أدانت منظمات يهودية ومسيحية وإسلامية في الولايات المتحدة، رفض عدد من المشرعين الأمريكيين في ولاية أوكلاهوما الأمريكية، نسخاً من القرآن مقدمة كهدايا للمشرعين، حيث رفض بعضهم الهدايا متهمين الإسلام بدعم الإرهاب.

وأقام ممثلون عن الاتحاد اليهودي في مدينة تولسا وعدد من المنظمات المعنية بالحوار بين الأديان، مؤتمراً صحفياً الجمعة ٢٦ أكتوبر الجاري، لإدانة ما قام به عدد من المشرعين في ولاية أوكلاهوما، بسبب رفضهم هدية تتضمن نسخاً من القرآن الكريم الأسبوع الماضي.

ويجري توزيع نسخ القرآن الكريم كجزء من الاحتفال بالذكري المئوية لانضمام الولاية إلي الولايات المتحدة في شهر نوفمبر، علي غرار التقليد الخاص بتوزيع نسخ من الكتاب المقدس علي المشرعين.

وكان النائب ريكس دنكان - وهو عضو جمهوري في المجلس التشريعي بولاية أوكلاهوما - قد صرح لدي رفضه نسخة من القرآن: «بأن معظم سكان أوكلاهوما لا يؤيدون فكرة قتل النساء والأطفال باسم الأيديولوجيا».

وأضاف دنكان أنه يدرك أنه «ليس جميع المسلمين إرهابيين، لكنني لا أعرف عن دين آخر أو أيديولوجية أخري توظف الإرهاب والتهديد بالإرهاب».

وانضم إلي دنكان حوالي ٢٣ آخرين من المشرعين في رفض الهدايا، التي قدمها للأعضاء المجلس الاستشاري العرقي الأمريكي، التابع لحاكم أوكلاهوما. ويبلغ عدد المشرعين في مجلس الولاية ١٤٩ عضواً.

وقال دنكان إنه ينبغي علي المجلس تشجيع المسلمين المسالمين علي «الحديث صراحة ضد الإرهاب باسم دينهم» بدلاً من توزيع نسخ من القرآن.

وعقدت منظمات من الديانات الثلاث مؤتمراً صحفياً لإدانة تصرف المشرعين، قال ديفيد بيرنشتاين، المدير التنفيذي للاتحاد اليهودي: «اليوم أنا أمريكي مسلم، اتحدث بالنيابة عن إخوتي. إن الكلمات بالكراهية تقود بالضرورة إلي أفعال مفعمة بالكراهية».

وحضر المؤتمر الصحفي، الذي انعقد في مسجد السلام بولاية أوكلاهوما، منظمة «مؤتمر أوكلاهوما من أجل الجالية والعدالة»، وكهنوتية تولسا، وتحالف تولسا متعدد الأديان، والجمعية الإسلامية في تولسا، وائتلاف «قل لا للكراهية»، وفرع مجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية «كير» في ولاية أوكلاهوما.

ويشار إلي أن جميع المشرعين الذين رفضوا العرض - باستثناء مشرع واحد - كانوا من الجمهوريين، فيما أشار موقع «نيوز أوك» الإخباري المحلي الخاص بأخبار أوكلاهوما إلي أن قيادات الحزب الجمهوري في مجلسي النواب والشيوخ يعتزمون قبول نسختهم من القرآن.

وقال المتحدث باسم حاكم أوكلاهوما إن نسخة من القرآن، عرضت علي الحاكم «بروح الصداقة والاحترام، وقد قبلها الحاكم هنري بنفس الروح».

ومن جانبه، اتصل النائب دان سوليفان بزملائه المشرعين الجمهوريين في الولاية، وقال إنه سيكون سعيداً بإيجاد منزل يتلقي أي نسخة من القرآن يرفضها أحد الأعضاء.

وقال سوليفان إنه رغم كونه مسيحياً فلا يوجد مبرر لعدم قبول نسخ القرآن المقدمة كهدايا، مضيفاً: «أنا لا أدعم الدين الإسلامي، لكنني بالتأكيد أستطيع قبول هدية تم تقديمها كإشارة علي حسن النوايا».

وأدلي سعد الجمال، رئيس لجنة الشؤون العربية بمجلس الشعب، عضو البرلمان العربي الانتخابي، ببيان أمام الجلسة الختامية لأعمال الدورة العادية الثانية، حول رفض نائب الكونجرس الأمريكي قبول المصحف كهدية.

وقال: إن هذا التصرف الهمجي من النائب يعكس تعصباً وتصرفاً أعمي لا يناسب موقعه السياسي ومنصبه البرلماني، ويعكس سطحية الفكر وفجاجة المنطق وسوء القصد لإهانة مشاعر المسلمين الأمريكيين قل المسلمين في بقاع الأرض.

وأضاف الجمال: إن المسلمين في مصر والعالم كله، وعلي رأسهم المسلمون الأمريكيون لا يشرفهم أن تحمل أو تقبل مصحفهم الشريف، لأن القرآن الكريم كتاب مكنون لا يمسه إلا المطهرون.