سؤالان

الإثنين ١٤ - نوفمبر - ٢٠٢٢ ١٢:٠٠ صباحاً


نص السؤال:
السؤال الأول تقول إن شهادة الاسلام واحدة فقط ( لا إله إلا الله ) وترفض إضافة الشهادة بمحمد رسول الله . فما قولك فى قول الله سبحانه وتعالى ( وَشَهِدُوا أَنَّ الرَّسُولَ حَقٌّ ) ؟ السؤال الثانى كلمة ( مفعول به ) معناها معروف فى علم النحو ، أى الذى يقع عليه فعل الفاعل ، مثل : امطرت السماء مطرا . ف مطرا مفعول به . فهل ( مفعول ) فى القرآن الكريم هى بنفس المعنى النحوى ؟
آحمد صبحي منصور :

إجابة السؤال الأول

أنت تقتطع جزءا من آية كريمة ، وهذه الآية نفسها فى سياق يناقض ما تقوله . لتوضيح ذلك نذكر الآيات الكريمة كلها . قال جل وعلا فى سورة آل عمران :

1 ـ ( أَفَغَيْرَ دِينِ اللَّهِ يَبْغُونَ وَلَهُ أَسْلَمَ مَنْ فِي السَّمَوَاتِوَالأَرْضِ طَوْعاً وَكَرْهاً وَإِلَيْهِ يُرْجَعُونَ (83) . هذا عن الاسلام دين الله جل وعلا الحق .

2 ـ ( قُلْ آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ عَلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَقَ وَيَعْقُوبَ وَالأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَالنَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ (84) . هذا عن الايمان بكل الرسالات الالهية مع النهى عن التفريق بين الرسل ، ليكون اسلام القلب صحيحا .

3 ـ ( وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلامِ دِيناً فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنْ الْخَاسِرِينَ (85) . الذى يفرّق بين الرسل يكون قد إبتغى غير الاسلام دينا ، ولن يقبله الله جل وعلا يوم الدين ، وسيكون من الخاسرين .

4 ( كَيْفَ يَهْدِي اللَّهُ قَوْماً كَفَرُوا بَعْدَ إِيمَانِهِمْ وَشَهِدُوا أَنَّ الرَّسُولَ حَقٌّ وَجَاءَهُمْ الْبَيِّنَاتُ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (86) . هناك من إرتد من بعد أن شهد بأن القرآن حق ( الرسول يأتى بمعنى القرآن فقط ) والسياق هنا عن الرسالة الالهية المشار اليها فى السياق . ولو كانت شهادة على ( محمد ) لكان القول ( وشهدوا أن الرسول محمدا حق ).

 

إجابة السؤال الثانى

لا .

1 ـ تأتى كلمة مفعول عن الأمر الالهى التشريعى الذى ينبغى تنفيذه وتحقيقه كما فى قوله جل وعلا : ( وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَاهُ فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِنْهَا وَطَراً زَوَّجْنَاكَهَا لِكَيْ لا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ إِذَا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَراً وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولاً (37) الاحزاب )

2 ـ وتأنى فى تحقيق الوعد الالهى ، فى السياقات الآتية :

2 / 1 : عن بنى إسرائيل :  ( وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إسْرائِيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوّاً كَبِيراً (4) فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ أُولاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَاداً لَنَا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُوا خِلالَ الدِّيَارِ وَكَانَ وَعْداً مَفْعُولاً (5) الاسراء ).

2 / 2 : عن أهل الكتاب : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ آمِنُوا بِمَا نَزَّلْنَا مُصَدِّقاً لِمَا مَعَكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَطْمِسَ وُجُوهاً فَنَرُدَّهَا عَلَى أَدْبَارِهَا أَوْ نَلْعَنَهُمْ كَمَا لَعَنَّا أَصْحَابَ السَّبْتِ وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولاً (47) النساء ).

2 / 3 : عن تحقيق الوعد الالهى فى موقعة بدر :

2 / 3 / 1 : جاء الوعد الالهى فى قوله جل وعلا : ( وَإِذْ يَعِدُكُمْ اللَّهُ إِحْدَى الطَّائِفَتَيْنِ أَنَّهَا لَكُمْ وَتَوَدُّونَ أَنَّ غَيْرَ ذَاتِ الشَّوْكَةِ تَكُونُ لَكُمْ وَيُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُحِقَّ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ وَيَقْطَعَ دَابِرَ الْكَافِرِينَ (7) الانفال ) .

2 / 3 / 2 : وجاء تحقيقه فى قوله جل وعلا : ( إِذْ أَنْتُمْ بِالْعُدْوَةِ الدُّنْيَا وَهُمْ بِالْعُدْوَةِ الْقُصْوَى وَالرَّكْبُ أَسْفَلَ مِنْكُمْ وَلَوْ تَوَاعَدتُّمْ لاخْتَلَفْتُمْ فِي الْمِيعَادِ وَلَكِنْ لِيَقْضِيَ اللَّهُ أَمْراً كَانَ مَفْعُولاً لِيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَنْ بَيِّنَةٍ وَيَحْيَا مَنْ حَيَّ عَنْ بَيِّنَةٍ وَإِنَّ اللَّهَ لَسَمِيعٌ عَلِيمٌ (42) إِذْ يُرِيكَهُمْ اللَّهُ فِي مَنَامِكَ قَلِيلاً وَلَوْ أَرَاكَهُمْ كَثِيراً لَفَشِلْتُمْ وَلَتَنَازَعْتُمْ فِي الأَمْرِ وَلَكِنَّ اللَّهَ سَلَّمَ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ (43) وَإِذْ يُرِيكُمُوهُمْ إِذْ الْتَقَيْتُمْ فِي أَعْيُنِكُمْ قَلِيلاً وَيُقَلِّلُكُمْ فِي أَعْيُنِهِمْ وَيُقَلِّلُكُمْ فِي أَعْيُنِهِمْ لِيَقْضِيَ اللَّهُ أَمْراً كَانَ مَفْعُولاً وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الأُمُورُ (44) الانفال )

