تعليق: كم رواتب حُكام العرب ؟؟؟ | تعليق: اكرمك الله جل وعلا ابنى الحبيب استاذ سعيد على | تعليق: التأصيل القراني لفهم عقلية الخوارج . | تعليق: آبى أحمد يسخر من السيسى وحُكام السودان . | تعليق: أين بنات وسيدات حُكام الخليج ؟؟ | تعليق: يرحم الله السادات . | تعليق: يتبع.../... | تعليق: ملحق للمقال، لعله يحدث في بعض القلوب الغافلة أمرا، | تعليق: ترجمان القرآن وأموال اليتامى والنسوان: | تعليق: جمهورية (فتوى سيسىتان ) | خبر: القادة العشرة الأعلى أجراً عالمياً في 2025 | خبر: ارتباك عالمي مع اقتراب تنفيذ ترامب تهديده بالعودة للرسوم العالية | خبر: كيف يعيد الغرب استعمار أفريقيا عبر أجندة المناخ؟ | خبر: إيلون ماسك يطلق حزبًا سياسيًا.. هل يهز عرش الديمقراطيين والجمهوريين؟ | خبر: مصر.. حزب سياسي يكشف عن خسائر 600 مليون دولار بسبب فشل حكومي | خبر: حمام العسل أحدث وسيلة للتعذيب في سجن بصحراء مصر الغربية | خبر: معتقلون مصريون سابقون... غادروا السجون ولم تغادرهم | خبر: الفاتيكان: تعيين رئيس جديد للجنة المعنية بالاعتداءات الجنسية التي يرتكبها رجال الدين | خبر: تأشيرات مشروطة وجنسيات مهددة بالإلغاء: كيف تعيد إدارة ترامب تعريف المواطنة في أمريكا؟ | خبر: «الدستورية العليا» تفصل في دعوى عدم دستورية قانون الإيجار القديم غدا | خبر: بدعوة ألمانية.. قمة أوروبية طارئة في بافاريا 18 يوليو لتعديل منظومة اللجوء | خبر: عندما تلتهم أعباء الديون إيرادات موازنة مصر | خبر: نصف مليون سوري يعودون لبلادهم ضمن موجة العودة الطوعية المتصاعدة | خبر: آبي أحمد يعلن اكتمال سد النهضة ويدعو مصر والسودان للمشاركة بحفل الافتتاح قريبا | خبر: ارتفاع الأعمال المعادية للمسلمين في فرنسا بـ 75% |
المثقفون والثورة السورية

د. شاكر النابلسي Ýí 2013-11-17


 

-1-

الثورات في التاريخ البشري انتجت فريقين: فريق يعاضد ويسند الثوار. وفريق آخر، يقف مع السلطة الحاكمة. و"الربيع العربي" والثورات الشعبية التي تحققت من خلاله، انتجت الوضع ذاته. وخاصة في مصر وسوريا، وقبل ذلك في تونس وليبيا.

والفريق المنتَج، عادة ما يضمُّ عناصر من الاقتصاديين، وعلماء الاجتماع، وعلماء النفس، ومن العسكريين، والمثقفين من شعراء، وكتّاب، ومحللين سياسيين وصحافيين.

ولو نظرنا اليوم، إلى حال الثورة السورية ضد النظام القائم الآن في سوريا، لوجدناه لا يخرج عن هذه المنظومة. بل إن هذه المنظومة تتمثل في حال سوريا اليوم، أكثر مما تتمثل في حال أي بلد عربي من بلدان "الربيع العربي"، خاصة وأن الحال السوري أصبح حالاً عالمياً يتناوله الشرق والغرب على السواء، ويتصارع الشرق (روسيا) مع الغرب (أمريكا وفي بعض الأحيان الاتحاد الأوربي) على الانفراد في اللعب على أرضه، ضمن مصالحه، وأهدافه الخاصة.

-2-

يعتقد محمد ديبو، الباحث والمحلل السياسي السوري، أن الثورة السورية، فاجأت المثقفين السوريين بمن فيهم أولئك الذين دعوا إليها وشاركوا في فعالياتها منذ اللحظة الأولى، إذ لم يكونوا يتوقعون أن تتجذر وتتسع بهذه السهولة لتمتد إلى كل البلاد.

وهذا الشعور لم يكن خاصاً بالحال السوري اليوم، بقدر ما كان حال البلدان العربية وغير العربية التي ضربها زلزال الثورات في الماضي والحاضر، والذي أدى الى انقسام المثقفين الى ثلاثة أقسام، أو أكثر – في بعض الحالات – ولكن الانقسام الثقافي في الشأن السوري أدى الى نشوء ثلاث فئات من المثقفين – كما يرى محمد ديبو – هي:

1-           فئة انخرطت في الثورة منذ اللحظة الأولى، مشاركاً، ومنظراً، وفاعلاً، ومطوّراً لآليات نجاحها، متحملاً في ذلك عسف السلطة الذي لا يرحم، ورشاشات الكلام المحرِّض على القتل من زملاء آخرين، وعلى إثره دخل العديد من المثقفين السوريين السجن، ولا يزال بعضهم هناك حتى هذه اللحظة. وهرب البعض الآخر إلى خارج البلد، رغبةً بقول ما يشاء دون قيد، وهرباً من رصاصة قناص غادر. وبقي القسم الأكبر في سوريا، مقاوماً بكلامه وجسده آلة سلطة، لا ترحم.

2-           والفئة الثانية من المثقفين، وقفت على الحياد متفرّجةً على دم شعبها، ينزف في الساحات، بحجة غياب البديل، دون أن يقدم أحد منهم بديلاً أو أفقاً أو رؤية، أو حتى يهجو الاستبداد، الذي هو السبب والمسبب، لانعدام البديل. وقسم كبير من هؤلاء، يبرر صمته وحياده، في أنه لن يكون جسراً لوصول المحافظين إلى السلطة، مما يعني ضمناً تأييد بقاء الاستبداد. وتنسى هذه الفئة أو تتناسى، أن الاستبداد هو ما أنجب التطرف، وأن التطرف هو أولاً وأخيراً نتاج تطرف سلطوي، أفضى إلى ما أفضى إليه، بعد أن أحرق كامل المساحات المدنية، وأعدم السياسة، وأبقى المجتمع في دائرة طوائفه، معبّداً الطريق بذلك لانتشار الأساطير كملاذ للبشر، مما يعني تهيئة الأرض الخصبة لنشوء الإرهاب. وبالتالي، فإن أول خطوة، لمحاصرة التطرف والإرهاب، تبدأ من القضاء على مسببها، ألا وهو الاستبداد.

كذلك، تنسى هذه الفئة أنها، إذا أرادت أن توقف الآخرين من الوصول إلى السلطة، فعليها أن توقفهم من موقع الفاعل، لا الصامت، والحيادي، والمتفرج. وأن المستقبل يُصنع بإرادة الفاعلين، لا الصامتين، أو المتمنين.

3-           والفئة الثالثة من المثقفين السوريين، بقيت في مكانها المعروف. فهي منذ البداية كانت في صف الاستبداد، وستبقى، لأن الثقافة تتحدد لديها بمقدار المكاسب المتحصلة، وعليه يتحدد دورها كحارس لمصالح الاستبداد التي توحدت مع مصالحه، وبالتالي ستبقى في موقعها إلى حين سقوط الاستبداد.

                                       -3-

 تلك كانت فئات المثقفين السوريين الحالية. ولا بُدَّ لنا من الحديث الآن، عن طبيعة دور هذه الفئات الثلاث على ضوء ما أصبح عليه الحال السوري الصعب والقبيح، والذي لا يوجد وصف في أية لغة من لغات الأرض، يمكن أن يُعبِّر عن هذا الحال، من خلال الدمار، والتشرد، والجوع، والبطش، والنوم في العراء في هذا الشتاء القاسي.

وبعد التأمل في الحال الثقافي السوري اليوم، يتبين لنا:

1-               أن جميع المثقفين السوريين يشتركون في خيانة دورهم الثوري، فيما لو اعتبرنا أن دور المثقف يتحدد بصفته النقدية؛ أي أن ينتقد كل ما لا يراه صواباً، حتى في بعض أفعال الثوار أنفسهم. فموقع المثقف الحق، هو في نظرته الناقدة الى مجتمعه، حيث ينتمي المثقف الحق تاريخياً– في بعض الظروف - إلى أصحاب الأحلام الكبرى، وضد عصابات الاستبداد والقتلة.

2-           أصبحت مهمة جانب كبير من المثقفين السوريين التبشير بأفكار وإيديولوجيات فقط، دون نقد هذه الأفكار، وتلك الأيديولوجيات. وهو ما كان عليه حال المثقف في الستينات من القرن الماضي. وهذا الموقف – كما نعلم – يساهم في تكريس قبضة الاستبداد والطغيان، كما هو الحال في سوريا اليوم.

3-           يبدو لنا أن المثقف السوري والعربي – عامة – مسحور، ومباغَت، ومبهور، بما يراه على الأرض من حركات شعبية، كان يحلم برؤيتها، بل كان قد قطع الأمل برؤيتها على مدى عقود تالية. ونتيجة انبهاره هذا، أعطى الحركات الشعبية كامل مشروعيتها، وأيدها. غير أنه في غمرة انبهاره وفرحه ذاك، نسي دوره النقدي، متناسياً أن الثورة كي تستمر، وتنجح، وتثمر، تحتاج إلى عقله وصوته النقدي، أكثر من حاجتها النظر فيها، والمدح لها، والثناء عليها.

4-              إذن على المثقف الحقيقي السوري اليوم، أن يستعيد دوره النقدي الفاعل ليرى ما لا يراه الآخرون من أخطاء، بغية تصويب، وتطوير، وتجذير الثورة، كي يصبح احتفاله بالثورة فاعلاً، لا متفاعلاً، فحسب.

اجمالي القراءات 11983

للمزيد يمكنك قراءة : اساسيات اهل القران
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق
تاريخ الانضمام : 2007-01-16
مقالات منشورة : 334
اجمالي القراءات : 3,891,481
تعليقات له : 0
تعليقات عليه : 361
بلد الميلاد : الاردن
بلد الاقامة : الولايات المتحدة