فى أنواع الذكر فى جميع الأوقات، وليس كما يقولون إن قلت الله الله الله سبعين مرة أو إذا قرأت سورة ياسين، كتب الله لك بيتا فى الجنة، حتى لو سرق أو زنى، نعم حتى لو سرق أو زنى، رغم أنف أبى ذر.


بارك الله فيك وزادك من علمه.


كل التقدير واإحترام،


أخوكم محمد صادق


8   تعليق بواسطة   آحمد صبحي منصور     في   الثلاثاء ١٣ - سبتمبر - ٢٠١١ ١٢:٠٠ صباحاً
[60134]

أخى الحبيب ـ أخى الأكبر استاذ محمد صادق ، جزاك الله تعالى خيرا

متعتى هائلة بقراءة كتابات أخى الأكبر محمد صادق واجتهاداته ، ولكن يفوقها أن تجلس معه وأن تسمع اليه ، فهو قطعة من التاريخ المصرى تسير على قدمين . تذهلك دماثة خلقه وبساطته وادبه وطيبة قلبه وحيويته وقد جاوز السبعين . تقابلنا فى مصر حين شرفنى بالزيارة فى بيتى ، وتوثقت الصلة بيننا على البعد ، وحين دخل أهل القرآن الطور الراهن من الحركة والظهور والتأثير لم يثبت معى من الجيل القديم ـ خارج عائلتى واسرتى ـ سوى الاستاذ محمد صادق. لذا أتشرف بأن يكون اخى الأكبر بعد أت تخلى اخوة كبار وتساقطوا فى طريق المحن .


أخى الأكبر محمد صادق اسس فرعا لأهل القرآن فى كندا ، وهو شديد التفاعل فى الدعوة فى محيطه من القاء محاضرات اسبوعية فى بيته وندوات فى الجامعات وحضور مؤتمرات يبلغ فيها رسالة القرآن ويرفع فيها راية الحق الاسلامى .


جزاك الله جل وعلا خيرا أخى الحبيب محمد صادق.


9   تعليق بواسطة   محمد صادق     في   الأربعاء ١٤ - سبتمبر - ٢٠١١ ١٢:٠٠ صباحاً
[60159]

أخى الحبيب وأستاذى د. أحمد منصور

أخى الحبيب وأستاذى الكريم د.أحمد منصور سلام الله عليك،




أخى وأستاذى الكريم، بعد هذه الكلمات وأعتبرها شهادة من سيادتكم أعتز بها إلى أن ألقى الله سبحانه وتعالى. وفى الحقيقة أنى لا أستحق ما وصفتنى به ولقد أخجلتنى حتى عجز اللسان عن التعبير. لقد قررت منذ زمن بعيد أن أكون تلميذا للقرآن الكريم وكانت رحلتى مع القرآن صعبة ووعرة ثم تقلبت بى الدنيا ولم أجد الوسيلة إلى تحقيق هذا الأمل حتى إستجاب الحق جل جلاله ووضع الأسباب حتى تم بعون الله التعرف على سيادتكم ووجدت أنها هى الطريقة الوحيدة لأكون تلميذ القرآن أن أكون تلميذ للدكتور أحمد صبحى منصور، وقد كان والحمد لله فهذا نعمة من الله أسبغها على والحمد لله رب العالمين. فأنا تلميذكم أمس واليوم وإلى آخر العمر وقد تعلمنا أن نعرف الرجال فى المحن والشدة والحمد لله لقد من الله على أهل القرآن بقيادة سيادتكم وإلى الأمام يا من إتبع الهدى. وأشكر آل على وخاصة أخى الحبيب د.عثمان وعائلته الكريمة على الحفاوة والكرم الزائد وفى الحقيقة ليس بزائد لأنه من سمات آل على الكرم والأمانة فجزاكم الله كل الخير وأدعو الله سبحانه أن يحيطنى برحمته حتى لآ يتملك الشيطان الغرور من أن يصيبنى الغرور والعياذ بالله وأن ليس فى العمر بقية وسبحان الله بكرة وأصيلا.




كل التقدير والإحترام لشخصكم الكريم وكل عائلة آل على.

تلميذك العبد لله محمد صادق


10   تعليق بواسطة   محمد صادق     في   الثلاثاء ٢٠ - سبتمبر - ٢٠١١ ١٢:٠٠ صباحاً
[60284]

الأخ الكريم الأستاذ محمود مرسى

أخى الحبيب الأستاذ محمود مرسى سلام الله عليك،


أخى الحبيب، اشكرك شكرا جزيلا على مرورك الكريم وما خطه قلمك ما هو إلا بحر من علم سيادتكم وتمسككم بالقرآن الكريم، أدعو الله أن يزدكم علما.


أخى الأستاذ محمود، أرجو أن تقبل إعتذارى فى التاخير عن الرد على تعليق سيادتكم وذلك أولا لم ارى تعليقكم إلا بعد فترة وثانيا لظروف مرضية ولكن الآن كل شيئ عل ما يرام والحمد لله رب العالمين.


لقد صدقت أخى الحبيب فى كل ما ذهبت إليه، وفعلا الذكر هو من أهم الروابط الإسلامية التى تربط العبد بربه ليلا ونهارا فإن كان الله سبحانه معنا 24 ساعة فكم من الوقت خصصناه لرب العباد، والذكر هو بالمعنى العام أن تكون مع الله بالقلب واللسان ثم نقوم بوضع هذا الذكر موضع التفيذ العملى فى الحياة الدنيا. الله سبحانه يعطينا مفتاح النجاح ومعظم المسلمين فى سبات عميق فلنقرا ما أرشدنا المولى إليه فى سورة آل عمران وتبين أهمية الذكر ليس لإرضاء الله سبحانه فقط ولكن لمصلحة العبد الذى يريد المغفرة وينال ثواب الجنة:


"  وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَىٰ مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ "3:135


أخى الحبيب معظم المسلمين فى غفلة حتى توقظهم الصيحة الكبرى وفى هذا قد فات الآوان فلا مَرَدْ.


كل التقدير والإحترام


أخوكم محمد صادق


11   تعليق بواسطة   محمد عبدالرحمن محمد     في   الثلاثاء ٢٠ - سبتمبر - ٢٠١١ ١٢:٠٠ صباحاً
[60306]

بل نفعنا الله بعلمك .. ومتعك بالصحة والعافية..أستاذنا وأخونا الكبير ..

 استاذنا وأخونا الكبير / محمد صادق السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..  ألف لا لابأس عليك ومتعك الله تعالى بالصحة والعافية .. فأنت زخر لنا كأخ كبير في العقيدة القرآنية ,, وأنت مكسب كبير لموقع أهل القرآن


 وحتى أخي الكريم حتى ولو لم ترد على التعقيب هذا لن يمنعنا من أن نقرأ لك ونتعلم من .. والله  يعلم ذلك ..


 أدعوا الله تعالى  لك  بدوام العافية والصحة .. إنه قريب مجيب الدعاء .


والسلام عليكم ورحمة الله.


أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق
تاريخ الانضمام : 2007-10-30
مقالات منشورة : 451
اجمالي القراءات : 7,333,779
تعليقات له : 702
تعليقات عليه : 1,407
بلد الميلاد : Egypt
بلد الاقامة : Canada