2 / 4 : عن تحقيق الوعد الالهى بنزول القرآن الكريم : ( قُلْ آمِنُوا بِهِ أَوْ لا تُؤْمِنُوا إِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ مِنْ قَبْلِهِ إِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ سُجَّداً (107) وَيَقُولُونَ سُبْحَانَ رَبِّنَا إِنْ كَانَ وَعْدُ رَبِّنَا لَمَفْعُولاً (108) الاسراء )

2 / 5 : عن التحقيق القادم للوعد الالهى بقيام الساعة ومجىء اليوم الآخر : ( فَكَيْفَ تَتَّقُونَ إِنْ كَفَرْتُمْ يَوْماً يَجْعَلُ الْوِلْدَانَ شِيباً (17) السَّمَاءُ مُنْفَطِرٌ بِهِ كَانَ وَعْدُهُ مَفْعُولاً (18) المزمل )



مقالات متعلقة بالفتوى :
اجمالي القراءات 1460
التعليقات (2)
1   تعليق بواسطة   مصطفى اسماعيل حماد     في   الإثنين ١٤ - نوفمبر - ٢٠٢٢ ١٢:٠٠ صباحاً
[93661]

تعقيب


جاءت كلمة الرسول بمعنى محمد البشر فى أكثر من آية أكتفى منها بآية غاية فى  التصريح حيث يقول الله تعالى فى سورة النور:أَفِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ أَمِ ارْتَابُوا أَمْ يَخَافُونَ أَن يَحِيفَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَرَسُولُهُ ۚ بَلْ أُولَٰئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ ﴿٥٠﴾‏ومعلوم بداهة أن القرآن لن يحيف،كما أنه فى الآية المذكورة أعتقد أن المقصود هو محمد البشر فالآية تقول:كَيْفَ يَهْدِي اللَّهُ قَوْماً كَفَرُوا بَعْدَ إِيمَانِهِمْ وَشَهِدُوا أَنَّ الرَّسُولَ حَقٌّ وَجَاءَهُمْ الْبَيِّنَاتُ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ .ففى الآية ذُكِرت البينات وهى القرآن ،فهل من بلاغة القرآن أن يقول الله تعالى وشهدوا أن القرآن حق وجاءهم القرآن؟هذا مع إيمانى المطلق بأنه لاينبغى أن يُذكر فى الصلاة سوى اسم الله لقوله تعالى فى سورة الأنعام:قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ﴿١٦٢﴾‏ لَا شَرِيكَ لَهُ ۖ وَبِذَٰلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ﴿١٦٣﴾‏,وفى سورة الجن:وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا﴿١٨﴾‏ و فى سورة طه مخاطبا رسوله موسى:إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي﴿١٤﴾‏ ،إذا فذكر الرسول وآله وأصحابه والعباد الصالحين فى الصلاة يناقض الأمر الإلهى الواضح بجعلها خالصة لوجهه الكريم،بل لاأكون مغاليا إذا أكدت بأن القرآن الكريم وصف ذكرغير الله فى الصلاة بالشرك البين.



2   تعليق بواسطة   آحمد صبحي منصور     في   الثلاثاء ١٥ - نوفمبر - ٢٠٢٢ ١٢:٠٠ صباحاً
[93664]

جزاك الله جل وعلا خيرا د مصطفى ، تعقيب رائع ..


وسأعقب عليه فى مقال قادم بعون الرحمن جل وعلا ـ لزيادة الفائدة . 

أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق
تاريخ الانضمام : 2006-07-05
مقالات منشورة : 4985
اجمالي القراءات : 53,483,475
تعليقات له : 5,329
تعليقات عليه : 14,630
بلد الميلاد : Egypt
بلد الاقامة : United State

مشروع نشر مؤلفات احمد صبحي منصور

محاضرات صوتية

قاعة البحث القراني

باب دراسات تاريخية

باب القاموس القرآنى

باب علوم القرآن

باب تصحيح كتب

باب مقالات بالفارسي


استغفار النبى : سمعت ان لك بحثا كاملا ينكر شفاعة النبى محمد...

محامى نصّاب: لفت نظرى سؤال الأخت عن المحا مى المجر م ...

مسألة ميراث وأخلاق !: مات ابى ، وترك زوجة له ( زوجة أبى ) وأخ لى من الأب...

مسألة ميراث : عند توزيع المير اث حسب ما نزل في القرآ ن ...

دليل الفنادق: ارجو الافا دة حول حكم الترو يج لموقع...

الاديان والغزو: هل الادي ان الارض ية للعرب مبررا للغزو...

غسيل الميت: ما رأيك في غسل الميت هل هو واجب؟ ما تقول في...

الموت كتاب مؤجل: لي سؤال في ما يخص ما قمتم بنشره في كتابك م ...

تحطيم الأصنام : انا غير سعيذ بخصوص مقالك التي تدعي فيه بان...

الوصية الشيعية: انا شيعي واقول لك ان القرا ن أمر بالوص يه كتب...

الصراط المستقيم: ما معنى ان يقول الله سبحان ه وتعال ى للنبى فى...

الميتة المحرم أكلها: كيف نحدد الميت ة المحر م أكلها ؟...

وخروا له سجدا: فى سورة يوسف أن اخوته سجدوا له . فهل يصح فى...

الصلاة فى السفر: يؤرقن ى أمر الصلا ة فى مواعي دها وأنا مسافر...

لا إمساك فى رمضان : ما هو التحد يد المتف ق عليه لوقت الامس اك ...

more