خالد منتصر Ýí 2009-04-10
المناخ الفكرى والثقافى فى مصر بما فيه من عدم قبول الآخر ورفض التجديد الدينى وتقديس التراث وعبادة الأفكار القديمة، تجعلنا نشخصه بأنه مصاب بمرض "القولبة "، بمعنى أن هناك قالباً جامداً من الرصاص علينا جميعاً نحن الكيانات المصنوعة من الشمع المصهور أن ندخل وننحشر فى هذا القالب الجاهز ونتشكل على مقاسه، القالب ثابت ونحن المطلوب منا التحور كالأميبا لكى نناسب القالب، فالقالب الرصاصى أولاً، ونحن فى ذيل الأولويات، حتى ولو عند دخولنا كسرت ضلوعنا أو إختنقنا أو نزفت &c; أكبادنا، المهم القالب سليم.
هناك أسطورة يونانية أتذكرها كلما حاولت فهم وتحليل تعاملنا مع التراث وفهمنا للدين، تحكى الأسطورة عن "بروقرسطس " اليونانى الذى يمتلك فندقاً على طريق السفر، كانت سراير الفندق الحديدية كلها على نفس المقاس، وعندما كان ينزل لديه مسافر اطول من مقاس السرير، كان صاحب الفندق يأتى بالمنشار ليبتر ساقى المسافر حتى يصبح على مقاس السرير!!، لم يفكر "بروقرسطس" أن يطور السرير نفسه، أو يجعله مرناً على عجل يطول ويقصر، أو يأتى بسراير على كل المقاسات، تفكيره الأحادى الإتجاه جعله يفضل جز السيقان والأدمغة على تغيير السراير أو تعديل الأسرة بالعربى الفصيح.
نحن نقدس أفكار السلف مثلما كان صاحب الفندق اليونانى يقدس الأسرة!، ونطلب من الناس بتر سيقانها وتجميد ادمغتها لتتناسب مع هذه الأفكار، ونرفض الإعتراف بأن هذه الأفكار بنت زمانها وبيئتها، ومن الممكن أن يتغير بعضها ليناسب العصر، ويظل البعض الآخر مما يناسبه بالفعل الآن، نحن مرعوبون من الأفكار الجديدة رعب خفاش الكهف من النور، ومفزوعون من يد التغيير ونظن أنها دائماً تخفى تحت القفاز خنجراً وقارورة سم.
هذا المنهج الذى لايريد تغيير بوصلته ولو بضعة ملليمترات، يتجلى أعظم مايتجلى عند مناقشة الأحاديث، فقد كان يناقشنى زميل من الأطباء عن حديث غمس الذبابة التى فى جناحها داء والآخر دواء، وكان مصراً وهو الدارس لميكروبات هذه الحشرة والعارف بأضرارها على أن العلم سيكتشف بعد ألف سنة صحة هذا الحديث، كان أمامه حل بسيط وهو الإعتراف بأن هذا الحديث وليد مفاهيم هذا الزمان، وبأنه لايوجد أمر إلهى بإيقاف ساعة الزمن ومنع التطور منذ ألف وأربعمائة سنة، ولكن لأن الذى يحكمه هو نفس منهج اليونانى "بروقرسطس"، بأن القديم سواء كان حديثاً أو تفسيراً أو رأياً فقهياً صحيح وثابت، وعلينا أن نطوع عقولنا مهما تعلمنا ومهما تراكم أمامنا من معارف وعلوم جديدة، علينا أن نطوعها للرأى القديم، وأن تكون مهمتنا الوحيدة هى قياس الجديد على الباترون القديم، وقص الزائد منه حتى يتطابقا، ونلغى كل ماتعلمناه وإلا إتهمنا بالكفر والبعد عن صحيح الدين.
الدين لإسعاد البشر وليس لثراء الكهنة.
