الجارديان تتابع تنامى مخاوف السنة من الشيعة
كتبت ريم عبد الحميد
علقت صحيفة الجارديان البريطانية اليوم، الأربعاء، على تنامى الخوف بين المسلمين الشيعة فى الدول السنية، وتحدث برايان وايتاكر عن الإساءات التى يتعرض لها الشيعة فى الدول العربية. واستهل مقاله فى صفحة الرأى بالحديث عن إحالة ستة من المسلمين الشيعة فى الأردن إلى المحاكمة بتهمة الترويج للفكر الشيعى والتحريض على الطائفية الدينية. وتمت هذه المحكمة التى تعد الأولى من نوعها فى المملكة الهاشمية خلف الأبواب المغلقة فى أحد المحاكم العسكرية.
والأردن دولة ذات أغلبية سنية، لكن لا يوجد فيها قانون يمنع الشيعة من ممارسة إيمانهم ودستورها يقول بكل وضوح أنه لا يوجد تمييز على أساس العرق أو اللغة أو الدين. ولا توجد إشارة إلى أن المتهمين فعلوا أى شىء أكثر من العمل التبشيرى، عقد اجتماعات وإصدار بطاقات عضوية وجمع التمويلات، إلا أن القضية تعكس الخوف المتنامى من الإسلام الشيعى بين الأنظمة السنية فى الشرق الأوسط.
وتطرق الكاتب إلى وضع الشيعة فى مصر، وأشار إلى أنه فى يونيو الماضى تم القبض على رجل الدين الشيعى حسن شحاتة ومعه عشرات من أتباعه وتم اعتقال 13 آخرين بتهم نشر التشييع. وظل عدد الشيعة فى مصر صغيرا على مر القرون، ورغم أن الشيعة فى مصر الآن يمثلون أقل من 1% من سكانها، إلا أن هذه الطائفة ليست معترف بها رسمياً، وقد وثقت المبادرة المصرية للحقوق الشخصية فترات المضايقات التى تعرض لها الشيعة على يد السلطات بما فى ذلك الاعتقالات والاستجوابات والتعذيب منذ عام 1988.
وقد أصبحت الأنظمة العربية السنية، التى يستخدم أغلبها المؤهلات الدينية ليستمد منها شرعيته، متخوفة بشكل متزايد خلال السنوات القليلة الماضية من الشيعة والسبب الرئيسى فى ذلك غالباً حرب العراق التى جاءت بالشيعة إلى الحكم إلى جانب الدولة الشيعية فى إيران.
ومن حين إلى آخر تتفشى حالات من الذعر فى وسائل الإعلام مشابهة للغاية فى لهجتها لما يوجد فى مقالات الصحف الغربية التى تدعى أن المسلمين يستولون على أوروبا. فقد حذرت إحدى المجلات المصرية من الخطر الحقيقى الذى تواجهه مصر والدول السنية الأخرى والذى يتمثل فى إمكانية تحويلها إلى المذهب الشيعى.
وينظر إلى الشيعة فى الدول السنية باعتبارهم جواسيس، ولاؤهم طائفى وليس وطنيا. ويبدو أن القبض على شحاتة قد دعمه زيارتان قام بهما إلى إيران على الرغم من أنه تزامن أيضا مع اعتقال خلية حزب الله. ولا يوجد كثير من حالات التحول من السنة إلى الشيعة الذين يمثلون أقل من 15% من المسلمين فى العالم.
ويرى الكاتب أنه على الرغم من أفعال الحكومة الإيرانية الشيعية، فيما يتعلق ببرنامجه النووى، إلا أن المسلمين الشيعة فى الدول السنية لهم كل الحق فى ممارسة عقائدهم ويحاولون إذا أرادوا تحويل الآخرين إلى مذهبهم. وربما يثير هذا قلق النظم السنية، لكنه يقلق أيضا العناصر الوهابية السلفية الذين لم يواجهوا من قبل تحدى لنهجهم.