القيادة التحدي.....

آية محمد Ýí 2007-05-21



إهداء إلى الدكتور أحمد صبحي...

وإلى كل أب وأم...

القيادة... البعض منا يحلم بقائد مسلم يوحد الأمة ويقودها خارج حالة الإنهيار، والبعض الآخر يحلم بقائد عربي يقود البلاد العربية خارج حالة الضياع، والبعض الآخر يحلم بقائد مصري يقود المصريين خارج قوقعة الظلم والفساد... وأنا أحلم أن يكون كل أب وأم قائدا فى بيتهم ليخرجا لنا جيلا قياديا يقود أي مجتمع مصري كان أو عربي أو إسلامي. كثيرا ما نسمع كلمة الأخ القائد فلان، وتحت قيادة فلان، وبقيادة فلان، فهل فكرنا أبدا فى معني كلمة القائد والقيادة؟ هل من نلقبه بالقائد فى حياتنا اليومية من الأحياء والأموات يستحق هذا اللقب فعلا؟ فى هذا الموضوع سأتناول أنواع القيادة ومفهوم القائد بصورة سريعة ومبسطة وسأنهي الموضوع بإهداء القارىء بعض النقاط التي تساعده على أن يكون قائدا فى مجتمعه الصغير سواء مع أولاده أو موظفيه أو أصدقاءه أو رعيته بشكل عام.



القيادة هي فن الإدراة. هناك فرق بين أن تدير بيتك وأن تقود بيتك، هناك فرق بين أن تدير شركتك وبين أن تقودها، هناك فرق بين أن تدير جماعة وبين أن تقود الجماعة، هناك فرق بين أن تدير حزب وأن تقوده، وهناك فرق بين أن تدير أمة وأن تقود أمة. الإدارة نمطية يتبع فيها قوانين ونظريات ومعطيات مدروسة إذا إتبعتها بطريقة بيروقراطية قد تحقق النجاح لأسرتك أو مؤسستك أو أمتك ولكنك ستخلق أطفالا او قوما او شعبا أو أمة نمطية بعقول عقيمة التفكير تسير إلى الصيرورة كما يقول الكتاب وبلا أي أبداع أو فكر يذكر. أما القيادة فهي أعلي وأسمي درجات الإدارة ولا يجيدها كل المدراء والتنفيذيين. القيادة هي الإبداع، هي التغيير، هي التطور، وهي الرخاء. القيادة لا تهدف فقط إلى تحقيق النجاح بل إلى إحداث التغيير. القيادة تخلق جيلا من المبدعيين والمفكريين الذين يكون لهم كبير الأثر فى إستمرارية نجاح أي مجتمع. أي مؤسسة قائدة فى مجالها تبحث عن قائد وليس مدير وذلك للحفاظ على المكانة والقيمة العالمية، التى وصلت إليها، فى وجه التحديات والشركات الصاعدة.

القائد لا يضع فقط الأهداف التكتيكية الإستراتيجية بعيدة أو قصيرة المدى، بل يرسم الرؤية ويحددها ويمهد لها الطريق الذى يسير عليه متبعيه لتحقيق تلك الإستراتيجيات. يرسم رؤية واضحة المعالم محددة الأبعاد سهلة الإدراك يفهمها الصغير قبل الكبير، يشعر بها الفرد وتثيره وتحفذه على العمل والنجاح والتقدم. القائد الإنسان لا يضع الطبقات والألقاب بينه وبين أفراده؛ فلا يوجد درج للصعود إليه بل باب مفتوح دائما يدخل منه الفرد فيسمع شكواه القائد ويفهم إحتياجات الفرد ومتطلباته الشخصية قبل الإجتماعية ويدرك سيكولوجيته وتركيبته النفسية، وبذلك يتسني للقائد فرصة أكبر فى إقرار التواصل بينه وبين أفراده فيثقوا فيه ويتبعوه عن حب ورضاء . القائد لا يذهب إلى تطبيق القوانين والضوابط التي ترهب الخارجين عن السياسة العامة للمؤسسة أو المجتمع، بل يخلق ثقافة مشتركة من المبادىء والقيم التي يتبناها كل عضو فى الفريق بحب ورغبة وبدون جبرية وإكراه ورهبة. فالقائد وأفراده يعملون بصورة منسجمة متناغمة تدور فى فلك من القيم والمبادىء التي تسهل بينهم عملية التواصل. فمن ثقافة اي مجتمع نستدل على خلق قائدها ومن خلق القائد نستطيع أن نقيم الأفراد؛ فإذا كان رب البيت بالدف ضارب فشيمة أهل البيت الرقص، وإذا وجدت الرقص شيمة مجتمع ما فمؤكد أن قائدهم بالدف ضارب، إذا وجدت الخسة والوضاعة شيمة أهل البيت فمؤكد أن قائدهم هو ملهمهم الأعلي، إذا وجدت الحجر على الفكر والإحتقار للآخر والإرهاب الفكري هو شيمة أهل البيت فمؤكد أن القائد ديكتاتور، إذا وجدت قول الزور متفشي والتخفي فى رداء الدين هو السبيل – داخل بيت ما - فمؤكد أن القيادة الأبوية منافقة. وفى المقابل، إذا كان شيمة أهل البيت هو الإحترام المتبادل والصوت الخافت والتدبر والتفكر وإحترام الكبير والعطف على الصغير فمؤكد أن القائد إنسان، عاقل، مبدع، متعقل، خلوق، يشعر بنبض أفراده، مؤكد إنه ملهمهم ومثلهم الأعلى الذى به يقتدون. القائد هو عنوان بيته ومؤسسته وحزبه وبيته والأفراد هم نتاج القيادة الصالحة أو الطالحة.

