تعليق: ... | تعليق: شكرا جزيلا استاذ حمد حمد ، وأقول : | تعليق: تسخير الشياطين للنبي سليمان عليه السلام | تعليق: مقال ممتاز دكتور مصطفى | تعليق: شكرا جزيلا استاذ حمد حمد ، وأقول : | تعليق: ... | تعليق: شكرا جزيلا استاذ حمد حمد ، وأقول : | تعليق: ... | تعليق: ربنا يبارك فى عمرك عمى العزيز وأستاذى . | تعليق: اكرمك الله جل وعلا ابنى الحبيب د عثمان ، وأقول : | خبر: دعوة لدعم المركز القرآني العالمي (IQC) والتبرع له . | خبر: د. منى مينا تنتقد طرح وحدات صحية للاستثمار: خصخصة الخدمات الصحية تصرف خاطئ يزيد معاناة المرضى | خبر: انتقادات لإخراج حفل افتتاح المتحف المصري الكبير | خبر: كاتب إيطالي: هل تحقق القاعدة سابقة وتسيطر على دولة مالي؟ | خبر: يونسكو: المتحف المصري علامة فارقة في مسيرة مصر التاريخية | خبر: ترامب: وجهت البنتاغون بالاستعداد لعمل عسكري محتمل ضد نيجيريا.. ما السبب؟ | خبر: منظمات حقوقية تدين استمرار حبس متضامنين مع فلسطين في مصر | خبر: في حدث تاريخي... افتتاح المتحف المصري الكبير بالقاهرة السبت | خبر: بعد سنوات من التأجيل، المتحف المصري الكبير يفتتح أبوابه لزواره أمام العالم | خبر: مجلس الأمن يصوت لصالح خطة المغرب للحكم الذاتي في الصحراء الغربية | خبر: اتساع الاحتجاجات العمالية في مصر مع تصاعد أزمات المعيشة | خبر: هل بدأ الذكاء الاصطناعي فعلا في القضاء على الوظائف؟ | خبر: سباق محتدم بين العلماء لإنماء أسنان بشرية في المختبر.. هل من فائز؟ | خبر: حكام أفارقة في العقد التاسع.. هل يعيقون تداول السلطة؟ | خبر: مداهمات أمنية بريطانية لضبط العمالة والهجرة غير القانونية |
هل تتبدل الأيام وتصبح سوزان مكان رضية؟

اضيف الخبر في يوم الثلاثاء ٠٦ - أبريل - ٢٠١٠ ١٢:٠٠ صباحاً. نقلا عن: المصرى اليوم


يا ترى فى كم مليون رضية فى مصر ؟

رضية» عاملة نظافة راتبها ١٠٠ جنيه.. وتشترى الملابس بالتقسيط

  كتب   مروى ياسين    ٦/ ٤/ ٢٠١٠

يخترق بكاء طفلتها الصغيرة حالة الصمت التى تسيطر على غرفتها المظلمة، أغلب الوقت، والتى لا يخترقها سوى بعض الأشعة، عبر ثقوب فى جدرانها، تحاول الأم تدليل صغيرتها وهى تبحث عن بقايا رغيف من الخبز كانت تأكل منه فى إفطارها لتطعم به طفلتها فى محاولة لإسكاتها، لم تتمن الأم يوما أن تتذوق اللبن الذى لا تعرف له طعماً منذ أكثر من ٥ سنوات، قدر ما تمنت أن توفره لطفلتها الصغيرة لكى يشد عودها فى سنها الصغيرة بـ «صبر» اعتادته طوال حياتها، تتحدث رضية مصطفى عن حياتها فى ظل ١٠٠ جنيه، هى كل دخلها على مدار الشهر، بعقد مؤقت، هى عاملة نظافة فى مدرسة عنترة بن شداد الابتدائية باسطبل عنتر، تقول: «هنعمل إيه.. مفيش وظايف والحياة صعبة ولازم نستحمل».

داخل غرفة مكدسة بأثاث قديم ومتهالك تتسع لسرير واحد ودولاب صغير، وضعت رضية كل مستلزماتها الحياتية، تتذكر أيام من وجهة نظرها «أيام خير»: «زمان كانوا بيدونا لبن للأطفال الصغار مجانا، إنما دلوقتى مفيش الكلام ده، ولادى ميعرفوش طعم اللبن إيه».

ولتناول الطعام طقوس خاصة، تتناسب مع راتبها الضئيل فزوجها الذى خرج من وظيفته كعامل فى إحدى الشركات، معاش مبكر، أصبح هو الآخر عبئا على الأسرة، وبات راتبها هو مصدر الدخل الوحيد للأسرة، فتقول: «مابنشوفش اللحمة إلا فى العيد الكبير، بقالنا سنة مدوقناش للحمة طعم»، لكن اللحوم بالنسبة لها تعنى «هياكل فراخ»، تتناولها على أساس أنها البديل للحوم، فكما تقول: «بنشترى بخمسة جنيه هياكل فراخ يعنى أجنحة ورقبة وعضم فراخ ونعمل شربة وناكل».

الفاكهة أو الحلويات، رفاهيات لا يمكن أن تفكر فيها رضية يوما ما، فهى تعرف جيداً قيمة المبلغ الذى تتقاضاه، الذى تحول بمرور الوقت إلى مبلغ لتسديد الديون المتراكمة عليها، فتقول: «عليّ ديون كتيرة قوي، وفلوس المرتب بحطها على معاش زوجى وأدفع قسط الديون اللى عليا».

وظيفتها التى تعمل فيها قبل ٣ سنوات كعاملة نظافة تستهلك منها مجهوداً مضاعفاً تبدأه مع صباح كل يوم، تذهب إلى المدرسة سيرا على الأقدام لتقطع ما يقرب من ٤ كيلومترات ذهابا وإيابا، أما عن نظافة المدرسة فلها دور آخر تقول: «أنظف المدرسة مرتين يوميا، أنظف بعض الفصول إلى جانب دورات المياه والفناء، مرة أثناء الفسحة، ومرة بعد انتهاء اليوم الدراسى».

رضية لا تحلم بالتعيين كغيرها من العاملين بعقود مؤقتة، ولكن حلمها يقتصر على أشياء من وجهة نظرها تكاد تكون مستحيلة: «بحلم ولادى ياكلوا كويس، وأجبلهم فاكهة وحلويات زى أى أطفال فى سنهم، نفسى اشترى لبن كل يوم لبنتى الصغيرة بس نجيب فلوس منين والمرتب مبيكفيش أى حاجة».

الطعام ليس وحده كل شىء من وجهة نظرها: «نفسى أقعد فى بيت صحى تدخله الشمس، مش مجرد أوضة عند أهلى، لأنى مش قادرة أدفع إيجار بيت فى أى مكان تانى».

رضية لا تستطيع أن تمد يدها لأحد، فكبرياؤها يمنعها: «مرتبنا مبيكفيش بس هنعمل إيه، هنمد إيدينا نسرق ولا نشحت، ربنا بيسترها معانا وأهى ماشية».

ترسم الرضا والصبر على وجهها، وتصف حالتها حين تتقلب فصول العام على صغارها: «بشترى لهم لبس من السيدة زينب بخمسة جنيه البلوفر، أو اللبس الصيفى، والأحذية بشتريها بالقسط، ولو الجزمة بـ ٣٠ جنيه بدفع كل شهر خمسة جنيه، أو عشرة زى ما بتمشى بندفع».

رغم ضآلة العشرة جنيهات كقيمة مادية، فإن رضية تراها عبئاً، لأنها تلتزم بدفع المبلغ لترفع من على كتفيها أقساط الملابس الشتوية التى اشترتها لصغارها فى الشتاء الماضى، ولأن التعليم فى المدارس الحكومية يستوجب أخذ دروس خصوصية فقررت فى سريرة نفسها أن توقف تعليم أولادها لأنها لا تستطيع تحمل نفقات الدروس: «لى ولدين صغيرين أكبرهما ١٠ سنوات، لكن نفقات التعليم غالية، فيكفى أن دروسهما كانت تتجاوز الـ ١٠٠ جنيه أى تساوى قيمة راتبى الشهري، فقررت أن أوقف تعليمهما وأتركهما للعمل مع أحد الجيران فى ورش النجارة، لكى يتعلما المهنة ويخففا أعباء الحياة عنى.

وللمرض شأن آخر مع الأسرة، فبمجرد أن يتمكن من أحد صغارها تقول: «بخدهم وأجرى على المستشفى الحكومى، وبديهم العلاج اللى بنصرفه من المستشفى، ولو طلب منى علاج من بره بقوله مفيش معايا فلوس».

رضية باعتبارها أم لأربعة أطفال ومسؤولة عن الأسرة بعد تقاعد زوجها لا تجد عملاً ييسر لها ظروف المعيشة بجوار عملها فى المدرسة سوى شراء احتياجات بعض المدرسين أثناء اليوم الدراسى وتتقاضى فى مقابله بضع جنيهات تعينها على ظروف الحياة.

اجمالي القراءات 2776
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق