فى اصلاح الأقباط

آحمد صبحي منصور Ýí 2007-11-08


الخميس 8 نوفمبر 2007

فى إصلاح الأقباط

أولا

1 ـــ التعميم خطأ منهجى ، وحين أقول (الأقباط ) فليس القصد كل الأقباط ، وانما أقصد هنا المتعصبين منهم .

2 ـ أعتقد أنه لا يوجد من يستطيع المزايدة علىّ فى الدفاع عن الأقباط وحقوقهم فى المساواة الكاملة مع أشقائهم المسلمين المصريين ، فثلاثون عاما من الجهاد السلمى فى إصلاح المسلمين من داخل الإسلام وفى الدفاع عن الأقباط يعطينى الحق فى توجية النصح للأقباط حرصا عليهم وإكمالا لمسيرة الإصلاح لمصر بمسلميها وأقباطها .


3 ـ ولمجرد التذكير فإن جهادى فى سبيل إصلاح المسلمين إقترن بالتذكير للمسلمين بالمظالم التى تعرض لها الأقباط منذ غزو العرب لمصر وضرورة إقامة العدل معهم على أنه فريضة إسلامية .
4 ـ وأعطى بعض الأمثلة : ـ
* فى رسالتى للدكتوراة التى أصرت جامعة الأزهر على تغييرها سنة 1977 ظل النزاع بنى وبينهم قائما إلى أن اتفقنا على حذف ثلثى الرسالة ونوقش ثلثها فقط ، وأجيزت فى أكتوبر 1980 بمرتبة الشرف الأولى .
كان من أسباب الرفض أننى عقدت فصلا كاملا فى الرسالة عن إضطهاد الأقباط فى العصر المملوكى وكان ذلك فى باب الحياة الدينية فى مصر المملوكية والذى إتفقنا على حذفه ، ولكن تصميمى على إبراز إضطهاد الأقباط جعلنى أنقل الفصل االخاص بهم من القسم المحذوف إلى الباب السياسى مع تعديل بسيط . ولم يفطن شيوخ الجهل فى جامعة الأزهر لما فعلت ، وبذلك نوقشت أول رسالة جامعية فى الأزهر تتحدث فى فصل منها عن إضطهاد الأقباط فى مصر.

* وفى كتاب ( السيد البدوى : بين الحقيقة والخرافة ) الصادر عام 1982 كشفت لأول مرة عن أكبر مؤامرة قام بها أتباع السيد البدوى لتدمير كل الكنائس المصرية فى العصر المملوكى إنتقاما من الدولة المملوكية ، وحذرت فى نهاية الدراسة من خطورة الدعوة السلفية ودعوت إلى ضرورة البدء فى قراءة التراث قراءة نقدية .

* وفى عام 1984 أصدرت أربعة كتب قررتها على الطلبة فى جامعة الأزهر ، منها كتابان : الأول هو كتاب " شخصية مصر بعد الفتح الإسلامى " وفيه تعرضت بالتفصيل للإضطهاد الذى تعرض له الأقباط فى مصر بعد الغزو العربى ، وأثبت وحدة التدين المصرى فى العصور الثلاثة :، الفرعونى والقبطى والأسلامى ، وكيف قامت مصر بتمصير المسيحية ثم الأسلام تحت رموز وأسماء مسيحية ثم اسلامية عربية . أى إنه تدين مصرى ذو أصل مصرى واحد وبأسماء ورموز مختلفة ، وهذا يستدعى التسامح وليس التعصب .
وفى الكتاب الآخر" البحث فى مصادر التاريخ الدينى : دراسة عملية " ناقشت نفس التدين المصرى للمسلمين من خلال مصادره التاريخية ووثائقه وكيفية التعامل البحثى معها .
ولأول مرة فى تاريخ الأزهر يتم بمنهج علمى وموثق توضيح التناقض بين الإسلام كدين والمسلمين كبشر لهم تدين مخالف للإسلام مع أنهم يرفعون إسم الإسلام ، والذى شرحته لأبنائى الطلبة وقتها أنه يجدر بالمسلمين قبل أن ينظروا بإستعلاء إلى المسيحين ويتهمونهم بتأليه البشر أن يصلحوا تدينهم الأرضى السنى والشيعى والصوفى وهو يؤله الأنبياء والأئمة مثل ما سبقهم من أتباع الديانات السابقة .

