خالد حسن Ýí 2008-07-13
أخوتي رواد موقع أهل القرآن وكتابه ومشرفيه السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لقد عرف الجميع أن مصدر العقائد والأحكام يجب أن يكون قطعي الثبوت قطعي الدلالة لا مجال فيه للشك , وأن يكون واضحا لا لبس فيه , فيجب أن يكون في آيات واضحات قاطعات دالات على العقائد والأحكام و خاصة إذا كانت هي أركان الإيمان التي يبنى عليها الإيمان فدعونا نتعرف على أركان ديننا الحنيف كما جاءت في القرآن الكريم , قال تعالى موضحا لأركان الإيمان :
(( آَمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آَمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ (285) البقرة ))
وقال عز وجل في آية أخرى ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا آَمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي نَزَّلَ عَلَى رَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي أَنْزَلَ مِنْ قَبْلُ وَمَنْ يَكْفُرْ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا بَعِيدًا (136) النساء ))
في هذين الآيتين يخبر الله عن المؤمنين ويحدد لهم أركان الإيمان وهي الإيمان ب :
1- الله
2- ملائكته
3- كتبه
4- رسله
5- اليوم الآخر
فنجد أن أركان الإيمان الموجودة في القرآن الكريم هي خمسة وهو القطعي الدلالة القطعي الثبوت , ومن بين هذه الأركان الخمسة هناك ركنين أساسيين يجب الإتيان بهما لكي تضمن النجاة يوم القيامة وهما :
الإيمان بالله و الإيمان باليوم الآخر .
فلقد ذكر الله في كتابه العزيز أن أصحاب العقائد المختلفة إن جاؤوا بهذين الركنين بالإضافة للعمل الصالح سيكون مصيرهم النجاة , قال تعالى
(( إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئُونَ وَالنَّصَارَى مَنْ آَمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (69) المائدة ))
وقال تعالى
((إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ مَنْ آَمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (62) البقرة ))
فلقد بين الله أن أهل الكتاب ( اليهود والمسيحيين ) والصابئين و أضيف إليهم المؤمنين(في الآية الأولى أعلاه) وعدهم الله بالنجاة يوم القيامة إذا آمنوا به وباليوم الآخر
فإذا أركان الإيمان خمسة , ولهذه الأركان الخمسة قطبين رئيسين وهما الإيمان بالله والإيمان باليوم الآخر
أركان الإيمان : الإيمان ب الله / الملائكة / الكتب السماوية / الرسل الكرام / اليوم الآخر
فالسؤال الآن أين ركن الإيمان بالقضاء والقدر من ذلك كله ؟؟ وأين ثبت ؟؟؟
دعونا نتعرف أن ركن الإيمان بالقضاء خيره وشره وجد في أحاديث الآحاد الظنية الثبوت فقد جاء في صحيح مسلم : الإيمان (8) , الترمذي : الإيمان (2610) , النسائي : الإيمان وشرائعه (4990) , ابن ماجه : المقدمة (63) ما نصه :
(( أن جبريل لما جاء إلى -النبى صلى الله عليه وسلم- في صورة أعرابي وسأله عن الإسلام، قال: الإسلام أن تشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله، وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة، وتصوم رمضان، وتحج البيت إن استطعت إليه سبيلا". قال: "فما الإيمان؟"، قال: "أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله، والبعث بعد الموت، وتؤمن بالقدر خيره وشره". قال: "فما الإحسان؟" قال: "أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك" ثم قال في آخر الحديث: هذا جبريل جاءكم يعلمكم دينكم فجعل هذا كله من الدين. ))
وفي حديث آخر جاء في صحيح مسلم
((عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ قَالَ بَيْنَمَا نَحْنُ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- ذَاتَ يَوْمٍ إِذْ طَلَعَ عَلَيْنَا رَجُلٌ شَدِيدُ بَيَاضِ الثِّيَابِ شَدِيدُ سَوَادِ الشَّعَرِ لاَ يُرَى عَلَيْهِ أَثَرُ السَّفَرِ وَلاَ يَعْرِفُهُ مِنَّا أَحَدٌ حَتَّى جَلَسَ إِلَى النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- فَأَسْنَدَ رُكْبَتَيْهِ إِلَى رُكْبَتَيْهِ وَوَضَعَ كَفَّيْهِ عَلَى فَخِذَيْهِ وَقَالَ يَا مُحَمَّدُ أَخْبِرْنِى عَنِ الإِسْلاَمِ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « الإِسْلاَمُ أَنْ تَشْهَدَ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ وَتُقِيمَ الصَّلاَةَ وَتُؤْتِىَ الزَّكَاةَ وَتَصُومَ رَمَضَانَ وَتَحُجَّ الْبَيْتَ إِنِ اسْتَطَعْتَ إِلَيْهِ سَبِيلاً. قَالَ صَدَقْتَ. قَالَ فَعَجِبْنَا لَهُ يَسْأَلُهُ وَيُصَدِّقُهُ. قَالَ فَأَخْبِرْنِى عَنِ الإِيمَانِ. قَالَ « أَنْ تُؤْمِنَ بِاللَّهِ وَمَلاَئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَتُؤْمِنَ بِالْقَدَرِ خَيْرِهِ وَشَرِّهِ ». قَالَ صَدَقْتَ. قَالَ فَأَخْبِرْنِى عَنِ الإِحْسَانِ. قَالَ « أَنْ تَعْبُدَ اللَّهَ كَأَنَّكَ تَرَاهُ فَإِنْ لَمْ تَكُنْ تَرَاهُ فَإِنَّهُ يَرَاكَ ». قَالَ فَأَخْبِرْنِى عَنِ السَّاعَةِ. قَالَ « مَا الْمَسْئُولُ عَنْهَا بِأَعْلَمَ مِنَ السَّائِلِ ». قَالَ فَأَخْبِرْنِى عَنْ أَمَارَتِهَا. قَالَ « أَنْ تَلِدَ الأَمَةُ رَبَّتَهَا وَأَنْ تَرَى الْحُفَاةَ الْعُرَاةَ الْعَالَةَ رِعَاءَ الشَّاءِ يَتَطَاوَلُونَ فِى الْبُنْيَانِ ». قَالَ ثُمَّ انْطَلَقَ فَلَبِثْتُ مَلِيًّا ثُمَّ قَالَ لِى « يَا عُمَرُ أَتَدْرِى مَنِ السَّائِلُ ». قُلْتُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ. قَالَ « فَإِنَّهُ جِبْرِيلُ أَتَاكُمْ يُعَلِّمُكُمْ دِينَكُمْ ». ))
عند قراءة هذين الحديثين نجد أن هناك ركن جديد قد أضيف إلى أركان الإيمان وهو الإيمان بالقضاء والقدر خيره وشره وقد ثبت هذا الركن في هذه الأحاديث الظنية , فهل نؤخذ ركن من أركان الإيمان من أحاديث ظنية ؟؟
لقد كان السبب في تأليف الروايات هو ترسيخ العقيدة الجبرية في نفوس المسلمين , فبعد اغتصاب قريش للحكم من جديد متمثلة بدولة بني أمية فكان لزام على الماكينات الإعلامية أن تباشر دورها المنوط بها , فقد بدأت هذه الفرقة بتوزيع أحاديث الرسول بالمجان لتثبيت دعائم بني أمية وترسيخ أن هذه الدولة قد جاءت برعاية الله وقدر الله فكان لزام عليها - بعدما فقدوا الأمل بوجود ما يثبت دعائمهم في القرآن- أن تختلق أحاديث نبوية غير شريفة ضد من يثور على بني أمية ويتهمهم باغتصاب الحكم فقد جاء في صحيح مسلم حديث عن ابن عمر يحكي سياق ذكره لحديث جبريل المشهور، أنقله من صحيح مسلم كما هو مكتوب فيه:
"حَدَّثَنِى أَبُو خَيْثَمَةَ زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ حَدَّثَنَا وَكِيعٌ عَنْ كَهْمَسٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُرَيْدَةَ عَنْ يَحْيَى بْنِ يَعْمَرَ ح وَحَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُعَاذٍ الْعَنْبَرِىُّ - وَهَذَا حَدِيثُهُ - حَدَّثَنَا أَبِى حَدَّثَنَا كَهْمَسٌ عَنِ ابْنِ بُرَيْدَةَ عَنْ يَحْيَى بْنِ يَعْمَرَ قَالَ كَانَ أَوَّلَ مَنْ قَالَ فِى الْقَدَرِ ( أي نفى القدر والجبر وآمن بالحرية ) بِالْبَصْرَةِ مَعْبَدٌ الْجُهَنِىُّ فَانْطَلَقْتُ أَنَا وَحُمَيْدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحِمْيَرِىُّ حَاجَّيْنِ أَوْ مُعْتَمِرَيْنِ فَقُلْنَا لَوْ لَقِينَا أَحَدًا مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- فَسَأَلْنَاهُ عَمَّا يَقُولُ هَؤُلاَءِ فِى الْقَدَرِ فَوُفِّقَ لَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ دَاخِلاً الْمَسْجِدَ فَاكْتَنَفْتُهُ أَنَا وَصَاحِبِى أَحَدُنَا عَنْ يَمِينِهِ وَالآخَرُ عَنْ شِمَالِهِ فَظَنَنْتُ أَنَّ صَاحِبِى سَيَكِلُ الْكَلاَمَ إِلَىَّ فَقُلْتُ أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ إِنَّهُ قَدْ ظَهَرَ قِبَلَنَا نَاسٌ يَقْرَءُونَ الْقُرْآنَ وَيَتَقَفَّرُونَ الْعِلْمَ - وَذَكَرَ مِنْ شَأْنِهِمْ - وَأَنَّهُمْ يَزْعُمُونَ أَنْ لاَ قَدَرَ وَأَنَّ الأَمْرَ أُنُفٌ (( الأمر أنف يعني رغم الأنف يعني : اغتصب بني أمية السلطة والحكم عدوانا ورغم عن الأنف )). قَالَ فَإِذَا لَقِيتَ أُولَئِكَ فَأَخْبِرْهُمْ أَنِّى بَرِىءٌ مِنْهُمْ وَأَنَّهُمْ بُرَآءُ مِنِّى وَالَّذِى يَحْلِفُ بِهِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ لَوْ أَنَّ لأَحَدِهِمْ مِثْلَ أُحُدٍ ذَهَبًا فَأَنْفَقَهُ مَا قَبِلَ اللَّهُ مِنْهُ حَتَّى يُؤْمِنَ بِالْقَدَرِ ثُمَّ قَالَ حَدَّثَنِى أَبِى عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ قَالَ بَيْنَمَا نَحْنُ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- ذَاتَ يَوْمٍ إِذْ طَلَعَ عَلَيْنَا رَجُلٌ شَدِيدُ بَيَاضِ الثِّيَابِ شَدِيدُ سَوَادِ ........ ))
فنلاحظ كيف تم اختلاق هذا الحديث لغايات سياسية بحتة وزج موضوع الإيمان بالقضاء والقدر بين الأركان الخمسة لجعل أمر القضاء والقدر مستساغا لجمهور المسلمين ويقبلوا بدولة بني أمية بأن هذه هي مشيئة الله.
فالناظر الآن يعلم أن مسألة الإيمان بالقضاء والقدر هي مخالفة لما جاء في القرآن الكريم وهي تكرس الجبر وتبعث على الكسل والرضا بالظلم تحت مسمى الإيمان لكن قد يقول قائل :
أليست الحتميات الأربعة هي من القضاء والقدر ( الولادة, المصائب, الرزق, الموت ) ؟؟
فنقول له إن المتبصر في الكون يعلم حرية الاختيار التي وهبها الله للإنسان فالحتميات الأربعة تدخل أيضا ضمن الأسباب التي يأتي بها الإنسان.
جزاك الله خيرا أخ خالد على هذا المجهود الجميل و النافع أيضا. و أيضا سؤال الدكتور عمرو سؤال متوقع و هو في محله و كم أتلهف لسماع اجابتك عليه.
بارك الله فيك أخي العزيز
جزاكم الله خيرا على هذ الثناء الذي أشعرني بالخجل
وتحياتي للأستاذ عمرو اسماعيل والاستاذ أيضا محمود دويكات وأشكر لهم مرورهم وتعقيبهم الذي لا غنى عنه
أما تساؤلك أستاذ عمرو اسماعيل أن الإيمان بالغيب المذكور في الآية التي أوردتها في تعقيبك قد يكون الإيمان بالقضاء والقدر أم لا؟
فرأي المتواضع أن أركان الإيمان هي الغيب الذي جاء في الآية الكريمة
فالإيمان بالله هو غيب لأن الله لا يظهر لنا بل جعل مؤشرات تدل عليه يستدل بها من أراد الهداية
والإيمان بالملائكة هو غيب
والإيمان بالرسل هو غيب
والإيمان بالكتب هو غيب , نعم هناك بعض الكتب التي وصلتنا مثل القرآن والانجيل والتوراة ولكن هناك صحف ابراهيم وغيره من الكتب التي لم يقص الله علينا من نبأها
أما القضاء والقدر فهو ليس من الغيب لسبب بسيط لأنك أنت من تتحكم بمصيرك وأن الله ترك لك حرية العمل والاختيار, وأنت محاسب عليها , حتى جميع الحوادث التي تحصل معنا ونحملها للقضاء والقدر لو تأملت فيها لو جدت هناك أسباب أرضية مادية هي التي أدت لوقوع ذلك , والله تعالى ينزل حكمه وفعله بالكون بناء على ما فعلناه ابتداء .
مثلا هناك طالبين أحدهما ملتزم دينيا وأخلاقيا وآخر غير ملتزم دينيا ولا أخلاقيا ولدى الأثنان امتحان توجيهي مثلا
لكن الطالب الملتزم دينيا لا يدرس يقضي يومه في سماع الاشرطة الدينية أو على المواقع الدينية ويدعو الله أن ينجحه
والطالب الآخر الغير ملتزم يدرس بجد ويقضي يومه يدرس , من سوف ينجح ؟؟ هل سينجح الله من كان يصلي ويصوم ويسمع الاشرطة الدينية ولكن لا يدرس , أم سينجح الطالب الغير ملتزم الذي قضى وقته يدرس ؟؟
طبعا سينجح الذي يدرس مهما كان صالحا أو فاسقا لسبب بسيط أن الله جعل لكل شيء سبب وهذا هو مبدأ الكون
فلا يستطيع الشخص الذي رسب أو الذي نجح أن يقول أن هذا هو قدر الله وقضاءه
لدي بحث في قاعة التكليف والبحث القرآني سينشر بعد أيام بعد تصحيحه لغويا من الدكتور أحمد صبحي منصور , وقد تطرقت لهذا الباب بشكل موسع , وكتبت هذا المقال خصيصا ليكون متصل السياق , وأنا أحب مداخلاتكم القيمة لما فيها من إيقاد للعقل
أشكرك أخي الكريم خالد علي إجابة فيها الكثير من الإقناع .. وأرجو أن يتسع صدرك لسؤال عن جملة تستحق الإيضاح لما تحمل من معاني عميقة ..
والله تعالى ينزل حكمه وفعله بالكون بناء على ما فعلناه ابتداء .
أعذرني .. لقد خلقني الله بعقل متساءل .. يبدو أنه سبب إزعاج لنفسي و الأخرين ..
اخى خالد - لىسؤال محدد ومن بعده نقرر ان نكمل المناقشات ام تتجمد فى هذا الموضوع عند هذا الحد .
ما فهمته من المقاله أنك لا تنفى القضاء والقدر ولكنك لا تؤمن بهما ولا تعترف انهما يدخلان تحت الحتميات لا كليا ولا جزئيا وأن الإنسان قادر على صنع قدره بنفسه مهما كانت الظروف المحيطة به فهل هذا صحيح أم لا؟؟؟؟
وهل حكمك انهما ليس من متطلبات أركان الإيمان ولا يدخلان ضمن الإيمان بالغيب فهل مافهمته أيضا صحيح أم لا ؟؟؟؟ وشكرا
ارى من خلال قراتي لبعض الايات و ايماني بالله بان القدر له معنيان مختلفان بين قضاء الامر و القدرة عليه
قدر الله موجود و لكن قدر الله و أمره الينا ينصب من افعالنا و عندها لا قدرة لنا على التدخل فيها او تغييرها فإن الله تعالى يقول () مثل الذين كفروا بربهم اعمالهم كرماد اشتدت به الريح في يوم عاصف لا يقدرون مما كسبوا على شيء ذلك هو الضلال البعيد () و يقول المولى جل و علا () ما كان على النبي من حرج فيما فرض الله له سنة الله في الذين خلوا من قبل وكان امر الله قدرا مقدورا () و هذا الامر الالهي هو قدر لا هروب منه و امر الله تام متم لا تبديل له و هنا نلاحظ هذا الامر الالهي يخص دين الله الذي وعد الله بأن يتمه و لو كره الكافرون
و هذا تعليقي و الله اعلم
الأستاذ خالد حسن
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أسمح لي أخي الكريم أن أضيف تعليقي إلى مقالكم الداعي الى التفكر والتدبر.
ففرائض الإسلام أو أركان الإسلام ليست خمسة كما أعلنها مسجد الضرار !!
بل هي كثير ونستطيع حصر بعضها فنجده أكثر من خمسة بنص الكتاب المبين ، الذي نزل على محمد الصادق الأمين اللهم ذده تحيةً وسلاماً.
فعلى سبيل المثال وليس الحصر نجد أن فرائض الإسلام وأركانه كالأتي :
1. عبادة الله وحده.
2. الإحسان إلى الوالدين ( وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا )( سورة الاسراء الاية 23 ).
3. إقامة الصلاة ولا خلاف عليها.
4. الجهاد بالنفس والمال.
5. الصيام ولا خلاف عليه.
6. الصدقات.
7. حج البيت حسب الإستطاعه.
8. قرأة القرآن وتدبره.
9. القصاص في القتلى لقوله تعالى ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِصَاصُ فِي الْقَتْلَى الْحُرُّ بِالْحُرِّ وَالْعَبْدُ بِالْعَبْدِ وَالأُنثَى بِالأُنثَى )( سورة البقرة الاية 178 ).
10. الوصية للوالدين والأقربين لقوله تعالى ( كُتِبَ عَلَيْكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ إِن تَرَكَ خَيْرًا الْوَصِيَّةُ لِلْوَالِدَيْنِ وَالأقْرَبِينَ بِالْمَعْرُوفِ حَقًّا عَلَى الْمُتَّقِينَ )( سورة البقرة الاية 180 ).
11. الميراث حيث قال تعالى في الاية الاولى منه ( فَرِيضَةً مِّنَ اللّهِ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلِيما حَكِيمًا )( سورة النساء الاية 11 ).
12. الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وعدم كتمان ماجاء في الكتاب لقوله تعالى ( وَإِذَ أَخَذَ اللّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلاَ تَكْتُمُونَهُ )( سورة آل عمران الاية 187 ).
وهذا الميثاق مأخوذ على جميع أهل الكتاب أكان القرآن أو الكتب السابقه فالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من أهم عناصر الإسلام بشرط أن يكون بالحسنى لقوله تعالى ( وَقُولُواْ لِلنَّاسِ حُسْناً )( سورة البقرة الاية 83 ).
هكذا ذكرنا إثنى عشر فريضة فأين نحن من الخمس فرائض فقط !!
وذلك بخلاف فرائض أخرى لم نذكرها ككفارة اليمين وكالمحرمات وكلها فرائض ونص القرآن عليها.
هذا التعليق جزء من بحث يحمل عنوان ( الصدقات جزء من الزكاة ) وسينشر لاحقاً بأذن العلي القدير...
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يسرني مروركم الكريم وتعقيبكم الذي لا غنى عنه
يجب أن نعلم بداية ونجعلها من البديهيات أن الله على كل شيء قدير ويستطيع فعل أي شيء في هذا الكون , فهو ملكه وكل يسبح بحمده , ومن قدرة الله أيضا أن جعلنا نتصرف بمحض إرادتنا المطلقة من تدخله عزوجل قال
((وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ (118) إِلَّا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ (119) هود )) فالله تعالى قصد الخلق لغاية وهي الابتلاء والامتحان وأعطى لكل شخص الحرية في فعل ما يريد , ولكن أطرها بإطار من الاسباب التي لا غنى عنها أبد , فلكل شيء سبب ولكل نتيجة سبب معين محسوس خلقه الله للإنسان لكي يعرفه ويرقى به ,
مثال : وجد البترول من آلاف السنين , ولكن استخدامه خفي على العصور السابقة , وعرف لدينا في هذه العصور , البترول موجود لكن خفيت على السابقين الاسباب التي تستخرجه به والطريقة التي تستخدمه به الى أن أخذنا بالاسباب التي توصلنا اليه مع تقدم العلم . قال تعالى ((يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ تَنْفُذُوا مِنْ أَقْطَارِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ فَانْفُذُوا لَا تَنْفُذُونَ إِلَّا بِسُلْطَانٍ (33) الرحمان ))
يجب علينا تعريف القضاء والقدر :1- هل أن الله كتب كل شيء علينا منذ بدء الخليقة ونحن سوى ممثلين يقوم كل بدوره الذي أنيط له سلفا ؟
2- هل هو الظروف التي لا يستطيع لانسان تفاديها ؟
الاحتمال الأول : وهو محال ومرفوض تماما جملة وتفصيلا لأن به ظلم وحاشا لله الظلم , فكيف يعذبنا الله على المعاصي المكتوبة سلفا علينا وكيف يحاسبني الله على قتل جاري وسرقة أموال المساكين إذا كان كل شيء مكتوب سلفا , فهذا الاحتمال مرفوض بل هي الحرية المطلقة المحاسب عليا الانسان
الاحتمال الثاني : إذا كان القضاء والقدر هي الظروف التي لا يستطيع الانسان تفاديها , فالامر نسبي , ويعود على قدرة الانسان . فربما تسطيع تفادي حادث مرور إذا كنت تركب شاحنة بينما الطرف الثاني ممكن أن يموت إذا كان يركب سيارة صغيرة . تستطيع تفادي رصاصة في قلبك إذا كنت ترتدي واقي رصاص ولا يمكنك ذلك إذا لم تكن ترتديه .
