الناس عامة تعيش على وهم كبير اسمه الشفاعة فالنبى سوف يشفع لأمته والغريق سوف يشفع لأهله وكذلك يشفع المبطون والشهيد وووو  ....إلخ، وكل هؤلاء سوف يشفعون ، ويرتكب الناس الكثير من الخطايا ويقولون  يا عم ما النبى هيشفع لنا ويدخلنا الجنة ، والذى يقول أيضا يا عم دى أمة محمد كلها فى الجنة ، فأفعل ما شئت وارتكب الذنوب والخطايا والكل سوف يُشفع له  ، لو هذا الكلام صحيح فكيف ينال الظالم عقابه وكيف ينال المحسن ثوابه طالما هما فى النهاية سواء وسوف يشفع لهم النبى أو غيره ، هل هذا يجوز أن يتساوى المؤمنيين والكافرين والمنافقين ، وكيف يتفق هذا مع  وجود عشرات الآيات فى القرآن الكريم تكذب ذلك ومنها على سبيل المثال لا الحصر

{فَالْيَوْمَ لَا يَمْلِكُ بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ نَّفْعاً وَلَا ضَرّاً وَنَقُولُ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا ذُوقُوا عَذَابَ النَّارِ الَّتِي كُنتُم بِهَا تُكَذِّبُونَ }سبأ42

{يَوْمَ لَا يُغْنِي مَوْلًى عَن مَّوْلًى شَيْئاً وَلَا هُمْ يُنصَرُونَ }الدخان41

{يَوْمَ لَا تَمْلِكُ نَفْسٌ لِّنَفْسٍ شَيْئاً وَالْأَمْرُ يَوْمَئِذٍ لِلَّهِ }الانفطار19

مازال هناك بشر مغيبون عن طريق شيوخ تبيع لهم الوهم وتريحهم وتجعلهم ينامون مطمئنين بعدما يكونوا قد ارتكبوا كثير من االجرائم  والأخطاء والآثام ، ولكن بهذه الأحاديث المضللة ووعود الشيوخ الذين ينساقوا وراء الشيطان ووراء مصالحهم الدنيوية يقتنعوا بكل كلامهم ويستمروا في طريق الفساد والغواية  والغش مادام هناك شفاعة ومحسوبية ،   {يَعِدُهُمْ وَيُمَنِّيهِمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلاَّ غُرُوراً }النساء120.

المتابع للسلوك العام لدى المسلمين يجد أن أغلبهم يفعل المعاصي بجميع أنواعها ، وهو واثق أنه في الآخرة سيجد من سيشفع له ، وهذه الفرية رغم أنها تخالف الدين والعرف ، تجد أن الكثيرين يدافع عنها بكل ما أوتي من قوة .. لدرجة أن من ينكر الشفاعة يعد كافرا .. مهما أتي من آيات قرآنية .. ومهما كان يصلي أو يزكي ، وذلك لأن يسفه أحلامهم ويواجههم بالمصير الذي ينتظرهم .. وإنكار الشفاعة هو من أهم الإعتراضات على الفكر القرآني .. حيث يقال أن القرآنيين لا يريدون لنا أن ندخل الجنة بشفاعة الرسول ، ويترتب على ذلك أن العصاة الذين لا يريدون التوبة تراهم يكرهون أهل القرآن كراهية تحريم ..

إخواني الكرام وأساتذتي الأجلاء السلام عليكم جميعا ورحمته وبركاته , مؤكد لا يوجد شفاعة من أحد وإلا لكنا نمنا الآن دون عمل معتمدين عليها , فقط لدي استفسار بسيط عن الاستثناء الوارد في آية الكرسي ( من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه ) ألا يوحي بأن هناك من يمكنه الشفاعة بعد أخذ الإذن من الله جل جلاله , أم ماذا بالضبط ؟ أرجو شاكرا إفادتي ولكم احترامي

 الأستاذ زهير بادناب السلام عليكم ورحمة الله ، لو تسمح لي أخي الكريم أن أجيبك على سؤالك ، وهو أن الاستثناء للملائكة أخي وتكون شفاعتهم بتقديم كتاب الأعمال

هذه الآية القرآنية تثبت أن هذا الأستثناء هو خاص بالملائكة .. وهو يعني تقديم الأعمال .. حيث يقول الله سبحانه وتعالى (1 - { وَكَم مِّن مَّلَكٍ فِي السَّمَاوَاتِ لَا تُغْنِي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئاً إِلَّا مِن بَعْدِ أَن يَأْذَنَ اللَّهُ لِمَن يَشَاءُ وَيَرْضَى } النجم26 .. أي أن عمل الفرد وهو شفاعته عند الله سبحانه وتعالى لا تغني أي لا تنفع إلا لمن يأذن له الله سبحانه وتعالى .. بمعنى آخر الشفاعة هى تقديم الملائكة لكتاب الأعمال وذلك من بعد أن يأذن الله لمن يشاء ويرضى . والله تعالى أعلم .