شريف احمد Ýí 2008-01-22
في منتصف العام المنصرم اعتقلت قوات الأمن المصرية خمسة أفراد من القرآنيين (مع خطأ التسمية ولكنها علي كل حال شرفاً لهم)، وقد تابعت أخبارهم أولاً بأول إلي أن انكشفت الغمة بفضل الله تعالي ورحمته وتم الإفراج عنهم، وفي خضم تلك الضجة المفتعلة نوقشت تلك القضية في برنامج الحقيقة الذي يقدمه وائل الإبراشي علي مدار أربع حلقات تقريباً، وكان ضيف تلك الحلقات الأخت الفاضلة ناعسة محمود زوج أحد المتهمين!! (المهندس الفاضل/عبد اللطيف محمد أحمد سعيد)، والأخت الفاضلة لطفية شقيقت&ariه، والأخيران هما أخوين غير شقيقين لأستاذنا الكبير الدكتور أحمد صبحي منصور، وكذلك كان من ضمن ضيوف الحلقات الأخ الفاضل الدكتور/عبد الرزاق منصور أستاذ مساعد طب الأطفال بجامعة الأزهر، وهؤلاء الأشخاص الأربعة يمثلون الفكر القرآني (وبالطبع لم يكن عبد اللطيف موجوداً بينهم حينئذ)، أما الذي كان يمثل الفكر السني (وهو الرأي الآخر) من ضيوف تلك الحلقات فهو الضيف الرابع الدكتور (عبد المهدي عبد القادر) أستاذ علم الحديث بجامعة الأزهر، أما الضيف الخامس فهو السيد الفاضل اللواء/فؤاد علام وكيل مباحث أمن الدولة الأسبق بصفته خبيراً أمنياً يشرح وجهة نظر النظام الأمني المصري وموقفه من هذا الفكر، أما الضيف الكبير لتلك الحلقات فكان الدكتور أحمد صبحي منصور (عبّرَ الهاتف من أمريكا).
وسوف أقوم في تلك المقالة بتسليط الأضواء علي بعض التعليقات الهامة التي تمت في تلك الحلقات من كلا الفريقين بشئ من التعقل وذلك في ضوء كتاب الله تعالي دون التعرض أو المناقشة لرد فعل النظام الأمني المصري لتلك القضية علي أن ألتزم الموضوعية والحياد التام ما استطعت إلي ذلك سبيلاً، إذ أن مناقشتي سوف تتناول فكر هؤلاء وأولئك بشئ من الإيجاز لنصل في النهاية إلي معرفة أي من الفريقين علي صواب، فإن أولوا الألباب من المسلمين لا يصدقون المقولات الساذجة التي يخرج بها المتمذهبين عليهم من كل حدب وصوب، كما لم يعد الكثير من عوام المسلمين ينخدع بهذا المكر السئ الذي لا يحيق إلا بأهله.
قبل تناول الموضوع:
بادئ ذي بدء سوف أبدي بعض الملاحظات علي أسلوب كلاً من الفريقين في محاورة كل منهما الآخر، إذ أن تلك تمثل نقطة نظام سوف توفر علي القارئ الكثير من الوقت والجهد فيما سوف يُطرح في لب الموضوع ذاته، إذ أنها تعتبر بمثابة الخطوط العريضة التي تمثل عنوان ما سوف يقال بعد ذلك:
بالنسبة للدكتور عبد المهدي عبد القادر (ممثل الفكر السني):
لعل كل منا قد لاحظ أنه كان مرتفع الصوت، يقاطع محاوريه ولا يعطيهم فرصة للرد عليه أو علي ما يطرحه مقدم البرنامج من أسئلة (إلا ما ندر)..... كان متوتراً لدرجة أنه بدأ في مهاجمة الأخت الفاضلة لطفية التي تعاملت مع الموقف بحكمة وأدب شديدين فامتصت غضبه والتزمت الصمت، وبالطبع فإن الأمر كان لا يستدعي ذلك إطلاقاً!!.
كما لاحظنا أيضاً أنه بدأ في تشويه صور مخالفيه في الرأي بصفة عامة، والدكتور أحمد صبحي بصفة خاصة، فقد جنح إلي ترويج الشائعات عليهم والتي تبعد تماماً عن الحق أو الصدق، فقد قال علي لسان أحد القرآنيين مثلاً (أنه ادعي إنه يصلي علي سُنة إبراهيم عليه السلام وليس علي سُنة محمد صلي الله عليه وسلم)، وعلي الرغم من عدم حدوث تلك الواقعة أصلاً لمنافاتها للعقل أو المنطق إلا أنه قد ادعي أيضاً ما هو أبشع منها، إذ زعم أن الدكتور أحمد صبحي منصور قد سُحِبت منه الدكتوراه، بل ادعي أكثر من ذلك، فقد ادعي أنه يعرف اللجنة التي سحبت منه تلك الدكتوراه (ولو كان هذا صحيحاً لذكر لنا اسم اللجنة التي فعلت ذلك علي حد زعمه!!)، وبالطبع فكان لا يصح أن يصدر هذا الكلام عن أستاذ جامعي يعرف قانون الجامعات جيداً، فهذه سقطة كبيرة منه من الممكن أن يعير بها من زملائه أنفسهم فيما بعد، هذا فضلاً عن أنه قد جعل نفسه أضحوكة الأوساط العلمية بهذا الادعاء الكاذب، كما ادعي أن الدكتور أحمد قد ذهب إلي لجنة الإفتاء واستصدر فتوى مفادها أن منكر أحاديث الآحاد (التي لا ينبغي أن يؤخذ منها حكماً شرعياً أو عقدياً) ليس بكافر، وفي الحقيقة فإن هذا الكلام باطل تماماً (هذا مع صحة تلك الفتوى وخلوها من أي شبهة)، فقد قرأت تلك الفتوى في كتاب (قراءة في تراثنا الفكري) للشيخ محمد الغزالي رحمه الله بعيناي، وقد استصدرها من الشيخ (عبد الله المشد) كما قال الدكتور أحمد صبحي منصور!!، وأكرر ثانية أنني مقتنع بتلك الفتوي بنسبة مائة في المائة، وهذا ما يؤيده كتاب الله تعالي والعقل أيضاً.
ثم تطرق الدكتور عبد المهدي إلي اتهام خطير لتشويه القرآنيين مدعياً فيه أنهم قد أرسلوا التهديد له عن طريق دارس في الماجستير أرسله الدكتور أحمد صبحي ليقول له أن القرآنيين يأخذون أحيانا بالتصفية الجسدية!!... بل ادعي أيضاً (أي عبد المهدي) أنه يعرف جيداً من هو هذا الشخص، وأنه أول من يملكون الحق في مقاضاة الدكتور أحمد صبحي منصور ولكنه لم يفعل!!..... خصوصاً أنه يعرف الكثير عن خصوصيات الدكتور منصور (أو هكذا يزعم)، ولكنه لا يريد أن يبيح بها....!!!... ثم عندما وجد نفسه موضع سخرية بين ضيوف البرنامج طلب من الدكتور منصور ألا يفهمه خطأ بحجة أنه لم يتهمه هو وإنما اتهم شخصاً ما من القرآنيين، وبذلك فقد وقع في تناقض لأنه كان منذ برهة قد قرر أن الدكتور منصور هو الذي بعث هذا الشخص!!
ما رأي القارئ في تلك الوشاية، وبماذا يصفها؟؟... ما كل هذا الغل الذي يملأ صدر هذا الرجل تجاه الرجل الطيب المسالم الذي يحكم علي فكره كل من يقرأ له بإنصاف؟؟... لقد وبخ المذيع (وائل) عبد المهدي طالباً منه أن يفصح عن اسم هذا الشخص أو كنيته ولكنه لم يفعل...!! أليس من حق الدكتور منصور أن يرفع الآن قضية علي عبد المهدي يطالبه فيها برد شرف؟؟!!.... سبحان الله العظيم.
هنا من حقنا أن نقف قليلاً متسائلين..... بماذا نفسر ما فعله الأستاذ الدكتور عبد المهدي عبد القادر؟؟...... إن الأمر واضح تماماً والإجابة واضحة وضوح الشمس في كبد السماء....... إنها الدكتاتورية والتعصب وأحادية الرأي والخوف علي منصبه الزائل، هذا مع الرفض الكلي لسماع أي رأي مخالف له، إنه لا يريد أن يسمع إلا صوته هو مهما كلفه ذلك من إتباع جميع الوسائل المتاحة سواء كانت مشروعة أم غير ذلك، فأين مصداقيته إذن؟؟!!، هل من السهل بعد ذلك أن يصدق المشاهد أي كلام يقوله؟؟...... لا أعتقد!
وبناء علي ذلك فهذا كله يجعلنا نستنتج أن هذا الدكتور مع احترامي له:
1- لا يقوي علي مقارعة حجة بمثلها أو مجابهة فكر بمثله.
2- لا يتحري الصدق فيما يقول، بل أن الأمر أكبر من ذلك، فهو يختلق قصصاً وهمية ويروج شائعات لا أساس لها من الصحة.
3- لا يريد إلا سماع صوته هو، وبذلك فإنه يتسم بأحادية الرأي والتعصب.
4- لا يتورع عن فعل بعض الأشياء ولو كانت غير مشروعة كي يندد بخصمه، فيصل إلي مأربه وتكون النصرة والغلبة لرأيه في النهاية.
بالنسبة للأخوة الأفاضل (الدكتور أحمد، ناعسة، لطفية، وعبد الرزاق) ممثلوا الفكر القرآني:
فقد وجدناهم يتسمون بالهدوء والعقلانية وأدبيات الحوار وعدم مقاطعة الآخر، وقد أبلت الأخت لطفية بلاء حسناً في الرد علي بعض الشبهات التي أثارها الدكتور عبد المهدي بهدوء وثبات، أما الدكتور أحمد فلم نجده قد انفعل ولو لمرة واحدة، بل تحلي بالصبر ودماثة الخلق التي عهدناها فيه دائماً، وبالطبع فإن دل هذا علي شئ فإنما يدل علي قوة حجتهم وثقتهم بعقيدتهم وتمسكهم بالحق إلي أبعد مدي (هذا رغماً عن الجروح التي أصابتهم حينما اعتقل المهندس عبد اللطيف سعيد)!!
وفي هذا الجزء سوف أتناول ملخص الحلقة الأولي وما دار فيها من حوارات، إذ أن هناك شبهات لم يتم الرد عليها أو علي الأقل لم تأخذ حقها في الرد.
الحلقة الأولي:
السؤال هنا موجه من المذيع للدكتور عبد المهدي:
هل تري أن إسقاط السنة هو إسقاط للإسلام؟؟
ويجب الدكتور عبد المهدي:
إن إسقاط السنة خطر جدا علي المجتمع والإسلام، وخطأ جداً علي عقيدتهم ودينهم!!...، لأن الأمة تمتعض من ذلك تماماً وتستاء بشدة!!
ونلاحظ هنا أن الإجابة غير واضحة تماماً وبها الكثير من الالتفاف، فإن الإجابة هنا ينبغي أن تكون بنعم أو بلا، ومع ذلك فإنه لم يبين لنا هذا الخطر أو الخطأ الذي يزعمهما فيطلق كلاماً علي عواهنه بلا دليل أو تبيان وليفهم المشاهد ما يشاء!!، ثم ما دخل الامتعاض والاستياء بإسقاط الإسلام من عدمه؟؟.... ثم ماذا يقصد عبد المهدي بالأمة؟؟.... بالطبع فهو يقصد المذهب السني كما تزعم كل طائفة مذهبية أن الأمة تعنيها هي فقط ولا شئ غيرها مثل الشيعة أو الزيدية أو الأباضية..... الخ.
ثم قرر الدكتور عبد المهدي أن الإمام مالك هو شيخ شيخ البخاري، وأنه قد كتب الموطأ بنفسه، وهذا كله مجرد ظن محض لا يرتقي إلي أدني مراتب اليقين، بل إن دلائل الباحثين المنصفين تشير إلي أن الإمام مالك لم يكتب الموطأ، ومهما يكن من أمر فإن ديننا لا ينبغي أن نأخذه من أمور ظنية محضة، فديننا مبني علي يقين وصدق ليكون حجة علي العالمين.
ثم يتساءل الدكتور عبد المهدي: لماذا وضع العلماء علم الجرح والتعديل وعلم الدراية؟؟...... فنقول:
ومتي كان الجرح والتعديل يُعدُ علماً وكذلك الدراية !!
إنه ليس من حقنا أن نقول أن فلاناً (عدل) مهما جالسناه أو عاصرناه أو حتي علمنا عنه كل شئ، فهذا يعتبر علماً ظاهرياً فقط، إذ أن النفس البشرية مليئة بالخفايا والأسرار ولها القدرة علي إخفائها وإظهار عكسها تماماً، يقول الله تعالي: (وَمِمَّنْ حَوْلَكُم مِّنَ الأَعْرَابِ مُنَافِقُونَ وَمِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ مَرَدُواْ عَلَى النِّفَاقِ لاَ تَعْلَمُهُمْ نَحْنُ نَعْلَمُهُمْ سَنُعَذِّبُهُم مَّرَّتَيْنِ ثُمَّ يُرَدُّونَ إِلَى عَذَابٍ عَظِيمٍ) (التوبة 101)، فإذا كان رسول الله صلي الله عليه وسلم لا يعلمهم، فهل يمكننا نحن أن نعلمهم ونحن بالطبع أدني منه صلوات ربي وسلامه عليه في كل شئ.!!؟؟.
ثم يقرر الدكتور عبد المهدي بكل بساطة وثقة (ولا أدري من أين جاءته)!! أن عدد الأشخاص الذين سمعوا من البخاري في حياته هم تسعين ألفاً.... فمن أين لك هذا الخبر يا دكتور؟؟.... هل كان هناك مندوباً من المجلس القومي للسكان قد قام بإحصائهم وأعطاك خلاصة بحثه؟؟..... للأسف إن كل ما يقوله الدكتور عبد المهدي في تلك الحلقات هو كلام ليس له أساس من الصحة ولم يدلل عليه بأي براهين ولو كانت حتي ضعيفة كما سنري فيما بعد.
ثم فاجأنا بفرية أخري كعادته بقوله: (إن الأمة قد قبلت أحاديث البخاري حديثاً حديثاً)، وهو يقصد بالطبع ما يسمون أنفسهم بعلماء الحديث ولا يقصد العوام المغرر بهم علي أن تلك هي السُنّة، فهل تلك القلة القليلة هي الأمة في نظره؟؟!! ثم إنه لم يقم بإعداد بحث شامل للتأكد من تلك المقولة الساذجة، ثم يدعي بعد ذلك أن الأمة قد أجمعت علي صحة أحاديث البخاري، ومما هو معلوم أن مسألة الإجماع هذه تعتبر أكذوبة كبري، فالخلاف بين البشر قائم إلي قيام الساعة، والاختلاف يعتبر سنة من سنن الله تعالي في كونه الرحيب، فهناك مثلاً مصرياً يقول: (لولا اختلاف الأذواق لبارت السلع)، وبالطبع فإن هذا ينسحب علي أي شئ، فهناك أعداء للحق كما أن هناك أعداء للباطل وهكذا....
وقد يتساءل سائل: ألم يُجمع المسلمون علي صحة القرآن الكريم؟؟...ألم يجمعوا علي صحة الصلوات الخمس من حيث العدد والمواقيت وما إلي ذلك؟؟ إذن فهناك أجماعاً!!
ونجيبهم: بأن هناك أموراً لا خلاف عليها بين البشر، فالضوء الأخضر مثلاً لا يقول عنه أحد غير ذلك إلا من أصيب بعمي الألوان وكذلك فإن العلوم الرياضية وهي علوم يقينية لا يمكن لإنسان التشكيك في صحتها إلا من أصيب بعلة عقلية، كذلك القرآن الكريم والصلوات، فإن أعداء الإسلام يشهدون علي أنها يقينية لا تقبل الخلاف كالمسلمين سواء بسواء، وهذه هي حكمة الله تعالي لئلا يكون للناس علي الله حجة يوم القيامة، وقد استشهد الدكتور أحمد صبحي منصور علي دحض تلك الفرية بقول أحد العلماء بأنه قد هدم الحديث والإجماع بعبارة واحدة وهي: (من زعم الإجماع في شئ فقد كذب، فمن أدراه أن الناس قد اختلفوا وهو لا يعلم)؟؟..... وهذا هو القول الذي يثبته الواقع الحياتي الذي نعيشه، وهنا يحضرني مثلاً مصرياً يقول (خالف تُعرف)!!، أي أن هناك أناساً يختلفون خصيصاً لكي يظهروا أمام الناس بمظهر متميز فقط!!..... والخلاصة فإن الخلاف أمراً لا بد منه ولا يصح أن يقال بعد ذلك كلمة (((إجماع))).
ثم يختم الدكتور عبد المهدي الإجابة علي السؤال الموجه له بقوله (إن تشويه السنة هو تشويه للإسلام)!!..... فبعد أن كان خطراً علي الإسلام وخطأ علي العقيدة ومبعثاً لامتعاض الأمة (كما زعم قبل ذلك)!!... أصبح الآن أكثر من ذلك وهو (((تشويه للإسلام))) علي حد زعمه....... لعل كل منا الآن قد لاحظ الكم الهائل من التخبط الذي يتخبطه الرجل وهكذا هو حال الباطل دائماً.
ثم بعد ذلك وجه المذيع وائل الإبراشي سؤالاً للدكتور أحمد صبحي منصور سائلاً إياه عن رأيه في كلام الدكتور عبد المهدي فأفاد:
(نحن نحتكم إلي كتاب الله العزيز سبحانه وتعالي، ففيه كل ما جاء للمسلمين من تراث وعقيدة وعبادات... الخ، وأن الكلام المنسوب للنبي صلوات ربي وسلامه عليه هو كلام بشر يجتهدون فيصيبون ويخطئون مثلنا تماماً عندما نجتهد، ونحن نتعرض للتكفير بل وإهدار الدم أيضاً، وأن الاجتهاد ليس قصراً علي المؤسسة الرسمية، إذ أن الاجتهاد يأتي معظمه من خارجها، وأن الفيصل بيننا وبين الدكتور عبد المهدي هو الحجة والرأي، ونحن لسنا جماعة أو تنظيم، ولكننا نمثل اتجاهاً فكرياً إصلاحياً يدعو إلي الإصلاح من خلال القرآن الكريم، كما أن هذا الاتجاه لا نفرضه علي أحد).
ثم تطرق فضيلة الدكتور أحمد صبحي بعد ذلك إلي الآية رقم 3 في سورة المائدة: (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِينًا) مبيناً أن الدين قد اكتمل باكتمال القرآن الكريم، فعندما اكتمل هذا الدين الحنيف إبان نزول تلك الآية الكريمة كان القرآن بين أيدي المسلمين وكانوا يعلمون كيف يؤدون جميع الفرائض من صلاة وصيام وخلافه، وقد شهدوا للرسول صلوات ربي وسلامه عليه بأنه قد بلغ الرسالة وأدي الأمانة بلا أدني تقصير أو كلل، وأن ادعاء غياب جزءاً من الدين حينها ثم تم تبليغه بعد مائتين وخمسين عاماً من وفاة الرسول الكريم بواسطة شخص عادي وليس نبي إنما هو اتهام له بالتقصير في التبليغ عن ربه، بل إنه اتهام موجه لرب العزة في المقام الأول سبحانه وتعالي عن ذلك علوا كبيراً، إذ أنه عدله ورحمته يقتضيان عكس ذلك تماماً.
ثم بعد ذلك قام الأستاذ وائل (مقدم البرنامج) بتوجيه السؤال الآتي للدكتور عبد المهدي:
هل ضيعت جزءاً من عمرك في حديث إرضاع الكبير؟؟
فأجاب بالنفي، وقرر أنه كان يدافع عن السنة، فأله المذيع (وائل)، هل أنت قمت بتكفير القرآنيين؟؟.... عندئذ أجاب بالنفي وحاول أن يراوغ بغرض التهرب من الموضوع ولكن الدكتور عبد الرزاق قاطعه مخبراً إياه أنه قد قام بتكفيرهم، عندئذ اعترف عبد المهدي معللاً تكفيره لهم بالآية التي تقول (وَمَن يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءتْ مَصِيرًا) (النساء 115)!!
فقد قام بتفسير تلك الآية علي أنها تدل علي صحة الإجماع، وقد نسب ذلك إلي الإمام الشافعي!!.... أي أن سبيل المؤمنين (بزعمه) هو إتباع سنة رسول الله صلي الله عليه وسلم، وبالطبع فهذه فرية تضاف إلي رصيده الضخم الملئ بالمغالطات والسقطات، وهنا من حقنا أن نتساءل (ما هو سبيل المؤمنين)؟
لنقرأ القرآن الكريم بتمعن ونحاول أن نعرف منه ما هو سبيل المؤمنين الذي يجب أن يُتبع حتي نتبين صحة كلام الدكتور عبد المهدي من خطئه.
يقول الله تعالي:(إنما الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ*الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ*أُوْلَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا لَّهُمْ دَرَجَاتٌ عِندَ رَبِّهِمْ وَمَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ) (الأنفال 2-4).
فالآية هنا تتطرق إلي تعريف المؤمنين وسبيلهم، وهو خشوع قلوبهم حينما يُذكر الله أمامهم، وزيادة إيمانهم حينما تتلي عليهم آيات الله تعالي (وليس السنة كما يدعي عبد المهدي)!! ثم إقامتهم للصلاة والإنفاق مما رزقهم الله تعالي.
يقول الله تعالي: (قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ*الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ*وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ*وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَاةِ فَاعِلُونَ*وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ*إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ) (المؤمنون 1-6).
ونلاحظ هنا من الآيات أن سبيل المؤمنين هو إتباع القرآن الكريم، إذ أن كل الصفات الموجودة في الآيات الست في سورة (المؤمنون) موجودة في القرآن الكريم، وأن إتباع السُنة لم تُذكر ولو لمرة واحدة كسبيل للمؤمنين كما يزعم عبد المهدي، بل لم تُذكر السنة النبوية في القرآن الكريم إطلاقاً، وأنا أوافق الأخ الفاضل عثمان محمد علي علي أنه لا توجد للنبي سُنة قولية إلا في القرآن الكريم، أما الصلاة والصيام والزكاة والحج فليست سُنة عملية كما يعتقد البعض، وإنما هو تعليم من الله تعالي للرسول فرائض الدين ومقتضياته لتصل إلي الناس بعد ذلك بالتواتر بلا أدني شك أو لبس فيتبعونها وهم مطمئنين.
وإلي أن نلتقي في الجزء الثاني إن شاء الله وهو يشمل الحلقتين الثانية والثالثة والرابعة.
اخى الحبيب - شريف أحمد ...اقسم لك ان مقالتك قيمه ورائعه ومتعقله وهادئه وعادله .وهذا ما نود ان نكون عليه ان نرد الحجة بالحجة دون إنفعال او توتر حتى لو إستفزونا التراثيين .فلنعتصم بالإيمان والثبات على الحق والطمأنينه فى مواجهتهم الفكريه . واعيد وأؤكد مرة اخرى من وجهة نظرى أن النبى محمد بن عبد الله عليه الصلاة والسلام .ليست له سنة قولية او عملية كما يقولون .وإنما هو متبع لما جاء فى القرآن من اوامر ونواهى وتعليمات قد بأت بعضها بقول الله (قل ) وان الفرائض العمليه قد اداها كما تعلمها من الرسالات السابقه وان تصحيح بعضها جاء له من الله ربنا سبحانه عبر الروح الأمين (جبريل ) عليه السلام .ونكرر يجب ان نكون صرحاء مع انفسنا ومع الناس ونقول كما قال القرآن الكريم ( وما محمد إلا رسول ).وقول الله تعالى ( إن أنت إلا نذير) وقول الله تعالى (إن أتبع إلا ما يوحى إلى) ...وأن صاحب الحق ألوحد فى التشريعات القولية والعمليه هو ربنا سبحانه جل جلاله الواحد الأحد ..... اما بخصوص - الأخ عبد المهدى . فيكفينا انه لا يعلم ما بداخل البخارى الذى درسه وحصل فيه على الماجستير والدكتوراه .وقد بدى ذلك واضحا فى إنكاره لوجود رويات إباحة الزنا فى البخارى الذى واجهه به الدكتور منصور ........وايضا عندما ناظرناه فى مقر جريدة الجيل سنة 99 انا والأستاذ - عساكر واالواء محمد شبل .كقرآنيين .وهو وخالد الجندى .كسلفين .حول موضوع الشفاعه .وكان ينكر الروايات ايضا لولا وجودها معنا مصورة من إحدى نسخ البخارى .وخالد الجندى لم يكن يستطع التفرقه بين الكلام العادى وكلام الله فى القرآن حتى قال فى احد ردوده على تلاوتنا لبعض ايات سورة ألأحزاب ( ان هذا كلام فارغ جيبتوه منين )..فأولئك هم السلفيون التراثيون .....
السلا م عليكم.
لقد شاهدت البعض من الحلقة الخاصة حول اعتقال القرآنيين في قناة دريم 2. و قد كان الدكتور عبد المهدي عبد القادر محاميا بارعا يدافع عن صاحبه كعادة شيوخ الأزهر بالصراخ و العويل إضافة إلى خطب عنترية مللنا سماعها و حفظنا محتواها الرث. إضافة إلى ذلك قال الدكتور عبد المهدي في دفاعه المستميت عن البخاري أن القرآنيين كفرة بنص القرآن إذ يرفضون الحكمة التي يقولون أنها السنة التي أمرنا الله تعالى بإتباعها. إذن فحكمة آخر الزمان هي رضاعة الكبير و التبرك ببول النبي عليه السلام و الكذب عليه و لا يعرف عبد المهدي من القرآن إلا ما ليس من القرآن وهو التكفير و علم سرائر الناس و الإثنان من علم الله تعالى فقط. وفي الأخير نتساءل لم يهاجمنا الغرب و كيف لم نستح الدنمارك و تنشر صورا كاريكاتورية هابطة عن نبي الإسلام عليه السلام و بعيدا عن الحساسيات فتلك الصور لا تمس النبي عليه السلام بشيء بل هي تصوير حقيقي للمسلمين اللذين يتبعون حكمة البخاري و من ضل من بعض الأسلاف.
بل يوجد وحي مواز للقرآن خارج عنه..!!.
أدلة من القرآن علي عدم نبوة مريم
دعوة للتبرع
فكرتكم عن الصلاة : من الناح ية العقل ية فيه تناقض فى كلامك م عن...
العادة السّرية: اسمح لى بسؤال عن العاد ة السري ة ، أى...
زواج المسيار: عناية الدكت ور أحمد أرجو إبداء رأيكم...
حمار وحشى مخطط: لماذ ا تقولو ن ان الله لديه اصابع...
more
كما عودتنا من على هذا الموقع الكريم ،كونك المدافع عنه بالحجة البينة ، وانك المتصدي لأولئك الذين يريدون ان ينالوا من عقيد التوحيد الخالصة لاهل القرآن ،هذه العقيدة التي مرجعيتها القرآن كتاب الله المنزل على نبيه ،ولا مرجعية إلا هذا الكتاب. وأشكرك على هذا التعريف الجديد ،للسنة العملية التي هي فعلاً "تعليم من الله للرسول فرائض الدين ومقتضياته لتصل الى الناس بعد ذلك بالتواتر بلا أدنى شك أو لبس فيتبعونها وهم مظمئنين"
شكرا لك وجزاك الله خيراً