الناتج من الإدارة المحكمة هو النجاح، أما الناتج من القيادة هو التغيير. التغيير هو نجاح مستمر. والتغيير هو علم وفن "Change Management" يوظف له تنفيذيين لإحداث طفرة فى مؤسسة تتصدع أو تتهاوي. والتغيير لا يحدث إلا بقيادة حكيمة تعرف القيمة الفلسفية للتغيير وتأثيره على المجتمعات. والقائد المحنك المدرك للسيكولوجية البشرية يعرف قوة الرفض الذى يواجه عملية التغيير والصدمة التي تحدثها لأفراد أي مجتمع. فالآدمي بطبيعتة عدو لما يجهله، ويصيبه الذعر عند المساس بمعتقداته وثوابته الكامنة الراسخة فى عقله من سنوات. فالخوف من الإنفلات والغوغائية والإنهيار هي أول شىء يفكر فيه الفرد عند مواجهة الأفكار الجديدة ولايري فيها إلا كونها "الشيطان يعظ". والإعتراض على الجديد أو الفكر المختلف والتمسك بكل ما هو قديم سلفي يسمي فى علم الإدارة وعلم النفس بالتفكير الجماعي "Groupthink"؛ والتفكير الجماعي ينشأ فى المجتمعات القوية، الراسخة المعتقدات والمبادىء الإجتماعية، ولكنها تكون مبادىء بالية لم تعد تنفع بل تضر. والتفكير الجماعي سلوك نفسي خطير لأنه يعيق عملية التغيير والتقدم التي لا يدركها أثرها النافع غالبية الأفراد؛ فالأفراد فى غضون رهبتهم ومقاومتهم للتغيير يتبعون عادة سولك همجي عشوائي عدواني لمحاربة الآخر وللقضاء على أي إختلاف من جذوره. وهذا السلوك النفسي يرهب المبدع والمفكر ويجعله يرهب الإنتقاد اللاذع أو السجن أو الحسبة أو الطرد أو أو أو أو أو... مما يقضى على الإبداع أو يفقد المبدعين الثقة بأنفسهم أو يجعلهم يفرون إلى مجتمعات أخري أقل بيروقراطية. وبدون إبداع لا يوجد تقدم وبدون تقدم لا يوجد رخاء، ولذلك إذا وجد هذا السلوك النفسي فى اي مجتمع أدى بالضرورة إلى تخلفه ودماره. وهنا يأتي دور القائد الإنسان الذى يشعر بآدميته وإنسانيته ويعلم فجوره وتقواه الشخصي فيدرك ويحترم هذا الشعور النفسي (أي التفكير الجماعي) فى الأفراد ويتعامل معه معاملة الجراح للشرايين. فالقائد حريص على العبور بقومه من الكينونة إلى الصيرورة، من الموقع الحالي إلى الضفة الأخري ثم الضفة التي تليها ثم التي تليها وهكذا بلا توقف للسيرورة فيستمر الرخاء والتقدم ولكن بحرص حتي لا يخسر ثقة قومه وأفراده المرتعدين خوفا من عملية التغيير. فلا ننكر أن أي تغيير ولو جاء تحت قيادة عالية الإدراك حتما سيحدث نوع من البلبلة والزعزعة الإجتماعية ولكن بقليل من الحكمة والتريث يستطيع القائد بالحث والترغيب المتواصل لأفراده السيطره على أي نوع من أنواع الكوارث قبل أن تتفاقم.

هناك ثلاث أنواع من القيادة: القائد الأوتقراطي أو الإستبدادي "Autocratic Leader"، والقائد المتحرر أو السلبي "Laissez-faire Leader"، والقائد الشوري أو الديمقراطي "Democratic Leader". النوع الأول من القيادة يعتمد على الأمر والنهي والإرهاب لتحقيق المصالح والأهداف المنشودة. وينجح هذا القائد فى تحقيق الأهداف الموضوعة وإحداث التغيير المنشود، ولكن يفشل فى خلق روح الإجتهاد والمسئولية داخل أفراده. فتجدهم فى حاجة لرقيب دائم للقيام بأعمالهم وبدون الرقيب يسود الهرج والمرج والتكاسل وتتوه المسئولية. أما النوع الثاني فهو قائد سلبي يؤمن بأن كل إنسان حر ومسئول عن عمله بمحاكمة من ضميره الشخصي. فيطلق العنان لأفراده ولا يحاسبهم ولا يستشيرهم ولا يسمع لهم ولا يشعر بهم، فتصبح المؤسسة غابة البقاء فيها للأقوي، ويصبح الضعيف خادم للقوي وتضيع الحقوق، ويسود الظلم والفساد أرجاء المجتمع. أما القيادة الأخيرة والتي تعتمد على الشوري فهي الوسط بين النوعين الآخرين. ديموكراتوس هي كلمة إغريقية تعني حكم الشعب: Demo تعني الشعب و kratos تعني الحكم، ومنها وصلتنا كلمة الديمقراطية. والقائد الذى يؤمن بحق الأفراد فى حكم أنفسهم يضع نفسه كقائد أعلي يشرف على تلك العملية ليعطي النصيحة ولا يجبر أحد على العمل بها. وعملية الإجبار والإستسلام لنصيحة القائد تأتي فى صورة إنسيابية كتعبير عن حب الأفراد للقائد وإعتقاد منهم بأن كل ما يقوله صحيح وفى صالحهم. فتجد الأفراد يتبعون القائد فى أمور ما كانوا يتوقعون أبدا أن يقوموا بها (نرى هذا داخل الأسرة عندما يكون الأب قائدا أعلي لا يفرض رأيه بالقوة بل يترك الحرية لأولاده للإيمان به وبرؤيته الصائبة). القائد الذكي الإنسان الحق، يتقرب إلى إفراده فيسمع لهم ويعطي النصيحة فى المقابل، لا يفرض الرأي على أحد ولكن الرأي يفرض من تلقاء نفسه نتيجة عملية تفاعل بين هذا القائد الإنسان والأفراد المبدعين الذين يثقون فى عقولهم قبل أن يثقوا فى قائدهم. والقائد الديمقراطي هو الذى يشجع على عملية التغيير ويشكل ثقافة مشتركة من القيم والمبادىء التي تحث الأفراد على الإنتاج والإجتهاد لما فيه خير للمؤسسة ولتابعيها.

يبقي السؤال، هل القيادة سلوك كاريزمي أم سلوك مكتسب مقوم؟ يعتقد البعض أن القيادة تولد مع الشخص وهي هبة من الله فيقولون أن فلان لديه كاريزما القيادة. وكاريزما هي كلمة إغريقية "Charisma" تعني "Gift of favor". القيادة سلوك يستطيع أن يقومه وينميه الإنسان بداخله، ولكن وبما إنه لا يوجد حقيقة ثابته لأي منهج، فلا ننكر وجود كاريزما لبعض الأشخاص الذين وهبهم الله سحر العقول والقلوب. وتجد الناس من خلفهم يهتفون " لا لا لن تتنحي" وقد يكون قائد فاشل يقود إلى الدمار أو يتغني بالشعارات الواهية. ولذلك يدرس القائد الكاريزمي من خلال بعدين، بعد إجتماعي “Socialized Leader” وبعد فردي "Personalized Leader". القائد الذى يعمل من خلال البعد إجتماعي، لا يفكر إلا فى مصلحة أفراده وما يدير النفع عليهم. فتجده يضع الأهداف التي تصب فى صالح مؤسسته ليعود الخير على أفراد المؤسسة أجمعين. فتجده يحث الأفراد على الإجتهاد لأن فى الإجتهاد رخاء وفى الرخاء إرضاء للإحتياجات الفسيولوجية والإجتماعية والإقتصادية والسياسية التي ينشدها الفرد؛ فيعم الخير على الجميع من خلال فرد راضى وسعيد. أما القائد الذى يعمل من خلال البعد الفردي، فتراه يعمل من أجل مصلحة ذاته لتحقيق أهداف شخصيه منشودة لأرضاء الأنا الذاتية، مثل تحقيق لقب قومي أو جاه فردي، فيجند أفراد مؤسسته لخدمة هدفه الأوحد حتي يتحقق له ما اراد. ويتصف هذا القائد بالخطب الكلامية الغير فعالة صاحب كلامات رنانة خاوية " self-aggrandizing" يفتن بها عقول تابعيه وتكون المحصلة صفرا لهؤلاء التابعين. مثال على قائد البعد الأول الإجتماعي: النبي محمد، مهاتما غاندي، الشيخ محمد بن راشد – حاكم دبي، الرئيس محمد أنور السادات، والملكة إليزابيث الأولي. ومن أمثلة قائد البعد الآخر الفردي أدولف هتلر، كليوباترا، الرئيس جمال عبد الناصر (الأمثلة وجهة نظري الشخصية وهي وجهة نظر نسبية).

لنخلق جيلا من القيادة الحقيقة، على كل أب وأم أن يكونوا مثال للقائد الحق داخل المجتمع الصغير ليخرجوا ذرية من القيادة الديمقراطية الشورية الصالحة إلى المجتمع الكبير. وسأنهي موضوعي بنقل بعض النقاط التي قمت بتلخيصها لتساعد الأفراد على خلق شعور قيادي تجاه أولادهم أو مجموعاتهم:
1. كن مثالا جيدا يحتذى به فى القول والفعل
2. ضع أهداف لرعيتك ورؤية واضحة يسيرون عليها لتحقيق هذه الأهداف
3. الإعلان الدائم وبشفافية عن التطورات الجديدة والمتغيرات وتأثيرها على الرعية
4. إسأل رعيتك النصيحة ليدركوا تقديرك وإحترامك لعقولهم
5. أجعل رعيتك تشعر بأنك تساندهم قالبا وقالبا حتي وإن كنت مختلف معهم فيكسبوا ثقتك
6. إثني على الفرد المجتهد المصيب حتي وإن كنت دائم الإختلاف معه فتزداد رقعة التواصل
7. إثني على المصيب والمجتهد علنا وأمام الجميع لحث الآخرين على الإجتهاد
8. لا تنتقد المخطىء علنا لأنه يولد نوعا من العداء والعناد والتكبر والتمادي فى الخطأ
9. أن يكون نقدك بناء وموضوعي ولا يحتوي على أي لغة كراهية أو شخصنة للفرد
10. العبرة بالنهاية وليس بالسبيل... أحكم على النتيجة بدل من الطريقة
11. لا تعطي أوامر؛ إقترح، وجه، ثم أطلب بتواضع
12. أعلنها صراحة إنك تقدر وتحترم الأفكار الجديدة حتي وإن لم تقتنع بها

والسلام عليكم...





اجمالي القراءات 24743

للمزيد يمكنك قراءة : اساسيات اهل القران
التعليقات (6)
1   تعليق بواسطة   عثمان محمد علي     في   الثلاثاء ٢٢ - مايو - ٢٠٠٧ ١٢:٠٠ صباحاً
[7285]

مقاله جيده ولكن::

الاستاذه الفاضله -ايه او المجد -مقاله جيده وتستحق التعقل واحييكى عليها ---ولكن
اسمحى لى ان اعقب عليها ووضع بعض ملاحظات جوهريه من وجهة نظرى عليها --
1--لا يجب مقارنة الانبياء مع غيرهم من البشر فى تطبيق سلوك ما لانهم مؤيدون بالوحى الذى يصحح لهم بصفه دوريه ودائمه --
2--لا يصح ابدا وضع النبى محمد عليه السلام فى نفس خانة ذلك العربيد تاجر الرقيق والعبيد والاطفال الجاهل حاكم دبى محمد بن راشد --
3- على من ينتمون للفكر الحر وخاصة الفكر القرآنى الا يشبهوافى توصيفهم للناس او للاسره او للموظفين بانهم رعيه لان الرعيه هى الانعام والماشيه -ولكن من الممكن وصفهم باولادهم باهل بيتهم بموظفيهم بشعوبهم وهكذا زهكذا --
4--كما ذكرتى حضرتك ان اهم صفات القائد --حسن الخلق - فكيف له ان ينظر للنتائج دون النظر للوسيله كما ذكرتى حضرتك فى بند رقم 10--
فمثلا انا اريد لابنائى ان يكونوا اطباء واغنياء فهل يصلون للطب عن طريق الغش والرشاوى وووو ومن بعده إلى السرقه والنهب والنصب على مرضاهم وعلى الناس حتى يصيروا اغنياء ؟؟؟ اعتقد ان من اهم صفات القائد ان يزرع فيهم الضمير او ما يسميه القرآن التقوى فى سبيل الحصول على الغايه ___ولا إيه
....ولك تحياتى وفى إنتظار مقالات اخرى عن فن الإداره وحكمة القياده __

2   تعليق بواسطة   آية محمد     في   الثلاثاء ٢٢ - مايو - ٢٠٠٧ ١٢:٠٠ صباحاً
[7289]

النبي - الشيخ راشد - الطريقة والنتيجة

الدكتور عثمان، شكرا على مرورك الكريم وتعقيبك على ما كتبت.
أنا عندما أتكلم عن النبي محمد أقصد به محمد الإنسان والذى أري فيه أنا شخصيا نعم القائد والمثل الأعلي لى. ولهذا وضعته مع من رأيت إنه قاد قومه بإخلاص ونجاح. ونحن متفقون أن هناك فرق بين الرسول محمد الموحي إليه والنبي محمد الإنسان... وكانت أمته تحكم بإنسان وليس برسول.

ثانيا، أعرف أن الكثيرون يكرهون الشيخ محمد بن راشد ولكني عشت بدبي 7 سنوات ورأيت الرجل فى الشارع يقود سياراته بنفسه وبلا تشريفه ولا حرس ولا أي تعدي على حقوق الآخرين. ثانيا عملت بمؤسسته Dubai Holding ولمست رؤيته الواضحة وقيادته الحكيمة وحب الناس له بلا حدود. فلا تصدقوا كل ما تقرأوا... وفى الآخر هو إنسان لا يصح أن يكون ملاكا طوال الخط. ولكن العبرة بما أعطي لقومه من مواطنين وغير مواطنين. دبي هى الإمارة الوحيدة فى دول الخليج كلها والتي تشعر فيها بإنسانية المعاملة وهذا بتوجيه من الشيخ نفسه. وإذا عشت هناك ستشعر بحب شديد لهذا الرجل وإحترام كبير له. ويكفي أن تراه يقود سيارته بجانبك فى شارع الشيخ زايد بلا حرس ولا إرهاب.

أخيرا... قد تكون نقطةالنتيجة والطريقة غامضة بعض الشىء ولكنه أسلوب أمريكي بحت. فالأمريكان يضعوا القوانين الأخلاقية وعلى كل فرد أن يلتزم بها ولكنهم لا يضعون قوانين للإنتاج بل كل فرد يترك لإبداعه الخاص مع الإلتزام بقوانين الأخلاق. أما نحن - مثلا - فكل ما يعنينا أن نسير طبقا لما يقول الكتاب وبلا أي نتيجة تذكر. فتجد الأمم المتخلفة يهمها مثلا أن يذهب الموظف إلى العمل فى ميعاده ثم ينام على المكتب ويتصفح الإنترنت وينام مرة أخري ثم يتسامر مع الموظفين ويذهب إلى البيت فى ميعاده - أهم شىء أن يكون على المكتب فى الميعاد ولكن المحصلة صفر... أما الشركات الكبري الناجحة فلا تهتم بالشكليات بل بالنتائج، لا يهمها أي ساعة يأتي الموظف طالما يأتي بالنتيجة وبذلك يشعر الموظف بالمسئولية. كثيرا ما يعمل زوجي من المنزل ولا يذهب إلى العمل، ولا ينتقده أحد لأنهم مدركون إنه فى منزله يعمل ولا يلعب الكرة أو يتسامر مع أولاده وزوجته. وهذا ما يحدث فعلا، عندما لا يذهب زوجي إلى العمل تجده أمام كمبيوتره يعمل ويعمل ويعمل حتي أن الليل يدخل وهو لازال جالسا امام جهازه يعمل، وهذا من نابع الإحساس بالمسئولية وثقة المسئولين فيه وفى نتائجه. هذا ما قصدته أنا بالنتيجة وليست الطريقة مادام إتفقنا على خطوط أخلاقية عريضة.

