ما علاقة الأقوام الأولى من بنى آدم بالمساجد،؟؟
ما علاقة الأقوام الأولى من بنى آدم بالمساجد،؟؟
وما علاقة الإسراف فى الأكل والشرب بالمساجد ؟؟
سؤال مُركب مُهم حول تدبر ىية كريمة من آيات القرءان جمعت بين الأمرين (إفعل ولا تفعل).
تحياتي دكتور ورمضان مبارك.
يقول تعالى: (يَا بَنِي آدَمَ خُذُواْ زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلُواْ وَاشْرَبُواْ وَلاَ تُسْرِفُواْ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ) الأعراف 31
دكتور ماعلاقة بنى آدم بصفة عامة بالمسجد، وماعلاقة الأكل والشرب بالمسجد.؟؟
==
التعقيب::
وعليكم السلام أستاذ .... ..
أسف على التأخير فى الرد .
العلاقة بين بنى آدم والمساجد أو لنقل أماكن السجود سواء كانت مساجد رسمية أو أى مكان نُصلى فيه هى علاقة بنى آدم بهدى رب العالمين وتشريعاته لأدم وذريته إلى أن تقوم الساعة ((قُلْنَا اهْبِطُواْ مِنْهَا جَمِيعًا فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدًى فَمَن تَبِعَ هُدَايَ فَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ ))
((يَا بَنِي آدَمَ إِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ رُسُلٌ مِّنكُمْ يَقُصُّونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِي فَمَنِ اتَّقَى وَأَصْلَحَ فَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ))
((شَرَعَ لَكُم مِّنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ كَبُرَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ اللَّهُ يَجْتَبِي إِلَيْهِ مَن يَشَاء وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَن يُنِيبُ))
((إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ بِالْحَقِّ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَإِن مِّنْ أُمَّةٍ إِلاَّ خَلا فِيهَا نَذِيرٌ))
فهذا الهُدى وهذه الرسالات التى جاءت للأُمم كُلها كانت تتضمن تشريعات الصلاة كما هى ،ولذلك جاء الأمر لبنى آدم عليه السلام أو أبناء آدم قاطبة إلى يوم القيامة أن يتخذوا زينتهم وملابسهم التى تليق بالصلاة عند كل صلاة ،او عند كل وقت سجود .... فقوله تعلى (يَا بَنِي آدَمَ خُذُواْ زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلُواْ وَاشْرَبُواْ وَلاَ تُسْرِفُواْ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ))..تعنى داخل كُل مسجد وعند كل صلاة . وفيها دليل على أن المساجد كانت موجودة كدور للصلاة والعبادةولذكر الله منذ آدم عليه السلام وستظل إلى يوم القيامة .....والأدلة على هذا كثيرة وكثيرة ومنها ما جاء فى القرءان عن أصحاب وكبراء قرية أهل الكهف عندما تحاوروا عن اختيار مكان لدفنهم فقالوا ( لنتخذن عليهم مسجدا) . وهذه الآية أيضا تعتبر مصدرا تاريخيا صادقا عن وجود المساجد منذ آدم عليه السلام .والمساجد هى أماكن الصلاة ،وبالتالى الصلاة موجودة كتشريع للتعبد به لرب العالمين منذ آدم عليه السلام .
===
أما ما جاء فى الآية الكريمة من نهى فى قوله تعالى ( وَكُلُواْ وَاشْرَبُواْ وَلاَ تُسْرِفُواْ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ) فهو أمر آخر تماما ،فكثير من آيات القرءان تجمع بين أمرين فى (إفعل ) (ولا تفعل ) فى آية واحدة .فالعلاقة الوحيدة بينهما هى طاعة الله جل جلاله فى أوامره لنا ......
.والإسراف فى الآية الكريمة هو الكُفر بالله وبنعمة الله جل جلاله وليس بمعنى التبذير والبذخ فى الأكل والشرب ..
فالتبذير له معنى آخر ورد فى قوله تعالى ((وَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَلاَ تُبَذِّرْ تَبْذِيرًا))
((وَلاَ تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ وَلاَ تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُومًا مَّحْسُورًا))
اجمالي القراءات
533