حوار شفاف فى لندن مع الرعية

اضيف الخبر في يوم الجمعة ٠٣ - يوليو - ٢٠٠٩ ١٢:٠٠ صباحاً. نقلا عن: انقاذ مصر


قرأت مؤخرا ضمن زحمة حملة التحضير للتوريث ، والتى يستمر إعلام النظام فى شنها دون هوادة ، خبرا نشرته الأهرام بتاريخ 30 مايو 2009 تحت عنوان " الحكومة تتعهد باستمرار الحوار مع المصريين بالخارج للاستفادة منهم في التغيير" قالت فيه:



"تعهدت الحكومة باعطاء دفعة جديدة لخطة رعاية المصريين بالخارج وأكدت أن الاهتمام بالمغتربين يظل علي رأس أولويات السياسة الخارجية المصرية‏,‏ وأعلنت الاستجابة لمطلب المغتربين بتمكينهم من ممارسة حق التصويت في الانتخابات‏,‏ وقال السفير محمد الضرغامي مساعد وزير الخارجية للشئون القنصلية والمصريين بالخارج أن الحكومة حريصة علي فتح قنوات للحوار الشفاف والصريح مع المغتربين في مختلف انحاء العالم‏,‏ وأشار في لقاء الوفد المصري رفيع المستوي مع التجمعات المصرية في بريطانيا الي قناعة القيادة المصرية بأن التغيير يحتاج الي المشاركة والتواصل مع المصريين في الخارج‏.‏ وكان الوفد الذي يضم ثمانية أعضاء من مختلف مؤسسات الدولة الخدمية والدبلوماسية والسياسية قد بدأ أمس الأول لقاءاته في لندن مع ممثلي التجمعات المصرية في بريطانيا وقال الضرغامي ان زيارة لندن هي الأولي ضمن جولة ستقوم بها وفود مماثلة الي مختلف دول أوروبا قريبا‏.‏ وأكد المسئول الدبلوماسي قناعة الحكومة بأن هناك مسئولية تضامنية بينها وبين المغتربين المصريين أنفسهم لحل مشاكلهم وأشار الي استعداد مصر للانصات باهتمام ودراسة أية مقترحات تحقق هدف ربط مصر بأبنائها في الخارج‏.‏ من ناحيه‏,‏ أعلن السفير وائل أبو المجد نائب مساعد وزير الخارجية لشئون حقوق الإنسان أن مشاركة المصريين المغتربين في التصويت في الانتخابات مسألة محسومة وكشف ردا علي تساؤلات خلال اللقاء ـ انه تجري الآن دراسة حلول للمشاكل التي قد تعيق تنفيذ القرار‏,‏ وأشار الي ان من بين تلك المشاكل تحقيق الرقابة القضائية علي الانتخابات ونفي أن يكون هناك أي قرار‏,‏ كما قيل بحرمان المصريين من حق التصويت‏.‏"

بقدر ما شدنى عنوان الخبر لكى أفتح الخبر نفسه بقدر ما أصبت بخيبة أمل عندما قرأت ماحواه من كلام لا علاقة له بالتغييرباستثناء الإشارة إلى "قناعة القيادة المصرية بأن التغيير يحتاج إلى المشاركة والتواصل مع المصريين فى الخارج". لكن السفير الضرغامى نسى أن يشرح للعامة أمثالى ، والذين يعيشون بعيدا عن أرض الواقع الكارثى فى مصر ، ماهو التغيير الذى يتحدث عنه. هل هو تغيير النظام المصرى ؟ أو تغيير الأحوال فى مصر؟ أو تغيير الدستور؟ - أم أنه تغييرالحاكم بتنصيب إبنه مكانه؟.
التغييرهو كلمة ، كالحب والسعادة . . والإرهاب ، ذات معانى كثيرة تتوقف على من يقولها ومن يسمعها. فهناك الكثير من المصريين الذين يؤمنون بأن التغيير يعنى "تغير النظام الحالى الفاسد". وهناك من يعتقدون بأنه يكفى تغيير رئيس الجمهورية أو الحكومة أو كلاهما. وحتى تلك التغيرات تنقسم إلى أنواع مثل التغيير الحقيقى و التغيير الديكورى و التغيير من أجل التغيير.

وكما لم تقل لنا الأهرام من هم ممثلوا التجمعات المصرية فى لندن وما هى تلك التجمعات ، فأن السفير الضرغامى لم يقل للقارئ المصرى فى داخل مصر وخارجها ماذا يقصد بالمصريين فى الخارج؟. هل هم "كل المصريين" بما فيهم المعارضين أم أنه كان يتحدث عن شلل الأنس الموالية للسفارات المصرية والمستفيدة منها بأشكال كثيرة وبطرق مختلفة – مثل ما يسمى بالجالية المصرية فى بريطانيا- أو بالأحرى فى لندن.
وهنا أسأل لماذا لم يسمع الكثير من المصريين المقيمين فى بريطانيا بلقاء الوفد المصرى مع ماسموه بالتجمعات المصرية فى بريطانيا؟. وأسأل أيضا كم عدد المصريين الذين حضروا اللقاء من بين 20 إلى 30 ألف مصرى ومصرية فى بريطانيا؟ ( والله أعلم لإن سفارة مصر فى لندن لا تهتم بتلك الأرقام ولا أعتقد أنها على علم بها ). ثم أسأل: كيف نسى الديبلوماسى الكبير أن يوجه دعوة لحضور اللقاء إلى كل المصريين ولو حتى ليشاركوا فى اللقاء على الإنترنت؟- اليس تلك هى أبسط قواعد الديبلوماسية؟

الأسوأ من ذلك هو تصريحات السفيرين الضرغامى وأبو المجد التى نسبت معظم الكلام لمصر وليس للنظام أو الحكومة أو رئيس الوزراء وكأن مصر هى التى تصدر القرارات وتنفذها. لكن يبدوا أنه ليس هناك من يريد تحمل أى مسؤولية رغم العدد الضخم من "مسؤولى" الحكومة الذين يطلون علينا بأعداد كبيرة ولمدد طويلة من خلال شاشة برنامج "البيت بيتك".

بدلا من " استعداد مصر للانصات باهتمام ودراسة أية مقترحات تحقق هدف ربط مصر بأبنائها في الخارج" كان من الأفضل أن يسمى لنا السفراء المسؤول أو المسؤولين الذين هم على استعداد للإنصات ودراسة مقترحاتنا حتى يمكننا الإتصال بهم حيث أنه ليس فى الإمكان الإتصال بأى مسؤول مصرى ولو حتى فى السفارة المصرية فى لندن.

مسك الختام فى خبر الأهرام المقتضب كان ‏إعلان السفير وائل أبو المجد نائب مساعد وزير الخارجية لشئون حقوق الإنسان أن مشاركة المصريين المغتربين في التصويت في الانتخابات مسألة محسومة- ذلك لإن المسؤول عن حقوق الإنسان فى وزارة الخارجية قد فسر الماء بعد جهد بالماء. ولا أعلم ماذا قصد بأنها "مسألة محسومة"؟ هل قصد السفير أن مسألة التصويت قابلة للجدل والفصال؟ يبدوا أن تلك هى الحقيقة وأن النظام قد غير منهجه من المواجهة إلى المواربة فى بعض الأمور باستثناء المظاهرات وحرية الفكر والرأى التى مازلا النظام يرى أن العنف هو الطريقة الوحيدة لمواجهة الأزمات. فرغم أن السفير أبو المجد بدأ كلامه بالأنباء السعيدة وهى أن قضية التصويت للمصرين فى الخارج محسومة إلا أنه ، على الطريقة الإنجليزية ، أعقب ذلك بأن هناك مشاكل قد تعيق عملية التصويت.وحتى يوضح بما لا يقبل الشك أن التصويت لن يحدث وحتى لا يدعى المغرضون أنه لم يكن واضحا قال أن " من بين تلك المشاكل تحقيق الرقابة القضائية علي الانتخابات" – وكأن 20 ألف مصرى ممكن يؤثروا على نتائج الإنتخابات أمام 400 ألف من أعضاء حزب النظام وأضعافهم من المستفيدين من النظام. كلام غريب من تابع لنظام دأب على الغش والتزوير لأكثر من 30 عاما فى كل شيئ بداية بالإنتخابات.
يا جناب السفيرأبو المجد ، لو كنا لصوص ومزورين لما بقينا هنا ولكن قد عدنا لمصر منذ سنين واستقلينا قطار المهلبية وبقينا مليارديرات مثل أسيادك أحمد عز وأمثاله. وأقول لك أيضا أنه لو طال عمر النظام لا قدر الله ولو دعوتونا للتصويت فى تمثيليتكم الإنتخابية القادمة فسوف نرفض تماما الإشتراك فى انتخابات مزورة "محسومة" نتيجتها من الآن لصالح ولى عهد مصر اللص جمال حسنى.

اجمالي القراءات 3473
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق