أربعة أسئلة

الخميس ٢٣ - مايو - ٢٠٢٤ ١٢:٠٠ صباحاً


نص السؤال:
السؤال الأول : قرأت لك إن النبى عليه السلام هو الذى كتب القرآن الكريم بيده وأن بعض أصحابه كانوا يقومون بإملائه وهو يكتب نسخا منه ، ولهذا ففى كتابة القرآن الكريم سرّا معينا تم إكتشافه فى بعض ما قالوه عن الاعجاز الرقمى فى القرآن الكريم . بالتالى لا وجود لما يسمى بكتبة الوحى ، أو ان النبى كان ( أميا ) أى لا يعرف القراءة والكتابة لأن معنى (أمّى ، أميين ) هى عن العرب الذين لم ينزل عليهم كتاب مثل أهل الكتاب . إقتنعت بهذا ، وإقتنعت أيضا بأن عثمان هو الذى أحرق نسخ القرآن المخالفة لما كتبه النبى ولهذا سمى المصحف الموجود معنا انه بالرسم العثمانى نسبة لعثمان . سؤالى إذا كانت هذه ميزة كبرى لعثمان فى خلافته فلماذا تهاجمه فى كتابك ( المسكوت عنه فى تاريخ الخلفاء الراشدين ) وتصفه بالخليفة الفاسد ؟ وهل يعقل أن يقوم شخص سىء بهذه الخدمة الجليلة للقرآن الكريم .؟ السؤال الثانى : من الاستاذة الثريا عدنان احمد هل من تقدم بهدية ( هاتف ) لخطيبته تعتبر سحت وحرام؟ السؤال الثالث : يقول تعالى ( وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لا تُحْصُوهَا إِنَّ اللَّهَ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ (18) النحل ) لماذا قال ( نعمة ) بالمفرد ؟ ولماذا قال ( لا تحصوها ) وليس لن تحصوها ؟ السؤال الرابع من الاستاذ كريم الاندلسى : ما معنى لا تأكلوا الربا ( أضعافا مضاعفا ) كيف أضعافا مضاعافا ... ؟ وما معنى يتخبطه الشيطان من المس ... ؟ وشكرا
آحمد صبحي منصور :

إجابة السؤال الأول :

1 ـ قوله جل وعلا بصيغة التأكيد عن ذاته جل وعلا : ( إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ (9)  الحجر ) يعنى إلزما للبشر المعنيين بحفظ النّص القرآنى ، مع إن أكثرهم مشركون . ولا ننسى قوله جل وعلا عن كتابه الكريم : ( إِنَّ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي آيَاتِنَا لا يَخْفَوْنَ عَلَيْنَا أَفَمَنْ يُلْقَى فِي النَّارِ خَيْرٌ أَمْ مَنْ يَأْتِي آمِناً يَوْمَ الْقِيَامَةِ اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (40) إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالذِّكْرِ لَمَّا جَاءَهُمْ وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ (41) لا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ تَنزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ (42)  فصلت )

2 ـ الله جل وعلا هو الذى ضمن حفظ القرآن الكريم بنصّه ورسمه ، ووصل الينا بكتابته الفريدة والمختلفة عن الكتابة العربية العادية . والله جل وعلا لم يستخدم الملائكة فى هذا بل إستخدم البشر ، ومنهم المؤمن والكافر . وترى هذا فى ( التفاسير )، يأتون بنصّ الآية القرآنية كما هى ، ثم بعدها يقولون فى ( تفسيرهم ) كل أنواع الكفر . المستشرقون المتهمون بعداء الاسلام والقرآن منهم من قدّم أروع خدمة للقرآن . عندما خرج القذافى برأى يقول بحذف كلمة ( قُل ) من القرآن الكريم سمعت الشيخ عبد الحليم محمود شيخ الأزهر يهاجمه ويردد ( هذا كُفر .. هذا كُفر ) . مع إننى أشهد بأن عبد الحليم محمود كان عريقا فى التصوف ، أى فى الكفر .

 إجابة السؤال الثانى :

1 ـ لا يجوز إستحلال الحرام كما لا يجوز تحريم الحلال . الحرام محدد ، وهو إستثناء . ومن يهدى شيئا ليس حراما ( مثل الهاتف ) فليس حراما وليس سُحتا .

2 ـ وعموما فالوسائل والأدوات ليست حراما فى حد ذاتها . يقع عليها حكم الحرام أو المباح أو الواجب فى طريقة إستخدامها . السكين ليست حراما فى ذاتها . يكون مُباحا إستعمالها فى المطبخ مثلا ، ويكون حراما إستعمالها فى الاعتداء ظلما ، وقد يكون واجبا الدفاع الشرعى بها دفاعا عن حق الحياة . وهكذا فى الهاتف . إستعماله تجرى عليه هذه الاحتمالات ، أما هو فليس حراما فى ذاته .

 إجابة السؤال الثالث :

قال جل وعلا : ( وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لا تُحْصُوهَا إِنَّ اللَّهَ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ (18) النحل ).

( نعمة ) إسم جنس يعنى كل أنواع النعم . ( لن تحصوها ) نفى للمستقبل فقط ، ( لم تحصوها ) نفى للماضى فقط . أما ( لا تُحْصُوهَا ) فهو نفى مطلق بلا تحديد للزمان .

 إجابة السؤال الرابع :

جاءت ( اضعافا مضاعفة ) مرتين فقط فى القرآن الكريم . قال جل وعلا :

1 / 1 : فى التبرع لوجه الله جل وعلا : (  مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافاً كَثِيرَةً وَاللَّهُ يَقْبِضُ وَيَبْسُطُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (245) البقرة )

1 / 2 : فى تحريم الفائدة المضاعفة فى ربا التجارة والذى يكون عن تراض ، كما يحدث فى التعامل مع البنوك . ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَأْكُلُوا الرِّبَا أَضْعَافاً مُضَاعَفَةً وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (130) وَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ (131) وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (132) آل عمران ). مضاعفة الفائدة جريمة إثمها على من يفرضها ، ولا إثم على الطرف الراضى والمتضرر.

2 ـ قال جل وعلا : (  الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لا يَقُومُونَ إِلاَّ كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنْ الْمَسِّ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا إِنَّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ الرِّبَا وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا فَمَنْ جَاءَهُ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّهِ فَانتَهَى فَلَهُ مَا سَلَفَ وَأَمْرُهُ إِلَى اللَّهِ وَمَنْ عَادَ فَأُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (275)  البقرة ). قوله جل وعلا : ( كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنْ الْمَسِّ ) هى صورة مجازية بالتشبيه بهدف الوعظ ، أى تشبيه مُدمن الربا بمن يتحكم فيه الشيطان فيصبح يتخبّط فى سلوكه . وهذا فى ربا الصدقة ، أى يأتى فقير لشخص يطلب حقه فى الصدقة فيعطيه مالا بالربا . وهذا ما جاء فى سياق موضوع الربا فى سورة البقرة ( آيات من 262 : 281 ).



مقالات متعلقة بالفتوى :
اجمالي القراءات 2031
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق
تاريخ الانضمام : 2006-07-05
مقالات منشورة : 5322
اجمالي القراءات : 65,641,222
تعليقات له : 5,520
تعليقات عليه : 14,917
بلد الميلاد : Egypt
بلد الاقامة : United State

مشروع نشر مؤلفات احمد صبحي منصور

محاضرات صوتية

قاعة البحث القراني

باب دراسات تاريخية

باب القاموس القرآنى

باب علوم القرآن

باب تصحيح كتب

باب مقالات بالفارسي


عن لحظات قرآنية : تعقيب ا على اضافا ت بعض الاخو ة اقول...

الفاتحة وملة ابراهيم: اذا كانت الصلا ة معروف ة بعدد ركعات ها ...

انا من بنغلاديش: • انا من بنغلا ديش. انا في مشكله في ان...

زواج باطل : تزوجت من يومين زواج متعة بايجا ب وقبول ودفعت...

مطلقة ارملة: ما هى عدة المطل قة اذا توفى عنها طليقه ا قبل...

قفز للدور العاشر: السل ام عليكم ورحمة الله وبركا ته. يقول...

أهلا بك كاتبا معنا: الأب الفاض ل والمع لم الجلي ل .استا أحمد...

زوجة تتخيل الزنا : تزوجت وأنا صغيرة وأنا رائعة الجما ل وزوجى...

حج الأنبياء : لماذا لم يقم رسلُ اللهِ موسى وعيسى بالحج ّ ...

سؤال ملحق بالتخصيب: أشعر يا استاذ ى بالفخ ر بالان تماء الى...

العرب المفترون: العرب لكي يدافع ون على لغتهم العرب ية ...

زهايمر: ( كانت هى فى بلدنا أشهر وأجمل راقصة حين كانت...

رواية كاذبة : كلنا نعرف قصة المنا فق قزمان الذي قاتل مع...

سؤالان : السؤ ال الأول : انا ابتعد ت عن السكر يات ...

المهم الخشوع والتقوى: في صلاتي عند الركو ع أحب بسط يداي و كفاي على...

more