*وأثناء الثمانينيات تجولت فى أخطب الجمعة فى المساجد فى القاهرة والأقاليم ، وكان موضوع التشابه والتطابق والمقارنة بين التدين العملى لكل من المسيحين والمسلمين هو أهم الموضوعات للتاكيد على إصلاح المسلمين من الداخل بدلا من اهتمامهم بنشر أديانهم الأرضية فى الخارج ونظرتهم الإستعلائية للأقباط وغير المسلمين .
وأذكر خطبة لى فى أحد مساجد الأسكندرية تحدثت فيها عن ميلاد المسيح كما جاء فى القرآن الكريم فى سورتى " آل عمران " و " مريم " فى نفس الوقت الذى لم يذكر فيه القرآن الكريم أى إشارة لميلاد النبى محمد عليه السلام أوإلى نشأته مكتفيا بقوله تعالى " ووجدك ضالا فهدى " وقارنت بين البيئة الإيمانية التى نشأت فيها السيدة مريم ووضعت فيها أبنها المسيح عليه السلام والبيئة المشركة التى ولد ونشأ فيها خاتم النبيين عليه السلام ، وكيف أنقذه الله تعالى من الضلال بالهداية وجعله خاتم الأنبياء عليهم جميعا سلام الله جل وعلا. وكالعادة ـ حدث هرج ومرج فى المسجد وأثيرت مناقشات مكثفة بعد صلاة الجمعة ولم يصمد فيه المحتجون للحجج التى جئنا بها من القرآن الكريم .

* فى كل ذلك لم أكن قد عرفت أو التقيت أى شخص من الأقباط . حدث لى ذلك لأول مرة عام 1989 عندما تزاملت مع الدكتور فرج فودة فى الدعوة للأصلاح المؤسس على حقوق الإنسان وحقوق المواطنة . وبعد إغتياله رحمة الله – فى يونية 1992- استمررت فى الطريق مع آخرين منهم الأقباط ومنهم المسلمون .

ثانيا

(أ )
ولكن هذا الجهد الإصلاحى الذى يقوم به مصلحون مسلمون دفاعا عن الأقباط يتعرض لتيارات سلبية تأتى من جانب الأقباط أنفسهم ، ربما لا يحس بها المسلمون العلمانيون ولكنها تؤلمنى بإعتبارى شيخا أزهريا ومفكرا إسلاميا حريصا على دينه ، ومن خلال إنتمائه للإسلام وحرصه عليه يدافع عن حقوق الأقباط ، فكيف يسمع منهم ما يكره عن دينه الذى يعتزّ به ؟
وأؤكد هنا من وجهة نظر محايدة وعادلة أننى لا ألوم الأقباط على كراهيتهم للإسلام وذلك للأسباب الأتية :-
1 ـــ ان الأسلام الذى عرفوه وكرهوه هو الذى جاء به " عمرو بن العاص " غازيا لبلادهم ناهبا لثرواتها ، ومع أن الأقباط هم الذين ساعدوه على الإنتصارعلى الروم إلا أنه كافأهم بفرض الجزية عليهم ، ثم جاء ولاة بعده كانوا أشد منه ظلما . ويكفى أن تراجع بحث " إضطهاد الأقباط فى مصر بعد الفتح الأسلامى " والمنشور على موقعنا أهل القرآن (http://www.ahl-alquran.com/arabic/show_article.php?main_id=80 )
لتعرف معاناة الأقباط تحت حكم الولاة العرب وغيرهم ..
إذن إرتبط الإسلام فى ذهنية الأقباط بالظلم الذى أوقعه بهم العرب المسلمون .

2 ـ ومهما أشرح لهم من أن الغزو العربى الذى حمل زورا اسم الأسلام هو مناقض ومخالف لتشريع القرآن فى القتال الدفاعى وفى فرض الجزية، فإن شرحى واستدلالى بالقرآن لا يجدى شيئا لأنه صوت خافت وسط ضجيج هائل يقدس أبطال الغزو ويبنى على هذا التقديس أديانا أرضية للمسلمين ما بين تشيع وسنة.

3 ـ ثم أننى متهم بإزدراء الدين الأسلامى من قبل نظام الحكم والأزهر و أتباعهم من الأغلبية .أى أن حجة الأقباط تأتى من الجانب الأخر الظالم المستحق للإصلاح ، واللوم يجب توجيهه الى أولئك الظالمين المفسدين و ليس للضحايا .

4 ـــ أن الله تعالى يبيح للمظلوم أن يجهر بالسوء من القول (لاَّ يُحِبُّ اللّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوَءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلاَّ مَن ظُلِمَ وَكَانَ اللّهُ سَمِيعًا عَلِيمًا :النساء 148 ) وعليه فإذا صرخ بعض الأقباط إحتجاجا فإن الواجب تحمل صراخهم لأنهم ضحايا لظلم وقع ولا يزال يستمر فى الوقوع بهم . وكل إنسان مسئول أمام الله تعالى عما ينطق به وعما يفعل.

5 ـــ وفى النهاية فإن هذا التعصب القبطى قد إزداد كرد فعل ضد ثقافة التطرف السلفية التى تنسب نفسها للإسلام والتى ملأت المساجد والإعلام والتعليم ،وأصبح من معالمها الطعن فى عقائد الأقباط والتحريض على كراهيتهم . وامتد هذا الصراع الدينى ( السلفى – القبطى ) إلى فضاء الإنترنت الذى أتاح للأقباط مزية هامة وهو أن يطعن أحدهم فى الاسلام كيفما شاء بإسم مستعار.
(ب )
وفى خضم هذا التراشق بالألفاظ بين المتطرفين السلفيين والمتعصبين من الأقباط تناسى المتعصبون من الأقباط أن من سيدفع الثمن لهذا التراشق هم ملايين البسطاء من الأقباط، إذا ما أثمرت تلك المشاحنات عن حرب أهلية تكون نتيجتها المباشرة أن تلتهم الأغلبية المتطرفة الأقلية القبطية ومعظمهم فقراء لا شأن لهم بما يجرى على الانترنت وغيره .

ثالثا

1 ـ هذه الملايين من الأقباط الذين لا حول لهم ولا قوة يلجأون للكنسية طلبا للحماية فتضع الكنيسة القبطية فى مشكلة مع السلطة ، فى وقت تعانى فيه الكنيسة نفسها من مشاكل وخلافات تضع مطلب الاصلاح فى موقع الصدارة .
وفى البداية فإن الدعوة لإصلاح الكنيسة القبطية مرتبطة بنشأة الكنيسة القبطية وتاريخها ، ومن يقرأ كتاب " تاريخ الكنيسة القبطية " للشماس منسى القمص يجد ذلك واضحا ، حيث قام المؤلف بتتبع تاريخ الكنيسة القبطية من القرن الأول الميلادى وحتى القرن التاسع عشر ، خلال أربعة أقسام ويأتى القسم الرابع فى كل قرن ليتحدث عن البدع والإنشقاقات داخل الكنيسة القبطية ، مما يدل على وجود حراك للإصلاح والتغيير استمر ولا يزال.

2 ـ وقد شهدت بنفسى خلال العقد الأخير من القرن العشرين دعوة إصلاحية من داخل الكنيسة قام بها القس إبراهيم عبدالسيد ـ رحمه الله جل وعلا ـ والذى لازمنى لعدة سنوات فى رواق ابن خلدون ، وأشهد أنه كان مسيحيا مخلصا لدينه ومحافظا عليه ومعتزا به ، ودارات كتاباته الكثيرة حول دعوته الإصلاحية من داخل التراث المسيحى ذاته . وقد عاش القس إبراهيم عبدالسيد مضطهدا من البابا شنودة ، واستمر إضطهاد البابا له حتى إنه رفض دفنه والصلاة عليه فى أى كنيسة قبطية ...
وبعد موت القس إبراهيم عبدالسيد ظهرت حركة إصلاحية من داخل العلمانيين الأقباط ولا تزال مستمرة ، وبهذا فإن كتاب " تاريخ الكنيسة القبطية " يحتاج إضافة فصل آخر يتحدث عن الإنشقاقات والبدع خلال عصرنا .

3 ـ إن حتمية إصلاح الكنيسة القبطية هو واجب وطنى مصرى يجب أن يتصدى له الأقباط ، ليس فقط لأن الإصلاح فى مصر يجب أن يشمل كل المؤسسات من الأزهر والكنيسة والحياة الدينية والإقتصادية والإجتماعية والسياسية والتشريعية . ولكن أيضا لسبب قبطى بحت ...
فالتطرف الدينى السلفى فى مصر انتج حركات عنف ضد الأقباط تسببت فى المزيد من عزلة الأقباط وعزوف الأكثرية منهم عن الإنضمام لتيار الحراك الوطنى المصرى ، فلجأ معظم الأقباط للكنيسة يحتمون بها تاركين الشارع الثقافى حكرا على المتطرفين والمتعصبين من الجانبين .
وانسحاب الأقباط من الحياة السياسية إلى الكنيسة له دلالة سلبية فى ظل الأحساس بأن الكنيسة القبطية نفسها تحتاج لإصلاح من الداخل يتحدد فيه دورها ، هل هو " أعط ما لله لله وما لقيصر لقيصر " أو هو التفاعل مع قضايا المجتمع من خلال رؤية مستنيرة تقوم على اساس حقوق الانسان وحقوق المواطنة والتسامح تقوم بها مؤسساتها وقياداتها العلمانية ، كما تقوم بتطوير دورها الإجتماعى والقانونى فى قضايا معلقة كثيرة تخص الشأن القبطى فى موضوعات الزواج والطلاق. وهنا نلفت النظر إلى المؤلفات الأصلاحية الكنسية للقس إبراهيم عبدالسيد ، والتى لم تلق من القيادة الكنسية الراهنة سوى التجاهل والكراهية .
وموضوعات الأصلاح القبطى من الداخل كثيرة ومتشعبة ، والأقباط المصلحون أقدر على طرحها والتعامل معها. وأتمنى أن تتضافر معا جهود الأصلاح الأسلامى والأصلاح المسيحى ، وأن تتحد جهود إصلاح الأزهر مع إصلاح الكنيسة أملا فى مستقبل أفضل لمصر،وهى مهددة بالفقز فى الظلام ، ظلام حرب أهلية مدمرة .

رابعا

أننى أخاطب المسلمين داعيا للتسامح مستشهدا بعشرات الآيات القرآنية،ومنها قوله تعالى ( وَإِنَّ السَّاعَةَ لآتِيَةٌ فَاصْفَحِ الصَّفْحَ الْجَمِيلَ : الحجر 85)
وأمل أن يتعظ بها المتطرفون السلفيون .
وهنا أخاطب المتعصبين من الأقباط داعيا للتسامح مستشهدا بما جاء فى إنجيل " متى "( «سَمِعْتُمْ أَنَّهُ قِيلَ: عَيْنٌ بِعَيْنٍ وَسِنٌّ بِسِنٍّ. 39 وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ: لاَ تُقَاوِمُوا الشَّرَّ، بَلْ مَنْ لَطَمَكَ عَلَى خَدِّكَ الأَيْمَنِ فَحَوِّلْ لَهُ الآخَرَ أَيْضًا. 40 وَمَنْ أَرَادَ أَنْ يُخَاصِمَكَ وَيَأْخُذَ ثَوْبَكَ فَاتْرُكْ لَهُ الرِّدَاءَ أَيْضًا. 41 وَمَنْ سَخَّرَكَ مِيلاً وَاحِدًا فَاذْهَبْ مَعَهُ اثْنَيْنِ. 42 مَنْ سَأَلَكَ فَأَعْطِهِ، وَمَنْ أَرَادَ أَنْ يَقْتَرِضَ مِنْكَ فَلاَ تَرُدَّهُ.43 «سَمِعْتُمْ أَنَّهُ قِيلَ: تُحِبُّ قَرِيبَكَ وَتُبْغِضُ عَدُوَّكَ. 44 وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ: أَحِبُّوا أَعْدَاءَكُمْ. بَارِكُوا لاَعِنِيكُمْ. أَحْسِنُوا إِلَى مُبْغِضِيكُمْ، وَصَلُّوا لأَجْلِ الَّذِينَ يُسِيئُونَ إِلَيْكُمْ وَيَطْرُدُونَكُمْ، ).
وآمل أن يتعظ به المتعصبون من الأقباط .
أخيرا

أعرف تماما أن هذا المقال سيضيف لى أعداءا جددا من الجانبين ...
ولكنها ضريبة الإصلاح : أن تقول ماتعتقده حقا ثم تتلقى الشتائم واللعنات ، وتغفر و تصفح .

اجمالي القراءات 18255

للمزيد يمكنك قراءة : اساسيات اهل القران
التعليقات (11)
1   تعليق بواسطة   محب لله     في   الخميس ٠٨ - نوفمبر - ٢٠٠٧ ١٢:٠٠ صباحاً
[13092]

ظلم كثير باسم الاسلام

كثير الدول التي تم غزوها تحت راية الاسلام و استعبادها ايضا تحت ارية الاسلام لكن لا حياة لمن تنادي و كما قلت استاذي حتى لو دافعنا عنهم فهو يكرهون الاسلام و يظنون اننا فقط نجمل الصورة
شكرا لك على المقال

2   تعليق بواسطة   آية محمد     في   الخميس ٠٨ - نوفمبر - ٢٠٠٧ ١٢:٠٠ صباحاً
[13115]

فقط الجهلاء

دكتور أحمد، جزيل الشكر على هذا المقال الرائع المنصف. وفعلا نحن في حاجة إلى إصلاح قطبي مصر لإصلاح مصر، وإن كان المسلمين في حاجة إلى إصلاح مكثف التركيز.

لن يعاديك يا دكتور بسبب هذا المقال إلا الجهلاء الذين لا يفقهون ما يقرأون. وإن كان للجميع حق الإختلاف ولكن المعاداة تأتي من الجهلاء فقط.

شكرا لك دكتورنا الفاضل.

آية الله

3   تعليق بواسطة   جورج عزيز     في   السبت ١٠ - نوفمبر - ٢٠٠٧ ١٢:٠٠ صباحاً
[13180]

شكر وتعليق 1

أحب أن أشكر أولا أستاذى الفاضل الدكتور أحمد على دعوته لي للإشتراك بموقعكم، وسط أخوة يملا قلوبهم الحب الحقيقي وليس الإدعاء، وقد قمت بإرسال تعليقي للدكتور أحمد في رسالة خاصة، فوجه لي دعوته الكريمة بالإشتراك هنا في الموقع ووضع التعليق بنفسي، وجزيل الشكر له على ذلك
لكن قبل وضع تعليقي أحب أن أعلق على تعليق أخي الحبيب المحب لله
الأقباط يا أخي الحبيب لا يكرهون أحدا ولا يكرهون الإسلام كما تعتقد، إنما يكرهون الإسلام كما عرفوه، فهم لم يفرضوا على الإسلام هذه الصورة الموجوده الأن، بل هي واقع يعاش فعلا وأنتم أول من يعاني منه
وإذا كان المسيحيون يكرهون لمجرد الكره، فلماذا الإسلام؟ لماذا لا يكرهون البوذية أو البهائية أو اليهودية بالرغم من أن اليهود في العقيدة المسيحية أهانوا المسيح بكل الإهانات الممكنة حتى الموت، وبالرغم من ذلك لا يكره المسيحيون اليهود
الدول الغربية كانت تفتح أبوايها أمام المسلمين حتى الثمانينات، لكن من الصورة التى يقدمها المسلمون بأنفسهم عن الإسلام، وإصرارهم أن هذا هو الإسلام، بدأ الغرب يقفل أبوابه أمام الإسلام والمسلمون
ما أريد أن أقوله يا أخي الحبيب، أننا لا نكره الإسلام كعقيده، إنما نكره الإسلام كما يقدم لنا، وكما يصر مقدموه على أنه هو الإسلام الصحيح والسليم، وهو الذي يحكمنا الأن وهو الذي يمثل الأغلبية المطلقة الأن
أتمني أن تكون فهمت ما أريد قوله، وأقوله لك بكل صدق وحب

والأن أضع التعليق الذى أرسلته لأستاذي الدكتور أحمد منصور
الأستاذ الحبيب الفاضل أحمد صبحي منصور
أحييك كثيرا لمقلاتك الرئعة دائما والتى أواظب على قراءتها في موقع الحوار المتمدن، وأتمني أن ينتشر فكرك المستنير أكثر لأنه أكثر فكر اراه يحافظ على وحدة مصر، لا بمظاهر كاذبة، ولكن من قلب مسلم محب حقيقة لإخوته الأقباط، ولا بد أنه سيجد قلوب قبطية تبادله نفس المحبة، وهذه المحبة وحدها هي التي يمكن أن تبني مصر بطريقة صالحة وسليمة

4   تعليق بواسطة   جورج عزيز     في   السبت ١٠ - نوفمبر - ٢٠٠٧ ١٢:٠٠ صباحاً
[13181]

شكر وتعليق 2

أوافق على ما أتي بمقالك بنسبة 80% وهي النسبة التى قمت فيها بالتصويت، والباقي لا أختلف معك حضرتك به وإن كنت أرى أن به قليل من سوء الفهم، وهو ما يختص بإصلاح الكنيسة القبطية، فإسمح لي بقلب محب أن أوضح لحضرتك بعض النقاط
أولا:
هناك أمور عقائدية، والعقيدة لا يمكن المساس بها
فهل يمكن مثلا أن نمنع الإخوة المسلمين من ركن من أركان الإسلام بدعوى الإصلاح كالحج أو الصلاة أو الشهادتين بدعوى الإصلاح
كأن نقول مثلا، وجدنا أن الصلاة خمس مرات يوميا تستهلك وقت العمل لذلك تقرر قصرها على مرتين يوميا فقط، هل هذا يصح؟
فهناك مثلا الطلاق في المسيحية، الرجل له زوجة واحدة، والأنثى لها زوج واحد، والزواج هو رباط مقدس يجعل الإثنان واحدا في عقيدتنا، ولا يصح الطلاق إلا في حالة الزنا، هذه عقيدة الكنيسة القبطية الأورثوذوكسية، وإذا كان حدث خطأ في وقت من الاوقات ليس معنى ذلك الإستمرار على الخطأ
ويمكن بكل سهولة لمن لا يوافق على ذلك، لأنه في هذه الحالة غير مقتنع بالفكر القبطى الأورثوذوكسي، أن ينفصل عن الطائفة وينضم لأى طائفة أخري تتيح له ذلك
لن يطاردك أحد، ولن يقتلك أحد، ولا تزال مسيحي، لكن كل ما في الأمر أنك غير مقتنع باللفكر القبطي الأورثوذوكسي وإقتنعت بفكر أخر وإنضممت له

ثانيا
هناك أمور ليست عقائدية
وهذه الأشياء لا تقف الكنيسة امام من يقدم بها إقتراحات للدراسة، لكن لي ملحوظة هنا عن المجموعة المسماة مجموعة العلمانيين
أنا قبطي أورثوذوكسي علماني، لست كاهنا ولا قسيسا ولا شيئا في الكنيسة، لكن أقولها لحضرتك وبكل صراحة أن هذه المجموعة لا شعبية لها في وسط الأقباط مطلقا، ولا تمثل سوي الأفراد الذين يظهرون منها ليس إلا
الكنيسة ليست ضد أى إقتراح، وليت ضد أى نقاش، لكن أن تأتي في مجتمع لا يسمح للكنيسة بإبداء رأيها للعامة، وتنشر ما يهاجمها للعامة، فهذا أمر مرفوض من أغلب العلمانيين الأقباط
كان يمكن ذلك لو كان الإعلام القومي ينشر كل شئ عن الكنيسة، عقيدتها وعظاتها وتحركاتها ومقابلاتها وإيمانها، ثم يأتي إقتراح العلمانيين في نفس الإعلام، هنا لا شئ عليهم، لكن لا ننشر في الإعلام القومي سوي لمن يهاجم الكنيسة، وكأن الكنيسة ليست إلا مجموعة من المشاكل، فالعامة والذين يصل لهم الإعلام القومي لا يرون على الإعلام سوي المشاكل فقط ولا يعلمون شيئا عن الوجه الأخر
لذلك، فعلى الأقل أنا وكل من أعرفهم من أصدقاء لي لا نوافق على أى شئ تطرحه هذه المجموعة العلمانية (كما تسمي نفسها)، ولا يساندنا أحد ولا يطلب منا ذلك أحد بل هو شعورنا الطبيعي

5   تعليق بواسطة   جورج عزيز     في   السبت ١٠ - نوفمبر - ٢٠٠٧ ١٢:٠٠ صباحاً
[13183]

شكر وتعليق 3

ثالثا
بالنسبة للقس إبراهيم عبد السيد
ذكرت حضرتك القس إبراهيم عبد السيد، وذكرت المنع من الصلاة عليه وغير ذلك، وإسمح لي الصورة هنا تحتاج بعضا من التوضيح
هناك في كل كنيسة أحكام تصدر من مجمعها المقدس لمحاكمة كل إنسان يخرج عن فكر هذه الكنيسة، وتتدرج هذه الأحكام من الإنذار للإيقاف للحرمان .. الخ
ويعتبر أقساها الحرمان، ألا وهو طرد هذا الشخص من الطائفة أو الكنيسة التابع لها المجمع، أتمنى أن تكون مستوعبا معي ما أقوله لأني بقدر الإمكان أكون دقيقا في إختيار ألفاظي، ودعني أوصح لحضرتك هذا بمثال عليك أولا ثم بحالة من الحالات
حضرتك تصنف (حسب قضية الأمن) من القرأنيين، ولنطبق نفس الحالة على حضرتك
كأن يجتمع الأزهر الشريف (المجمع المقدس لطائفة كنسية) وتأتي حضرتك أمامها (القس إبراهيم عبد السيد) ويقومون بمناقشة أفكار حضرتك وتبيان مخالفتها لأفكار الطائفة السنية، وتتفضل حضرتك بالرد، وإذا تم التوصل فعلا لكون أفكار حضرتك (إبراهيم عبد السيد) مخالفة لفكر الطائفة السنية (الكنيسة القبطية) يقضي الأزهر بطرد حضرتك من الطائفة السنية (الحرمان) وبالطبع يمكن لحضرتك الإنضمام لأي طائفة مسلمة أخرى تجدها تماثل فكرك أو تكوين طائفتك أو مجموعتك الخاصة
إذا فالحرمان يا أستاذى الفاضل هو العزل من الطائفة وليس العزل من المسيحية، ويمكن لمحروم الإنضمام لأي طائفة تتوافق مع فكره

ودعنى أذكر حالة من الحالات لحضرتك، الراهب دانيال البراموسي، الذى بدأ يعظ بفكر يماثل فكر طائفة تسمي الخمسينية، وهنا تم إستدعاءة، ومناقشته، ثم حرمانه، وهو حتى اليوم يعظ بعدما إنضم للطائفة الخمسينية
وبالنسبة للمحروم، لا يوجد قتل لكونه مرتد، ولا تفريق بينه وبين زوجته، ولا أى أثر مدني عليه، بل هو أمر كنسي روحي
ولا يوجد شئ يسمي الأمر بالمنع من الصلاة عليه، بل الكنيسة القبطية تصلي على الموتى من أتباعها، وكذا الكنيسة البروتستانتية، وكذا الكاثوليكية، فعند حرمان شخص من طائفة فهو لا يتبعها، وبالتالي ليس للطائفة دخل في الصلاة على جسده، بل تصلي عليه الكنيسة التى إنضم لها

أننا أسف للإطالة، وإن كنت أمنع نفسي من الكتابة حتى لا أطيل على حضرتك أكثر لأني أعلم ضيق وقت حضرتك
أخيرا أريد أن أقول لك، أنني عادة أتفق مع أكثر من 90% من أفكار ودعوات حضرتك، وأى خلاف لن يفسد الحب لك لأني فعلا أشعر بأن لك قلبا صادقا بالحب ولست مدعيا ولا متظاهرا
وأصلي لإلهي أن يسدد خطاك ويوفقك فيما تقوم به من جهد

أخيك المصري المسيحي
جورج

6   تعليق بواسطة   آحمد صبحي منصور     في   الأحد ١١ - نوفمبر - ٢٠٠٧ ١٢:٠٠ صباحاً
[13195]

أهلا بك أخى العزيز جورج بين أهلك وأحبابك

أخى العزيز جورج
أتمنى أن يكون لكل الأخوة الأقباط نفس هذه العقلية الرائعة وتلك المشاعر السامية.
ومن احتكاكى مع أشقائى الأقباط منذ 1989 حتى الان فقد عرفت فيهم نماذج سامية ـمثلك ـ وعرفت نماذج أخرى ، وبينما سعدت ونعمت بالنماذج السامية ولا زلت أذكرها بكل خير فان معاناتى لا تنقطع من الصنف الاخر الذى يلاحقنى على بريدى الاليكترونى برسائل مسيئة . على أننى ـ كما قلت مرارا ـ لا ألوم الضحية ، مهما بلغ رد فعله ، ولكن ألوم الجانى .
أهلا بك أخى العزيز معنا فى موقعك وبيتك ..
ونحن نعانى من تعليقات خارجة عن آداب وشروط النشر فأرجو أن تحاول تحملها معنا. ولتتذكر ان وجودك معنا ضرورى ـ ونحرص عليه، لتقوم بتمثيل الفكر القبطى المستنير فى الموقع.
ومعنا السيدة أمل عراقى التى نعتز باسهاماتها اليومية فى الموقع ونتمسك بها كلما هددتنا بترك الموقع . والسيدة امل مسيحية عراقية ، ووجودها ضرورى لتمثيل العراق ومسيحييه.
إننا نريد حوارا بين الأديان و الملل و النحل ـ ليس فى المختلف فيه ـ كالعقائد و الشعائر الدينية ـ ولكن فى المتفق فيه كالأخلاق الحميدة و حقوق الانسان و القيم العليا.

7   تعليق بواسطة   محمد المصرى     في   الأحد ١١ - نوفمبر - ٢٠٠٧ ١٢:٠٠ صباحاً
[13199]

نعم الجهلاء

استاذى الدكتور احمد
مثل ماقالت اية اللة لن يعاديك الا الجهلاء واضيف اليهم المتعصبون
ياريت يادكتور احمد نتوسع فى هذا الموضوع لتصحيح العديد من المفاهيم المغلوطة بين الجانبين
فطرف يتهم الاخر بالكفر والاخر يتهمة بالارهاب
فليكن هذا المقال بداية لانهاء الاحتقان بين الجانبين
مع العلم ان المشكلة كبيرة لان معظم الشعب من البسطاء الذين لايستطيعون استيعاب المنطق بسهولة كما تحكمهم وتتحكم فيهم ثقافة القطيع
ومرحبا بك اخى العزيز جورج بيننا

8   تعليق بواسطة   AMAL ( HOPE )     في   الأحد ١١ - نوفمبر - ٢٠٠٧ ١٢:٠٠ صباحاً
[13211]

سيدي الفاضل الدكتور احمد صبحي منصور المحترم , بعد التحية الصادقة

وطاب يومك بالف خير
لا ادري كيف اعبر عن شعوري وانا اقرأ كلماتك التي كتبتها عني , واعتقد هي خليط من فرح وسعادة وقلق سببه المشاعر الانسانية التي تهجم على الانسان في بعض الاحيان ولا يستطيع السيطرة عليها .
شكرا لحضرتك دائمالفسح المجال لنا للكتابة , وان شاء الله سوف نكون عند حسن الظن.
ودمت تحت حماية الرب
امل

9   تعليق بواسطة   AMAL ( HOPE )     في   الأحد ١١ - نوفمبر - ٢٠٠٧ ١٢:٠٠ صباحاً
[13212]

الاخ جورج عزيز المحترم , بعد التحية

وحقا سعدت بما كتبته في ردك للدكتور احمد صبحي منصور .
الاخ جورج,
انا اكتب في الموقع منذ فترة ليست بقصيرة , واحاول جهد امكاني ان اركز وابين بان الانسان المسيحي الحق لا يكره احدا وهذه وصية المسيح لنا , والمسيحي الذي يكره الاخر , بغض النظر من هو الاخر , هو مسيحي وفقط بالاسم . وكما ذكرت حضرتك , ان اليهود الذين اهانوا المسيح وصلبوه لا نكرههم , فكيف نكره اي انسان اخر في العالم . وايضا احاول ان اكرر دائما , بان الدين علاقة روحية بين اي انسان وخالقه, علاقة روحية سامية تعلو وتسمو فوق كل المسميات , وكل انسان فرح بدينه ويفتخر به , فعلى كل انسان ان يحب قريبه ويحترم دينه ولا يحاول ان يجادله في معتقداته لانها اشياءا شخصية تعود للشخص نفسه . وكما لا يسمح اي انسان لاقرب شخص عليه وضمن عائلته ان يفرض عليه مزاجه في اي شكل وفي اي حال من الاحوال , فلماذا يحاول البعض التدخل في دين و معتقدات الاخريين وازدراءها والتقليل من مصداقيتها , وبالاحترام وفهم الاخر ومعتقداته, تسود المحبة والسلام والفرح جميع بني البشر بمختلف اديانهم وطوائفهم , وشكرا لك مرة ثانية.
طاب يومك بكل خير
امل

10   تعليق بواسطة   محمد عطية     في   الأحد ١١ - نوفمبر - ٢٠٠٧ ١٢:٠٠ صباحاً
[13242]

و نحن ايضاً نرحب

و نحن القراء و المشاركون فى هذا الرواق نرحب بالسيد الأستاذ / جورج عزيز بالكتابة و التعليق و المساهمة بالفكر و الرأي و الحوار و المناقشة فى منتدى الحرية الدينية و الفكرية منتدى أهل القرآن الذى يسعى إلى تعزيز قيم الخير و العدل و التسامح الحقيقة بين الجميع
وأقول للسيدة أمل هوب بالفعل انتى إنسانة جديرة بكل الحب و الاحترام و الدكتور / احمد محق تماماً فى التمسك بك فى موقعنا و نحن معه كذلك
أدام الله عليكم جميعاً السلامة
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

11   تعليق بواسطة   ازنيف بكرجيان     في   الإثنين ٠٧ - يناير - ٢٠٠٨ ١٢:٠٠ صباحاً
[15239]

تحيه عطره للدكتور احمد

اقدر لك حرصك الشديد على المسيحيين

ليت المسيحيين يفكرون مثلك

أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق
تاريخ الانضمام : 2006-07-05
مقالات منشورة : 5117
اجمالي القراءات : 56,881,986
تعليقات له : 5,451
تعليقات عليه : 14,828
بلد الميلاد : Egypt
بلد الاقامة : United State

مشروع نشر مؤلفات احمد صبحي منصور

محاضرات صوتية

قاعة البحث القراني

باب دراسات تاريخية

باب القاموس القرآنى

باب علوم القرآن

باب تصحيح كتب

باب مقالات بالفارسي