قبل تدويل أزمات اليمن.. هل من وسيط عربي؟

اضيف الخبر في يوم الأربعاء ٢٩ - يوليو - ٢٠٠٩ ١٢:٠٠ صباحاً. نقلا عن: إسلام اون لاين


المتحدث باسم اللقاء المشترك المعارض:

قبل تدويل أزمات اليمن.. هل من وسيط عربي؟

خالد البرديسي
جنوبيون يطالبون بالانفصال عن الشمال السبت الماضي
"جامعة الدول العربية أو دولة أو شخصية عربية تريد خير اليمن مدعوة للقيام بجهد من أجل إعادة اللحمة للشعب اليمني، الذي تهدده أخطار التدخل الدولي في شئونه بسبب تواجد تنظيم القاعدة على أراضيه وأعمال القرصنة المنتشرة في خليج عدن".



الدعوة السابقة أطلقها نايف القانص المتحدث باسم اللقاء المشترك المعارض -وهو تكتل يضم عدد من الأحزاب السياسية اليمنية المعارضة- في سياق حديثه حول "أهمية قيام حوار فوري وسريع بين جميع القوى والأطياف اليمنية في الداخل والخارج، معارضة وحكومة، حتى يتم حقن الدماء في شمال وجنوب اليمن"، على حد تعبيره.

وأردف القانص في تصريحات لـ"إسلام أون لاين.نت": "نحن في اللقاء المشترك نرحب بأي جهد لجامعة الدول العربية أو من أي دولة أو شخصية عربية تريد الخير لليمن بعيدا عن أي مصلحة سياسية خاصة بها في رعاية حوار يضم جميع القوى الوطنية اليمنية".

طالع أيضا:
محللون: اليمن على شفا حرب أهلية
دراسة أمريكية: اليمن"الفاشلة" ستصبح "أفغانستان القادمة"
اعتقالات وتوترات بجنوب اليمن في ذكرى حرب 94
اليمن..7 قتلى في الشمال واستمرار التوتر بالجنوب

وأضاف: "نحن دولة عربية، والجامعة العربية هي بيت العرب، ونرحب بأي جهد تقوم به لإنهاء المشكلات الموجودة في اليمن، سواء في صعدة شمالا أو حيال الاحتجاجات التي بدأ البعض يطالب فيها بالانفصال جنوبا".

وتشهد المحافظات الجنوبية في اليمن بشكل شبه يومي مظاهرات تدعو إلى انفصال الجنوب عن الشمال منذ مارس 2006؛ احتجاجا على ما تعتبره القوى الداعية للانفصال نهبا لثروات الجنوب تمارسه السلطة المركزية في الشمال، وخلفت تلك التظاهرات عشرات القتلى والجرحى.

ولقي ثمانية على الأقل حتفهم في اشتباكات بين قوات الأمن ومسلحين الخميس الماضي في تجمع للمعارضة بمحافظة أبين الجنوبية، وتم تنظيم التجمع للمطالبة بالإفراج عن محتجزين ألقي القبض عليهم خلال اضطرابات وقعت مؤخرا.

استجابة الحزب الحاكم

لكن القانص شدد على أن "أي جهد عربي لن يكتب له النجاح ما لم يستجب الرئيس علي عبد الله صالح للحوار المفتوح غير المشروط.. فالمشكلة في صالح وحزب المؤتمر الحاكم أنه لا يعترف بوجود مشكلات في بلاده من الأساس.. وهنا مكمن الخطر".

وفي السياق ذاته اعتبر محمد الغباري، المحلل السياسي اليمني، أن "قبول الحزب الحاكم لمبدأ الحوار الوطني سيساهم بشكل كبير في الحد من المخاطر التي تحدق باليمن في اللحظة الراهنة".

وأضاف الغباري في تصريحات لـ"إسلام أون لاين.نت": "مهما يكن من أمر الاحتجاجات في الجنوب فإنها ما تزال قابلة للسيطرة عليها عبر الحوار ومزيد من الاهتمام الخدماتي بالمحافظات الجنوبية، وأنا من المؤمنين بأنه من غير اقتناع حزب المؤتمر بأهمية الحوار في حل مشكلات اليمن، فلن تنجح أي مساع داخلية أو عربية لإخراج اليمن من مخاطر الانفصال".

