الفرق بين ثبوت القرءان وثبوت السُنَّة
ونقل القرءان ونقل السُنَّة.
• كثير ممن يدافعون عن المنهج السلفي يسألون أسئلة تدل على ضعف كيانهم الفكري، فهم يعتبرون بأن الصحابة هم من نقلوا لنا القرءان وهم أيضا من نقل لنا السُنَّة النبوية القولية.
ويبنون على ذلك تساؤل نتيجة.... وهو لماذا نصدق القرءان ولا نصدق السُنَّة؟؟؟!!!.
• وهم يتعامون عن أن النبي كان يأمر بكتابة القرءان وينهى عن كتابة الأحاديث، فلو كانت السُنّة دينًا ما أهمل النبي والخلفاء جمعها وهذا فارق ضخم في أسلوب وصول هذه النصوص وتلك.
• وهم لا يدركون بأن الخلفاء الراشدين أعادوا تدوين القرءان وتجميعه ولم يدونوا السُنَّة ولم يجمعونها.
• وهم لا يدركون بأنه قد انتشر الكذب على رسول الله إبان حياته وبعد وفاته مما تأثرت به السُنَّة ولم يتأثر به القرءان.... {وَيَقُولُونَ طَاعَةٌ فَإِذَا بَرَزُواْ مِنْ عِندِكَ بَيَّتَ طَآئِفَةٌ مِّنْهُمْ غَيْرَ الَّذِي تَقُولُ وَاللّهُ يَكْتُبُ مَا يُبَيِّتُونَ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ وَكَفَى بِاللّهِ وَكِيلاً }النساء81.
• وهم لا يدركون بأن جمع السُنَّة جاء وسط زخم سياسي إبان فرقة المسلمين واقتتالهم مما تأثرت به تلك المدونات. لذلك تجد بالسُنَّة مرويات لهذا لأنه أموي ولا تجد لهذا لأنه كان مع علي بن أبي طالب.
• وهم لا ينتبهون بأن الله تعهد بحفظ القرءان ولم يتعهد بحفظ السُنَّة... {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ }الحجر9.
• وهم لا يدركون بأن القرءان يحمل دلائل صدقه وبراهين ثبوته في كل عصر بينما تحمل السُنَّة دلائل كذبها في متونها المدسوسة عليها.
• أن تلاوة القرءان يتم التعبد بها بينما لا يتم التعبد بتلاوة السُنّة.
• وأن للقرءان بداية ثابتة وهي [بسم الله الرحمن الرحيم] ونهاية ثابتة وهي آية [من الجنة والناس] بينما كتب الحديث تبدأ على هواها وتنتهي بهوى مختلف وفقا لمن لملمها وجمعها.
• أن الله تكفل هو [سبحانه] بجمع القرءان ...{إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ }القيامة17.....ولم يكن هناك حينها سُنن مدونة أصلا.
• أن الله هو قائل القرءان....بينما السُنّة هي كلام ليس من فم رسول الله لكنه كلاما منسوبا له أنه قال بذلك....وبالطبع فإن هناك فارقا ضخما بين القول والكلام وفارقا بين ما تقوله أنت وما تتم نسبته إليك.
• أن من وضعوا كتب السُنّة القولية كان لكل منهم منهاجا خاصا في التوثيق والاعتماد فاختلفوا واختلف كل صحيح عن الآخر رغم معاصرتهم لبعضهم البعض ...بينما منهجية القرءان فهي ثابته وواحدة لم تتبدل ولم يضعها بشر.
• وهم لا يريدون أن يفكروا في التشكيك الحادث على السُنَّة من أساتذتها فبينما يعتمد هذا المحدث ذاك الحديث فإن الآخر لا يعتمده لهذا كثرت كتب الصحاح رغم معاصرة أكثر المحدثين لبعضهم البعض.
• وأضرب لذلك المثل بواقعة رجم الغامدية كيف يكون حديثا يرويه واحد من الصحابة [إن كان قد حدث] بينما المفترض أن رجمها شاهده طائفة من المؤمنين...فهل يوجد بالقرءان هذا التفاوت.
• وهم يتصورون بأن السُنَّة القولية صالحة لكل زمان ومكان كالقرءان بينما الحقيقة ان أغلبها صالح لمن قيلت له فقط وليس أدل على ذلك من حديث [تسعة أعشار الرزق في التجارة] فما بالنا بالصناعة والزراعة والبحث العلمي؟.
• ولست أدري أي سُنّة يراها المعاتيه في رجل يمص لسان زوجته وهو صائم ويعتبرون ذلك من السُنن.
• وأي سُنّة في رجل يطوف على نسائه التسع بغسل واحد في ليلة واحدة.
• وأي سُنّة في رجل يقوم بقطع أيدي خصومه وأرجلهم ويسمر أعينهم ويتركهم بالحرة يعضون الحجارة .
• وأي سُنّة فيمن يباشر زوجته وهي حائض من خلف إزار.
• وأي سنة فيمن يحاول الانتحار مرارا وتكرارا.
• وأي سنة في الأمر بإرضاع المرأة للرجل البالغ الكبير.
• وأي سنة التي تقربك إلى الله في التداوي بأبوال الإبل.
• وأي سنة في القول بأن أمي وأمك ناقصة عقل ودين.؟.
• وأي سنة في مخالفة آيات كتاب الله بما هو منسوب لرسول الله مما يسمونه سنة نبوية.
• كل العناصر السابقة وغيرها أكثر قاله الأغبياء وروته كتب يسمونها بالصحاح عن سيدنا رسول الله ....فهل تكون تلك الكتب المسماة بالصحاح تحكي تاريخا أم تحكي سننا.....وياليته تاريخا صحيحا..........ما أرى من يعتبرها سنة إلا معاتيه.
ومن براهين أن القرءان يحمل في طياته دلائل صدقه على مر العصور تجد ما يلي:
1. فمن كان يعلم أيام أوائل القرن السابع الميلادي حين نزل القرءان أن هناك ما يسمى حبوب اللقاح تحملها الرياح لتلقيح الأشجار لتنبت الثمار {وَأَرْسَلْنَا الرِّيَاحَ لَوَاقِحَ فَأَنزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَسْقَيْنَاكُمُوهُ وَمَا أَنتُمْ لَهُ بِخَازِنِينَ }الحجر22
2. ومن كان يعلم بالقرن السابع الميلادي مراحل تطور الجنين في رحم المرأة {ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَاماً فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْماً ثُمَّ أَنشَأْنَاهُ خَلْقاً آخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ }المؤمنون14.
3. ومن كان يعلم بثبات الدورة الفلكية لنعلم منها عدد السنين والحساب
4. ومن كان يعلم بأوائل القرن السابع الميلادي بأن قعر البحر مسجور الآن [والبحر المسجور].
5. ومن منهم كان يعلم بأن الحديد ليس من أديم الأرض بل تم إنزاله بعد ذلك على الأرض [....وَأَنزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ }الحديد25.
6. ومن كان يعلم بأن الضغط الجوي يختلف باختلاف الارتفاعات، وذلك من قوله سبحانه {فَمَن يُرِدِ اللّهُ أَن يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلإِسْلاَمِ وَمَن يُرِدْ أَن يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقاً حَرَجاً كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاء كَذَلِكَ يَجْعَلُ اللّهُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ }الأنعام125
7. ومن كان يعلم بأن الجبال لها أعماق لأأسفل منها بباطن الأرض كالأوتاد [والجبال أوتادا].
8. ومن كان يعلم الفرق بين النور والضوء فذكر الله أن للشمس ضياءا وللقمر نورا وبعد ذلك بألف سنة اكتشف العلماء بأن الضوء يكون مع حرارة ومن مصدر أصلي كالشمس، أما النور فيكون انعكاس للضوء كنور القمر. {هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاء وَالْقَمَرَ نُوراً وَقَدَّرَهُ مَنَازِلَ لِتَعْلَمُواْ عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ مَا خَلَقَ اللّهُ ذَلِكَ إِلاَّ بِالْحَقِّ يُفَصِّلُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ }يونس5.
9. ومن كان يعلم أن الأرض كالبيضة تسبح في الفراغ....[والأرض بعد ذلك دحاها].
10. ومن كان يعلم من السابقين كل ما سبق إلا بفضل الله علينا وهو القائل [سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق].
لذلك فالقرءان يحمل دلائل صدقه على مر العصور ولا يعلمها إلا العالمون، ولذلك أمرنا الله بالقراءة فيه......فهل أمرنا الله بقراءة السُنَّة.
أما السُنَّة القولية فتحمل دلائل هدمها في ذاتها بما تحمله من دسائس ليست منها، واختلاف جامعوها من المحدثين الكبار بين بعضهم حتى أنشأ كل منهم لنفسه صحيحا لنفسه، لذلك لا يحق لأحد أن يقارن طريقة نقل السُنَّة وحفظها بطريقة نقل القرءان إلينا وحفظه....كما لا يحق لأحد أن يقارن طريقة ثبوت السنة بطرق ثبوت القرءان....ولا طرق حفظ القرءان بطرق حفظ السنة.....وقد نشرنا ذلك المنشور منذ أكثر من خمس سنوات ونرى ضرورة إعادة نشره
محام بالنقض ومحكم دولي وكاتب إسلامي
مقال جميل جدا للأخ احمد عبده ماهر ، ولكن هل من أطوار الجنين ان العظم قبل اللحم ؟!