يحي فوزي نشاشبي Ýí 2008-05-15
بسم الله الرحمن الرحيم
زينة اللـــه
(( من كان يريد الحياة الدنيا وزينتها نوف إليهم أعمالهم فيها وهم فيها لا يبخسون ، أولئك الذين ليس لهم في الآخرة إلا النار وحبط ما صنعوا فيها وباطل ما كانوا يعملون)) + 15 +16 – سورة هود –
(( يا بني آدم خذوا زينتكم عند كل مسجد وكلوا واشربوا ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين ، قل من حرم زينة الله التي أخرج لعباده والطيبات من الرزق قل هي للذين آمنوا في الحياة الدنيا خالصة يوم القيامة كذلك نفصل الآيات لقوم يعلمون ، قل إنما حرم ربي الفواحش ما ظ&;هر منها وما بطن والإثم والبغي بغير الحق وأن تشركوا بالله ما لم ينزل به سلطانا وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون )) 31 + 32 + 33 – سورة الأعراف –
إن التأمل في الآيتين 15 و16 من سورة هود معرض حتما إلى مواجهة السؤال الكبير وهو : كيف يمكن أن يحرم العبد في الآخرة من كل شئ ؟ بل وأكثر وأخطر من ذلك ، كيف يمكن أن تكون النار نصيبه في الآخرة ’ وكيف يمكن أن يحبط كل ما صنع ويبطل عمله ؟ لمجرد أنه يريــــد الحياة الدنيا وزينتها ؟
وإن هذا السؤال يرد في الحقيقة بعد أن يكون العبد قرأ كذلك وتأمل الآيات الثلاث الأخرى وهي : 31 + 32 + 33 في سورة الأعراف ، تلك التي تأتي متسائلة كيف يتصور أن يكون هناك من يحرم زينة الله التي أخرج لعباده والطيبات من الرزق ؟
نعم إن المقابلة بين هذه الآيات - وقد تكون هناك أخرى – أي المقابلة بين من كان يريد الحياة الدنيا وزينتها وتلك الآيات الأخرى الآمرة بأخذ الزينة عند كل مسجد ثم تلك المساءلة عمن حرم زينة الله التي أخرج لعباده ، ستضع الإنسان في موقف جدي يستدعي التوقف والمراجعة والتأمل بعمق والتساؤل بدون رأفة – إن جاز التعبير – ما دام الغرض هو الاستجابة لأوامر الله الداعية أولي الألباب إلى التدبر ، ذلك التدبر الذي تتولد عنه مجموعة من أسئلة أخرى ومنها :
01) ألم يهتم الله سبحانه وتعالى بخلق السماوات والأرض ؟
02) ألم يجعلها مسخرة لعبده المخلوق هو الآخر ؟
03) وفي حالة ما إذا أسئ فهم هذه الآيات التي تتوعد – حسب الظاهر – أولئك الذين يريدون الحياة الدنيا وزينتها ، ألا يؤدي ذلك الفهم غير المصيب إلى مواقف سلبية بل وهجائية إلي هذه الدنيا وهي من صنع الله العظيم ؟ بل وإلى التذمر منها والتقليل من قيمتها وعدم فهم الغرض من خلقها وتسخيرها هي والسماوات للإنسان ؟ ( 1 + 2 من سورة الملك )
04) ألا يؤدي هذا الفهم السلبي الناتج عن سوء التدبر ، ألا يؤدي إلى الوقوع في أحد النقيضين ؟ إما إسرافا في اعتناق الحياة الدنيا والفرح بها والثقة فيها ثقة عمياء واعتبارها هي البداية وهي النهاية ولا شئ بعدها ؟ وإما إسرافا في عدم تقديرها حق قدرها وتفريطا في عدم استغلالها على حقيقتها ثم تفريطا في عدم استثمارها وفي عدم فتح تجارة رابحة مع الله الغني الغفور ؟
وعندما نتأمل من جديد تلك الآيات المذكورة أعلاه وغيرها من غير المذكورات ، وعندما نتفق أن ما ورد في القرآن العظيم يفسر بعضه بعضا ولا يمكن أن نصطدم بأي تناقض على الرغم من المظاهر الخداعة ، وعندما نؤمن بذلك ونتيقن به . ألا نخرج بتفسير متزن مطمئن إيجابي متفائل ومكسر كل الأغلال ؟
وإن عبارة ( من كان يريد الحياة الدنيا ) ألا يعني فعل – يريد – جعل الحياة الدنيا هنا على كرتنا الأرضية هي الهدف الأول والأخير ؟ والعدم هو بعدها ؟ (( من كان يريد حرث الآخرة نزد له في حرثه ، ومن كان يريد حرث الدنيا نؤته منها وما له في الآخرة من نصيب )) رقم 20- سورة الشورى –
ألا يكون الفهم الصحيح أو القريب من الصواب هو : أن الحرث الوحيد والحقيقي هو حرث الآخرة ؟ وأن للإنسان أن يتمتع بالحياة الدنيا وزينتها ويضمن لنفسه مناعة لا تتخلى عنه وذلك طبعا في ما لم يحرم الله مع لفت الإنتباه إلى أن الله نسب الزينة إلى تفسه ( زينة الله التي أخرج لعباده )، تلك المناعة أي الشرط هي في فعل – يريد – تلك الكلمة التي ينبغي أن تتحول إلى من كان يريد حرث الآخرة ، أن حرث الآخرة لن يتأتي ولن يأتي إلا نتيجة ما زرع في الدنيا .
وفي الأخير ، ألا نكون نحن المسلمين الذين تلقينا القرآن العظيم ، ألا نكون سقطنا كل هذا السقوط إلى درجة أننا ما زلنا مادين أيادينا ومنذ عشرات القرون إلى الغير لأننا لم نع الدرس تماما ولم نفهم المقصد الحقيقي لهذه الآيات ؟
هناك كثرة تحاول إبخاس ذلك الحق الذي نُزّل على محمد.
ميلاد مأساة !? الظاهر أن "فريدريك نيتشه" مصيب في حدسه !? ******
دعوة للتبرع
يسالونك فى (الصلاة).: كنت أتمنى أن ترد على من يجعل الصلا ة ثلاثة بما...
مكتئب إنتحر : حكم المنت حر بسبب تعرضة لحاله نفسية سيئة جدا...
أسئلة كثيرة: السؤ ال الأول من الاست اذة القرآ نية ...
شهوة الناس والنساء : في سورة ال عمران ذكر الله اية ١ 636; حب...
مسألة ميراث: اود اعرف تقسيم ميراث الاخت المتو فية ولها...
more
جزاكم الله خيرا ونفع بكم
قال الله
{الَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسَالَاتِ اللَّهِ وَيَخْشَوْنَهُ وَلَا يَخْشَوْنَ أَحَداً إِلَّا اللَّهَ وَكَفَى بِاللَّهِ حَسِيباً }الأحزاب39