وقال مصدر أمني لوكالة رويترز: "إن مسلحين قتلوا أربعة جنود يوم الثلاثاء (الماضي) في كمين بجنوب البلاد، الذي شهد عددا من المظاهرات سقط خلالها قتلى في الشهور الأخيرة احتجاجا على الحكومة المركزية".

وأضاف المصدر أن جنديا خامسا أصيب في الهجوم بمحافظة أبين إلى الشرق من عدن، واتهم ما وصفها بـ"عناصر هدامة" بارتكاب الهجوم، ولكنه لم يذكر المزيد من التفاصيل.

مخاوف التدخل الأجنبي

وحذر المتحدث باسم اللقاء المشترك المعارض من استمرار رفض النظام الحاكم للحوار مع القوى الوطنية، وعدم اهتمام العرب بمعالجة ما يحدث في اليمن؛ "لأن ذلك قد يقوده إلى مخاطر التدويل والتدخلات الخارجية، من قبل دول كبرى طامعة في موقعه الإستراتيجي".

وأردف القانص أن "اليمن بوضعه الراهن لا يفتقد الحجة التي يستغلها أي طامع للتدخل في شئونه، فتواجد القاعدة على أراضيه يخدم أي دولة تريد العبث باليمن، كما أن القراصنة المنتشرين في خليج عدن حجة أخرى للتدخل".

وحذر من أنه "ما لم يقف اليمنيون مع أنفسهم وقفة جادة ومسئولة سلطة ومعارضة ويحلون مشاكلهم، فإن الأمم المتحدة ستتدخل لفصل جنوب اليمن عن شماله سلميا، وحينها ستتعقد الأمور أكثر ولا نستطيع عمل شيء".

وكان الرئيس صالح قد وقع إعلان الوحدة اليمنية مع علي سالم البيض رئيس الشطر الجنوبي في الثاني والعشرين من مايو 1990، وبموجب اتفاقية الوحدة أصبح الشطران يمنا واحدا، وأصبح صالح رئيسا لليمن الموحد، والبيض نائبا له.

لكن سرعان ما ظهرت دعاوى جديدة للانفصال في أبريل 1994 في وادي "دوفس" بمحافظة أبين الجنوبية، ومن ثم تفجرت حرب دموية شرسة عُرفت بحرب الانفصال أو حرب الألف ساعة، وانتهت بتسليم الانفصاليين سلاحهم للقوات الحكومية، وتم إعادة الوحدة في السابع من يوليو 1994، وأصبح صالح الرئيس بعد أن كان لقبه "رئيس مجلس الرئاسة" في أكتوبر 1994.

ويتكون تحالف أحزاب اللقاء المشترك من حزب التجمع اليمني للإصلاح، الحزب الاشتراكي اليمني، الوحدوي الشعبي الناصري، حزب البعث، اتحاد القوى الشعبية، وحزب الحق.

دعوة للوحدة

وكان الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، الذي يترأسه العلامة الشيخ يوسف القرضاوي، قد دعا إلى الحفاظ على الوحدة اليمنية ووضع مصالح الأمة والشعب اليمني فوق كلّ اعتبار، معربا عن قلقه البالغ مما يجري من أحداث ومشكلات تستهدف وحدة اليمن.

وطالب الاتحاد في البيان الختامي لاجتماع مجلس الأمناء الخامس للاتحاد الذي انعقد في مدينة إستانبول التركية يومي 6 و7 يوليو الجاري، المعارضة اليمنية إلى الحفاظ على الوحدة مهما كان الثمن؛ قطعا للطريق على التدخلات الخارجية.

ودعا الاتحاد جميع اليمنيين إلى الجلوس معا لحل كل المشكلات والتحلي بالحكمة التي وصفهم بها الرسول الكريم صلى الله عليه وآله و سلّم، مطالبا الحكومة اليمنية بتعزيز قيم العدل والشورى والتنمية في جميع مناطق اليمن.

اجمالي القراءات 3461
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق