( 4 ) ملامح الضلال كسلوكيات ومواقف لأشخاص :

آحمد صبحي منصور Ýí 2009-05-18


مقدمة :
بين منهج القرآن فى القصص ومنهج مؤرخى السيرة
المادة التاريخية قسمان : تاريخ للماضين وتاريخ معاصر للحدث . أما فى القصص القرآنى فالمادة التاريخية فيه ثلاثة أقسام ، تشمل : تاريخ الماضين قبل نزول القرآن ، مثل قصص الأنبياء والأمم السابقة ، وهناك تاريخ مستقبلى أخبر عن بعض ما سيأتى فى المستقبل ، وهناك تاريخ معاصر ،أى عاصر ما يحدث للنبى محمد وعلاقاته بالمشركين وبالمؤمنين.


هو ايضا تاريخ معاصر بمعنى إنه يمكن تطبيق بعضه على كل عصر ويكون معاصرا لكل عصر، والسبب هو فى الصياغة القرآنية الفريدة للمادة التاريخية ، فالقرآن الكريم لا يهتم بذكرأسماء الأشخاص أو مكان الحدث أو زمن حدوثه ، فيقول مثلا : (وَإِذَا رَأَوْكَ إِن يَتَّخِذُونَكَ إِلاَّ هُزُوًا أَهَذَا الَّذِي بَعَثَ اللَّهُ رَسُولا ) ( الفرقان 41 ) (وَإِذَا رَآكَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِن يَتَّخِذُونَكَ إِلاَّ هُزُوًا أَهَذَا الَّذِي يَذْكُرُ آلِهَتَكُمْ ) ( الأنبياء 36 ) . أى كان المشركون يسخرون بالنبى إذا مرّ بهم ويشيرون اليه قائلين إستهزاءا :( أَهَذَا الَّذِي بَعَثَ اللَّهُ رَسُولا ؟؟! ) (أَهَذَا الَّذِي يَذْكُرُ آلِهَتَكُمْ ؟؟! ). ومع أنها حادثة خاصة بالنبى وغير قابلة للتكرار فلا نبى بعد خاتم الأنبياء ولا رسول لله تعالى بعد خاتم رسل الله محمد عليه السلام ، إلاّ إن الصياغة القرآنية هنا أيضا حافظت على قواعدها ، فلم تذكر أسماء المستهزئين بالرسول و لم تذكر المكان بالتحديد ولم تذكر متى بالضبط حدثت تلك الواقعة أو الواقعتان . الاهتمام الأكبر للقصص القرآنى هو أن تتحول المادة التاريخية الى موعظة ،أى تتحرر الحادثة التاريخية من أسر الزمان والمكان و أسماء الأشخاص لتدور فوق الزمان والمكان صالحة للتطبيق على كل من يقول ويفعل نفس ما يفعله أولئك المشركون الضالون .
بعد موت النبى محمد عليه السلام وخلال القرن الأول الهجرى دارت الحركة العلمية للمسلمين بسيطة شفهية تجمع بين بدايات ما أصبح يسمى بالفقه والحديث والتفسير والسيرة. وحدثت الفجوة بين تلك الحركة العلمية والقرآن الكريم حيث كانت تلك الحركة العلمية تعبر عن أحوال المسلمين التى اختلفت ثم تناقضت مع تعاليم الاسلام.
ونتوقف مع السيرة بالذات حيث قام برواية أحداثها شفهيا الجيل الثانى والجيل الثالث من أبناء الصحابة وأبناء من كان مشركا وكافرا ومنافقا معاديا للاسلام ورسول الاسلام. ولأن عادة العرب كانت ـ ولا تزال ـ هى الفخر بالأجداد فقد تحرج أحفاد من كان معاديا للنبى أن يذكر أسماء أجداده الذين تحدث القرآن الكريم عن مكائدهم وعدائهم لله تعالى ورسوله. القرآن الكريم تحدث عنهم كصفات لتنطبق الصفات على من يستحقها فى كل زمان ومكان ، ولكن وظيفة التاريخ أو سيرة النبى محمد وأصحابه وعصره أن تضع النقاط فوق الحروف فإذا قال جل وعلا (وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آمَنُوا اتَّبِعُوا سَبِيلَنَا وَلْنَحْمِلْ خَطَايَاكُمْ ) ( العنكبوت 12) فالواجب على من روى وكتب السيرة أن يقول لنا بالتحديد من هم أولئك الذين كفروا القائلون ، ومن هم أولئك الذين آمنوا الذين قيل لهم ، ومتى وأين قيل هذا .. ولكن لا نعرف بالتحديد الأسماء والزمان والمكان. وعندما يقول جل وعلا عن بعض المنافقين وتاثيرهم على بعض المؤمنين السامعين لهم : (لَوْ خَرَجُواْ فِيكُم مَّا زَادُوكُمْ إِلاَّ خَبَالاً ولأَوْضَعُواْ خِلالَكُمْ يَبْغُونَكُمُ الْفِتْنَةَ وَفِيكُمْ سَمَّاعُونَ لَهُمْ) ( التوبة 47 ). لا نعرف من هم المنافقون الذين تحدث عنهم رب العزة ، ولا نعرف من هم السماعون لهم بين المؤمنين . وهكذا فى كل ما نزل من القرآن الكريم معاصرا للأحداث معلقا عليها.
صلة هذا بموضوعنا أننا هنا نتحدث عن ملامح الضلال كسلوكيات ومواقف لأشخاص ، منهم من استمر على موقفه الضال فمات على ضلال بعيد ، ومنهم من تاب وأناب بعد ضلال مؤقت . وفى كل الأحوال فالحديث القرآنى نزل تعليقا على أحداث حدثت قام بها أشخاص من لحم ودم عاشوا حول خاتم المرسلين والمؤمنين ، وكان لهم تاثيرهم الضال القوى الذى استدعى أن ينزل الله جل وعلا وحيا يعلق على ما يقول وما يفعلون . ولا يستطيع عاقل أو نصف عاقل أن ينكر ذلك... وندخل فى التفصيلات .
أولا :
بعض القواعد القرآنية التى تخصّ الضلال :
1ــ من الضلال السلوكى الذى كان يقع فيه بعض العرب وأد البنات خشية العار ، وقتل أولادهم خشية الفقر. ومن كان يقتل أولاده خشية الفقر يكون ضالا طبقا للتوصيف القرآنى :(قَدْ خَسِرَ الَّذِينَ قَتَلُواْ أَوْلادَهُمْ سَفَهًا بِغَيْرِ عِلْمٍ وَحَرَّمُواْ مَا رَزَقَهُمُ اللَّهُ افْتِرَاء عَلَى اللَّهِ قَدْ ضَلُّواْ وَمَا كَانُواْ مُهْتَدِينَ : الأنعام 140 ) . وقد يقال إن هذه العادة السيئة قد انتهت ، ولكن احتمال عودتها قائم،واحتمال استمرارها قائم ايضا ، وقضية الاجهاض متفاعلة فى عصرنا ، ومنها ما له صلة بالفقر أو خوف الفقر أى بحجة التفرغ لتحسين الأحوال المادية . فى كل الأحوال فالقاعدة القرآنية لهذا الضلال السلوكى مستمرة فى الوعظ والتحذير.
2ــ والذين يقومون بإضلال الناس ينتظرهم عذاب شديد يوم القيامة، وهو إضلال عقيدى كان يقوم به أشخاص وقت نزول القرآن الكريم ، ولا تزال مهمة تقوم بها هيئات رسمية وشعبية ، وشيوخ رسميون ودعاة محترفون . لذا فقد جعلها رب العزة قاعدة عامة أن من يموت على ذلك ينتظره عذاب شديد يوم القيامة :(إِنَّ الَّذِينَ يَضِلُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا نَسُوا يَوْمَ الْحِسَابِ)( ص 26 ). والقرآن الكريم من معانى " سبيل الله "كما سبق بيانه .
3 ـ والقرآن الكريم هو الميزان الذى يفرّق بين الضال والمهتدى سلوكيا وعقيديا ، فالضال هو ( صاحب القلب القاسى الذى يصد عن سبيل الله أى القرآن الكريم ) والمهتدى بالقرآن هو(الذى يزداد خشوعا بالقرآن حين يقرؤه وحين يتلى عليه)، وهى تجربة حية ممكن معاينتها على الطبيعة ، يكمن فيها الفارق بين الضلال والهدى ، ويكون فيها القرآن الكريم ميزانا نتعرف به على هذا وذاك ، يقول تعالى (أَفَمَن شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ لِلإِسْلامِ فَهُوَ عَلَى نُورٍ مِّن رَّبِّهِ فَوَيْلٌ لِّلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُم مِّن ذِكْرِ اللَّهِ أُوْلَئِكَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُّتَشَابِهًا مَّثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَمَن يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ ) الى ان يقول جل وعلا عن القرآن الكريم:( وَلَقَدْ ضَرَبْنَا لِلنَّاسِ فِي هَذَا الْقُرْآنِ مِن كُلِّ مَثَلٍ لَّعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ قُرْآنًا عَرَبِيًّا غَيْرَ ذِي عِوَجٍ لَّعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ)( الزمر 22 : 23 ، 27 : 28) . وبعض التعليقات على مقالنا هذا تؤكد وجود الصنفين بين الناس فى عصرنا .
4 ـ أولئك الضالون قساة القلوب هم (أهل الهوى ) أو أتباع الهوى.وإتباع الهوى بديلا عن القرآن هو من علامات الضلال وفق ما جاء فى القرآن الكريم ، فالظالمون يهجرون العلم فى القرآن الكريم ويتبعون أهواءهم ، وبالتالى فلا يمكن أن يهديهم الله تعالى ( بَلِ اتَّبَعَ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَهْوَاءهُم بِغَيْرِ عِلْمٍ فَمَن يَهْدِي مَنْ أَضَلَّ اللَّهُ : الروم 29 ).
5 ـ وبعضهم يكون من العلماء الذين يستخدمون علمهم فى الإضلال خدمة للهوى ، وبالتالى لا يمكن أن يهديهم الله تعالى (أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَن يَهْدِيهِ مِن بَعْدِ اللَّهِ أَفَلا تَذَكَّرُونَ)( الجاثية 23 ) ولقد ضرب الله تعالى لهم أسوأ :(الأعراف 175-178 ).
ثانيا : إمكانية التطبيق :
1 ـ وتلك ملامح فى الضلال جاءت فى أحكام عامة يمكن تطبيقها فى كل عصر ، أى أنها نزلت تعليقا على أحداث فى عهد النبوة ، وجاءت بحكم عام مطلوب من المؤمنين بعدها تطبيقه على نفس الظروف والمواقف، وبالتالى فلابد للمؤمنين أن يتعرفوا على علامات الضلال التى ذكرها الله جل وعلا فى القرآن الكريم للتصرف حيالها وفق ما أمر الله تعالى به ، وهذا موضوع مقال قادم عن التشريعات المطلوب تنفيذها فى التعامل مع الضالين .
ولكن نقتصر على مثال واحد : هو عبادة واتباع ما وجدنا عليه آباءنا مما يخالف كتاب الله ، وهنا يكون التشريع الالهى بالاعراض عنهم ، يقول الله سبحانه تعالى (وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا إِلَى مَا أَنزَلَ اللَّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ قَالُواْ حَسْبُنَا مَا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ شَيْئًا وَلاَ يَهْتَدُونَ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ عَلَيْكُمْ أَنفُسَكُمْ لاَ يَضُرُّكُم مَّن ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ )(المائدة 104: 105 ).
وتطبيق هذا الأمر فى عصرنا يعنى أننا عندما نعظ أحدهم بالقرآن نطلب منه الإحتكام إلى كتاب الله عز وجل فيما وجدنا عليه آباءنا مخالفا للقرآن الكريم فيرد بالتمسك بما وجد عليه آباءه والدفاع عنه بشتى السبل ، فهو عندها ووقتها ضــال ،( ونحن هنا نحكم على موقف وليس على شخص ) ونحن مأمورون بالأعراض عن الشخص وهو فى تلك الحالة ، تمسكا بالهدى فى كتاب الله تعالى.
2 ـ وهنا يكون القرآن الكريم ـ فى عصرنا وفى كل عصر ـ هو الحكم ( بفتح الكاف ) فمن يهتدى بالقرآن فقد اهتدى لنفسه ، ومن أعرض عن القرآن وصد عنه فهو ضال ، وما على الرسول إلا البلاغ وهذا ما جاء أمرا للنبى محمد عليه السلام ولكل من سار على منهاجه وسنته الحقيقية وهى القرآن الكريم (وَأَنْ أَتْلُوَ الْقُرْآنَ فَمَنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَن ضَلَّ فَقُلْ إِنَّمَا أَنَا مِنَ الْمُنذِرِينَ )(النمل 92 )، أى عليه ـ وعلى كل داعية مؤمن ـ أن يتلو القرآن ويستشهد به، وبذلك يكون قد أدّى مهمته ، وأصبحت المسئولية معلقة بالطرف الآخر، إن اهتدى فلنفسه ، وإن ضلّ فعلى نفسه .
وطالما بقى هناك ناس وطالما بقى القرآن الكريم محفوظا بيد الله جل وعلا فستظل آياته تعمل قابلة للتطبيق فى كل زمان ومكان ، فتوصيف رب العزة للضلال ينطبق على الضالين ، وهى آية تتكرر فى كل زمان ومكان ، يقول جل وعلا بعد الآية السابقة يختم السورة (وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ سَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ فَتَعْرِفُونَهَا وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ)( النمل 93 )، أى إن أعمال البشر ـ التى لا تخفى على رب العزة ـ ستأتى تصديقا لما أخبر به جل وعلا مقدما فى القرآن الكريم ، فالضالون سيكررون ملامح وأفعال و أقوال الضالين السابقين ، وكذلك المهتدون. ويبرز هنا دور العلماء المصلحين الذين يحتكمون الى القرآن الكريم فى عقائد وسلوكيات عصرهم طلبا للهداية .
3 ـ وتطبيق هذا على عصرنا فيه توضيح أكبر . فقد توارثنا أن نجعل محمدا عليه السلام شريكا لله جل وعلا فى نطق الشهادة فنجعلها مثناة وهى واحده ، ونجعله شريكا لله جل وعلا فى الأذان وفى المساجد وفى الصلاة وفى الحج . ومع تناقض ذلك مع الاسلام والقرآن وماكان عليه خاتم المرسلين إلاّ أن هذا الضلال تمكن و ترسخ فى قلوب معظم المسلمين ( المحمديين ) ، فلايتصور أحدهم (إسلاما ) يخلو من تقديس شخص محمد وجعله شريكا لله جل وعلا. والمتطرفون منهم يدافعون عن هذا الضلال بتحريف معانى آيات القرآن الكريم والخلط بين الرسول بمعنى الرسالة وشخص محمد عليه السلام ، فإن أعوزتهم الحجة انقلبوا الى السب والشتم عجزا عن مواجهة الأدلة القرآنية . أى أن كل آيات القرآن الكريم ـ التى نستشهد بها والتى لو نزلت على جبل لتصدّع من خشية الله ـ لا تجد لها مساما داخل قلوبهم لأن هناك غشاوة على العيون و حجابا على القلوب بعد أن استحكم الضلال و استفحل واستحال عليه العلاج، بسبب ما توارثوه عن ضلال الأسلاف . هنا لا يبقى إلا الاعراض تأسيا بأمره جل وعلا لخاتم المرسلين بالهجر والاعتزال انتظارا لحكم الله جل وعلا يوم القيامة.
وبالتالى ففى التعامل مع أهل الهوى ـ عبدة ما وجدنا عليه آباءنا ـ نقوم بتطبيق قوله جل وعلا : (وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا إِلَى مَا أَنزَلَ اللَّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ قَالُواْ حَسْبُنَا مَا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ شَيْئًا وَلاَ يَهْتَدُونَ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ عَلَيْكُمْ أَنفُسَكُمْ لاَ يَضُرُّكُم مَّن ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ )(المائدة 104: 105 ).وواضح أن (أَنزَلَ اللَّهُ ) هو (الرَّسُولِ) أى الرسالة أى القرآن الكريم .
4 ـ إن كراهية ما أنزل الله جل وعلا فى القرآن لم تنته بعد موت خاتم المرسلين ، بل تعمقت واستشرت بتأسيس الديانات الأرضية للمسلمين التى تتفق كلها فى تقديس وعبادة شخص محمد . ولهذا فان ملامح الذين ( كرهوا ما أنزل الله ) تنطبق على المتطرفين الضالين من المسلمين المحمديين فى كل زمان ومكان . هنا نتوقف مع تصرفات وسلوكيات ومواقف أولئك الذين يكرهون ما أنزل الله ، من خلال تدبر الآيات الكريمة من سورة ( محمد ): (أُوْلَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا إِنَّ الَّذِينَ ارْتَدُّوا عَلَى أَدْبَارِهِم مِّن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْهُدَى الشَّيْطَانُ سَوَّلَ لَهُمْ وَأَمْلَى لَهُمْ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا لِلَّذِينَ كَرِهُوا مَا نَزَّلَ اللَّهُ سَنُطِيعُكُمْ فِي بَعْضِ الأَمْرِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِسْرَارَهُمْ فَكَيْفَ إِذَا تَوَفَّتْهُمْ الْمَلائِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبَارَهُمْ ذَلِكَ بِأَنَّهُمُ اتَّبَعُوا مَا أَسْخَطَ اللَّهَ وَكَرِهُوا رِضْوَانَهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ أَن لَّن يُخْرِجَ اللَّهُ أَضْغَانَهُمْ وَلَوْ نَشَاء لَأَرَيْنَاكَهُمْ فَلَعَرَفْتَهُم بِسِيمَاهُمْ وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ أَعْمَالَكُمْ وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنكُمْ وَالصَّابِرِينَ وَنَبْلُوَ أَخْبَارَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَن سَبِيلِ اللَّهِ وَشَاقُّوا الرَّسُولَ مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْهُدَى لَن يَضُرُّوا اللَّهَ شَيْئًا وَسَيُحْبِطُ أَعْمَالَهُمْ ) ( محمد 23 : 32 ). تعمدنا الاتيان بهذه الايات لأن التدبر فيها يؤكد صلاحيتها للتطبيق فى عصرنا ، وأنها تنطبق على مواقف نشهدها ونعاينها ، ونرجو لأصحابها ـ ولنا ـ الهداية.
5 ـ وبعض الضالين كان يتودد لنبى محمد عليه السلام ويداهنه أملا فى خداعه وإغوائه ، لذا نهاه ربه جل وعلا عن طاعة الكافرين الموصوفين بالضلال ، ومعنى ذلك أن أولئك الضالين كانوا أشخاصا معروفين للنبى، ولهم علاقة به ، وقد نهاه الله تعالى عن طاعتهم فقال : (فَلا تُطِعِ الْمُكَذِّبِينَ وَدُّوا لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ وَلا تُطِعْ كُلَّ حَلاَّفٍ مَّهِينٍ )(القلم 8 ، 10 ـ ). كان هذا فى بداية الدعوة فى مكة ، وفى المدينة تجدد النهى للنبى عليه السلام عن طاعة الكافرين والمنافقين ، وقد كان أولئك الكفرة والمنافقون يتحينون وقت الأزمات ـ مثل موقعة الأحزاب ـ ليؤثروا على خاتم النبيين ، ، فقال جل وعلا لخاتم المرسلين فى مفتتح سورة الأحزاب :(يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ اتَّقِ اللَّهَ وَلا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَالْمُنَافِقِينَ ) وأكّد نفس الأمر والنهى فى نفس السورة :( وَلا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَالْمُنَافِقِينَ وَدَعْ أَذَاهُمْ ) (الأحزاب 1 ، 48 ) ، وبالتالى كان أولئك الضالون معروفين للنبى وقريبين منه.
6 ـ وبعض أولئك الضالين كانوا كانوا أشخاصا يتحركون بضلالهم حول النبى محمد ، يحاولون التأثير فيه بالفتنة والاكراه فى الدين ، وكادوا ينجحون لولا رحمة الله جل وعلا : (وَإِن كَادُواْ لَيَفْتِنُونَكَ عَنِ الَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ لِتَفْتَرِيَ عَلَيْنَا غَيْرَهُ وَإِذًا لاَّتَّخَذُوكَ خَلِيلاً وَلَوْلاَ أَن ثَبَّتْنَاكَ لَقَدْ كِدتَّ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئًا قَلِيلاً )( الأسراء 73 ـ ) . أى كادوا يضلون النبى محمدا نفسه ويجعلوه يفترى على الله تعالى كذبا ، وكاد النبى يستجيب لهم ويركن لهم لولا أن تداركته عناية الله جل وعلا..
هذا هو ما يقوله رب العزة ، ونستدل منه فيما يخص موضوعنا على :
• إن الضلال الوقتى أمر إنسانى يتعرض له كل انسان ، ولو اتبع النبى أكثرية البشر لأضلوه عن سبيل الله ( الأنعام 116 ) ، وفى الآيات السابقة من سورة الاسراء كاد الكفرة الضالون أن يتمكنوا من إضلاله لولا أن ثبته الله تعالى على الحق. فإذا كان هذا هو حال النبى نفسه فكيف بنا نحن ؟ ولذلك فعلى كل مؤمن مهتم بالآخرة أن يطهر عقيدته أولا بأول ، ويبدأ بنفسه قبل أن ينصح غيره.
• إن عصمة النبى هى بالوحى لتنقذه من ضعف البشر فيما يخص تبليغ الدعوة ، وفى كل الأحوال فهو عليه السلام إن وقع فى الضلال الوقتى فبسبب نفسه ، وإن اهتدى فالفضل ليس له ولكن لله جل وعلا ، وهذه حقيقة أمر الله جل وعلا رسوله ان يعلنها للناس (قُلْ إِن ضَلَلْتُ فَإِنَّمَا أَضِلُّ عَلَى نَفْسِي وَإِنِ اهْتَدَيْتُ فَبِمَا يُوحِي إِلَيَّ رَبِّي ) ( سبأ 50 ). وإذا كان هذا حال خاتم المرسلين فكيف بنا ؟ وإذا كان خاتم المرسلين قد تمتع برعاية الله جل وعلا له وبان يعصمه ويحفظه حتى يبلغ رسالته (المائدة 67 ) فليست تلك المزية لأحد بعده ،أى علينا بالاحتكام الى القرآن الكريم مخلصين أملا فى إصلاح مستمر للسلوك والعقيدة حتى نموت مسلمين فعلا .
• تلك الايات الكريمة تؤكد أن القرآن كلام الله جل وعلا و ليس كلام بشر إسمه محمد . لو كان عليه السلام هو الذى افتراه ما سجل على نفسه كل هذا الضعف واللوم والعتاب والتأنيب .
7 ـ وبعض الأشخاص الضالين إختار أن يسىء للنبى عليه السلام فكان عليه السلام يضيق صدره ويحزن من تصرفاتهم، فيقول له ربه جل وعلا : (وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِمَا يَقُولُونَ )( الحجر 97 )، (قَدْ نَعْلَمُ إِنَّهُ لَيَحْزُنُكَ الَّذِي يَقُولُونَ :الأنعام 33 ) ،ويأمره بالصبر عليهم وينهاه عن الحزن عليهم وعدم الضيق من مكرهم (وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلاَّ بِاللَّهِ وَلاَ تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلاَ تَكُ فِي ضَيْقٍ مِّمَّا يَمْكُرُونَ : النحل 127). وبالتالى كان أولئك الضالون معروفين للنبى وقريبين منه.
8 ـ وبعض الأشخاص الضالين كان يقوم بتخويف النبى من غضب الأولياء المقدسة، ويطمئنه ربه جل وعلا فيقول له : (أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ وَيُخَوِّفُونَكَ بِالَّذِينَ مِن دُونِهِ)( الزمر 36 ) وبالتالى كان أولئك الضالون معروفين للنبى وقريبين منه .
9 ـ وتكررت الأوامر لخاتم المرسلين بالإعراض عن مجالسة أولئك الأشخاص الضالين ، ولو لم يكونوا أشخاصا من دم ولحم يخوضون فى آيات الله ما أمر الله تعالى النبى محمدا بالأعراض عنهم وعدم الجلوس معهم، إقرأ قوله تعالى (وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّى يَخُوضُواْ فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ وَإِمَّا يُنسِيَنَّكَ الشَّيْطَانُ فَلاَ تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَى مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ )( الأنعام 68)،
10 ـ وهناك آيات كثيرة سبق التعرض لها فى الأمر بالأعراض عن المشركين والمنافقين والكاذبين ، وكلهم ضالون ، وكانوا أشخاص أحياء فى عهد النبى محمد. ومع ذلك فقد كان عليه السلام حريصا على هدايتهم ، فقال له رب العزو جل وعلا (إِن تَحْرِصْ عَلَى هُدَاهُمْ فَإِنَّ اللَّهَ لاَ يَهْدِي مَن يُضِلُّ )( النحل 37 )، وعاتبه ربه جل وعلا ناهيا أياه أن تذهب نفسه عليهم حسرات ( فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَّفْسَكَ عَلَى آثَارِهِمْ إِن لَّمْ يُؤْمِنُوا بِهَذَا الْحَدِيثِ أَسَفًا : الكهف 6 )،( أَفَمَن زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَنًا فَإِنَّ اللَّهَ يُضِلُّ مَن يَشَاء وَيَهْدِي مَن يَشَاء فَلا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ )( فاطر 8 ). وبالتالى كان أولئك الضالون معروفين للنبى وقريبين منه.
وكرر الله تعالى قوله للنبى بأنه لا فائدة من هدايتهم لأنهم عمى وصم وموتى ، أمات الضلال كل امكانات الهداية فيهم : (أَفَأَنتَ تُسْمِعُ الصُّمَّ أَوْ تَهْدِي الْعُمْيَ وَمَن كَانَ فِي ضَلالٍ مُّبِينٍ )( الزخرف 40)،(فَإِنَّكَ لا تُسْمِعُ الْمَوْتَى وَلا تُسْمِعُ الصُّمَّ الدُّعَاء إِذَا وَلَّوْا مُدْبِرِينَ وَمَا أَنتَ بِهَادِي الْعُمْيِ عَن ضَلالَتِهِمْ )( الروم 52- 53 ) ، ( وَمَا أَنتَ بِمُسْمِعٍ مَّن فِي الْقُبُورِ إِنْ أَنتَ إِلاَّ نَذِيرٌ )( فاطر 22-23 )، ولولم يكن هؤلاء الضالون أشخاصا أحياء من دم ولحم فى عهد النبى محمد ما نزلت بشأنهم هذه الآيات .
11 ـ وكانوا يواجهون النبى عليه السلام يطلبون منه معجزات حسية ويتهمونه يإتيان السحر ويصفهم الله تعالى بالضلال (وَقَالُوا مَالِ هَذَا الرَّسُولِ يَأْكُلُ الطَّعَامَ وَيَمْشِي فِي الأَسْوَاقِ لَوْلا أُنزِلَ إِلَيْهِ مَلَكٌ فَيَكُونَ مَعَهُ نَذِيرًا أَوْ يُلْقَى إِلَيْهِ كَنزٌ أَوْ تَكُونُ لَهُ جَنَّةٌ يَأْكُلُ مِنْهَا وَقَالَ الظَّالِمُونَ إِن تَتَّبِعُونَ إِلاَّ رَجُلا مَّسْحُورًا ) ويرد رب العزة قائلا لخاتم المرسلين يحكم عليهم بالضلال : ( انظُرْ كَيْفَ ضَرَبُوا لَكَ الأَمْثَالَ فَضَلُّوا فَلا يَسْتَطِيعُونَ سَبِيلا )( الفرقان 7-9 ). ويقول جل وعلا عمن يكره ما انزل الله تعالى ( وَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ جَعَلْنَا بَيْنَكَ وَبَيْنَ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ حِجَابًا مَّسْتُورًا وَجَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَن يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْرًا وَإِذَا ذَكَرْتَ رَبَّكَ فِي الْقُرْآنِ وَحْدَهُ وَلَّوْا عَلَى أَدْبَارِهِمْ نُفُورًا ) ويقول عن تآمرهم واتهامهم للنبى محمد عليه السلام بأنه مسحور : (نَّحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَسْتَمِعُونَ بِهِ إِذْ يَسْتَمِعُونَ إِلَيْكَ وَإِذْ هُمْ نَجْوَى إِذْ يَقُولُ الظَّالِمُونَ إِن تَتَّبِعُونَ إِلاَّ رَجُلاً مَّسْحُورًا ) ويرد عليهم رب العزة نفس الرد السابق فى سورة الفرقان : (انظُرْ كَيْفَ ضَرَبُواْ لَكَ الأَمْثَالَ فَضَلُّواْ فَلاَ يَسْتَطِيعُونَ سَبِيلاً ) ( الاسراء 45 : 48 ) وبالتالى كان أولئك الضالون معروفين للنبى وقريبين منه. ولنتذكر أن الدين السّنى قد أعاد اتهام خاتم المرسلين بأنه مسحور طبقا لما جاء فى البخارى ، وكفى بهذا ضلالا وإضلالا. وكل هذه الأمثلة تنطبق على عصرنا بعد موت خاتم الأنبياء عليهم جميعا السلام .
12 ـ وليس الأمر قصرا على المشركين العلنيين ، بل لقد حاول بعض الصحابة فى المدينة خداع النبى وإضلاله ، وصدقهم النبى ، فنزل القرآن الكريم يقص الحق ، ويقول للنبى محمدا عن أولئك الذين حاولوا إضلاله (وَلَوْلاَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ وَرَحْمَتُهُ لَهَمَّت طَّائِفَةٌ مِّنْهُمْ أَن يُضِلُّوكَ وَمَا يُضِلُّونَ إِلاُّ أَنفُسَهُمْ)( النساء ـ 113 ). وبالتالى كان أولئك المضلون معروفين للنبى وقريبين منه.
13 ـ ووصف الله تعالى العرب وقريش بأنهم كانوا ضالين قبل نزول القرآن الكريم (هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الأُمِّيِّينَ رَسُولا مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُّبِينٍ)( الجمعة 2 )، ( وَإِن كُنتُم مِّن قَبْلِهِ لَمِنَ الضَّالِّينَ )( البقرة 198 )، وكان من ملامح ضلالهم النسىء فى الأشهر الحرام ( إِنَّمَا النَّسِيءُ زِيَادَةٌ فِي الْكُفْرِ يُضَلُّ بِهِ الَّذِينَ كَفَرُواْ يُحِلُّونَهُ عَامًا وَيُحَرِّمُونَهُ عَامًا لِّيُوَاطِؤُواْ عِدَّةَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ فَيُحِلُّواْ مَا حَرَّمَ اللَّهُ.)( التوبة 37 ).
14 ـ والمنافقون خارج المدينة كانوا من الأعراب الذين احترفوا خداع النبى والمؤمنين ، يدخلون المدينة بزعم الإيمان وهم يريدون التعرف على أماكن الضعف فى تحصيناتها وأسرارها ، ثم يعودون للهجوم على المدينة ، أو يأتون بزعم الإسلام والسلام ويعقدون المعاهدات ثم يسارعون بنقضها .... وأولئك المنافقون من البدو نزلت تشريعات بالتعامل معهم بما يدفع عن المؤمنيين شرهم وكيدهم ، وقد وصفهم الله تعالى بالضلال (فَمَا لَكُمْ فِي الْمُنَافِقِينَ فِئَتَيْنِ وَاللَّهُ أَرْكَسَهُم بِمَا كَسَبُواْ أَتُرِيدُونَ أَن تَهْدُواْ مَنْ أَضَلَّ اللَّهُ وَمَن يُضْلِلِ اللَّهُ فَلَن تَجِدَ لَهُ سَبِيلاً )( النساء 88 ) ، وتوالت بعدها آيات التشريع فى التعامل معهم . وأولئك الضالون من الأعراب المنافقين لم يكونوا أشباحا أو أوهاما ، بل كانوا بشرا ...
15 ـ وبعد هجرة المؤمنيين إلى المدينة كانت مشاعر بعضهم يدفعها الحنين إلى الأهل المشركين بما يؤثر على دينهم ، فالمفروض ألا يوالوا المشركين المعتدين الذين أخرجوهم من ديارهم ، وقد حذر الله تعالى أولئك المؤمنين بأن من يفعل ذلك يكون ضالا (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاء تُلْقُونَ إِلَيْهِم بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءَكُم مِّنَ الْحَقِّ يُخْرِجُونَ الرَّسُولَ وَإِيَّاكُمْ أَن تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ رَبِّكُمْ إِن كُنتُمْ خَرَجْتُمْ جِهَادًا فِي سَبِيلِي وَابْتِغَاء مَرْضَاتِي تُسِرُّونَ إِلَيْهِم بِالْمَوَدَّةِ وَأَنَا أَعْلَمُ بِمَا أَخْفَيْتُمْ وَمَا أَعْلَنتُمْ وَمَن يَفْعَلْهُ مِنكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاء السَّبِيلِ ) ( الممتحنة 1 ) . وبالتالى فإن من يوالى المعتدين الظالمين يكون ضالا مثلهم حتى لو كان – ظاهريا – من المؤمنيين .
16 ـ وفى قصة موسى أدلة أخرى على الضلال السلوكى والعقيدى تنطبق على أشخاص ... وليس مجرد ملامح عامة .
قوم موسى حين إتخذوا العجل كانوا ضالين (قَالُوا لَن نَّبْرَحَ عَلَيْهِ عَاكِفِينَ حَتَّى يَرْجِعَ إِلَيْنَا مُوسَى قَالَ يَا هَارُونُ مَا مَنَعَكَ إِذْ رَأَيْتَهُمْ ضَلُّوا أَلاَّ تَتَّبِعَنِ أَفَعَصَيْتَ أَمْرِي ) (طــــه 91 : 93 )، ( وَاتَّخَذَ قَوْمُ مُوسَى مِن بَعْدِهِ مِنْ حُلِيِّهِمْ عِجْلاً جَسَدًا لَّهُ خُوَارٌ أَلَمْ يَرَوْا أَنَّهُ لاَ يُكَلِّمُهُمْ وَلاَ يَهْدِيهِمْ سَبِيلاً اتَّخَذُوهُ وَكَانُواْ ظَالِمِينَ وَلَمَّا سُقِطَ فِي أَيْدِيهِمْ وَرَأَوْا أَنَّهُمْ قَدْ ضَلُّواْ قَالُواْ لَئِن لَّمْ يَرْحَمْنَا رَبُّنَا وَيَغْفِرْ لَنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ ) ( الأعراف148 : 149 )، ولم يكن موسى أو قوم موسى أشخاص وهميين .
المستفاد أخيرا :
1 ـ الضلال حالة مؤقتة أو تستمر حسب مجاهدة الانسان المؤمن لنفسه ،المهم ألا يموت على ضلاله .
2 ـ أن الله تعالى هو أعلم بمن ضل عن سبيله وبمن يضل ، والبشر أيضا يعلمون ... وعلم الله تعالى بالضلال والضالين كصفات وأشخاص أنزل بعضه فى القرآن الكريم حتى نتعلم من علم الله تعالى فى القرآن الكريم ملامح الضلال فنبتعد عنها ، ونتعرف على ملامح الهدى فنتمسك بها .





اجمالي القراءات 17520

للمزيد يمكنك قراءة : اساسيات اهل القران
التعليقات (27)
1   تعليق بواسطة   صائب مراد     في   الإثنين ١٨ - مايو - ٢٠٠٩ ١٢:٠٠ صباحاً
[39085]

قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون

ما شاء الله درر يا دكتور ، وليت قومي يعلمون...............


2   تعليق بواسطة   آحمد صبحي منصور     في   الإثنين ١٨ - مايو - ٢٠٠٩ ١٢:٠٠ صباحاً
[39087]

شكرا أستاذ صائب .. وأرجو أن يخلو تعليقك من أى تعريض ..

شكرا على مرورك السريع بالمقال استاذ صائب ، وأرجو باخلاص أن تفتح صفحة جديدة فى طريقة تعليقك بأن تخلو من التعريض والاساءة للآخرين . نحن جميعا هنا أخوة متحابون ، نختلف بتحضر  ونتناقش طلبا للمعرفة ، ولست أنت خارجا عن هذا التحضر ، فهذا التحضر يسرى على كثير من تعليقاتك ،فارجو أن لا تحيد عنه .


وهى مناسبة أتوجه فيها برجاء الى الأخوة المعلقين الذين يتفقون معى فى الرأى . أقول لهم بكل إخلاص وحب إن ما ينفعنى من تعليقاتكم هو ما يناقش الموضوع أو يضيف اليه، أو بالتساؤل أو بالنقد أو بتطبيق بعض ما جاء فى المقال على أحوالنا المعاصرة ... بهذا أستفيد .


وبنفس القدر أرجو وألحّ فى الرجاء عدم التعرض لشخصى الضعيف بالمدح أو بالذم. لنركز على الموضوع ،  بذلك نقيم مدرسة حقيقية للقرآن الكريم.


خالص محبتى ومودتى لكم جميعا .


3   تعليق بواسطة   محمد البارودى     في   الإثنين ١٨ - مايو - ٢٠٠٩ ١٢:٠٠ صباحاً
[39090]

مقاله رائعه

جزاك الله كل خير د.أحمد


أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا .


وَلَقَدْ ضَرَبْنَا لِلنَّاسِ فِي هَذَا الْقُرْآنِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ .


وَلَقَدْ صَرَّفْنَا لِلنَّاسِ فِي هَذَا الْقُرْآنِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ فَأَبَى أَكْثَرُ النَّاسِ إِلا كُفُورًا .


وَلَقَدْ صَرَّفْنَا فِي هَذَا الْقُرْآنِ لِلنَّاسِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ وَكَانَ الإِنْسَانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلا .


أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلافًا كَثِيرًا .


وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا .


4   تعليق بواسطة   نعمة علم الدين     في   الإثنين ١٨ - مايو - ٢٠٠٩ ١٢:٠٠ صباحاً
[39093]


وَمَا أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ{103} وَمَا تَسْأَلُهُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ هُوَ إِلاَّ ذِكْرٌ لِّلْعَالَمِينَ{104} وَكَأَيِّن مِّن آيَةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ يَمُرُّونَ عَلَيْهَا وَهُمْ عَنْهَا مُعْرِضُونَ{105} وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللّهِ إِلاَّ وَهُم مُّشْرِكُونَ{106} يوسف ..

من الطبيعي أن هذه الآيات تنطبق على هذا العصر فإن الكثيرين من المؤمنين بالله هم مشركون ، وهذه الآيات تنطبق على هذا العصر والعصر السابق والعصر القادم ,, ولكي تتأكد من هذا عليك بالذهاب إلى أي ضريح مقدس وأنظر ماذا يفعلون .. ونفهم من هذه الآية الكريمة أن إيمان الغالبية العظمى بالله لابد أن يكون مرتبط بالشرك ، قد يتوب ويراجع نفسه وقد يموت على هذا ويخلد في النار ..


5   تعليق بواسطة   نعمة علم الدين     في   الإثنين ١٨ - مايو - ٢٠٠٩ ١٢:٠٠ صباحاً
[39095]

وَإِذَا ذُكِرَ الَّذِينَ مِن دُونِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ

{وَإِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَحْدَهُ اشْمَأَزَّتْ قُلُوبُ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ وَإِذَا ذُكِرَ الَّذِينَ مِن دُونِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ }الزمر45 ..


هذه الملامح من السهل مشاهدتها في كل زمان ومكان ، فعندما يذكر الله وحده ترى الإشمئزاز واضحا ..!!ولكن إذا ذكر الذين من دونه سواء كان نبيا أو وليا أو البخاري ترى الإستبشار قد ظهر ..!!


6   تعليق بواسطة   sara hamid     في   الإثنين ١٨ - مايو - ٢٠٠٩ ١٢:٠٠ صباحاً
[39097]

بارك الله تعالى في جهدك اخينا احمد

لقد اجبت في هذا المقال على سؤال يدور في ذهني منذ مدة وهو كيف كاد النبي ان يركن  الى الذين ارادوا تضليله ليفتري على الله


تعالى غير القران الكريم--اما تضليل الناس في هذا العصر هو نوعان:


الاول هو اتباع ما وجدنا عليه السلف (نتبع ما وجدنا عليه ابائنا) والثاني -ترك الدين واتباع الذين يدعون انفسهم التنويريين وهم اللذين


يطعنون في صحة القران وصدق النبوة معتمدين في ذالك على التراث المشوه لان كتب التراث نفسها تنسب افعالا للرسول الكريم


-يندى لها الجبين-(كنهي النبي لصحابته عن وطء السبايا الحوامل في واقعة بني نظيراو بني قريضة وامره كذلك بقتل المراة التي هجته فقطعها صحابته بين جملان--) وهذه الفرقة الثانية هم الذين قال عنهم الله تعالى--الذين يخوضون في ايات الله-مع العلم ان الفرقة الاولى تؤمن ان الاحاديث


هي وحي ثان واجب العمل بها يعني نغزوا و نسبي ونغتصب وننكل بجسد العدو -


اليس هذا بلاء عظيم؟


 


7   تعليق بواسطة   Brahim إبراهيم Daddi دادي     في   الإثنين ١٨ - مايو - ٢٠٠٩ ١٢:٠٠ صباحاً
[39099]

أخي الحبيب الدكتور أحمد تحية من عند الله مباركة،

عزمت بسم الله،



أخي الحبيب الدكتور أحمد تحية من عند الله مباركة،

لا أشكركم، وإنما أدعو الله تعالى أن يزيدكم من علمه، لنتعلم منكم ما لم نعلم.

بعد هذا المقال الواضح وضوح الشمس الصيفية، لم يبق للناس إلا أن يختاروا لأنفسهم مكانهم يوم الدين، فيتبعوا الهدى والنور الذي أنزل على محمد، ليقولوا يومئذ: وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلَا أَنْ هَدَانَا اللَّهُ لَقَدْ جَاءَتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ وَنُودُوا أَنْ تِلْكُمْ الْجَنَّةُ أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ(43). الأعراف. (وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي صَدَقَنَا وَعْدَهُ وَأَوْرَثَنَا الْأَرْضَ نَتَبَوَّأُ مِنْ الْجَنَّةِ حَيْثُ نَشَاءُ فَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ)(74). الزمر.

أو يختاروا لأنفسهم بما أنذرنا به الرسول، ( القرآن العظيم) ينذرنا سبحانه فيه: وَقَالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ(10) فَاعْتَرَفُوا بِذَنْبِهِمْ فَسُحْقًا لِأَصْحَابِ السَّعِيرِ(11).الملك.

فلا ينفع يومئذ نفس إيمانها لم تكن ءامنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيرا. يقول ملك يوم الدين: (هُنَالِكَ تَبْلُو كُلُّ نَفْسٍ مَا أَسْلَفَتْ وَرُدُّوا إِلَى اللَّهِ مَوْلَاهُمْ الْحَقِّ وَضَلَّ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ)(30). يونس. (هُنَالِكَ الْوَلَايَةُ لِلَّهِ الْحَقِّ هُوَ خَيْرٌ ثَوَابًا وَخَيْرٌ عُقْبًا)(44). الكهف. فَلَمْ يَكُ يَنْفَعُهُمْ إِيمَانُهُمْ لَمَّا رَأَوْا بَأْسَنَا سُنَّةَ اللَّهِ الَّتِي قَدْ خَلَتْ فِي عِبَادِهِ وَخَسِرَ هُنَالِكَ الْكَافِرُونَ(85). غافر.



أخي الحبيب الدكتور أحمد ما معنى قوله تعالى: وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدَى(7). الضحى.

الكلام موجه إلى النبي محمدا عليه السلام ولا ريب في ذلك، سؤالي هو:

1. كيف كان ضالا؟

2. هل كان يعبد ما وجد عليه آباءه؟

3. هل كان مثل إبراهيم عليه السلام يبحث عن الحق؟ ولم يكن يرضى بما وجد عليه آباءه؟

4. لو كانت الروايات التي تقول ( في البخاري) أنه كان يتحنث في غار حراء ويتعبد فيه الليالي ذوات العدد، أقول لو كان كذلك كيف يقول المولى تعالى: (وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدَى)؟

أكرمكم المولى تعالى وسدد خطاكم. إبراهيم دادي.


8   تعليق بواسطة   صائب مراد     في   الإثنين ١٨ - مايو - ٢٠٠٩ ١٢:٠٠ صباحاً
[39103]

على السمع والطاعه دكتور احمد

حاضر يا دكتور احمد وستكون صفحه جديده بيضاء تسر الناظرين ان شاء الله ، ويكفينا اننا نقف على ارضيّة صلبه بما نؤمن به ، فكلما تسلل الشيطان متخفيا بعباءة حب الرسول  ورأي الأكثريه في شهادة الإسلام  و تشهد الصلاه يجدني متسلحا بقول الحق تعالى ( اولم يكفهم انا انزلنا عليك الكتاب يتلى عليهم ان في ذلك لرحمة وذكرى لقوم يؤمنون ) فاقول اي يا رب يكفيني .... يكفيني في حراكي وسكوني واصلّي صلاتي به ...  وبه وحده دون اضافات لقول بشر مهما كان هذا البشر فكتاب الله يكفيني .


9   تعليق بواسطة   آحمد صبحي منصور     في   الإثنين ١٨ - مايو - ٢٠٠٩ ١٢:٠٠ صباحاً
[39115]

حتى نفسد تاثير الحشرات أقول وأؤكد :

كما هو متوقع فقد تسلل نفس الحشرة وكتب تعليقا بذيئا قمت بحذفه ومنعه مجددا من الدخول للموقع . فى تعليقه حاول الوقيعة بينى وبين أحبتى فى الموقع خصوصا أخى الحبيب فوزى فراج.


وأؤكد أننى أكنّ لأحبتى ـ  وخصوصا أخى الأكبر فوزى فراج ـ كل تقدير و احترام ، وأن ما ينجم عن خلاف فى الرأى بيننا لا يفسد ما بيننا من ود وحب  . نحن نسعى للحق ، و لو اختلفنا فاننا معا نرجو أن يهدينا الله جل وعلا الى الصواب ، وأن يجمعنا مع من أنعم الله عليهم من الأنبياء و الصالحين و الصديقين و الشهداء وحسن أولئك رفيقا .


لا بد من أن نتناقش ، ولا بد أن يتولد من النقاش خلاف فى وجهات النظر ، ولا بأس بذلك طالما كان هدفنا واحدا، هو الوصول للحق ، وكان جهادنا واحدا، هو اصلاح المسلمين سلميا بالقرآن الكريم . لا مجال بيننا لأى مخبر عميل دخيل ، خصوصا إذا كان قد فقد احترامه لنفسه بحيث نطرده فيعود ، وكلما طردنا عاد يتسلل كالذباب أو الصرصار.


ولا بد أن نجد طريقة لسد كل الثقوب فى الموقع حتى لا يكون فى بيتنا شق تتسلل منه الحشرات.


10   تعليق بواسطة   د.زهير الجوهر     في   الإثنين ١٨ - مايو - ٢٠٠٩ ١٢:٠٠ صباحاً
[39119]

عذرا أستاذي العزيز

تحية طيبة


شكرا لك أولا على هذا المقال التنويري.


لكن لدي سؤال؟ وأرجو أن لايكون غير لائق أو جارح


سؤالي هو: لمذا هذا المقال من ضمن التأصيل القرآني؟


أعذرني على هذا السؤال, لكني أرى هذا المقال كلاما عاما معروفا, وليس فيه أي شيء جديد.


وحسب علمي المتواضع فأن حضرتكم الكريم كان قد أنشأ هذا القسم من الموقع بهدف أتيان ما هو مستجد من التدبر القرآني.


أما هذا المقال فكله يتضمن كلاما معادا قد قاله حضرتكم الكريم عدة مرات, فلماذا نعتبره تأصيلا قرآنيا؟؟


مالجديد في هذا المقال, بحيث نعتبره مقالا تأصيليا؟


مع كل الأحترام و التقدير


11   تعليق بواسطة   جهاد فيصل     في   الثلاثاء ١٩ - مايو - ٢٠٠٩ ١٢:٠٠ صباحاً
[39130]

أضم صوتي ل د. زهير

مع عدم نفي فائدة المقال التنويرية .... وشكرا   


12   تعليق بواسطة   ميرفت عبدالله     في   الثلاثاء ١٩ - مايو - ٢٠٠٩ ١٢:٠٠ صباحاً
[39133]

{أَفَمَنْ حَقَّ عَلَيْهِ كَلِمَةُ الْعَذَابِ أَفَأَنتَ تُنقِذُ مَن فِي النَّارِ

 {أَفَمَنْ حَقَّ عَلَيْهِ كَلِمَةُ الْعَذَابِ أَفَأَنتَ تُنقِذُ مَن فِي النَّارِ }الزمر19   ...


هذه الآية الكريمة والتي أنزلها الله في قرآنه الكريم والتي تنطبق على الضالين من عصرنا وكل عصر حيث يعتقدون بما يخالف هذه الآية الكريمة حيث أنهم يعتقدون أن النبي محمد عليه السلام يستطيع أن ينقذ من حق عليه كلمة العذاب ، عن طريق الشفاعة .. وهذا الأعتقاد سائد منذ بداية تدوين الوحي الشيطاني الذي يمثل مثناة القرآن ، فجاءت هذه الآية لتعطي من ضمن ما تعطيه إعجازا علميا ونفسيا وتاريخيا لا يقدر عليه إلا علام الغيوب خالق السماوات والأرض وما بينهم ..


13   تعليق بواسطة   عبدالمجيد سالم     في   الثلاثاء ١٩ - مايو - ٢٠٠٩ ١٢:٠٠ صباحاً
[39137]

الفريقين {فَرِيقاً هَدَى وَفَرِيقاً حَقَّ عَلَيْهِمُ الضَّلاَلَةُ)

{فَرِيقاً هَدَى وَفَرِيقاً حَقَّ عَلَيْهِمُ الضَّلاَلَةُ إِنَّهُمُ اتَّخَذُوا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاء مِن دُونِ اللّهِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُم مُّهْتَدُونَ }الأعراف30 ..  


الفريق الذي هدى الله هو عكس الفريق الذي حق عليه الضلالة وأسباب أنه حق عليه الضلالة هو أنهم أتخذوا الشياطين أولياء من دون الله ، وتكتمل الصورة بإنهم يحسبون انهم مهتدون وتلك هى الكارثة الكبرى ، حيث أن الضال يحسب نفسه أنه مهتدي بينما يرمي المهتدين بالضلال ، وهذا يبعده عن التوبة إلى الله سبحانه وتعالى ..


 


14   تعليق بواسطة   داليا سامي     في   الثلاثاء ١٩ - مايو - ٢٠٠٩ ١٢:٠٠ صباحاً
[39138]

السلام عليكم ورحمة الله

الدكتور الكريم احمد صبحي .. تحية طيبة


لدي تساؤل بعد اذنك فى توضيح  بعض الايات


 قال تعالى ( اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُّتَشَابِهًا مَّثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَمَن يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ )


ما معني كتابا متشابها مثاني  ؟ وهل معني من يقرآ القرآن ثم يشعر بقشعريرة فى جسدة فى بعض الاحيان انة عند الله من الذين يخشون ربهم ومن المهتدين بة  ؟


وما هي السبع المثاني فى قولة تعالى (ولقد اتيناك سبعا من المثاني والقران العظيم ) ؟



تقبل ارق التحيه والتقدير


15   تعليق بواسطة   عبدالمجيد سالم     في   الثلاثاء ١٩ - مايو - ٢٠٠٩ ١٢:٠٠ صباحاً
[39144]

وَإِن قِيلَ لَكُمُ ارْجِعُوا فَارْجِعُوا هُوَ أَزْكَى لَكُمْ

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتاً غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا وَتُسَلِّمُوا عَلَى أَهْلِهَا ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ{27} فَإِن لَّمْ تَجِدُوا فِيهَا أَحَداً فَلَا تَدْخُلُوهَا حَتَّى يُؤْذَنَ لَكُمْ وَإِن قِيلَ لَكُمُ ارْجِعُوا فَارْجِعُوا هُوَ أَزْكَى لَكُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ{28} النور..


الأزكى لك بنص القرآن  ألا تدخل بيت غير بيتك  طالما قيل لك أرجع ولا تدخل ، هذا موقف أخلاقي قرآني ، فأنت بذلك تفقد كل تعاطف وإحترام من يختلف أو يتفق معك في الرأي ..


16   تعليق بواسطة   ايناس عثمان     في   الثلاثاء ١٩ - مايو - ٢٠٠٩ ١٢:٠٠ صباحاً
[39150]

رغم أنفهم ..!!

وَمَا نُرْسِلُ الْمُرْسَلِينَ إِلَّا مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ وَيُجَادِلُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالْبَاطِلِ لِيُدْحِضُوا بِهِ الْحَقَّ وَاتَّخَذُوا آيَاتِي وَمَا أُنذِرُوا هُزُواً{56} الكهف .


هذه هي وظيفة الرسل والتي أرادها الله سبحانه وتعالى ، ولكن العادة جرت على عدم الأكتفاء من البشر بهذه المهمة ’ فإنهم يضيفوا لهم مهام أخرى رغم أنفهم ، مثل الشفاعات ومشاركة الله سبحانه وتعالى في أنه مالك يوم الدين ، ومشاركة الله في حكمه .


17   تعليق بواسطة   محمد مهند مراد ايهم     في   الثلاثاء ١٩ - مايو - ٢٠٠٩ ١٢:٠٠ صباحاً
[39163]

الدكتور عمرو اسماعيل

كنت أكن لك كل احترام لكتاباتك وتعليقاتك


ولكن اصبح الامر من السخافة بمكان


للأسف انهار كل شيء لديك


18   تعليق بواسطة   د.زهير الجوهر     في   الثلاثاء ١٩ - مايو - ٢٠٠٩ ١٢:٠٠ صباحاً
[39197]

لماذا أستاذ مراد أيهم

تحية طيبة


أمرنا الله سبحانه وتعالى بالتسامح والقول الحسن حتى مع الذي لديه عداوة معنا, أهكذا نقف من أخينا في الأنسانية والأسلام الدكتور عمرو أسماعيل, لمجرد أنه أختلف معنا فكريا. حتى أن قلنا أنه قد أخطأ, فماذا تعتقدوه الها لايخطيء, كلنا يخطيء, أين الصفح, أين القول الحسن. لماذا فجأة أنهار كل شيء.


لقد وصف الدكتور منصور اخينا في الأنسانية عمرو أسماعيل بوصف غير مقبول, وأتمنى من الدكتور منصور التراجع عن هذا الوصف, فقد وصفه ب"الحشرة". هل هذا مقبول.


الدكتور منصور بشر, والدكتور عمرو أسماعيل بشر, ومن الطبيعي أن نختلف, لابل ومن الطبيعي أن نغضب ونتبادل الأتهامات, لكن في النهاية تعود المياة الى مجاريها الطيبة.


فالدكتور منصور أنسان ذو قلب طيب,وهو أنسان مستقيم ومتواضع وذو خلق رفيع, وكذلك عرفنا الأستاذ عمرو أسماعيل من كتاباته.


فهل فجأة أنقلب كل شيء.


اللهم أغفر لي وأغفر للكل.


مع كل التقدير


19   تعليق بواسطة   فوزى فراج     في   الثلاثاء ١٩ - مايو - ٢٠٠٩ ١٢:٠٠ صباحاً
[39199]

السؤال لأخى أحمد صبحى فقط!!!!

خى الحبيب أحمد, كنت من اوائل من قرآوا هذه المقالة, ولكنى قررت ان لا أعلق حتى أرى التعليقات الأخرى, ولم يخب ظنى, فقد جاءت تماما كما توقعت, دون اى مفاجأت.

أشكرك على كلماتك الطيبة فى حقى والتى أعرفها كما تعرف أنت أيضا شعورى تجاهك ولست فى جاجة الى توضيحه للأخرين, فهو شيئ يخصك أنت ولا شأن للأخرين به.

تعليقى اخى احمد هو كالتالى, رغم جودة المقالة , فكما قال الأستاذ زهير, لم يكن بها من جديد , ومع إحترامى لك لم أرى ما يثبت الكفر السلوكى والعقيدى كما قسمتهم من قبل, وملامح الكفر التى جئت بها واضحة فى كتاب الله, وليست هى ملامح فقط بل أعمال وتصرفات وصفها الله عز وجل وحذرنا منها وتوعدنا من ان نتخذها سبيلا..............الخ, غير أنى اود ان اذكرك بمقالة الاستاذ دويكات الرائعة عن السامرى , وكنت انت ممن أعجب بها الى درجة كبيرة الى درجة أنك كتبت مقالة عنها ودعوت الى مناقشتها, وفى تلك المقالة درس عظيم لنا وربما لم تركز المناقشة على ذلك الدرس, موسى نبى الله ورسوله الذى إختصة الله من جميع الرسل بالحديث معه مباشرة دون وسيط كما أعطاه العديد من المعجزات المرئية, موسى نبى الله ورسوله الذى لم يكن يعرف ( السياسة والدبلوماسية) وكان على درجة كبيرة من القوة الجسديه بحيث انه قتل رجلا بوكزة واحدة, موسى الذى لم يكن لسانه طليق وكان يستعين بأخيه الذى كان أفصح منه ( وربما لهذا السبب فقط اختاره الله عز وجل من دون البشر اجمعين ليكلمه وليعطى لنا فى ذلك درسا وموعظة لمن هم مثله حتى لا يسخر منهم أحدا) , موسى عليه السلام ذهب للقاء ربه فأخبره بأن السامرى قد أضل قومه, هنا لابد ان نفكر, ليس هناك ملامح ضلال او كفر, ليس هناك تكهنات او ألغاز لكى نحاول ان نحلها, لقد قال له الله مباشرة ( قال فانا قد فتنا قومك من بعدك واضلهم السامري ) ليس هناك اى تساؤل عن صحة الخبر, لقد جاء لموسى مباشرة من الله عز وجل, لقد أضل السامرى قومه, فماذا فعل موسى الذى عرفنا وصفه مما سبق, هل ذهب وأمسك السامرى من عنقه, هل قال له ياكافر يابن الكافر ماذا فعلت فى قومى, هل أباح دمه وكفره, لقد قال ما خطبك ياسامرى, وليس ما خطبك يابن ستين كلب , ورغم ان الله عز وجل قد اعطاه الحقيقة عن السامرى كاملة, وليس هناك ذرة او أقل من ذرة من الشك فى ان السامرى ضال وكافر ومصيرة جهنم وبئس المصير, فلم يكفرة موسى, ولم ينعته بأقذع الأوصاف ولم يوكزه كما وكزمن قبله رجل من عدوه, لقد ضرب مثالا لنا جميعا ان مسألة التكفير هى من شأن الله, وإعلان التكفير هى من شأن الله, قال موسى ( قال فاذهب فان لك في الحياة ان تقول لا مساس وان لك موعدا لن تخلفه وانظر الى الهك الذي ظلت عليه عاكفا لنحرقنه ثم لننسفنه في اليم نسفا ), تركه يذهب الى حال سبيله لا مساس, لم يمسه لا بالقول ولا بعقوبه جسديه, بل قال له إن لك موعدا لن تخلفه, وهو موعده مع الله عز وجل كى يحاسبه. هل فى هذه القصة عظة او معنى نستدل به على ان الله ( هو) أعلم بمن يضل عن سبيلة و ( هو) أعلم بمن إهتدى, حتى ان موسى الذى اعطاه الله العلم صراحة لم يسمح لنفسه بان يستخدم ذلك العلم, مرة أخرى اعطاه العلم بضلال السامرى وليس ملامح الضلال, او صفات الضلال, الا يكفى ذلك المثال المباشر الصريح على فهم الآيه القرآنية, طالما اننا نسمح لأنفسنا بأن ندور فى رحاب القرآن كله لنثبت شيئا ما..


20   تعليق بواسطة   فوزى فراج     في   الثلاثاء ١٩ - مايو - ٢٠٠٩ ١٢:٠٠ صباحاً
[39200]

السؤال لأخى أحمد صبحى فقط!!!! -2

على أى حال, ليس ما قلته أعلاه فى الواقع هو ما أردت أن أقوله, ولكنه فرض نفسه على لأقوله من حيث لا ادرى ولم يكن فى نيتى ان اكتبه, ما أردت ان اكتبه هو التالى, عندما تقرأ أنت وأقرأ انا نفس الآيه من القرآن, نفس الكلمات , غير اننا نخرج بمفهوم مختلف, وقد يقرآ نفس الأيه أيضا ثالث او رابع او خامس..........الخ, ويخرج أيضا كل منهم بمفهوم مختلف, قد يكون بعضهم مختلفا قليلا عنى او عنك, وقد يكون بعضهم مختلفا كثيرا عنى أو عنك, وقد يكون بعضهم مختلفا إختلافا كاملا عنى او عنك. نفس الآيه ونفس الكلمات, ولو قسمنا الآيه الى مكوناتها الأساسية اى الكلمات كل على حدة, فمن المتوقع ان لا يكون هناك إختلاف بينا بين الجميع على معنى اللكلمات كل على حده, غير اننا ما ان نضعها على هية جملة مفيدة, نجد أن هناك إختلافا على مفهوم الغرض من الأيه او المعنى الواضح منها. أنت مقتنع تماما بما توصلت اليه, وأنا مقتنع بنفس الكيفيه او بنفس القوة بما توصلت اليه, والأخرين كل مقتنع تماما بما توصل اليه, ورغم كل ما أضعه أنا او تضعه أنت لإثبات مفهومك, فلا يغير احدا منا رأى الأخر..................................ما هو الحل إذا, وكيف يصل الأخرين ممن يقرأون ويستمعون الينا والى الأخرين معنا, كيف يمكن للأخرين ان يصلوا الى قرار يمكن لهم ان يطمئنوا بأن هذا الرأى او ذلك الرأى صحيح, هل مجرد إسم صاحب الرأى لابد ان يكون له وزنه , ولدينا من التاريخ الإسلامى ما يدحض هذا الإتجاه , بل ان رسالتك فى حد ذاتها خير دليل على ذلك, كيف يمكن لنا ان نخرج من هذه الدائرة , هل لديك إقتراح تتفضل به على بعض الذين يحتاروون فى مواقف مثل هذه, مع وافر حبى وإحترامى.


21   تعليق بواسطة   فوزى فراج     في   الثلاثاء ١٩ - مايو - ٢٠٠٩ ١٢:٠٠ صباحاً
[39201]

السؤال لأخى أحمد صبحى فقط!!!!


22   تعليق بواسطة   آحمد صبحي منصور     في   الأربعاء ٢٠ - مايو - ٢٠٠٩ ١٢:٠٠ صباحاً
[39212]

شكرا أخى الحبيب فوزى .. وشكرا لكل من تفضل بالتعليق ، وأقول :

أبدأ بالاجابة على سؤال أخى فوزى وهو : (لماذا تختلف مفاهيم القرّاء فى رؤيتهم للآية الواحدة من القرآن الكريم )


أقول : 1 - لا أريد العودة على التاكيد على المنهج القرآنى الموضوعى فى فهم مصطلحات القرآن من داخل القرآن ثم تجميع كل الايات ذات الصلة بالموضوع وبحثها معا بدون راى سابق يراد إثباته .ولا اريد العودة الى التاكيد على اختلاف الخلفيات العلمية وتاثيرها على الباحث القرآنى حتى مع وجود الرغبة الصادقة فى الوصول الى الصواب ، ولا أريد أيضا التذكير بأن جانب الهداية البسيطة واضح ، ولكن التعمق فى فهم آية هو مستوى الباحثين وليس عموم  المسلمين ، وليس هذا رفعا لأحد على أحد أو إساءة لأحد ، ولكنه علم شأن أى علم يستلزم التفرغ والدراسة والتركيز.


ولكن أذكّر بطبيعة القرآن نفسه ، وهنا إجابة أيضا عن نصف سؤال الأستاذة داليا سامى عن قوله جل وعلا :( اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُّتَشَابِهًا مَّثَانِيَ  ).وصف القرآن هنا بأنه متشابه وبانه مثانى . أى تتكرر فيه المعانى وتتشابه ، وتتداخل ، وتلك طبيعة كتاب يدعو للهداية ، ودعوته للهداية موجهة الى بشر يخطىء ويصيب، ويعود يخطىء ويصيب ،فلا بد من التكرار. كل معنى أساس فى القرآن الكريم تكرر مشابها لمثيله أو مع اختلافات بسيطة ، تتيح بيانا أكثر وتوضيحا أكثر ، وكل هذا يدخل ضمن تفصيل القرآن الذى أنزله الله تعالى (على علم ) كما جاء فى سورة الأعراف (آية 52 ) ،أى ليس ثرثرة وانما باحكام علمى . وعملية الاحكام العلمى هنا هى مدار الاجتهاد بين الذين أوتوا العلم أى الباحثين،. ولذا فالمنهج الصحيح هو كما قلت الاتيان بكل الايات المتصلة بالموضوع بما فيها من تشابه ومثانى وبحثها معا بغية الوصول للحق.


2 ـ تكون المهمة سهلة لو توقفنا مع عبارة وردت فى قصة قرآنية مثل قول موسى للسامرى ، ولكن تصبح مهمة ثقيلة حين نتعرض لأساس القرآن الكريم وهو الدعوة للهداية  حيث التداخل بين الاسلام والايمان والكفر و الشرك والعمل الصالح والعمل السىء ،لأنه ليس فقط هذا هو مبنى القرآن ومعناه وهدفه ولكن أيضا لأن آيات الكفر و الشرك والضلال والهدى هو معظم آيات  القرآن الكريم ، ولا يصح تجاهلها ، ولا يجوز إنكار أهميتها فى الدعوة للهدى وتصحيح الايمان والعمل ، ونبذ الضلال والكفر و العصيان .


23   تعليق بواسطة   آحمد صبحي منصور     في   الأربعاء ٢٠ - مايو - ٢٠٠٩ ١٢:٠٠ صباحاً
[39213]

تابع

أقول للاستاذ زهير الجوهر


من حقك ألا يعجبك المقال، وأن تراه لا يصلح للتاصيل القرآنى ، كما أنه من حقى أن أخالفك الرأى ، فهو بحث قرآنى مقسم لأجزاء ، كان فى الأصل مقالا ثم اقتضت ضرورة البحث أن يتشعب ، وأعتقد أن مثلى أقدر على معرفة الفارق بين المقال العادى و المقال البحثى ، والبحث الكامل الذى يستلزم عدة أقسام أو أجزاء .


ولكن لا اعتقد أن من حقك أن تدافع عمن ظلمنا وافترى علينا وسكتنا عنه أملا أن يتوقف عن السب والشتم ، وكل ذلك لم نتعرض له باى سوء سوى أن أعلنا أننا لن نرد عليه وأننا لا نوافق على آرائه فتشجع وكتب مقالات ينقدنا ، ولم نعلق عليه ولم نرد على آرائه ، ثم تطور وتغير فبالغ فى السب والشتم والوقيعة مما استلزم ابعاده ، فعاد متسللا يسب ويشتنم فرجوناه علنا ألا يعود لأن هذا لا يليق به فرد يسب باقذر مما كان ، فاضطررنا للردعليه ووصفه بما يستحق. لسنا ملائكة يا سيد زهير ، ولسنا حائطا مائلا لكل حقود وعميل للأمن المصرى  لياتى ليسبنا فى دارنا وليوقع بيننا ، ونبعده فيعود مصمما على الأذى ، وهكذا  يتسلل الينا مرة بعد مرة ، ومن أجله أغلقنا باب التسجيل حتى لا يعود فاتضح أنه أعد للأمر عدته من قبل بأن سجل لنفسه من قبل عدة مرات لكى يعود لو أبعدناه مرة ومرات ، اى إنه إصرار على التسلل وعلى أن يلعب دور الحشرة السامة. لم نصفه كذبا ، هو الذى أراد لنفسه هذا الوصف . وهو الذى أضاع كرامته واحترامنا السابق له ، وماتم حذفه من وقاحته هو موجود فى داخل الموقع وسننشره عند اللزوم حجة عليه .


فى النهاية يا سيد زهير : هنا قضية ظالم متعد إعتدى علينا وظلمنا فى بيتنا. وأرك تقف ـ كما سبق ـ مع الظالم . وليس هذا من حقك.. وهو مجرد تذكرة ..


24   تعليق بواسطة   آحمد صبحي منصور     في   الأربعاء ٢٠ - مايو - ٢٠٠٩ ١٢:٠٠ صباحاً
[39214]

تابع ..

الى الأخ الحبيب ابراهيم دادى :


كأنك تقرأ ما فى عقلى .. اكرمك الله جل وعلا ، لأن الموضوع القادم هو ( ووجدك ضالا فهدى ) .أما بقية أسئلة الاستاذة داليا فستاتى الاجابة عليها فى حلقات القاموس القرآنى .


ومن المتوقع أن تصل الحلقات الى تسع .. وهذا تقديرى حتى الآن . وبالتالى فهناك الكثير مما سيتم الاجابة عنه فى ثنايا الحلقات القادمة ، بعونه جل وعلا.


لذا أدعوكم الى الاكتفاء بالتعليق على هذا المقال ، وهناك غيره مما كتبه الأحبة أولى باهتمامكم .


شكرا لكم جميعا ، وهدانا الله جل وعلا لما يحبه ويرضاه.


25   تعليق بواسطة   د.زهير الجوهر     في   الخميس ٢١ - مايو - ٢٠٠٩ ١٢:٠٠ صباحاً
[39252]

الى أستاذي العزيز أحمد صبحي منصور المحترم

تحية طيبة


كتب حضرتكم الكريم:


فى النهاية يا سيد زهير : هنا قضية ظالم متعد إعتدى علينا وظلمنا فى بيتنا. وأرك تقف ـ كما سبق ـ مع الظالم . وليس هذا من حقك.. وهو مجرد تذكرة ..



أستاذي العزيز, هل كانت كل مواقفي مع ظالمكم, أنت تعرف جيدا بأن هذا لم يكن.


صحيح في بعض آرائي كنت أرى أن يسالم القرآنيون النظام المصري(بالرغم من أني أعلم بأنه قد ظلم حضرتكم وظلم أسرتكم), وفي الحقيقة أنا لا أعرف هذا النظام سوى من كلام الناس عنه, والجميع يجمع (وحضرتكم الكريم من بينهم) على أنه ليس بقسوة نظام صدام لامن قريب ولامن بعيد. وبالتالي من الممكن مسالمته حفاظا على سلامة الجميع.


كانت كتاباتي من أجل أن يسلم الجميع, أنا دائما أسعى لرأب الصدع, والسلام.


نعم لقد تجاوز الدكتور عمرو أسماعيل عندما أصر على الدخول والتسلل الى الموقع, ولقد ظلمكم في أقواله الأخيرة, وهو يقول بأنكم ظلمتموه, ولست ولن أكون قاضيا أو حكما بهذا الشأن , لكني أريد أن أسعى للتوفيق, وحل الخلافات, وتهدئة الخواطر, حتى تعود المياة الى مجاريها الطيبة, وتعود صلاتنا بالآخرين(وأن ظلمونا) طيبة.


أنت رجل ذو قلب كبير, ومتسامح, وتدعوا الى التسامح, وهذا عهدي بكم.


أنا لا أعرف ان كان عمرو أسماعيل من الأمن المصري, أنا في الحقيقة لا أعرف شيئا عنه الا من هذا الموقع, ونحن هنا في فضاء  الأنترنيت لانعرف الأشخاص وبالتالي ليس لنا أن نعرف من هم, وبالتالي فنحن لامناص أمامنا سوى التصديق بما يقولون عن شخصهم.


ربما مصادر معلوماتك قوية, وتعرف الرجل جيدا, فهذا شيء آخر.


كنت أتمنى أن يعتذر الدكتور عمرو أسماعيل لحضرتكم الكريم, كما أعتذر شخصي المتواضع لحضرتكم, عندما شعرت بأن تعليقاتي آلمتكم, وهذا بدورة آلمني كثيرا, وأنا شخصيا أعتذر مجددا لكم وعلنا أمام الجميع, وذلك لأن تعليقاتي آلمتكم, وليس من الأخلاق دخول بيوت الناس وأزعاجهم فيها.


لكن أمنيتي أن تهدء النفوس وتعم روح التسامح والأخاء والمحبة بيننا مجددا, لا أعرف ولكن لدي أحساس بأن الدكتور عمرو أسماعيل والأخ عمار نجم والأخت آية, لم يكن قصدهم أزعاج حضرتكم الكريم, والكل يخطيء في النهاية, فنحن لسنا سوى بشر خطآئين.


(2) سورة الحجرات - سورة 49 - آية 10

انما المؤمنون اخوة فاصلحوا بين اخويكم واتقوا الله لعلكم ترحمون



والى مقالات نافعة بأذن الله.


مع كل التقدير والأحترام


26   تعليق بواسطة   لطفية سعيد     في   الخميس ١١ - أغسطس - ٢٠١٦ ١٢:٠٠ صباحاً
[82786]

بين منهج القرآن فى القصص ومنهج مؤرخى السيرة


 المادة التاريخية قسمان : تاريخ للماضين وتاريخ معاصر للحدث . أما فى القصص القرآنى فالمادة التاريخية فيه ثلاثة أقسام ، تشمل : تاريخ الماضين قبل نزول القرآن ، مثل قصص الأنبياء والأمم السابقة ، وهناك تاريخ مستقبلى أخبر عن بعض ما سيأتى فى المستقبل ، وهناك تاريخ معاصر ،أى عاصر ما يحدث للنبى محمد وعلاقاته بالمشركين وبالمؤمنين. هو ايضا تاريخ معاصر بمعنى إنه يمكن تطبيق بعضه على كل عصر ويكون معاصرا لكل عصر، والسبب هو فى الصياغة القرآنية الفريدة للمادة التاريخية ، فالقرآن الكريم لا يهتم بذكرأسماء الأشخاص أو مكان الحدث أو زمن حدوثه ، فيقول مثلا : (وَإِذَا رَأَوْكَ إِن يَتَّخِذُونَكَ إِلاَّ هُزُوًا أَهَذَا الَّذِي بَعَثَ اللَّهُ رَسُولا ) ( الفرقان 41 ) (وَإِذَا رَآكَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِن يَتَّخِذُونَكَ إِلاَّ هُزُوًا أَهَذَا الَّذِي يَذْكُرُ آلِهَتَكُمْ ) ( الأنبياء 36 ) . أى كان المشركون يسخرون بالنبى إذا مرّ بهم ويشيرون اليه قائلين إستهزاءا :( أَهَذَا الَّذِي بَعَثَ اللَّهُ رَسُولا ؟؟! ) (أَهَذَا الَّذِي يَذْكُرُ آلِهَتَكُمْ ؟؟! ). ومع أنها حادثة خاصة بالنبى وغير قابلة للتكرار فلا نبى بعد خاتم الأنبياء ولا رسول لله تعالى بعد خاتم رسل الله محمد عليه السلام ، إلاّ إن الصياغة القرآنية هنا أيضا حافظت على قواعدها ، فلم تذكر أسماء المستهزئين بالرسول و لم تذكر المكان بالتحديد ولم تذكر متى بالضبط حدثت تلك الواقعة أو الواقعتان . الاهتمام الأكبر للقصص القرآنى هو أن تتحول المادة التاريخية الى موعظة ،أى تتحرر الحادثة التاريخية من أسر الزمان والمكان و أسماء الأشخاص لتدور فوق الزمان والمكان صالحة للتطبيق على كل من يقول ويفعل نفس ما يفعله أولئك المشركون الضالون



27   تعليق بواسطة   لطفية سعيد     في   الخميس ١١ - أغسطس - ٢٠١٦ ١٢:٠٠ صباحاً
[82787]

إتباع الهوى بديلا عن القرآن هو من علامات الضلال وفق ما جاء فى القرآن الكريم


إتباع الهوى بديلا عن القرآن هو من علامات الضلال وفق ما جاء فى القرآن الكريم ، فالظالمون يهجرون العلم فى القرآن الكريم ويتبعون أهواءهم ، وبالتالى فلا يمكن أن يهديهم الله تعالى ( بَلِ اتَّبَعَ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَهْوَاءهُم بِغَيْرِ عِلْمٍ فَمَن يَهْدِي مَنْ أَضَلَّ اللَّهُ : الروم 29 ). وبعضهم يكون من العلماء الذين يستخدمون علمهم فى الإضلال خدمة للهوى ، وبالتالى لا يمكن أن يهديهم الله تعالى (أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَن يَهْدِيهِ مِن بَعْدِ اللَّهِ أَفَلا تَذَكَّرُونَ)( الجاثية 23 ) ولقد ضرب الله تعالى لهم أسوأ :(الأعراف 175-178 )وتلك ملامح فى الضلال جاءت فى أحكام عامة يمكن تطبيقها فى كل عصر ، أى أنها نزلت تعليقا على أحداث فى عهد النبوة ، وجاءت بحكم عام مطلوب من المؤمنين بعدها تطبيقه على نفس الظروف والمواقف، وبالتالى فلابد للمؤمنين أن يتعرفوا على علامات الضلال التى ذكرها الله جل وعلا فى القرآن الكريم للتصرف حيالها وفق ما أمر الله تعالى به ، وهذا موضوع مقال قادم عن التشريعات المطلوب تنفيذها فى التعامل مع الضالين . ولكن نقتصر على مثال واحد : هو عبادة واتباع ما وجدنا عليه آباءنا مما يخالف كتاب الله ، وهنا يكون التشريع الالهى بالاعراض عنهم ، يقول الله سبحانه تعالى (وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا إِلَى مَا أَنزَلَ اللَّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ قَالُواْ حَسْبُنَا مَا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ شَيْئًا وَلاَ يَهْتَدُونَ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ عَلَيْكُمْ أَنفُسَكُمْ لاَ يَضُرُّكُم مَّن ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ )(المائدة 104: 105 إمكانية التطبيق :  وتلك ملامح فى الضلال جاءت فى أحكام عامة يمكن تطبيقها فى كل عصر ، أى أنها نزلت تعليقا على أحداث فى عهد النبوة ، وجاءت بحكم عام مطلوب من المؤمنين بعدها تطبيقه على نفس الظروف والمواقف.



أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق
تاريخ الانضمام : 2006-07-05
مقالات منشورة : 5117
اجمالي القراءات : 56,879,768
تعليقات له : 5,451
تعليقات عليه : 14,828
بلد الميلاد : Egypt
بلد الاقامة : United State

مشروع نشر مؤلفات احمد صبحي منصور

محاضرات صوتية

قاعة البحث القراني

باب دراسات تاريخية

باب القاموس القرآنى

باب علوم القرآن

باب تصحيح كتب

باب مقالات بالفارسي