تأملات فى قصة يوسف فى القرآن العظيم ( 8 ) :
ماذا يتبقى لنا من قصة يوسف

أحمد صبحى منصور   في الإثنين ١٩ - أكتوبر - ٢٠٠٩ ١٢:٠٠ صباحاً


 
تاريخ النشر: 2009-10-12

 

 
. قصة يوسف في القرآن تنبض بالحياة ودروسها المستفادة صالحة للتطبيق في كل عصر لأن شخصياتها طبيعية وواقعية ما عدا ما أختص الله تعالى به يوسف من خصوصيات النبوة والرسالة ..
 
والله تعالى يبدأ قصة يوسف أو سورة يوسف بقوله " آلر تلك آيات الكتاب المبين ، إنا أنزلناه قرآنا عربيا لعلكم تعقلون نحن نقص عليك أحسن القصص بما أوحينا إليك هذا القرآن : " .
أي أن الله تعالى أنزل ذلك القرآن عربيا كي نتعقله وفيه أحسن القص&Ote;قصص .. وتلك أشارة واضحة أن مجال التعقل والتدبر في سورة يوسف مفتوح على مصراعيه ، لكي نستفيد منها معلومات عما كان في عصر يوسف الموغل في القدم ، ولكي نستفيد منها أيضا ما يفيدنا في عصرنا الراهن .. ونتوقف مع بعض تلك المعلومات والدروس ..
"font-size: 14pt">. وتحتوي قصة يوسف على أشارات لبعض عمليات البيع والشراء.. ونستدل منها على بعض الأحكام  التى كانت سارية وقتها ، وإمكانية تطبيقها على عصرنا .
. يقول تعالى عن يوسف " وشروه بثمن بخس دراهم معدودة وكانوا فيه من الزاهدين : 20 " أي باعوه بثمن بخس .. ورضوا بذلك لأنهم زهدوا في الاحتفاظ به معهم في القافلة ..
والبائع إذا رضي أن يبيع ما لديه بالرخيص كان بيعه صحيحا .. طالما تم عن تراض ..
أما إذا كان مرغما على ذلك كان حراما على المشتري أن يبخس البائع حقه مستغلا نفوذه .. وكذلك كان يفعل أهل مدين ، وقد قال لهم النبي شعيب " ولا تبخسوا الناس أشيائهم ولا تعثوا في الأرض مفسدين : الشعراء 183 " ..
. ويقول تعالى عن أخوة يوسف " فلما دخلوا عليه قالوا يا أيها العزيز مسنا وأهلنا الضر وجئنا ببضاعة مزجاة فأوف لنا الكيل وتصدق علينا إن الله يجزي المتصدقين : 88 "
أي جاءوا يشترون واشتكوا الفاقة والفقر وترجوه أن يوفي لهم الكيل وأن يتصدق عليهم بالسماح في الثمن وبالزيادة في الوزن ..
ومفهوم أن الصدقة تكون في البيع والشراء بأن يراعي البائع حال الفقير المشترى فيكرمه ويتسامح معه ، ونفهم أيضا أنه يجوز لمن مسه الضر وأصابته المسكنة والفقر أن يشكو حاله بنفس ما قال أخوة يوسف .. ومعلوم أن للسائل حقا طالما سأل الناس ، والله تعالى يقول " والذين في أموالهم حق معلوم للسائل والمحروم :المعارج 24 : 25 . " وفى أموالهم حق للسائل والمحروم : الذاريات 19 " .. 
 
الذنب والتوبة
وفي أخوة يوسف عبرة ، أو كما قال تعالى عنهم " لقد كان في يوسف وأخوته آيات للسائلين : 7 " .
دفعهم حقدهم على يوسف وأخيه إلى أن يقولوا عن أبيهم النبي يعقوب " إن أبانا لفي ضلال مبين : 8 " .
وحتى حين قدمت العير بالبشرى وأحس بها يعقوب قبل أن تصل فقال " إني لأجد ريح يوسف لولا أن تفندون ، قالوا تالله إنك لفي ضلالك القديم : 95 " . ....!!
 
لقد تلاعب بهم الشيطان ، أو على حد قول يوسف لأبيه عنهم في نهاية القصة" وجاء بكم من البدو من بعد أن نزغ الشيطان بيني وبين أخوتي : 100 "
وقد أقنعهم الشيطان ، بالتخلص من يوسف حتى يستأثروا باهتمام أبيهم " اقتلوا يوسف أو أطرحوه أرضا يخل لكم وجه أبيكم وتكونوا من بعده قوما صالحين : 9 " . أي أن الشيطان أغراهم باقتراف الإثم العظيم ثم يتوبون بعدها .. وتلك من وسائل الشيطان في الغواية وهو يفعلها دائما مع بعض أصحاب الضمائر الحية ، يقنعهم بفعل المعصية ثم الاستغفار والتوبة بعدها وقد يجعله يتذكر آيات التوبة وصفات الرحمن الرحيم الغفور التواب الرءوف ، ويوسوس بذلك كله لتتحول المعاني الجميلة إلى عوامل تشجيع على الذنوب.
وكذلك فعل مع أخوة يوسف حين أقـنعهم بالتخلص من أخيهم بدعوى أنهم بعدها سيرجعون قوما صالحين تائبين ، ولكن أخوة يوسف ظل ذنبهم يطاردهم ولم يستطيعوا نسيانه ، وكذلك يكون الإنسان صاحب الضمير الحي يطارده ذنبه خصوصا إذا كان جريمة أسفرت عن ضحية بريئة مظلومة .
ولذلك نراهم يعترفون بالذنب أمام أخيهم يوسف " قالوا تالله لقد آثرك الله علينا وإن كنا لخاطئين : " وعفا عنهم يوسف " قال لا تثريب عليكم اليوم ، يغفر الله لكم وهو أرحم الراحمين : 91 ، 92 " وجاءوا أباهم يعترفون أمامه ثانيا بالذنب " قالوا يا أبانا استغفر لنا ذنوبنا إنا كنا خاطئين ، قال سوف استغفر لكم ربي إنه هو الغفور الرحيم : 97 : 98 " .
ويتكرر نفس الوضع مع امرأة العزيز ،  كانت مندفعة في غواية يوسف وغواية النساء ليشتركن معها في نفس الهدف ، ثم كانت مندفعة في عقاب يوسف لأنه أستعصم . وبعد أن دخل السجن مظلوما شعرت وشعر معها النساء بالندم ، حتى إذا حقق معهن الملك اعترفن ببراءة يوسف ، وبادرت امرأة العزيز بإعلان براءته وتوبتها أمام الملأ وعلى رءوس الأشهاد ، ونحس في قولها بنبرة الصدق " قال ما خطبكن إذ راودتن يوسف عن نفسه قلن حاش لله ما علمنا عليه من سوء ، قالت امرأة العزيز الآن حصحص الحق أنا راودته عن نفسه وأنه لمن الصادقين ، ذلك ليعلم أني لم أخنه بالغيب وأن الله لا يهدي كيد الخائنين ، وما أبرئ نفسي أن النفس لأمارة بالسوء إلا ما رحم ربي إن ربي غفور رحيم : 51 : 53 " .
. والله تعالى يغفر الذنب لمن يعترف بذنبه ويصدق في توبته فتكون توبة تصحيحا لإيمانه وسلوكه ، والله تعالى يقول " وأني لغفار لمن تاب وآمن وعمل صالحا ثم اهتدى : طه 82 " .
 