شكرا لك أستاذ عمرو اسماعيل على مرورك الطيب بالنسبة للجملة التي أردت الاستفسار عنه هي
((والله تعالى ينزل حكمه وفعله بالكون بناء على ما فعلناه ابتداء ))
فالله تعالى ينزل أوامره بناء على أفعال البشر والمتدبر في القرآن الكريم يجد ذلك بين حيث يعلم أن أحكام الله هي بناء على أفعال البشر , فقد كان عذاب الله للأفوام السابقة بناء على ما فعلوه ابتداء قال تعالى
(( أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنَا مِنْ قَبْلِهِمْ مِنْ قَرْنٍ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ مَا لَمْ نُمَكِّنْ لَكُمْ وَأَرْسَلْنَا السَّمَاءَ عَلَيْهِمْ مِدْرَارًا وَجَعَلْنَا الْأَنْهَارَ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمْ فَأَهْلَكْنَاهُمْ بِذُنُوبِهِمْ وَأَنْشَأْنَا مِنْ بَعْدِهِمْ قَرْنًا آَخَرِينَ (6) الانعام ))
فقد جاء أمر الله استجابة لما فعله الاقوام من تكذيب , فيكون أمر الله بناء على فعلهم , فلقد كذبوا وعصوا ورفضوا الايمان فكان عاقبتهم العذاب الذي جاء بناء على أفعالهم
قال تعالى (( وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرَى بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ (117) هود )) فلقد منع العذاب عن هؤلاء الاقوام بناء على فعلهم , فجاء أمر الله بناء على أفعالهم الخيرة وإصلاحهم بين الناس , فإذا تأتي أفعال الله استجابة لما يقوم به الانسان
قال تعالى (( قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ (1) المجادلة )) لقد جاء أمر الله بتشريع حكم الظهار استجابة لفعل قام به الانسان , فكانت أحكام الله وأوامره استجابة لأفعال العباد
إن أوامر الله عزوجل التي طبقت على الامم الساحقة وأوامر الله لبدء الخلق , قد صاغها الله لنا في كتبه السماوية على شكل آيات بينات , فالآيات القرآنية المسطرة بين أيدينا في القرآن الكريم اليوم إنما هي أوامر الله عزوجل التي لم تكن مسطرة في ذلك الوقت , فالقرآن هو عينة عن كيفية إدارة الله تعالى للكون , فأوامر الله عزوجل تنزل بناء على أفعال العباد واستجابة لهم فيكون فعل الله تابع لفعل الانسان ونتيجة لفعله , ولو كان هناك كتب سماوية اللآن لسطر الله أوامره فيها على شكل آيات . فأوامر الله لا تكف عن التدخل في هذا الكون بناء على ما كسبت أيدينا , وهذا يقودنا الى أن الله يتدخل في الكون على طريقتين :
1- يكون تدخل الله عزوجل من خلال القوانين التي خلق الكون عليها فهذه القوانيين تحيط بالانسان فهو يعيش تحت حكمها وضمن إطارها فلا يستطيع الخروج عنها , مثلا بقيت تحت الماء 20 دقيقة من دون أجهزة غطس سوف تختنق وتموت لأن الله سن قانونا بذلك , ولو وضعت يدك داخل إبريق الشاي والمياه تغلى به على درجة حرارة 100 بدون قفازات سوف تحترق يدك . فإذا تدخل الله يكون من خلال هذه القوانيين التي من يعرف التعامل معها لن يضيره شيء . فالله تعالى هو من خلقها فلا نقول أن الله تعالى لا يتدخل لكن يتدخل ضمن القوانيين فمن يدرس ينجح ومن يطلق الرصاص على رأسه سيموت بناء على القوانيين وليس قضاء وقدر
2- تدخل الله المباشر في الكون : حيث يخرق الله تعالى القوانيين التي سن عليها الكون و بان ذلك من خلال المعجزات التي أيد الله بها الانبياء حيث كانت خارقة لتلك القوانين من أجل إقناع الناس بالايمان , وبان ذلك أيضا من خلال العذاب الذي ينزله الله على الاقوام حيث يقلب الله الطبيعة ويخرق القوانيين الكونية بناء على ما فعلوا من تكذيب , ويخرق الله أيضا القوانيين ويتدخل مباشره في الكون لإنقاذ من انقطعت عنه الاسباب الارضية وأخلص دينه لله قال تعالى
(( وَإِذَا غَشِيَهُمْ مَوْجٌ كَالظُّلَلِ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ فَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمَا يَجْحَدُ بِآَيَاتِنَا إِلَّا كُلُّ خَتَّارٍ كَفُورٍ (32) لقمان )) فبعد انعدام القوانيين الارضية والكونية دعا المنكوبين الله بإخلاص فخرق الله القوانيين لما قاموا به , فكان استجابة الله لهم بناء على فعلهم ابتداء
السلام عليكم
السلام عليكم أخ عثمان وتعقيبك الرائع
إن الحتميات الاربعة تدخل أيضا ضمن القوانيين التي سنها الله في الكون فلا مجال للخروج عنها ولكن في نفس الوقت للإنسان الحرية المطلقة بأتيان الاسباب أو تركها
فمثلا التدخين وشرب الكحول وتعاطي المخدرات وشرب السم يؤدي الى الموت , فالموت هنا خضع لهذه القوانيين الارضية التي خلقها الله وترك للإنسان حرية الاختيار
فهناك في دول أوروبا الرعاية الصحية ممتازة فنرى معدل الاعمار يزداد ونجد هناك معمريين حتى أنها تلقب بالقارة العجوز لإرتفاع مستوى الكهولة , فهذه الاسباب سمحت لإطالة عمر الانسان وبالعكس تماما في وطننا العربي في الامراض وعدم توفر رعاية ولا توعية صحية واندلاع الحروب يعجلان بحتفنا , فالموت هو من أيدينا بعدما اتخذنا الاجراءات التي تؤدي اليه
والرزق أيضا : لقد تكفل الله بالرزق لكل المخلوقات ومن بينها الانسان فالفقير مرزوق والغني مرزوق ولكن كمية الرزق ومقداره يتحكم فيها الانسان نفسه , فالمهندس بعدما درس وتوظف أصبح دخله أضعاف مضاعفة عن ذلك الشخص الذي رفض أن يدرس أو يطور موهبته فالاثنان مرزوقان أما كمية الرزق فالانسان يحددها
والمصائب قال تعالى (( وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ (30) الشورى )) وكفى بكلام الله تبيانا
أنا أؤمن بتدخل الله في الكون ولكن بناء على ما فعلنا فالله تعالى لا يجبرنا ولا يملي علينا قسرا ما نريد فعله , بل لنا حرية الاختيار والتصرف . فلا أظن أن القضاء والقدر موجود أصلا بل هو تدخل الله في الكون بناء على تصرفاتنا
قولك (فأوامر الله عزوجل تنزل بناء على أفعال العباد واستجابة لهم فيكون فعل الله تابع لفعل الانسان ونتيجة لفعله ) ... هذا كلام أكثر من رائع .. و مثير للتفكر و التدبر..... فهذه الجملة - مع تصريفها - و كأنها التفسير الحرفي لكلمة قيوم السماوات و الارض.. فالله عنده علم الساعة لحظة بلحظة و هو بهذا أسرع الحاسبين...
و قولك أيضا (أنا أؤمن بتدخل الله في الكون ولكن بناء على ما فعلنا فالله تعالى لا يجبرنا ولا يملي علينا قسرا ما نريد فعله , بل لنا حرية الاختيار والتصرف . فلا أظن أن القضاء والقدر موجود أصلا بل هو تدخل الله في الكون بناء على تصرفاتنا ) .. هو كلام دخل مخي الحقيقة .. وانا شيئا فشيئا أميل إلى رفض فكرة القضاء و القدر جملة وتفصيلا ....و استبدلها بأن هناك شيء اسمه( أمر الله!!) و ليس قدر الله أو قضاؤه .. و في القرءان : أمر الله دائما إما أنه يأتي (( حَتَّى إِذَا جَاء أَمْرُنَا ...... وَلَمَّا جَاء أَمْرُنَا ... إِنَّهُ قَدْ جَاء أَمْرُ رَبِّكَ ... حَتَّى جَاء أَمْرُ اللَّهِ ... يَأْتِيَ أَمْرُ رَبِّكَ )... أوينقضي (قُضِيَ الأَمْرُ الَّذِي فِيهِ تَسْتَفْتِيَانِ... الخ ) ... و قد ذكر الله في القرءان أنه ( يدبر الامر) .. و لكن لا يوجد شيء اسمه ( يقدر الامر) ...و التقديرفي القرءان عادة ما سكون بموضع يشير الى الحساب و القياس و كأنها تشير الى نوع من الهندسة الالهية لتنفيذ الاوامر الالهية..... لكن القرارات الالهية هي كلها ضمن أمر الله ...أي بمعنى آخر لم تأتي كلمة قدر أو مشتقاتها لتفيد أن الله خلق أمرا متعلقا ينتظر ابن آدم ..فكلمة قدر الله أي تقدير الله أي حساب و دقة الله .. و ليس أن الله خلق الموضوع من زمان علشان الشخص يأتي و يقع به لاحقا
جزاك الله خيرا و بارك الله فيك...أستاذي خالد حسن
تقول أخي الكريم للدكتور عثمان كمثال:
فالمهندس بعدما درس وتوظف أصبح دخله أضعاف مضاعفة عن ذلك الشخص الذي رفض أن يدرس أو يطور موهبته فالاثنان مرزوقان أما كمية الرزق فالانسان يحددها ..
ولكن في نفس الوقت .. هناك من يحاول أن يدرس ويطور من نفسه ويبذل مجهودا كبيرا .. ولكنه رغم ذلك لا يستطيع أن يصبح مهندسا وقد يصبح طالب معه مهندسا رغم أنه بذل مجهودا أقل .. لماذا ... لأن الله وهبه جينيا ودون تدخل من الشخص نفسه نسبة ذكاء أعلي .. فماذا يفعل ذلك المسكين الذي بذل مجهودا أكبر .. هنا يأتي دور الإيمان الغيبي والرضا بقضاء الله .. لأن البديل لهما قد يكون الغضب والرفض والجنون معاذ الله ..
نظرية الاحتمالات تقول أنه في الغالب من جد وجد .. ولكن هناك نسبة وقد تكون بسيطة .. لا يحدث معها ذلك .. وهنا يأتي دور الإيمان الغيبي ..
ولنأخذ مثالا أخر من الطب ..
هناك ما يسمي High risk factors .. مثل التدخين وشرب الخمر و نوعية الطعام وغيرها التي قد تساعد في ظهور أمراض مثل أمراض القلب والسرطان .. ولكن في نفس الوقت هناك استعداد وراثي لم يكن للإنسان بإرادته الحرة اي دخل فيه .. يؤدي الي ظهور مثل هذه الأمراض في شحص لا يدخن ولا يشرب الخمر ويأخذ باله من نوعية الأكل والرياضة .. فماذا يفعل هذا الانسان عندما يري صديقا له يدخن ويأكل بشراهة ولا يصاب بالمرض .. ببساطه لأن تركيبه الجيني الذي لم يكن له أي دخل به .. خالي من الجينات التي تجعله أكثر استعدادا لآمراض معينه .. فماذا يفعل ذلك المسكين الذي أخذ بكل الاسباب بإرادته الحرة وسعي ولك يوفق في نفس الوقت .. أن لم يكن مؤمنا غيبيا ومؤمنا بقضاء الله ...فقد يتهم الله بعدم العدالة ..
هناك مواهب ليس للشخص أي دخل بها ولكنها هبة من الله .. تساعد الانسان في سعة رزقه .. مثل الشكل الوسيم أو المواهب الرياضية .. فماذا يفعل ذلك المسكين الذي لم يهبه الله هذه المواهب .. لو لم يكن مؤمنا ايمانا غيبيا بالقضاء والقدر .. قد تستطيع تخيل النتيجة ..
نحن مطالبون بالسعي ولكن هناك في نفس الوقت اشياء لا نفهمها .. و الخريطة الجينية للإنسان التي ليس له أي دخل بها ... قد تحدد مستقبله .. استعداده المرضي ونسبة ذكائه التي قد تحدد مستوي رزقه .. واشياء أخري كثيرة .. هنا ياـي دور الإيمان الغيبي والرضاء بقضاء الله وقدره ..
أعتذر عن الإطاله .. وأؤكد من قراءتي لك أنك تملك استعدادا جينيا جيدا بفضل الله في الفهم ونسبة الذكاء الفضل فيه لم يكن كله لمجهودك فقط ..أو اختياراتك فقط ... إن كان هناك كتابا مرصودا لأي شخص .. فهو في تكوينه الجيني .. ولكن هناك ايضا مساحة كبيرة لحرية الاختيار ومسئوليته .. ولكنها ليست كل شيء
ولهذا في نفس الوقت علينا أن نسعي وتؤمن بالغيب .. بالقضاء والقدر .. في نفس الوقت ..حفاظا علي عقولنا
أخى الكريم - خالد - شكرا على ردك الذى أتفق مع كثير منه (ولكن ما أختلف معك فيه هو تداخل مفهوم القضاء والقدر مع مفهوم حرية الإختيار ومحاولة ربطهما ببعض .)...وشكرا للدكتور عمرو إسماعيل على تعليقه الرائع الذى كنت اود أن أكتب تعليقا متطابقا معه تماما فى تعليقى الاول ولكنى فضلت إنتظار الإجابه ...وملخصه أن هناك أمور لا يمكن الفكاك منها مهما تمنيت ومهما حاولت ومهما إستدعيت كل قوى العالم وخبراته ليساعدوك على الإفلات منها فماذا تفعل وبماذا تسميها ؟؟؟؟ وكمثال توضيحى على ما أقول -(فى سنة 1981-وفى اثناء تأديتنا إمتحان الشهاده الثانويه ,كان لى صديق -وما زال صديقى بل من اقرب المقربين لى من اصدقائى- من اشطر واذكى طلاب الجمهوريه .وفجأه اصيب بإلتهاب حاد فى (المصران الآعور ) وقرر الطبيب المعالج ان يجرى له جراحه لإستئصال الزائده الدوديه .كل هذا صبيحة أحد ايام الإمتحانات -فطلب صديقى لو أن هناك وسيله تجعله يؤدى إمتحان هذا اليوم والذى سيستغرق حوالى 4 ساعات تقريبا .فوافق الطبيب مع إعطاءه بعض الأدويه المؤقته حتى يؤدى الإمتحان .وبالفعل قاد بتأدية الإمتحان فى ذالك اليوم ثم أحريت له العمليه الجراحيه ,ومن حسن حظه ان اليوم التالى كان أجازه وسط ايام الإمتحانات وغالبا ما يكون يوم واحد وسط الأسبوع على ما أتذكر ,ثم قام صديقى بتأدية باقى ايام الإمتحان وهو مريض ومازالفى فترة النقاهه الاولى . فكانت النتيجه انه نجح ولكن بمجموع أقل مما كان يحلم به ويذاكر من اجل الحصول عليه ليمكنه من الإلتحاق بكلية الطب التى يحلم بها .والتحق بكلية العلوم وتخرج فيها على غير رضاه وأمنيته وكأنها تحصيل حاصل ثم تغيرت حياته تماما من أمنيته والسعى لها على ان يكون طبيبا ناجحا مشهورا واحد علماء الطب - وهو قادر ذهنيا على هذا - إلى مجرد ضابط بالجيش المصرى - با انه اصبح ضابط متقاعد .....فهل هذا قضاء وقدر أم أنه حرية إختيار ؟؟؟؟ لقد فعل صديقى كل ما بوسعه من مذاكره ليكون طبيبا ومع ذلك كان قدره فى مكان آخر ووظيفة أخرى وحياة أخرى لم يخطط لها ولم يسعى لها بل إنه لم يرضى عنها حتى الان -فبماذا نوصف حالته ؟؟؟ وشكرا لك وللدكتور عمرو على تعليقه الرائع .
السلام عليكم
أنا معكم في مسألة أن هناك حظوظ في الدنيا وهناك أسباب قسرية تفرض على الانسان شييئا لا يريده , ولكن هذه الحالات هي حالات استثنائية , وربما حالات أصفها استسلامية
فصديقي أخ عثمان أورد لنا قصة صديقه الذي كان يريد أن يصبح طبيب , لكن لي سؤال
لماذا لم يقم صديقك أخ عثمان بإعادة السنة الدراسية إذا كان يحلم أن يصبح طبيب؟ لماذا لم يعيد التقدم للإمتحانات مرة أخرى ؟ الجواب هو أنه رضي بما أصابه ولم يكافح للوصول إلى هدفه , فكان هذا من كسب يده ولو أنه أعاد الامتحانات ودرس جيدا لحصل على المعدل الذي يريده .وأصبح دكتورا لامعا , فهذا يرجع الى الانسان واختياره
أما مسألة الجينات أخ عمرو , فهي من الامور التي لا دخل للإنسان بها مثل الطول والقصر والجمال ولون العينين وغير ذلك فهي من الامور التي نظم الله الكون عليها وهي التمايز والاختلاف . ثم يعود الامر للإنسان أن يطور نفسه وأن لا يطور نفسه في المجال الذي يميل إليه وليس لذلك أدنى صلة بالقضاء والقدر حيث أن القضاء والقدر هو التحكم بالمصير وكتابة خط سير الحياة سلفا وهذا مرفوض جملة وتفصيلا
تحياتي لك أستاذ محمود دويكات
وأشكر لك التعقيب الرآئع الذي أضاف أشياء تدعم رأي مثل لفظ كلمة (( أمر )) وصلتها بالموضوع ولفظ كلمة ( قدر ) وهي للهندسة الكونية وذلك بان في قولكم
((و في القرءان : أمر الله دائما إما أنه يأتي (( حَتَّى إِذَا جَاء أَمْرُنَا ...... وَلَمَّا جَاء أَمْرُنَا ... إِنَّهُ قَدْ جَاء أَمْرُ رَبِّكَ ... حَتَّى جَاء أَمْرُ اللَّهِ ... يَأْتِيَ أَمْرُ رَبِّكَ )... أوينقضي (قُضِيَ الأَمْرُ الَّذِي فِيهِ تَسْتَفْتِيَانِ... الخ ) ... و قد ذكر الله في القرءان أنه ( يدبر الامر) .. و لكن لا يوجد شيء اسمه ( يقدر الامر) ...و التقديرفي القرءان عادة ما سكون بموضع يشير الى الحساب و القياس و كأنها تشير الى نوع من الهندسة الالهية لتنفيذ الاوامر الالهية..... لكن القرارات الالهية هي كلها ضمن أمر الله ...أي بمعنى آخر لم تأتي كلمة قدر أو مشتقاتها لتفيد أن الله خلق أمرا متعلقا ينتظر ابن آدم ..فكلمة قدر الله أي تقدير الله أي حساب و دقة الله .. و ليس أن الله خلق الموضوع من زمان علشان الشخص يأتي و يقع به لاحقا ))
كلام أكثر من رائع جزاك الله خيرا
الورقة البحثية عن الهداية والارادة نشرها الدكتور أحمد بعد تصحيحها لغويا فهي متصلة السياق بهذا الموضوع
شكرا لك
شكرا على هذا المقال و أرجو أن تقول لي رأيك حول هاتين الايتين :
قُل لَّن يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا هُوَ مَوْلَانَا ۚ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ ﴿٥١﴾ سورة التوبة
ثُمَّ أَنزَلَ عَلَيْكُم مِّن بَعْدِ الْغَمِّ أَمَنَةً نُّعَاسًا يَغْشَىٰ طَائِفَةً مِّنكُمْ وَطَائِفَةٌ قَدْ أَهَمَّتْهُمْ أَنفُسُهُمْ يَظُنُّونَ بِاللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ ظَنَّ الْجَاهِلِيَّةِ يَقُولُونَ هَل لَّنَا مِنَ الْأَمْرِ مِن شَيْءٍ قُلْ إِنَّ الْأَمْرَ كُلَّهُ لِلَّهِ يُخْفُونَ فِي أَنفُسِهِم مَّا لَا يُبْدُونَ لَكَ يَقُولُونَ لَوْ كَانَ لَنَا مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ مَّا قُتِلْنَا هَاهُنَا قُل لَّوْ كُنتُمْ فِي بُيُوتِكُمْ لَبَرَزَ الَّذِينَ كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقَتْلُ إِلَىٰ مَضَاجِعِهِمْ وَلِيَبْتَلِيَ اللَّهُ مَا فِي صُدُورِكُمْ وَلِيُمَحِّصَ مَا فِي قُلُوبِكُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ ﴿آلعمران: ١٥٤﴾
الصراع الفلسطينى الإسرائيلى والوفاء بالعهد .
القرآن كلام الله وهو مقدس ،،، في الرد على نهرو طنطاوي
ردود سريعة على ما أثير مؤخراً عن الصلاة..
الدعاء و آلية تفعيله و احتمالات تحقق الإجابة
دعوة للتبرع
تخاريف : السلا م عليكم ورحمة الله وبركا ته .. هناك...
اهلا بك وسهلا: لقد بعثت برسال ة لى الدكت ور منصور الليل ة ...
صلاة الجنازة: ما رأىكم في صلاه الجنا زه وشكرا . ...
دفن الحيوانات الميتة: السلا م عليكم باهل القرا ءن : اناعا يزة ...
مشكلة فى الموقع.!!: سلام من الله عليك يادكت ور أحمد صبحي اتمنى...
more
مقال عظيم أخي الفاضل خالد .. وبلغة سليمة وبسيطة في نفس الوقت .. أحييك عليها ..
وأتمني أن تقول نا هو رأيك في أول آيات سورة البقرة التي تصف المتقين ..
الٓمٓ (١) ذَٲلِكَ ٱلۡڪِتَـٰبُ لَا رَيۡبَۛ فِيهِۛ هُدً۬ى لِّلۡمُتَّقِينَ (٢) ٱلَّذِينَ يُؤۡمِنُونَ بِٱلۡغَيۡبِ وَيُقِيمُونَ ٱلصَّلَوٰةَ وَمِمَّا رَزَقۡنَـٰهُمۡ يُنفِقُونَ (٣) وَٱلَّذِينَ يُؤۡمِنُونَ بِمَآ أُنزِلَ إِلَيۡكَ وَمَآ أُنزِلَ مِن قَبۡلِكَ وَبِٱلۡأَخِرَةِ هُمۡ يُوقِنُونَ (٤) أُوْلَـٰٓٮِٕكَ عَلَىٰ هُدً۬ى مِّن رَّبِّهِمۡۖ وَأُوْلَـٰٓٮِٕكَ هُمُ ٱلۡمُفۡلِحُونَ (٥)
ألا يمكن أن يكون الإيمان بالفيب هنا معناه ..الإيمان بالقضاء والقدر؟