آحمد صبحي منصور Ýí 2014-12-14
كتاب (التصوف والحياة الدينية فى مصر المملوكية )
الجزء الأول : العقائد الدينية فى مصر المملوكية بين الاسلام والتصوف .
الباب الأول : مراحل العقيدة الصوفية وتطورها في مصر المملوكية من خلال الصراع السنى الصوفى
الفصل الثالث: (وحدة الوجود وصراع الفقهاء مع الصوفية من أتباع ابن عربي في القرنين السابع والثامن الهجريين)
حركة ابن تيمية الحنبلى ضد أتباع ابن عربى فى القرن الثامن
التآمر على ابن تيمية في المعتقل وخارج المعتقل :
وقد مارس الصوفية الضغط على ابن تيمية وهو في المعتقل حتى يسلم لهم بعقائدهم ويكف عن الإنكار عليهم في نظير إخراجه ، فكان نصر المنبجي يدعوه للصلح ، وبعد أن يحصل على موافقته يرفض الصلح معه إلا بعد أن يتنازل عن آرائه ، يقول صاحب مخطوطة ( تكسير الأحجار ) التي فصلت حياة ابن تيمية في المعتقل :( لما كان الشيخ في قاعة الترسيم ( أى الاعتقال ) جاءه شمس الدين الدباهي للصلح بينه وبين نصر المنبجي ، فقال ابن تيمية : أنا أجيب إلى ذلك ، فذهب إلى نصر ( المنبجى ) وعنده المشايخ التدامرة ، وعرض عليه الأمر ، فقال ( المنبجى ) : يا سيدي وكم كتبنا إلى الشيخ مثل هذا وما يسمع منا .! .. فقال له : أكتب إنك أجبت إلى ذلك ، فقال : إن كتب الشيخ كتبت . فاتفقا على ذلك ، فسير ورقة الصلح إلى ابن تيمية فكتب : أجبت إلى ذلك ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم . وكتبه أحمد بن عبد الحليم بن عبد السلام بن تيمية ، فقال الدباهي لنصر : أكتب مع الشيخ مثل ما قلت وعاهدت الله عليه ، فقال ما بقيت أكتب ، فقال له شمس الدين ( الدباهى ) : عاديتك في الله ، وكشف رأسه ( كشف الرأس كان يعنى الاحتجاج الهائل أو الحزن الشديد ، وكان من العقوبات فى العصر المملوكى كشف الرأس ). وقال ثم نبتهل ثم نبتهل ( الابتهال كان آخر طريق فى المجادلات والخصومات ، وجاء ذكر المباهلة فى قوله جل وعلا : (فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنْ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَةَ اللَّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ (61) آل عمران ) ، وقام ( شمس الدين الدباهى من عنده ) من عنده ( أى من عند نصر المنبجى ) فسير الشيخ نصر لوالي المدينة ( الوالى فى العصر المملوكى كان رئيس الشرطة المسئول عن الأمن والاعتقالات ) أن يكبس ( يهاجم ) بيت ابن تيمية ومسك ( اعتقال ) أصحابه واعتقالهم ، فسير الوالي نائبه فكبس البيت وقصدوا اعتقال شرف الدين أخي الشيخ ، ولكنه هرب وأمسك أصحاب الشيخ واعتقلهم في بيته . ومنع الناس من الدخول على الشيخ ( يعنى كانت الناس تزور ابن تيمية وهو فى السجن ، وكانت له الحرية فى الكلام والكتابة وقتها ) .. وفي تلك الأيام جاءت المشايخ التدامرة إبراهيم وأبو بكر إلى الشيخ وقالوا له : قد اجتمعنا بهؤلاء القائمين عليك ( أى الصوفية بزعامة نصر المنبجى ) وقالوا : " قد بلشنا به والناس بتلعنا (أى تلعننا ) بسببه ، وقد قلنا أنا قد أخذناه بحكم الشرع في الظاهر فيصير شيء لا يكون علينا ولا عليه فيه رد ، فيكتبه لنا ونتفق نحن عليه وهو عليه "، فلما قالوا له ذلك قال لهم ( ابن تيمية ): أنا منشرح الصدر وما عندي قلق ، وهم برا الحبس فلم يقلقون ؟.. ثم أنهم بعد أيام جاءوا إلى عنده ، وقال له : قد وقفوا على الورقة ، وقالوا : " هذا الرجل محجاج خصم وماله قلب يفزع به من الملوك ، وقد اجتمع بغزان ( غازان التترى الذي غزا دمشق ) ملك التتر وكبار دولته وما خافهم ، ومتى اجتمع بالسلطان والدولة وقرأ عليهم كتاب الفصوص الذي كانت الفتنة بسببه قتلونا أو قطعونا من المناصب ، ويقال عنا أنه ما خرج من الحبس حتى دخلتم تحت ما اشترط عليكم ، ابعثوا أنتم اشرطوا عليه ما أردتم ، فإنه ما يدخل تحته فتكونوا قد عذرتم فيه. " ، فلما أخبروه بذلك المشايخ التدامرة ، قالوا يا سيدي قد حملونا كلام نقوله لك وحلفوا إلينا أنه ما يطلع عليه غيرنا : أن تتنزل لهم عن مسألة العرش ( أى قول الحنابلة فى تجسيم رب العزة فى موضوع الاستواء على العرش ، ونزول الرحمن الى السماء الدنيا ، وهى مسألة خلافية أخذها عليهم كثيرون أشهرهم الأشاعرة السنيون ) ومسألة القرآن ( أى موضوع خلق القرآن الموضوع الخلافى المتوارث من عصر ابن حنبل ) ونأخذ خطك بذلك ( أى إقرارا ) نوقف عليه السلطان ، ونقول له هذا الذي نحبس ابن تيمية عليه قد رجع عنه ، ونقطع نحن الورقة " .، فقال لهم : " بيدعوني أن أكتب خطي أن ما فوق العرش رب يعبد ولا في المصاحف قرآن ولا لله في الأرض كلام "، ودق بعمامته الأرض ، وقام واقف ورفع رأسه إلى السماء وقال : اللهم إني أشهدك على أنهم بيدعوني أني أكذبك وبكتابك وبرسلك وأن هذا الشيء ما بأعمله ....... وقالوا له : كل هذا بيعملوه حتى توافقهم وهم عمالين على قتلك أو نفيك أو حبسك " ، فقال لهم : " أنا إن قتلت كانت لي شهادة وإن نفوني كانت لي هجرة وإن حبسوني كان لي معبد ، أنا مثل الغنمة كيف ما تقلبت على صوف. " ، فيأسوا منه ، وانصرفوا ، فلما كان بعد صلاة المغرب جاء نايب والي المدينة بدر الدين المحسني ، عماد الدين ابن العفيف ، ومعه جماعته فقال يا سيدي بسم الله ، قال له الشيخ إلى أين ؟ قال إلى الإسكندرية ، وقد رسم السلطان بذلك الساعة) [1] .
أى نقلوه منفيا الى سجن الاسكندرية .
وقال ابن كثير أنهم لم يستطيعوا النيل من ابن تيمية وهو في السجن فاشتوروا في أمره ، واتفقوا على نفيه للإسكندرية ، ولا نصير له هنالك حتى يقتله أحد أتباع ابن عربي فيها ( فيتخلصون منه دون مشاكل ، فانقلبت عليهم مقاصدهم الخبيثة ، وصار له أتباع فيها ) [2] .
ثم توسط الأمير حسام الدين مهنا وكلم السلطان من أجله ، فأمر بإطلاق سراحه ، وتوجه الأمير حسام الدين بنفسه للسجن وأخرجه [3] .
ولم يسكت الصوفية عنه ، خاصة وأنه لم يسترح بعد خروجه من المعتقل فأخذ في مباحثة الفقهاء بحضرة الأمير سلار شريك بيبرس الجاشنكير فى السلطنة ، وعقدت مجالس أخرى بالمدرسة الصالحية[4] فكان أن أثار الصوفية عليه الغوغاء فامتدت أيديهم للشيخ بالضرب والأذى ، فتجمع أهالي الحسينية ليثأروا للشيخ ، فألح عليهم ابن تيمية بالرجوع لأنه لا ينتصر لنفسه . وفي نفس هذا الشهر رجب 711 اعتدى عليه آخر بالقول المفزع ، وأخيراً لجأ الصوفية للسلطان وتجمهروا حول القلعة . وتزعمهم في هذا ابن يعقوب البكري ( ت 724 ) الذي ( قام على ابن تيمية وأنكر ما يقوله وآذاه حين دخل مصر ) [5] وابن عطاء الله السكندري وكان ( المتكلم على لسان الصوفية في زمانه ، قام على الشيخ ابن تيمية فبالغ في ذلك ) [6]. ومع ذلك تزايد أتباع ابن تيمية فى مصر ، وكان ( الناس يجتمعون به ويهرعون إليه ولم يزل كذلك إلى أن سافر سنة 712 ) [7].حسبما قال المؤرخ بيبرس الداودار .
تاريخ الانضمام | : | 2006-07-05 |
مقالات منشورة | : | 5098 |
اجمالي القراءات | : | 56,350,237 |
تعليقات له | : | 5,429 |
تعليقات عليه | : | 14,789 |
بلد الميلاد | : | Egypt |
بلد الاقامة | : | United State |
خاتمة كتاب ( القرآن الكريم والنحو العربى )
الكسائى : تلميذ الخليل ومؤسّس مدرسة الكوفة النحوية
دعوة للتبرع
تحية اليهود: مساء الخير أستاذ ي الفاض ل ورحمة الله...
شهوة الناس والنساء : في سورة ال عمران ذكر الله اية ١ 636; حب...
توضيح حول الفتاوى : سيدي الفاض ل نح ن نقدر أنشغا لك الشدي د ...
يئر زمزم: بئر زمزم ما قصته ,, ,,, ,, كل عام انتم بخير ....
موافق ولكن : انا من المعج بين بكم واتمن ى ان انضم اليكم...
more