الكذب الأبيض
 
قد يضطر المؤمن لأن يكذب كذبة بيضاء تمليها المصلحة ولا ينتج عنها شر ، بل ربما تكون في الخير . ومن قصة يوسف نعرف انه لا ضرر في ذلك ولا إثم ..
لقد أراد يوسف أن ينقذ أخاه الشقيق بنيامين من اضطهاد أخوته . فأوعز إلى أخوته أن يصحبوا معهم بنيامين ، ونجح الإخوة في ذلك ، وعمل يوسف على اتهام أخيه بنيامين بالسرقة حتى يحتجزه عنده ويمنعه من الرجوع معهم ، لذلك دس السقاية في رحل أخيه ثم اتهمهم جميعا بالسرقة ، وفتشوهم فوجدوا المتاع المسروق في رحل بنيامين ، وبذلك أخذ أخاه ..  والأساس في الموضوع هو اتهام بالسرقة ليس صحيحا في حق بنيامين ..
يقول تعالى " فلما جهزهم بجهازهم جعل السقاية في رحل أخيه ثم أذن مؤذن أيتها العير إنكم لسارقون : 70 " . لكن هل كانوا حينئذ سارقين ؟ بالقطع لم يكونوا سارقين ..
ولكنها كانت حيلة . أو بتعبيرنا " كذبة بيضاء" وكان مسموحا ليوسف أن يفعلها ، والله تعالى يقول عن النتيجة التي أسفرت عن تلك المكيدة " فبدأ بأوعيتهم قبل وعاء أخيه ثم استخرجها من وعاء أخيه كذلك كدنا ليوسف ، ما كان ليأخذ أخاه في دين الملك إلا أن يشاء الله نرفع درجات من نشاء وفوق كل ذي علم عليم : 76 " .
فالله تعالى يقول عن تلك الحيلة " كذلك كدنا ليوسف " أي مكيدة لصالح يوسف . وبها أخذ أخاه معه في دولة الملك .. والمعنى المستفاد من القصة انه يجوز للإنسان أن يحتال في الحق وفي إحقاق العدل وفي دفع الظلم ..
 
إن أفظع أنواع الكذب هو الكذب على الله تعالى ورسوله ، أي الكذب في الدين ، والله تعالى يقول " ومن اظلم ممن أفترى على الله كذبا أو كذب بآياته : الأنعام 21 " .
ومثله ما كان يفعله المنافقون حين يحلفون بالله كذبا للرسول وهم يعتذرون له بأعذار وهمية كاذبة ،والله تعالى يقول عنهم " وسيحلفون بالله لو استطعنا لخرجنا معكم يهلكون أنفسهم والله يعلم أنهم لكاذبون : التوبة 42 " ..
ومن أنواع الكذب الأسود الممقوت الشهادة الكاذبة التي ينتج عنها ضرر بالأبرياء ..
وفي قصة يوسف ادعت امرأة العزيز كذبا أن يوسف راودها عن نفسها ، ونتج عن هذه الكذبة السامة اتهام إنسان طاهر عفيف ، وكثيرا ما تتكرر تلك الاتهامات الكاذبة السامة ، والله تعالى يقول عمن يرمي المحصنات بالسوء " لولا جاءوا عليه بأربعة شهداء فإذا لم يأتوا بالشهداء فأولئك عند الله هم الكاذبون " ويقول عن عقوبتهم "والذين يرمون المحصنات ثم لم يأتوا بأربعة شهداء فاجلدوهم ثمانين جلدة ولا تقبلوا لهم شهادة أبدا وأولئك هم الفاسقون : النور 13 ، 4 " .
. ومن أنواع الكذب المحرم الممقوت والشائع فى نفس الوقت : الحلف بالله كذبا ليقتنع السامع بعد أن يستمع إلى تلك الأيمان فيثق في قائلها ، يقول تعالى " إن الذين يشترون بعهد الله وأيمانهم ثمنا قليلا أولئك لا خلاق لهم في الآخرة ولا يكلمهم الله ولا ينظر إليهم يوم القيامة ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم : آل عمران 77 " .
وبعض الناس في البيع والشراء يستسهل الحلف بالله كذبا ليشتري باسم الله تعالى دنيا حقيرة ، ولكنه يخسر الآخرة يوم القيامة..   والله تعالى يأمر بالوفاء بعهده إذا نطق الإنسان بعهد الله ، ويأمر بالوفاء بالأيمان إذا حلف بالأيمان ، يقول تعالى " وأوفوا بعهد الله إذا عاهدتم ولا تنقضوا الأيمان بعد توكيدها وقد جعلتم الله عليكم كفيلا إن الله يعلم ما تفعلون : النحل 91 " .
ويحذر من اصطناع الحلف بالله والأيمان – جمع يمين – سبيلا للرزق والخداع ، يقول تعالى " ولا تكونوا كالتي نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثا تتخذون أيمانكم دخلا بينكم " ويقول " ولا تتخذوا أيمانكم دخلا بينكم فتزل قدما بعد ثبوتها وتذوقوا السوء بما صددتم عن سبيل الله ولكم عذاب عظيم ، ولا تشتروا بعهد الله ثمنا قليلا : النحل 92 ، 94 : 95 " .
وكلها تأكيدات على اجتناب ذلك النوع من الكذب فى التعامل بين الناس ..
. وما سبق لا علاقة له بالحيلة التي لجأ إليها يوسف كي يستبقى أخاه معه ..
وقد استخدم يوسف أسلوب المعاريض أو التورية في كلامه معهم ، فقد قالوا له " يا أيها العزيز إن له أبا شيخا كبيرا ، فخذ احدنا مكانه إنا نراك من المحسنين " ورد عليهم يقول "قال معاذ الله أن نأخذ إلا من وجدنا متاعنا عنده ، إنا إذا لظالمون : 78 ، 79 " .. لم يقل معاذ الله أن نأخذ إلا من سرق متاعنا ، لآن أخاه لم يسرق ، ولم يشأ أن يتهمه بالسرقة فقال (معاذ الله أن نأخذ إلا من وجدنا متاعنا عنده ) .. هذا بينما قال مؤذن يوسف " أيتها العير إنكم لسارقون : 70 "، قالها مؤذن يوسف ، وليس يوسف نفسه.
ويبدو انه كان يحتفظ لإخوته بذكريات قديمة كانوا فيها سارقين ، وربما اتهموه كذبا بتلك التهمة وأشاعوها عنه ودليلنا " قالوا أن يسرق فقد سرق أخ له من قبل، فأسرها يوسف في نفسه ولم يبدها لهم قال انتم شر مكانا والله اعلم بما تصفون : 77 " . أي أنهم اتهموا يوسف بالسرقة ولم يحاول يوسف الدفاع عن نفسه حتى لا يكشف نفسه لهم .. فظل الاتهام الظالم معلقا وهم الجناة بدليل قول يوسف " انتم شر مكانا والله أعلم بما تصفون . " .                       
 
هذه المقالة تمت قرائتها 1192 مرة

التعليقات (9)
[42956]   تعليق بواسطة  جمال عبود     - 2009-10-14
هل هم يدافعون عن أخيهم شقيق يوسف أم يدينونه؟

أسعد الله أوقاتك أخي العزيز أحمد بكل خير. لدي سؤال أرجو الاجابة عنه.  آخر جزء من المقالة جاء فيه: //قالوا إن يسرق فقد سرق أخ له من قبل، فأسرها يوسف في نفسه ولم يبدها لهم قال انتم شر مكانا والله اعلم بما تصفون : 77 " . أي أنهم اتهموا يوسف بالسرقة ولم يحاول يوسف الدفاع عن نفسه حتى لا يكشف نفسه لهم .. فظل الاتهام الظالم معلقا وهم الجناة بدليل قول يوسف " انتم شر مكانا والله أعلم بما تصفون . " //


سياق الحديث قبل وبعد قولهم إن يسرق فقد سرق أخ له من قبل يدل على أن إخوة يوسف يسعون لانقاذ أخيهم بنيامين ولكن هذه العبارة بالذات لا تتسق مع هذا الهدف. فمثل هذا الكلام لا يمكن اعتباره دفاعا عن المتهم بل هي قرينة لتأكيد التهمة المنسوبة إليه. يعني هكذا كلام تقوله جهة الادعاء ولا تقوله جهة الدفاع عن المتهم. تخيل واحد واقف في قفص الاتهام في المحكمة ليحاكم بتهمة السرقة فيقف محاميه /الذي مهمته الحصول لموكله على البراءة/ ويقول المحامي يا سيادة القاضي إن موكلي هذا المتهم الماثل أمامكم هو سليل أسرة من السراقين وكل أفرادها رد سجون!! ستصاب المحكمة بالذهول وسيظن المتهم أن هذا ليس محاميه وإنما هو محامي الادعاء أو وكيل النيابة /الذي مهمته إثبات التهمة على المتهم وزجه في السجن/. يتوقع المرء من محامي الدفاع أن يقول مثلا: يا سيادة القاضي إن موكلي هذا المتهم الماثل أمامكم هو سليل أسرة كريمة ذات أخلاق حميدة، وأبوه الله يرحمه كان الناس يحلفون باسمه. وكل أفراد عائلته متعلمون ولم يسبق لأحد منهم أن دخل مخفرا للشرطة إلا لتوقيع عقد الايجار.


أخي العزيز أحمد ماذا كانت غاية إخوة يوسف من قولهم إن يسرق فقد سرق أخ له من قبل، تبرئة أخيهم بنيامين أم توريطه؟ وهل هذا الدفاع هو من باب رفع العتب؟ أم هو الدفاع على طريقة جاء علشان يحكلها أعماها؟ أم أن هناك خفايا غائبة عنا؟


والصلاة والسلام على نبينا وحبيبنا محمد وعلى صحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.


 

[42959]   تعليق بواسطة  عائشة حسين     - 2009-10-14
هل المقياس عند السائل أن يقوم بالسؤال فقط

هل يجب علينا تلبية سؤال  أي سائل في زمن كثر فيه الادعاء بالحاجة ولا تعرف الصادق من غيره  ؟؟ وخاصة فيمن يمثل المرض في وسائل المواصلات ،حدث لي أنا ذلك . فبعد تعاطفي مع أحد السائلين الذي كان يمثل المرض بصورة متقنة، وبعد أن استدر عطف البعض ممن صدقوه بحسن نية  .لكنه بعد نصف دقيقة  من نزوله من المواصلة مشي معتدل القامة وبشكل سليم وواثق الخطى ، وقد نظر لي من كانوا معي وقالوا نحن نعرف ولكن وجدناك منفعلة جدا فلم نرض بمعارضتك !!!


وهل نذنب إذا لم نستجب لمن يسأل ؟ أم نلبي طلبهم في حدود قدرتنا وعليهم الذنب هم إذا ادعوا غير الحقيقة ؟ شكرا  وجزاك الله خيرا


 

[42966]   تعليق بواسطة  أيمن اللمع     - 2009-10-14
الكذب الابيض

نعم استاذي اعتقد بأن الحساب على الكذب يكون بما تكسبه القلوب


(لاَّ يُؤَاخِذُكُمُ اللّهُ بِاللَّغْوِ فِيَ أَيْمَانِكُمْ وَلَكِن يُؤَاخِذُكُم بِمَا كَسَبَتْ قُلُوبُكُمْ وَاللّهُ غَفُورٌ حَلِيمٌ) (البقرة : 225 )


 

[42971]   تعليق بواسطة  sara hamid     - 2009-10-14
يعطيك العافية دكتور احمد

كلما قرات لك مقالا يتظمن تفسير للايات القرانية


استغرب من حالي فكم من مرة مررت على  الاية في سورة يوسف عليه السلام ولم انتبه لمعناها


مثلا في قول الله تعالى على لسان يوسف عليه السلام- قال معاذ الله ان ناخذ الا من وجدنا متاعنا عنده-


قال وجدنا متاعنا عنده وليس من سرق متاعنا- لماذا لا استطيع انا ان اتدبر الاية مثل حظرتك وهذا ليس سؤال مني اليك


وانما لاوضح كيف ان شيوخنا سيطروا علينا لانه ليس كل مسلم يستطيع الفهم والتدبر اما الشؤال فهل للمسلم الذي يعجز


في فهم الايات وتفسيرها واستنباط الاحكام  والحكمة ان صح التعبيرهل يعتبر مقصر او لازم يعصر دماغه مثلما يفعل في حل مشكل الرياضيات والفيزياء؟


وهنا اتذكر قول الله تعالى -يؤتي الحكمة من يشاء من عباده


فمنذ لقائي بالموقع المبارك احاول جاهدة ان اقراء القران بتدبر ولكن لم انجح في تفسير اية واحدة  وانا اعترف بذالك بل انني رقمت


عشرات الصفحات من المصحف لارجع اليها عندما يحين الوقت لعرضها على الاخوة الكتاب في الموقع ولكن ضمن ركن خاص بي


ولكن الى حد الان لم استعد لذالك فانا لا اريد ان اعرض الايات على شكل اسئلة بل للتدبر


فهل تفسير القران له علاقة بالذكاء عند الانسان مثل الذي يكون ذكي بالرياضيات مثلا


وشكرا


 

[42982]   تعليق بواسطة  محمود مرسى     - 2009-10-15
الثمن البخس

إذا كان عن تراضي بين الطرفين البائع والمشتري فلا غبار عليه وهذا ما اتضح من السياق ، وأحيانا ما يكون الثمن البخس عادة بسبب عدم الرغبة في السلعة أو البضاعة المباعة أو المعروضة للبيع " وشروه بثمن بخس دراهم معدودة وكانوا فيه من الزاهدين " .

أما إذا كان البخس للثمن بسبب عدم التقييم الحقيقي للعين المعروضة للبيع أو عدم الرضا التام بين البائع والمشتري، أو عدم أمانة الوكيل عن البائع وهو ما حدث في عملية سطو بيع القطاع العام بالمحروسة على أيدي لصوص القطاع العام وتحت مرئى ومسع الحكومة والنظام فهذا هو الظلم و الجرم بحق الشعب والفقراء الذين لم ينالوا أبيضا ولا أسود من عملية القرصنة على هذا القطاع الذي هو ملك لجميع المواطنين وليس حكرا على الوزراء وأبناء الوزراء وقطاع الأعمال المزعوم ، هذا درس يبقى لنا تعلمه من هذه القصة العظيمة ، السؤال هل وافق المواطن البسط الفقير على عملية قرصنة اليبع والسطو على القطاع العام وباع بمحض إرادته وعن رضى ً أم أنه لم يؤخذ رأيه ولم يستشر في كل ما حدث ؟؟ كلٌ يجيب على هذه التساؤلات وفق ما تمليه عليه عقيدته وضميره ممن شاركوا في هذه النهبة الكبرى نهبة القرن .




 


 

[43007]   تعليق بواسطة  نورا الحسيني     - 2009-10-15
يوسف وأخوه بنيامين .

من الواضح من  التدبرفي سورة يوسف أن يوسف وأخوه بنيامين كانا من أم مختلفة عن باقي الأخوة ، وقد دخل الشيطان لإخوته الكبار من هذه النقطة ولذلك نزغ الشيطان بينه وبين أخوته وكادوا ليوسف، وظنوا أن أباهم يفضل يوسف عليه السلام عنهم ، فما رأيكم  دكتور أحمد  في هذه النقطة . هل هى قريبة من الصواب ؟ ولكم جزيل الشكر.


 

[43014]   تعليق بواسطة  نعمة علم الدين     - 2009-10-15
ثقافة البيع والشراء فى هذه الأيام

فى الوقت الحالى عندما نذهب للتسوق فإن التاجر يحلف بالله كثيرا أن هذا هو السعر الذى اشتراها به ويريد مكسبه زيادة على هذا السعر وفى النهاية تفاجىء بأنك اشتريت السلعة بثمن أقل مما حلف عليه وهذا يعنى أنه حلف كذبا ليكسب بعض المال وهذه هى ثقافة البيع والشراء فى هذه الأيام ، وإن دل هذا فإنما يدل على ابتعادنا عن القرآن الكريم وعن تدبره بدليل أننا لا نعتبر ونتعظ مما هو موجود به بل ونتمادى فى الخطأ ، فمن السبب فى ابتعادنا عن القرآن الكريم بهذا الشكل؟


 

[43028]   تعليق بواسطة  عبدالمجيد سالم     - 2009-10-16
النص وتطبيقه (بقى الكثير والكثير )

هناك ثلاث آيآت جاءوا في قصة يوسف (سورة يوسف ) وهم الخاصين بتعبير رؤية الملك وهم ..


(قال تزرعون سبع سنين دأبا فما زرعتم فذروه في سنبله إلا قليلا مما تأكلون( 47)، ثم يأتي من بعد ذلك سبع شداد يأكلن ما قدمتم لهن إلا قليلا مما تحصنون 48) ثم يأتي من بعد ذلك عام فيه يغاث الناس وفيه يعصرون  (49)يوسف ..


هذه الآيات المركزة من وحي السماء كانت تحمل مخططا دقيقا لما سوف يحدث للعالم من مشكلات وذلك قبل حدوثها بسبع سنوات ، وحل هذه المشكلات ، ومن المؤكد أن هذا النص المركز قد سهر عليه يوسف ومساعديه من واضعي السياسات ، لكي ينجحوا في سد أحتياجات العالم من الغذاء لمدة سبع سنوات ، ولم تخلوا الآيات حتى من التذكير من ضرورة الإحتفاظ بالبذور التي سوف يتم زراعتها في العام الثامن وهو عام الغيث أي بعد خمسة عشر عاما من بداية تنفيذ الخطة ، لأنه من الممكن بدون دراسة أن يتم أكل جميع الحبوب وبذلك فإنه لن يكون هناك بذورا ، ولك أن تتخيل ورش العمل واللجان التي أنبثقت لكي تطبق هذه الآيات الكريمة وتنجح في مهمة التطبيق ..


وهذا يعطينا المثل في دراسة جميع آيات القرآن ومحاولة الإستفادة منها فعدد آيات القرآن الكريم أكثر من ستة آلاف آية ثلاثة آيات منها نظمت العالم لمدة أربعة عشر عاما ،فماذا لو أجتهدنا في كل آيات القرآن الكريم ..؟؟ كم هي مسئولية عظيمة ..


 


 

[43065]   تعليق بواسطة  نورا الحسيني     - 2009-10-18
تكملة لما سبق .

 تكملة للتعليق السابق كنت قد طرحت سؤالاً على هيئة استنتاج ، واليوم قد قرأت هذ الآية القرآنية الكريمة صادفتني أثناء قراءتى لسورة  يوسف{وَلَمَّا جَهَّزَهُم بِجَهَازِهِمْ قَالَ ائْتُونِي بِأَخٍ لَّكُم مِّنْ أَبِيكُمْ أَلاَ تَرَوْنَ أَنِّي أُوفِي الْكَيْلَ وَأَنَاْ خَيْرُ الْمُنزِلِينَ }يوسف59 ولذلك هو عينه بأخ لكم من أبيكم لكي لا يأتوه بأخ غيره ، وهذا يدلنا على أهمية التدبر فى القرآن الكريم . نفعنا الله جميعاً بقراءتنا للقرآن الكريم بتدبر وتفكر في آياته  . 


 


 

اجمالي القراءات 21853
التعليقات (1)
1   تعليق بواسطة   نورا الحسيني     في   الإثنين ١٩ - أكتوبر - ٢٠٠٩ ١٢:٠٠ صباحاً
[43082]

تكملة لما سبق .

تكملة للتعليق السابق كنت قد طرحت سؤالاً على هيئة استنتاج ، واليوم قد قرأت هذ الآية القرآنية الكريمة صادفتني أثناء قراءتى لسورة يوسف{وَلَمَّا جَهَّزَهُم بِجَهَازِهِمْ قَالَ ائْتُونِي بِأَخٍ لَّكُم مِّنْ أَبِيكُمْ أَلاَ تَرَوْنَ أَنِّي أُوفِي الْكَيْلَ وَأَنَاْ خَيْرُ الْمُنزِلِينَ }يوسف59 ولذلك هو عينه بأخ لكم من أبيكم لكي لا يأتوه بأخ غيره ، وهذا يدلنا على أهمية التدبر فى القرآن الكريم . نفعنا الله جميعاً بقراءتنا للقرآن الكريم بتدبر وتفكر في آياته .


أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق
باب علوم القرآن
اعجازات القرآن الكريم لا تنتهى.. ومنها اعجاز القصص القرآني الذى لا يحظي بالاهتمام و التدبر وهذه لمحات سريعة عن القصص القرآني :
more