وشكرا يا دكتور على إعطائي هذه الفرصة للتوضيح.

3   تعليق بواسطة   آحمد صبحي منصور     في   الثلاثاء ٢٢ - مايو - ٢٠٠٧ ١٢:٠٠ صباحاً
[7290]

أهلا بعقلك المبدع يا استاذة آية

أولا:اشكرك على إهداء هذا المقال لى ولكل أب وأم.
ثانيا:أشكرك على هذاالمقال البحثى فى علم الادارة،
وأعتقد اننا نحتاج الى هذا التنويع فى الموقع.
لا نريد طغيان الكتابات الأصولية فى الموقع ، بل نريد نوعية جديدة من الكتابات الأصولية المعاصرة
التى تقدم جوهر الأصوليات بلغةالعصر .
وأزعم أننا لو قرأنا القرآن الكريم قراءة موضوعية وتعمقنا فى فهم آياته وفهم ما يجرى حولنا و ما يجرى فينا لوجدنا صلة قوية بين القرآن و عالم الكون و الحياة و الانسان.
وبالقرآن تستطيع أن تعلق على أى موضوع ، وسيكون التعليق بطريقة ميسرة خفيفة خالية من التقعر والحذلقة التى لا يلجأ إلا غير الفاهم لموضوعه العاجز عن شرحه للناس.
ثالثا : هذا البحث الجيد يمكن أن تعاد كتابته قرآنياـ وأنا أكتب هنا لنتعلم معنا و نفكر معا بصوت مسموع. وأضع ملاحظات سريعةـ وأطلب من رفاقى الباحثين تكملة ما بدأت به:
1 ـ كلمة ( قاد ) أو قائد أو يقود ليست من مصطلحات القرآن ، ولكن المعنى موجود فى صفات المتحكمين
كفرعون ، الملأ ـ الذين استكبروا .
2 ـ تاتى تلك الصفات غالبا فى وصف الأشرار والمجرمين من الناس ـ أى المستبدين ـوهم بالسلوك أعداء للأنبياء.
3 ـ أرسى القرآن الكريم أعظم نظرية فى القيادة ، ليس فقط بتحريم الاستبدادو الكهنوت ـ ولكن بأن
يكون القائد ليس شخصا وإنما هو القيمة الأخلاقية.
فالاتباع ليس لفرد حتى لو كان نبيا من الأنبياء. الاتباع هو للوحى الالهى الذى ينطق به النبى ،
والذى يكون النبى اول الناس اتباعا له.
وبعد الأنبياء فالناس يجب أن تتبع من لا يسألهم أجرا و فى نفس الوقت هم مهتدون أى يطبقون ما يقولون على أنفسهم قبل غيرهم.فاذا أمروا الناس بالبر و نسوا أنفسهم استحقوا اللوم ، وإذا قالوا ما لا يفعلون استحقوا المقت.
هذه هى عظمة القيادة الديمقراطية. أن تكون الطاعة لقيمة عليا مثل العدل و الحرية فى الفكر و المعتقد.
أما ان تكون القيادة لشخص فهى البداية لاستبداده
ثم لتأليهه.
لم أستشهد بالآيات تاركا ذلك لتعليقاتكم ..

4   تعليق بواسطة   اشرف بارومه     في   الثلاثاء ٢٢ - مايو - ٢٠٠٧ ١٢:٠٠ صباحاً
[7298]

القيادة والإدارة


السلام عليكم ورحمه الله وبركاته

أحييكم جميعا على ذلك .

الأخت العزيزة أيه:

جاء في مطلع مقالك في تعريف القيادة (القيادة هي فن الإدارة).

السيد انرو براد بيري هو كاتب فاشل ومعروف عنه ذلك ولا تباع كتبه إلا في بعض المجتمعات التي ليس لديها علوم مسبقة لا عن القيادة ولا الإدارة.

وكل ما جاء فيما كتب هي نظريات فلسفيه لا تمت للواقع بصله ومن يتبعوها يكتشفوا بعد ذلك إنهم تراجعوا للخلف وهناك البعض الذين ينقلون عنه في صورة كتب هم أيضا يسلكون نفس النهج .

يا عزيزتي شــــتان الفرق بين القيادة والإدارة.

وهي ملكات من عند الله وحده لا تكتسب للمدير أو القائد .

القائد هو ما يقوم بعمل قصير أو مهمة محدده لها أول ولها أخر ولا يجوز أن يكون غير ديكتاتوري وليس هناك قائد على الإطلاق ديمقراطي أو شي آخر فلب القيادة هي ملكية القرار ولا يطلق على لفظ قائد خارج الجيوش إلا قليلا فهي جاءت من العلوم العسكرية والقتالية ويتمتع القائد برؤية تصوريه وحنكه في المراوغة ويتوجب على الجميع الطاعة الكاملة له دون حتى السؤال عن السبب فما يراه هو لا يراه غيره أثناء مهمته ولا يقود سوا فئة متخصصة وليس فئات مختلفة .

المدير هو شخصيه مختلفة تماما ويتوجب دائما علي المدير أن يكون ديمقراطي ويسمع للآخرين ويأخذ بكل الآراء الموجودة حوله لأنه يدير جميع الفئات والتخصصات ويتمتع بالهدوء والرزينة والثبات والقوه وتخضع قراراته لمعطيات المواقف وما يقره اليوم قد لا يقره غدا .

أما عن رؤساء الجمهوريات فلا يطلق عليهم قادة أو مدراء فهم زعماء أو رؤساء أو ملوك و أيضا تختلف طريقتهم تماما فهم يجب عليهم أن يكونوا سياسيون .
لأن السياسة هي علم تسيير الشعوب وهذا شأن آخر.
والذي منهم يتقن هذا العلم هو الذي ينجح في موقعه وما يبنى عليه هذا العلم هو مختلف عن علم الإدارة وعلم القيادة .

أما علم تربيه الأبناء فهو يختلف عنهم جميعا وهو محصله الثقافة الحياتية للأبوين معا والتي تنعكس في تربيتهم لأبنائهم.

والموضوع طويل ولا يسعنا سرده بالكامل هنا .
ولكن ليس معنى ذلك إنني أنكر عليك اجتهادك وبحثك ولكن جاء هذا في علم مما درست ودفعتني المحبة والأخوة للتعليق .

تعلمي جيدا يا أختي العزيزة إنني لا أكن لكي سوا الأخوة والاحترام والتقدير .

أتمنى لكي التوفيق دائما

اشرف بارومه

5   تعليق بواسطة   آية محمد     في   الأربعاء ٢٣ - مايو - ٢٠٠٧ ١٢:٠٠ صباحاً
[7349]

الدكتور أحمد منصور

شكرا لمرورك الكريم، ولقد أهديت المقال لأصحاب المتديات الأخري التي أدخل عليها ولكن للحق وبدون مبالغة إني أري في سيادتكم صفات القائد الديمقراطي.
لقد كتبت هذا الموضوع وأن أفكر فى القرآن وبالرغم من إنني لا أستشهد بأي آية قرآنية ولكني أعرف إنني كتبته سبيلا للمنهج القرآني.

أشكرك على نصائحك الأبوية وعلى متابعتك للكتاب الصغار قبل الكبار.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

6   تعليق بواسطة   محمد سمير     في   الأحد ٢٧ - مايو - ٢٠٠٧ ١٢:٠٠ صباحاً
[7638]

الشخصية القيادية

ان الشخصية القيادية هي فضل من الله يؤتيه
من يشاء ولو اعطينا آلاف الدورات في القيادة
لشخص ليس قياديا فلن يصبح قائدا ابدا.
نلاحظ ان الطفل القائد (في المستقبل) يحاول
جمع ابناء الجيران ويحاول ممارسة القيادة عليهم.
فالشخصية القيادية مطبوعة على الشيفرة الوراثية.
تحياتي لك أختي الفاضلة وشكري الجزيل على هذه المقالة الرائعة.

أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق
تاريخ الانضمام : 2006-11-12
مقالات منشورة : 20
اجمالي القراءات : 385,637
تعليقات له : 733
تعليقات عليه : 284
بلد الميلاد : Egypt
بلد الاقامة : Egypt