الدكتور خالد منتصر كاتب محترم وذكي في كتاباته وهو مثال للعلماني النزيه والحيادي ، وفي مقاله هذا يعالج قضية القولبة في العقل العربي والمسلم وكيف أنها تتحكم فيه وتؤثر على نموه وتجعله لا يفارق أوهام الماضي ، فهو يعيش فيها ويستحسنها ويخشى أن يخرج للنور ربما لأنه تعود على الظلام .. هذا مع أن القرآن الكريم يحمل في داخل الثورة على إتباع ما الفنا عليه آبائنا ، وجعل الاتباع بلا فهم كمثل الذي ينعق بما لا يبصر .. وبسبب أن القرآن مهجورا بيننا نحن المسلمين فإننا نستعذب الجهل والتخلف والمرض ..
" وكان مصراً وهو الدارس لميكروبات هذه الحشرة والعارف بأضرارها على أن العلم سيكتشف بعد ألف سنة صحة هذا الحديث، كان أمامه حل بسيط وهو الإعتراف بأن هذا الحديث وليد مفاهيم هذا الزمان، وبأنه لايوجد أمر إلهى بإيقاف ساعة الزمن ومنع التطور منذ ألف وأربعمائة سنة،"
الاستاذ الفاضل خالد منتصر مقال ممتاز ، وأقول أنه أمام الاحاديث وأقوال الفقهاء ينسى الإنسان مقدار العلم الذي درسه أو يتناساه عن قصد ظنا منه أن تلك الأحاديث والأقوال مقدسة ولا يجب المساس بها ولا يستعمل عقله أبدا فى التفكير فى مدى صحتها أو خطؤها ، فحتى لو كانت تخالف القرآن والإسلام يتغاضى عن ذلك بسبب قدسية تلك الأحاديث ، فماذا تظنه يفعل لو خالفت العلم ؟ الإجابة معروفة.
الوقت من ذهب عند الدكتور خالد منتصر ، فهو يستغل ما تبقى من وقته في مقالات تسلط الضوء على نقاط سلبية ، يهدف من وراء ذلك إلى الإصلاح في مجال يعرفه ومتكن فيه ، و هو حتى لا يعقب على التعليقات وبالرغم من ذلك أرى معلقين على صفحته لأن المقال الجيد يفرض نفسه وهذا الفكر المتميز يأخذ كل وقته مما جعلني أقول صحيح إن الوقت من ذهب .
السلام عليكم
ارجو من الكاتب وكل من يشك فى الاعجاز العلمى فى حديث الذبابة أن يقرأ هذا البحث،وأن يستفسر من صاحبه عن طريق الايميل اذا كان له أى استفسار او تعليق،كما طلب صاحب البحث ذلك فى نهايته.
http://55a.net/firas/arabic/index.php?page=show_det&id=1096&select_page=5
وعلى راى المثل
على آد لحافك اقطع رجلييك
دعوة للتبرع
الرسول والرسالة: سؤالي هو حول قوله تعالى ما غنمتم من شيء فان لله...
يجول بخاطرى .!!: اتحد ث في نفسي عن اشخاص واشتم هم في عقلي...
لا مجيب حتى الآن : بسم الله الواح د القها ر الذي اومن بكتاب ه ...
غربلة الاحاديث: ماهي المعا يير والقو اعد لغربل ة المنس وب ...
فى مسجد الضرار: الأية فى سورة التوب ة التى تتكلم عن مسجد...
more
حديث الذبابة هذا يشبه أيضا ما جبلنا عليه منذ الصغر من كراهية للكلب النجس،الذي إذا لعق إناء أحدكم فلابد أ ن يغسله سبع مرات إحداهن بالتراب ، حتى ولو كان في مكان ليس فيه تراب . اتصرف لابد من ذلك حرفيا !! وقد تصادف أن نوقش هذا الموضوع على شاشة إحدى القنوات وكانت مقدمة البرنامج مصرة على أخذ اعتراف من الضيف ـ كان طبيبا مع آخرين ـ على وجود ضرر في لعاب الكلب وكان الطبيب يتهرب من الإجابة،وفي النهاية اضطر إلى القول بأنه لا يوجد أي ضرر في لعاب الكلب على عكس القطة فتتسبب في حدوث مرض يسمى باسمها !!!